القدير
كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «ألا هل أُنَبِّئُكم ما العَضْهُ؟ هي النَّميمة القَالَةُ بين النّاس».
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
أراد النبي ﷺ أن يحذِّر أُمَّتَه مِن الـمَشْي بينَ النَّاس بالنَّمِيمَة، بنَقْل حديث بعضهم في بعض على وَجْه الإفساد بينَهم، فافتتح النبي ﷺ حديثه بصيغة الاستفهام والسؤال؛ ليكون أَوْقَع في النُّفُوس، وأَدْعَى للانتباه، فسألهم: «ما العَضْهُ» أي: ما الكذب والافتراء؟ وفُسر أيضا بالسحر. ثم أجاب عن هذا السؤال: بأن العَضْهَ هو نَقْلُ الخُصُومة بين الناس؛ لأن ذلك يَفْعَلُ ما يَفْعَلُه السِّحْرُ مِن الفساد، والإضرار بالناس، وتَفْريق القُلُوب بين الـمُتَآلِفَيْنِ، وقَطْع الصِّلَة بين الـمُتَقَارِبَيْنِ، ومَلْء الصُّدُور غَيْظًا وحِقْدًا، كما هو الـمُشَاهَدُ بين النَّاس.
ألا | أداة استِفْتَاح، والغَرَض تَنْبِيهُ الـمُخاطَب، والاعتناءُ بما يُلْقَى إليه؛ لأهمِّيته. |
أنبئكم | أي: أُخْبِرُكم. |
العضه | العَضْهُ في الأصل: البَهْت وهو افتراء الكذب، وفسَّرها النبي -صلى الله عليه وسلم- هنا بالنَّمَيمَة؛ لأنَّ النَّمِيمَة غالبًا لا تَخْلُو مِن البُهْت. |
النميمة | نَقْلُ الكلام مِن شَخْص إلى آخرَ على وَجْهِ الإفساد. |
القالة | هي كثرة القَوْل، وإيقاع الخُصُومة بينَ النَّاس بما يُحْكَى للبعض عن البعض. |