الرحيم
كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...
العربية
المؤلف | أحمد بن ناصر الطيار |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
فيا سبحان الله! الله الغني العليّ, يفرح إذا تُبْتَ إليه أيُّها العبدُ الفقيرُ الضعيف! وهذه فرحةُ إحسانٍ وبِرٍّ ولطف, لا فرحةَ محتاجٍ إلى توبة عبده, مُنْتَفِعٍ بها. واللهِ لو علمتَ بأنَّ بعضَ من تُحبّه يُحبّ شيئًا ويفرح به, لأعطيتَه هذا الشيء وأضعافَه, والله -تعالى- تريد أنْ يتوب عليك وتأبى, يفرح بتوبتك وتصدّ وتُكابر وتُسوّف! وهو -تعالى- غنيٌّ عنك وعن طاعتك, وأنت المحتاج إليه وإلى عفوِه, فإنْ جاهدت نفسك بترك ذنوبك العظيمة, وزلاتك القديمة, فإنما تنفعُ نفسك لا ربّك, وتُنقذ نفسك من النار, وسخط العزيز الجبار.
الخطبة الأولى:
الحمد الله الذي يقبل التوبةَ ويعفو عن السيئات, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربُّ الأرض والسموات, وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه, الْمُرسَلُ إلى جميع المخلوقات, صلوات الله عليه وعلى أهلِ بَيْتِه وأصحابِه, وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله, واعلموا أنّ ذنوبنا كثيرة, وزلاتُنا لا يُحصيها إلا الله الرقيب عليها, ولا سبيل إلى الخلاص منها إلا بالتوبة الصادقة.
والتَّوْبَةُ النَّصُوحُ الَّتِي يَقْبَلُهَا اللَّهُ –تعالى-, يَرْفَعُ بِهَا صَاحِبَهَا إلَى أَعْظَمَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ, كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: "كَانَ دَاوُد -عَلَيْهِ السَّلَامُ- بَعْدَ التَّوْبَةِ, خَيْرًا مِنْهُ قَبْلَ الْخَطِيئَةِ", وَقَالَ آخَرُ: "لَوْ لَمْ تَكُنِ التَّوْبَةُ أَحَبَّ الْأَشْيَاءِ إلَيْهِ, لَمَا ابْتَلَى بِالذَّنْبِ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَيْهِ".
والله –تعالى- يُحب التوابين, ويفرح بمن تاب من عباده, بل قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلِكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ, مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ" (متفق عليه).
فيا سبحان الله! الله الغني العليّ, يفرح إذا تُبْتَ إليه أيُّها العبدُ الفقيرُ الضعيف!
وهذه فرحةُ إحسانٍ وبِرٍّ ولطف, لا فرحةَ محتاجٍ إلى توبة عبده, مُنْتَفِعٍ بها.
واللهِ لو علمتَ بأنَّ بعضَ من تُحبّه يُحبّ شيئًا ويفرح به, لأعطيتَه هذا الشيء وأضعافَه, والله -تعالى- تريد أنْ يتوب عليك وتأبى, يفرح بتوبتك وتصدّ وتُكابر وتُسوّف!
وهو -تعالى- غنيٌّ عنك وعن طاعتك, وأنت المحتاج إليه وإلى عفوِه, اسمع إلى قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ) [فصلت: 46]، وإلى قوله تعالى: (وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [العنكبوت: 6]، أي: من عمل صالحًا, فإنما يعود نفع عمله على نفسه، فإن الله غني عن أفعال العباد.
فإنْ جاهدت نفسك بترك ذنوبك العظيمة, وزلاتك القديمة, فإنما تنفعُ نفسك لا ربّك, وتُنقذ نفسك من النار, وسخط العزيز الجبار.
واسْمع إلى هذا الحديث الصحيح, الذي رواه مسلم في صحيحه, عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، وكَانَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ يجَثو عَلَى رُكْبَتَيْهِ تعظيمًا له.
روى هذا الحديث عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-, فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي, وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي, وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ, كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ, كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ, قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي, فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي, إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ, وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ».
كم يقرعُ هذا الخطاب الربّانيُّ قلوبَ المؤمنين, ويُدرُّ دموعَ الصادقين, ويُليّنُ القلوب القاسية, ويُرْجِعُ القلوبَ النافرة!
ويكفي التوبة شرفًا وفضلاً, أنه -تعالى- يُبدِّل بها جميع سيئات المذنبين حسنات, قال تعالى بعد أنْ توعّد المشركين والزناةَ والقتلة بالعذاب الأليم-: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان: 67].
ما أعظم ربًّا لا يمحو ذنوب من بارزه بالإساءةِ والعصيان, بل يُبدّلها كلَّها حسناتٍ, ولو كانت كالجبال الراسيات.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عن النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ: اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ، وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا -أي: اعرضوا عليه الصغائر دون الكبائر- فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ فَيُقَالُ: عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ, وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً.
فإذا رأى كرم الله وحِلمه وجوده, وأنه تَجَاوز عنه وأبْدَلَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً, طمع أنْ يَفْعَلَ بذنوبِه الكبارِ مثل ذلك, فَيَقُولُ: رَبِّ، قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا هَا هُنَا".
قال الراوي: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: "إذَا رَأَى تَبْدِيلَ السَّيِّئَاتِ بِالْحَسَنَاتِ, طَلَبَ رُؤْيَةَ الذُّنُوبِ الْكِبَارِ, الَّتِي كَانَ مُشْفِقًا مِنْهَا أَنْ تَظْهَرَ, وَمَعْلُومٌ أَنَّ حَالَهُ هَذِهِ مَعَ هَذَا التَّبْدِيلِ, أَعْظَمُ مِنْ حَالِهِ لَوْ لَمْ تَقَعِ السَّيِّئَاتُ وَلَا التَّبْدِيلُ". ا.ه
بل إنّ الملائكةَ الذين يحملون عرش الرحمن, يستغفرون لك إذا تبت إلى الله تعالى, قال عز وجل: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [غافر: 7- 8]، إنّ هذا الدعواتِ المباركات, من هؤلاء الملائكةِ المقربين, لن تشملك إلا إذا كنت من التائبين المنيبين.
فأيّ خسارةٍ ستخسرها إذا مَاطَلْتَ وسَوَّفْتَ في التوبة, وأيّ ندامةٍ ستندمها إذا فاجأك الموت, فتقولُ بحسرةٍ وندم: (رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)، فيأتيك الجواب المرير: (كَلا * إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99- 100].
فبادر بالتوبة والرجوع إلى الله –تعالى-, فلا غنى لك عنه طرفة عين, واحمد الله -تعالى- أنْ أمهلك ولم يُعاجلك بالعقوبة.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "ومع هذا فلم يؤَيِّس العبد من رحمته, بل قال: متى جئتني قبلتك, إن أتيتني ليلا قبلتك, وإن أتيتني نهارًا قبلتك, وإن تقربت مني شبرًا تقربت منك ذراعًا, وإن تقربت مني ذراعًا تقربت منك باعًا, وإن مشيت إليَّ هرولت إليك, ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا, ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا, أتيتك بقرابها مغفرة, ولو بلغت ذنوبك عنان السماء, ثم استغفرتني غفرت لك, ومَن أعظم مني جودًا وكرمًا؟ عبادي يبارزونني بالعظائم, وأنا أكلؤهم على فرشهم, إني والجن والإنس في نبإ عظيم, أَخْلق ويُعبد غيري, وأرزق ويُشْكر سواي, خيري إلى العباد نازل, وشرهم إليَّ صاعد, أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم, ويتبغضون إليَّ بالمعاصي وهم أفقر شيء إليَّ, مَنْ أقبل إليَّ تلقيته من بعيد, ومن أعرض عني ناديته من قريب, ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد, ومن أراد رضاي أردت ما يريد, أهل طاعتي أهل كرامتي, وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي, إن تابوا إلي فأنا حبيبهم, فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين, وإن لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم, أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب". ا.ه
نسأل الله -تعالى- أنْ يغفر ذنوبنا, ويستر عيوبنا, إنه سميعٌ قريب مجيب.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي خلق فسوَّى، وقَدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على رسوله المجتبى، وعلى آلِه وأصحابِه أعلام الهدى، أما بعد:
أمة الإسلام: إنّ الحديث عن التوبة لا يَخُصُّ أحدًا دون أحد, بل كلّنا مُطالَبٌ بالتوبة عن دقيقِ الذنوب وجليلِها, قديمِها وحديثِها, فكم ذنبٍ ارْتكبناه علمه الله ولم نعلمه, كم قصّرنا في واجباتٍ أُمرنا بها, وكم سكتنا عن مُنكراتٍ خجلاً أو مُحاباة, كم قصّرنا في وظائفنا التي نأخذ عليها أموالاً كثيرة, مُقابل أداء الأمانة على أكمل وجهها, أليست هذه ذنوبًا تحتاج إلى توبة نصوح؟! وقد قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].
فيجب علينا جميعًا أنْ نُجدّد التوبة كلّ حين, وأنْ تكون توبةً صادقةً خالصةً, وهذا نبيّنا وإمامنا -صلى الله عليه وسلم-, كان يستغفر الله ويتوبُ إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. (متفق عليه).
وكان يقول: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» (رواه مسلم)،
هذا وقد غفر اللهُ له ما تقدّم من ذنبِه وما تأخر, فنحن أحقّ بكثرة الاستغفار والتوبة.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: "النَّاسُ فِي غَالِب أَحْوَالِهِمْ لَا يَتُوبُونَ تَوْبَةً عَامَّةً, مَعَ حَاجَتِهِمْ إلَى ذَلِكَ, فَإِنَّ التَّوْبَةَ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ فِي كُلِّ حَالٍ؛ لِأَنَّهُ دَائِمًا يَظْهَرُ لَهُ مَا فَرَّطَ فِيهِ مِنْ تَرْكِ مَأْمُورٍ, أَوْ مَا اعْتَدَى فِيهِ مِنْ فِعْلِ مَحْظُورٍ, فَعَلَيْهِ أَنْ يَتُوبَ دَائِمًا". ا.ه
نسأل الله أن يتوب علينا ويغفر لنا ويرحمنا، وصلوا وسلموا.