البحث

عبارات مقترحة:

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

المتكبر

كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...

الأعلى

كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...

عيش السعداء

العربية

المؤلف سعد بن عبد الله السبر
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات
عناصر الخطبة
  1. البحث عن السعادة .
  2. مفهوم السعادة الحقيقية .
  3. طرق تحصيل السعادة .

اقتباس

وانظروا -عباد الله- إلى عيش السعداء الأتقياء الذين عرفوا طريق السعادة الحقيقية، قال الحسن البصري -رحمه الله-: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر وقراءة القرآن، فإن وجدتم؛ وإلا فاعلموا أن الباب مغلق"...

الخطبة الأولى:

أما بعد: فإن الله خلق الخلق وقسمهم إلى فريقين: فريق أهل الإيمان، وفريق أهل الطغيان، (فَرِيقٌ في الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ في السَّعِيرِ) [الشورى:7]، (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) [هود:105].

والسعادة مطلب البشرية جمعاء، والذي لا يأبه بها إما مغلوب على عقله، أو مغفل أحمق، وقد تخبط الناس وتحيروا في التماس طريق السعادة، ففريق ظنَّ أنها في المال وكثرته، فسعى في جمعه ليل نهار، وآخرون توهموا أنها في طلب الشهوات وإشباع الغرائز الحيوانية، وهناك مَنْ سعى خلف الشهرة والجاه لتحصيل السعادة.

والحق أن هؤلاء وهؤلاء طلبوا سعادة زائفة وتجارة خاسرة، وسعوا خلف خيال طيف، وسحابة صيف: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [النور:39].

                 أحلامُ نوم أو كظلٍ زائلٍ

إن اللبيبَ بمثلها لا يخدع

 
إن أصحاب هذه المطالب -في حقيقة الأمر- لم يجنوا إلا الهم والغم والحزن والضنك، فالسعادة ليست بالمال؛ فقارون أشقاه ماله بالتكبُّر والعلوّ، وفي النهاية: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ) [القصص:81]، وفي الآخرة: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ) [الحاقة:69].
                ولست أرى السعادة جمع مالٍ ولكن التقي هو السعيدُ

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش" رواه البخاري.

والسعادة والشقاء إنما يقومان في القلب، والقلبُ لا يسعد إلا بالله -عز وجل-، ومحبته، وعبادته: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].

وفي القلب فقر وفاقة وحاجة واضطرار إلى الله -عز وجل-، فمهما جمع العبد من الأموال، ولم يعرف ربه -جل وعلا- ولم يعبده بأمره ونهيه، فالضنك والشقاء نصيبه في الدنيا والآخرة، (فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة:55].

ومن تمام نعمة الله على العبد أن يجمع له مع المال العلم النافع الذي يتقي به ربه -تعالى-، ويضعه في موضعه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها" رواه البخاري ومسلم.

وسبيل السعادة ليس يدرك بالجاه والشهرة، ففي ختام قصة قارون صاحب المال والثروة العظيمة يقول الله -تعالى-: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص:83]. فلا يسعد العبد بالشهرة بحال من الأحوال، بل قد تكون من أسباب الضيق والكدر، وربما انتهت حياة كثير منهم بالبؤس والشقاء، وربما الانتحار!.

إن الجاه والمنصب بريق زائف زائل لا يسعد به العبد في الدنيا ولا في الآخرة، إلا من وفقه الله ليسخرها في الطاعة والمعروف والإصلاح بين الناس، فذلكم هو الجاه المحمود.

وبعض الناس طلبوا السعادة في الشهوات المحرمة فظل عاكفاً على ذلك في ليله ونهاره وغدوه ورواحه؛ فقبع في سجن الشهوة ثاوياً، وفي بئر المعصية ساقطاً، وفي أودية الحيرة هائماً؛ وشقاءُ القلب بالمعاصي، وضيق الصدر بالإعراض عن ذكر الله، والسعادة والطمأنينة بطاعة الله وعبادته: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) [طه:124].

وبعضٌ من الناس الذين بُهِروا بغير المسلمين ومدنيتهم المزعومة وظنوا أنهم في قمة السعادة لأنهم يعيشون في أغنى بلاد العالم وعندهم من الشهوات والحريات والإباحية ما هو كفيل بإسعادهم وراحتهم، ولكن الواقع يشهد على أن القوم في قمة الشقاء والبؤس والضنك؛ لأنهم يجهلون أن طريق السعادة الحقيقي إنما هو في عبادة الله وتوحيده، ولم يحصلوا على السعادة التي ينشدونها إلا وهماً نتاجه فساد العقائد وانحلال الأخلاق، أسر متفككة، وقيم ضائعة، فهم في شقاء وضنك بسبب كفرهم وإعراضهم عن الحق، فهم في ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور. وما أرخص الحياة بغير عقيدة! وما أتفه الإنسان بغير إيمان! فحاله أخسُ من الحيوان.

              إذا الإيمان ضاع فلا أمان

ولا دنيا لمن لم يُحيِ دينا

 
والسعادة الحقيقية -عباد الله- إنما تكون في الاستجابة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال:24].
 
فالحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله، فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له، وليس له سوى حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أذل الحيوانات، فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهراً وباطناً، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان. قال -صلى الله عليه وسلم-:" ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه من سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" رواه البخاري ومسلم، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ذاق طعم الإيمان مَن رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً" رواه مسلم.
 
فسعادة العباد في كمال عبوديتهم لله، وكلما أكمل العبد مراتب العبودية لله كلما كانت سعادته أكمل في دنياه وآخرته.
 
وقد وصف الله -عز وجل- أكابر خلقه من الأنبياء والرسل والملائكة بالعبودية، وشرَّفهم بوصفها، قال ابن تيمية: "من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية".

ومما زادني شرفاً وتيها

وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي

وأن صيرت أحمد لي نبيا

وللإيمان باليوم الآخر والبعث والنشور أثرٌ في السعادة، ويحيي في نفوس المؤمنين معاني الصبر والاحتساب والرضا والعفو والبذل في سبيل الله -عز وجل-، فالمؤمن يعلم أن الدنيا دار بلاء وليست داراً للجزاء أو النعيم، فإذا أصيب ببلاء فإنه يتعزى بالصبر والاحتساب؛ لعلمه أن الله -عز وجل- يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب، فيرضى بثواب الله، ويسلم لقضائه الله، فهو في خير دائم كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن" رواه مسلم.

ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر الزهد في الدنيا، وعدم تعلق القلب بها، فيصبح العبد أعلى من شهواتها، لا يفرح إذا أقبلت ولا يحزن عليها إذا أدبرت، فالآخرة أكبر همه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن كانت الآخرة أكبر همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا أكبر همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له" رواه الترمذي وحسنه الألباني بشواهده.

وللإيمان بالقضاء والقدر أثر في سعادة العبد، فالمؤمن يستقبل المقدور بنفس راضية، فلا يقلق لفوات محبوب، ولا يجزع لحصول مكروه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "واعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك".

فقَدَرُ الله كُله حكمة، والشرُ ليس إليه، لم يخلق شيئاً هو شر محض: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [البقرة:216].

والمصيبة تهون على العبد؛ لأنه يعلم أنها بقدر الله: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن:11]. قال علقمة: "هي المصيبة تصيب العبد فيعلم أنها من عند الله -تعالى- فيرضى ويسلم".

واتباع الوحيين من أسباب سعادة الدنيا والآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله، وسنتي؛ ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" رواه الحاكم، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل بدعة ضلالة" رواه أحمد والترمذي وهو صحيح. والضلالة من أسباب الشقاء في الدنيا والآخرة.

قال ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد: "وأكمل الخلق متابعة له -لرسول الله صلى الله عليه وسلم- أكملهم انشراحاً ولذةً وقرة عين، وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره وقرة عينه ولذة روحه ما ينال، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه، والله المستعان".

والعناية بالقرآن الكريم علماً وعملاً، وقراءته تدبراً، من أعظم الأسباب في جلاء الأحزان وانكشاف الغموم والهموم، فقراءة القرآن تورث القلب طمأنينة، والصدر انشراحاً، والنفس ثباتاً: (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين) [يونس:57]. (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ? وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء:82].

والعمل الصالح من أسباب الحياة الطيبة، قال -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [النحل:97]. قال القاسمي: "الحياة الطيبة هي الحياة التي فيها ثلج الصدور بلذة اليقين، وحلاوة الإيمان والرغبة في الموعود، والرضا بالقضاء، والاستكانة إلى معبود واحد، هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فله الجزاء الحسن، والثواب الأوفى".

وانظروا -عباد الله- إلى عيش السعداء الأتقياء الذين عرفوا طريق السعادة الحقيقية، قال الحسن البصري -رحمه الله-: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر وقراءة القرآن، فإن وجدتم؛ وإلا فاعلموا أن الباب مغلق"، وقال مالك بن دينار: "ما تلذَّذ المتلذذون بمثل ذكر الله -تعالى-"، وقال بعضهم: "أهل الليل في ليلهم ألذُّ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا"، ويقول أحد التابعين: "لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من نعمة لجالدونا عليه بالسيوف"، ويقول آخر: "إنه ليمرُّ بالقلب أوقات يرقص فيها طرباً"، وقال بعض العارفين: "إنه لتمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب!".

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، وسلام على عباده الذين اصطفى.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، فتقواه -سبحانه- من أسباب السعادة، قال -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3]، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق:5].

ولا تطيب القلوب ولا تسكن إلا بذكر الله، فهو حقيق بذلك -سبحانه وتعالى-، يقول الله -تعالى-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].

والذكر والدعاء سبب من أسباب السعادة، قال الله عن موسى -عليه السلام-: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) [طه:25-26].

والمداومة على أذكار اليوم والليلة تحصن المسلم -بإذن الله- من شر شياطين الإنس والجن وشر كل ذي شر، وتطرد عنه الهموم والغموم وجالبات الشقاء؛ بل إنها تزيد قائلها بيقين وصدق قوة معنوية وحسية متى ما استشعر معانيها وأيقن بثمارها، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم" رواه الشيخان، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كنت أخدم رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وغلبة الرجال"، وقال -صلى الله عليه وسلم- في دعوات المكروب: "اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت" أخرجه أبو داود وحسنه الألباني.

ومن جالبات السعادة ترك الذنوب والمعاصي، فهي باب عظيم ترد منه المصائب على العبد: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى:30]، (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران:165]. وما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة.

        وترك الذنوب حياة القلوب

وخير لنفسك عصيانها