الشهيد
كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...
عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنَّ أكثرَ مُنافِقي أُمَّتي قُرَّاؤها».
[صحيح.] - [رواه أحمد.]
الحديث فيه ذم قُرَّاء القرآن الذين يتأولونه على غير وجهه ويضعونه في غير مواضعه, أو يحفظون القرآن تقية لإبعاد التهمة عن أنفسهم, ولا يعملون به ويعتقدون خلافه، وأنهم أكثر المنافقين في هذه الأمة, وقيل: المراد في الحديث نفاق العمل لا الاعتقاد ؛ لأن المنافق أظهر الايمان بالله, وأضمر عصمة دمه وماله, وكذلك القارئ الذي أظهر بعمله إرادة الآخرة, وأضمر ثناء الناس وعرض الدنيا, فاستويا في مخالفة الباطن للظاهر.
قراؤها | هم قراء القرآن الذي يتأولون القرآن على غير وجهه ويضعونه في غير مواضعه, أو يحفظون القرآن تقية للتهمة عن أنفسهم, ولا يعملون به ويعتقدون خلافه، وكان المنافقون في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الصفة. |
منافقي | من النفاق وهو أن يكون ما في الظاهر خلاف ما في الباطن. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".