آداب الرؤيا
عن وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: «إن من أعظم الفِرَى أن يَدَّعِيَ الرجلُ إلى غير أبيه، أو يُرِي عَيْنَهُ ما لم تَرَ، أو يقول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يَقْلْ».

شرح الحديث :


إن من أشدِّ الكذبِ على الله -تعالى-: أن يَنْسبَ الرجل نفسه إلى غير أبيه الحقيقي أو يَنْسِبَه أحدٌ إلى غير أبيه فيُقِرَّه على ذلك.
فهذا من أشدِّ أنواع الكذب، وإن من أعظم الكذب وأشده عند الله -تعالى- كذلك أن يدعي المرء أنه رأى في المنام شيئًا ولم يره أصلًا، وإن من أعظم الكذب وأشده عند الله -تعالى- أيضًا أن ينسب للنبي -صلى الله عليه وسلم- قولًا أو فعلًا أو تقريرًا ولم يوجد منه -صلى الله عليه وسلم-.

معاني الكلمات :


الفرى الكذبة العظيمة.
أن يدعي الرجل إلى غير أبيه هو أن يَتْنَسِب الإنسان إلى غير أبيه وعشيرته.
أن يري عينه ما لم تر يكذب في رؤياه.

فوائد من الحديث :


  1. أن الانتساب إلى غير أبيه كبيرة؛لأن فيها تضييعًا للأنساب، وإدخال على الأسر ما ليس منه، ويترتب على ذلك محاذير شرعية كثيرة .
  2. الكذب في الرؤيا كبيرة؛ لأنه كذِبٌ على الله -تعالى- .
  3. الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبيرة من كبائر الذنوب .
  4. حرص الإسلام على تربية أتباعه على الصدق في كل الأحوال في النوم واليقظة، ومع الله -تعالى- ومع رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومع النفس؛ فالصدق منجاة وطمأنينة وسكينة .

المراجع :


  • صحيح البخاري، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق محمد الناصر، دار طوق النجاة.
  • بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى1418ه.
  • نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د.
  • مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشرة، 1407هـ.
  • كنوز رياض الصالحين»، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا- الطبعة الأولى1430ه.
  • دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد علي بن محمد بن علان بن إبراهيم البكري الصديقي الشافعي اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة.
  • شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.

ترجمة نص هذا الحديث متوفرة باللغات التالية