المهيمن
كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...
عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «إِنَّ اللَّعَّانِين لا يَكُونُونَ شُفَعَاءَ, وَلا شُهَداءَ يَوْمَ القِيَامةِ».
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
في الحديث التحذير من كثرة اللَّعن، وأنَّ من يكثر اللَّعن ليس له منزلة عند الله -تعالى-، ولا تقبل شفاعتهم في الدنيا؛ لأنهم غير عدول، والشهادة لا تقبل إلا من العدل، ولا تقبل شفاعتهم في إخوانهم لدخول الجنة ولا شهادتهم في الآخرة، وأيضاً لا تقبل شفاعتهم على الأمم السابقة في أن رسلهم بلغوا الرسالة.
اللَّعَّانين | جمع لَّعَّان، واللعن: هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، واللَّعَّان: هو كثير اللَّعن. |
شُفَعَاء | جمع شفيع، والشفيع هو الذي يُعِين صاحبُهُ في تحصيل مطلبه. |
شُهَداء | جمع شهيد، بمعنى شاهد. |
يوم القيامة | يوم القيامة هو يوم البعث، سمي بهذا لأن الناس تقوم من قبورهم، وقيل غيره. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".