البحث

عبارات مقترحة:

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

الواحد

كلمة ( الواحد ) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني: الانفراد بالشيء والتميز فيه، كما يقال: ورجل واحد: متقدم في بأس أو علم أو غير ذلك، وهو اسم من أسماء الله الحسنى يدل على إثبات وحدانية الله تعالى، وأوّليّته قبل كل الموجودات. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

لفظ (الواحد) على وزن (فاعِل) من (وَحَدَ)، وهو أول العدد، قال ابن فارس: «والواو والحاء والدال أصل واحدٌ يدلُّ على الانفراد» "المقاييس" (6/90)، ورجل واحد: متقدم في بأس أو علم أو غير ذلك، كأنه لا مثل له فهو وحده لذلك. "الصحاح" للجوهري (2/547)، واستأحد الرجل: بمعنى انفرد "الصحاح" للجوهري (2/440). فله في اللغة معنيان: أول العدد، والشيء المنفرد.

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على إثبات وحدانية الله تعالى، وهي ثابتة له سبحانه في ذاته، وصفاته، فأما في ذاته فلأنه لا إله بحق إلا هو، وأما في صفاته فلأن صفاته جميعها صفات كمال، وليس ذلك إلا له، فهو المنفرد الذي لا نظير له ولا وزير ولا نديد ولا شبيه ولا عديل، ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله عز وجل لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله. انظر "تفسير ابن كثير" (8/497)، قال الخطابي رحمه الله: «الواحد: هو الفرد الذي لم يزل وحده، ولم يكن معه آخر. وقيل هو المنقطع القرين، المعدوم الشريك، والنظير» "شأن الدعاء" (ص82).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما واضحة بيّنة؛ فإن ما جاء في اللغة موافق لما جاء في الاصطلاح غير مخالف له، إلا أن الإطلاق الاصطلاحي يدل على الذات والوصف معًا، أما الوضع اللغوي فيدل على الوصف فحسب.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات وحدانية الله تعالى في ذاته وصفاته.

الفروق

الفرق بين الواحد و الأحد

الفرق بين اسم (الأحد) واسم (الواحد) أن الأحد لا يستعمل مع العَدِّ، أما الواحد فيَلِيه؛ فلا يقال: أحد إثنان ثلاثة...، ولا يقال: رجل أحدٌ على سبيل العدّ، بل يقال: واحد اثنان ثلاثة، ويقال: رجلٌ واحد، وهذا معنى قول الخطابي: «ومما يفترقان به في معاني الكلام: أن الواحد في جنس المعدود، وقد يفتتح به العدد، والأحد ينقطع معه العدد». "شأن الدعاء" (ص82)، وذكر الزجاج فرقًا آخر فقال: «أن الواحد يفيد وحدة الذات فقط، والأحد يفيده بالذات والمعاني». "تفسير الأسماء" (ص59). انظر: الأحد

الأدلة

القرآن الكريم

الواحد في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (الواحد) في القرآن الكريم في أكثر من (20) موضعًا، منها: · وقوله: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ﴾ [المائدة: 73] قال ابن عاشور: «وقوله: (وما من إله إلا إله واحد) عطف على جملة (لقد كفر) لبيان الحق في الاعتقاد بعد ذكر الاعتقاد الباط.» "التحرير والتنوير" (8 /282). · وقوله: ﴿لِمَنِ المُلْكُ اليَوْمَ لِلَّهِ الواحِدِ القَهّارِ﴾ [غافر: 13]، وفي بيان علة اقتران اسم الله (الواحد) باسمه (القهّار) يقول ابن القيم: «لا يكون القهار إلا واحدًا، إذ لو كان معه كفؤٌ له فإنْ لم يقهره لم يكن قهّارًا على الإطلاق، وإن قهره لم يكن كفؤًا، فكان القهّارُ واحدًا» "الصواعق المرسلة" (3/1018).

السنة النبوية

الواحد في السنة النبوية
· جاء اسم الله (الواحد) في حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما في ذكر النبي : كان إذا تَضَوَّرَ منَ الليلِ قال: «لا إلهَ إلَّا اللهُ الواحدُ القهارُ ، ربُّ السمواتِ والأرضِ وما بينهما العزيزُ الغَفَّارُ» أخرجه النسائي في السنن الكبرى (10700)، وابن حبان (5530) باختلاف يسير، وابن منده في التوحيد (303) واللفظ له. · وجاء أيضًا في حديث الأسماء المشهور عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ حيث قال: «إنَّ للهِ تسعةً وتسعينَ اسمًا مائةً غيرَ واحدةٍ، مَن أحصاها دخلَ الجنَّةَ» فعدَّها وذكر منها: «الواحد». الترمذي (3507)

العقل

العقل يثبت وحدانية الله تعالى بأدنى تفكير؛ فقيام ملِكَين على مدينة واحدة مثلًا يفسدها، فكيف بمقام الألوهية؟! فوجود أكثر من إله واحد مستحيل عقلًا، لأنهم إما أن يخلقوا ويحكموا معًا فينفرد كل إله بما خلق، وينعدم انتظام الوجود، وهذا ليس كائنًا لأن المشاهَد أن الوجود منتظم كما قال تعالى: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ﴾ [ الملك: 2]، وإما أن يعمل ويحكم واحد دون غيره وهذا لا يكون أيضًا؛ لأن المتعطّل لا يستحق الألوهية. فكان انتظام العالم وعدمُ فساده، وعدم أحقيّة المتعطِّل بالألوهيّة: دليلًا على أنه ليس هناك إلا إله واحد لا شريك له. انظر "المنهاج الأسنى" لزين شحاتة (1/101).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

· الإيمان بهذا الاسم الجليل له ثمرة عظيمة على المؤمن، من أعظم ذلك: أن الإيمان بهذا الاسم هو الإيمان بوحدانية الله تعالى، وهو لبُّ عقيدة المسلم الذي لا تقوم ولا تصح دونه. · ومما يورثه الإيمان باسم الله الواحد هو التعلّق بالله عز وجل، بوصفه تعالى خالقًا واحدًا، فلا يستحق العبادة أحدٌ إلّاه، كما قال عندما سأله ابن مسعود رضي الله عنه: أي الذنب أكبر عند الله؟ قال : «أن تدعو لله ندًّا وهو خلَقك» البخاري (4207) ومسلم (86). وليس سواه رازقًا ومعينًا أوحدَ، لا يستحقُّ التعلق والاستعانة والتوكل إلا هو جل جلاله، قال الله تعالى: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 29] قال سيد قطب رحمه الله: «يضرب الله المثل للعبد الموحد والعبد المشرك بعبد يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضاً فيه، وهو بينهم موزع؛ ولكل منهم فيه توجيه، ولكل منهم عليه تكليف؛ وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج ولا يستقيم على طريق؛ ولا يملك أن يرضي أهواءهم المتنازعة المتشاكسة المتعارضة التي تمزق اتجاهاته وقواه‏!‏ وعبدٍ يملكه سيد واحد، وهو يعلم ما يطلبه منه، ويكلفه به، فهو مستريح مستقر على منهج واحد صريح‏.‏‏.‏ ‏﴿‏هل يستويان مثلاً‏؟‏‏﴾ إنهما لا يستويان‏.‏ فالذي يخضع لسيد واحد ينعم براحة الاستقامة والمعرفة واليقين‏.‏ وتجمع الطاقة ووحدة الاتجاه، ووضوح الطريق‏.‏ والذي يخضع لسادة متشاكسين معذب مقلقل لا يستقر على حال ولا يرضي واحداً منهم فضلاً على أن يرضي الجميع‏!‏ وهذا المثل يصور حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك في جميع الأحوال‏؛ ‏فالقلب المؤمن بحقيقة التوحيد هو القلب الذي يقطع الرحلة على هذه الأرض على هدى، لأن بصره أبداً معلق بنجم واحد على الأفق فلا يلتوي به الطريق‏.‏ ولأنه يعرف مصدراً واحداً للحياة والقوة والرزق، ومصدراً واحداً للنفع والضر، ومصدراً واحداً للمنح والمنع، فتستقيم خطاه إلى هذا المصدر الواحد، يستمد منه وحده، ويعلق يديه بحبل واحد يشد عروته‏.‏ ويطمئن اتجاهه إلى هدف واحد لا يزوغ عنه بصره‏.‏ ويخدم سيداً واحداً يعرف ماذا يرضيه فيفعله وماذا يغضبه فيتقيه‏.‏‏.‏ وبذلك تتجمع طاقته وتتوحد، فينتج بكل طاقته وجهده وهو ثابت القدمين على الأرض متطلع إلى إله واحد في السماء‏.‏‏.‏ ويعقب على هذا المثل الناطق الموحي بالحمد لله الذي اختار لعباده الراحة والأمن والطمأنينة والاستقامة والاستقرار» "في ظلال القرآن" (5/3049).

المظاهر في الكون والحياة

من مظاهر وحدانيّة الله عز وجل، وحدانيّة خلقه، فالمتأمل في الكون يرى أنه خُلِق بإرادة واحدة لا بإرادتين، وربطت أجزاءَه حكمةُ خالق واحد، فهو تامُّ الانتظام لا يخرج شيء منه عمّا وضع عليه، وهذا ينطبق على الوجود بأسره من أكبر الكواكب والنجوم والمجرات إلى أصغر الموجودات كالذرة ومكوناتها، كلها تظهر إتقان الخالق ووحدانيته وانفراده في الخلق والأمر، كما قال سبحانه: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ [الأعراف: 54]

أقوال أهل العلم

«الواحد: هو الفرد الذي لم يزل وحده بلا شريك، وقيل؛ هو الذي لا قسيم لذاته ولا شبيه له ولا شريك، وهذه صفة يستحقها بذاته» البَيْهَقِي "الاعتقاد"(ص 63)
«وليس كسائر الآحاد من الأجسام المؤلفة؛ إذ كل شيء سواه يدعى واحدًا فهو واحد من جهة غير واحد من جهات» حَمْد الخَطَّابي "شأن الدعاء" (ص82)
«والعبد إنما يكون واحدًا إذا لم يكن له في أبناء جنسه نظير في خصلة من خصال الخير، وذلك بالإضافة إلى أبناء جنسه وبالإضافة إلى الوقت؛ إذ يمكن أن يظهر في وقت آخر مثله، وبالإضافة إلى بعض الخصال دون الجميع فلا وحدة على الإطلاق إلا لله تَعالى» الغَزالي "المقصد الأسنى" (ص133)