القادر
كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...
عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال: «تَسَحَّرْنَا مع رسول الله ﷺ، ثم قام إلى الصلاة. قال أنس: قلت لزيد: كم كان بين الأذان وَالسَّحُورِ؟ قال: قدر خمسين آية».
[صحيح.] - [متفق عليه.]
يخبر زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه ﷺ لما تسحر قام إلى صلاة الصبح، فسأل أنس زيدًا: كم كان بين الإقامة والسحور؟ قال: "قدر خمسين آية" أي مدة قراءة خمسين آية، والظاهر أن هذا التقدير يكون من الآيات الوسط التي هي بين الطويلة جدًّا كما في آخر سورة البقرة وأول سورة المائدة والقصيرة جدًّا كما في سورة الشعراء والصافات والواقعة وما أشبه ذلك.
تَسَحَّرْنَا | أَكلْنَا وفي وقت السحر قبيل الفجر. |
إلى الصلاة | أي: صلاة الفجر. |
كم كان بين الأذان والسَّحُور | أي: المدة التي يمكن أن تكون بينهما. |
الأذان | الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ مخصوصة في أوقات مخصوصة. |
قدر خمسين | قدر قراءة خمسين آية قراءة متوسطة. |
آية | طائفة مستقلة من القرآن ، والمراد: آية متوسطة الطول. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".