الغفور
كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...
عن ابن عمررضي الله عنهما مرفوعا: «الظلم ظلمات يوم القيامة». عن جابررضي الله عنهما مرفوعا: «اتقوا الظلم, فإن الظلم ظلمات يوم القيامة, واتقوا الشُّحَ؛ فإنه أَهْلَكَ من كان قبلكم».
[صحيحان.] - [حديث ابن عمر رضي الله عنهما: متفق عليه. حديث جابر رضي الله عنه: رواه مسلم.]
الحديثان من أدلة تحريم الظلم، وهو يشمل جميع أنواع الظلم، ومنه الشرك بالله تعالى، وقوله في الحديثين: "الظلم ظلمات يوم القيامة" معناه أنه ظلمات متوالية على صاحبه بحيث لا يهتدي يوم القيامة سبيلا. وقوله في الحديث الثاني: (واتقوا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم) فيه التحذير من الشح وبيان أنه إذا فشا في المجتمع فهو علامة الهلاك، لأنه من أسباب الظلم والبغي والعدوان وسفك الدماء.
اتقوا | ابتعدوا عنه. |
الظلم | وضع الشيء في غير موضعه أو مجاوزة حد الشارع. |
الشح | البخل بما عنده والحرص على ما ليس عنده. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".