الطيب
كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...
العربية
المؤلف | عبد الله بن محمد الطيار |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
تفرحُ لفَرحِ أخيها، وتحزنُ لِمُصابِه، وتَبكي لفِراقِه، وتبذلُ وسعَها في إرضائِه، وتعملُ جاهدةُ على صلتِه وزيارتِه، وإدخَالِ السرورِ عليهِ، فهي تُحبُّه وتعتزُّ بِه، وترفعُ به رأْسَها وسط أهلِ زوجِها، وتقوِّي به ركْنَها حين ضعفِها، وتشعرُ بالأمْن معه حين فقد زوجها...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مُضِلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له.
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله -أيها المؤمنون والمؤمنات- واعلموا أن تقواه خير زاد ليوم المعاد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18].
عباد الله: جاء الإسلام موجهاً إلى الاهتمام بحق الأقارب وصلة الأرحام، والنهى عن قطيعتها، قال جل وعلا: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى) [النساء: 36].
وقال نبينا -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -تبارك وتعالى-: "يقول الله -تعالى-: أنا الرحمن، وهذه الرحم شققتُ لها اسماً من اسمي، فمَن وصلها وصلتُه، ومَن قطعها بتتُّه" [رواه الترمذي (1907) وأبو داود (1694)، وصححه الألباني في الصحيحة (520)].
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: "مَن سرَّه أن يُنسأ له في أثره، ويوسّعَ عليه في رزقِه؛ فليصِل رحِمه" [رواه البخاري (1961) ومسلم (2557)].
وإن من أولى الناس بصلة الأرحام: الوالدين، ثم الإخوةَ والأخواتِ، والزوجةَ والأولادَ، فلا أحدَ أقربَ للرجل من هؤلاء، إلا أن البعضَ -هداهم الله- في زمانِنــا هذا يغفـل أو يتغافل عن هذا الحق العظيم بسبب انشغالهِ بأمورِ بيتِه وأعمالِه وصداقاتِه.
ولنا في هذه الخطبة وقفةٌ هامةٌ مع إحدى هذه الحقوقِ العظيمةِ ألا وهو: حقُّ الأختِ، والتي لا تُذكرُ في حياةِ الأخِ أحياناً إلا قليلاً، على الرغمِ من أنها تفرحُ لفَرحِ أخيها، وتحزنُ لِمُصابِه، وتَبكي لفِراقِه، وتبذلُ وسعَها في إرضائِه، وتعملُ جاهدةُ على صلتِه وزيارتِه، وإدخَالِ السرورِ عليهِ، فهي تُحبُّه وتعتزُّ بِه، وترفعُ به رأْسَها وسط أهلِ زوجِها، وتقوِّي به ركْنَها حين ضعفِها، وتشعرُ بالأمْن معه حين فقد زوجها.
ولو لم يكنْ بين الأخ وأُخته من رباطٍ إلا أنَّهما من صلبٍ واحد، وحواهما رَحمٌ واحدٌ، ورَضَعَا من ثَديٍ واحدٍ، وعاشا طفولةً واحدةٍ، وكانا تحت سقفٍ واحدٍ، واشتركا في الطعامِ والشرابِ، وتقَاسَمَا الأفراحَ والأحزان لكان ذلك حقيقًا بحِفظِ حقِّها، ووفورِ مَودَّتِها، ورسوخِ مكانتِها.
وقد ظهر في وقتنا الحاضر جانبُ التقصيرِ والعقوقِ من بعضِ الإخوةِ تجاهَ أخواتهنَّ، وما ذاك إلا لضعفِ علاقتِهم، وقلةِ علمهم بأهميةِ صلةِ الرحم، وغفلتِهم عن الثواب المترتِّبِ على صلتِها ومودتِها.
عباد الله: إن للأختِ في حياةِ أخيهَا جانباً كبيراً من الرعايةِ والحقوقِ الواجبةِ، فهو وليُّها والراعي لها حين فقدِها لوالدِها، وهو الذي يحسنُ إليهَا ويقومُ عليها إذا فقدَتْ زوجَها، وهو الذي يتفانى في خدمتها، ويوفر احتياجاتها براً بها وإحساناً لها.
وقد ضرب لنا الصحابيُّ الجليل جابرُ بن عبد الله -رضي الله عنهما- مثلاً رائعاً في تعاملِه مع أخواته الصغيرات، بعد استشهاد أبيه في غزوة أحد، حيث قام على أخواته وكان عددهن ستُّ أخواتٍ صغيراتٍ، فتزوج رضي الله عنه امرأةً ثيباً تقوم عليهن، وضحى برغبته لأجلهنَّ، فقد سأله صلى الله عليه وسلم: "تَزَوَّجْتَ؟!" قال: نعم، قال: "بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟!" قلت: بَلْ ثَيِّبًا، قال: "أَفَلا جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ؟!" قلت: "إِنَّ لي أَخَوَاتٍ؛ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ"، وفي رواية: "إِنَّ لي أَخَوَاتٍ فَخَشِيتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُنَّ" [رواه الشيخان] فأقره النبي -صلى الله عليه وسلم- على ما فعل لأجل أخواته.
أيها المؤمنون: وإن للأختِ حقوقاً على أخيها، ومن تلك الحقوق ما يلي:
أولاً: صلتُها: فكم من أخٍ -هداه الله- قطعَ علاقتَه بأخته من أجل شيءٍ لا يستحقُّ تلك القطيعةَ، فلا يدخلُ بيتَها، ولا يقومُ بزيارتِها، ولا يسألُ عنها، ولا يزُورها إذا مرضتْ، ولا يقفُ معها إذا تعرضتْ لمحنةٍ أو بلاء.
والبعضُ الآخر لا يعرفُ أختَه إلا من خلالِ الهاتفِ فقط، أو عن طريقِ زوجتِه، أو عن طريقِ أخيه، وكلُّ هذا وغيرُه من صورِ القطيعةِ التي لا تجوز شرعاً.
ثانياً: المبادرةُ بأداء حقَّها في الميراث: فبعضُ الرجال بعد وفاةِ أبيه وعند وجودِ ميراثٍ يتأخرُ في توزيعه على أخواتِه البناتِ ظناً منه أنَّه لا حرجَ عليه في ذلك، وهذا الشخصُ آثمٌ إثماً عظيماً لمنعِه حقاً افترضه الله -جل وعلا- لأخواته، فيجبُ عليه أن يوزعَ الميراثَ عليهن، ولا يبخَسهنَّ حقِّهنَّ أو ينقصه، وويلٌ لمن يحرمهن هذا الحقَّ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة" فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ قال: "وإن كان قضيباً من أراك" [رواه النسائي].
ثالثاً: إذا توفي والدُها ولم يكنْ لها زوجٌ فعليه أن يقومَ بإعالتِها والإنفاقِ عليها: وهذا حقٌّ لازمٌ في ذمته لأنه أصبحَ وليُّها، وهذا يوجبُ عليه رعايتَها، والقيامَ عليها، وقضاءَ حوائجِها، وعدمَ الاعتداءِ عليها أو ظلمِها، أو إهمَالِها.
فإذا كانت بكراً اختارَ لهَا الزوجَ الصالحَ الذي يتّقي الله فيها، ولا حرجَ عليه في البحث عن الرجلِ الكفءِ الذي يناسبُها، عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذواتي قرابة، يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما الله من فضله عز وجل، أو يكفيهما؛ كانتا له ستراً من النار" [رواه أحمد].
وقال صلى الله عليه وسلم: "من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو أختين أو ثلاث أخوات حتى يمتن أو يموت عنهن كنت أنا وهو كهاتين" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى [رواه أحمد].
رابعاً: الدفاعُ عنها وصيانةُ حقَّها عند زوجها: إذا ما رأى ظلماً لها منه أو إهانةً، فإذا رجعتْ مطلقةً إلى بيته أكرمها، ولم يجبرْها على الرجوعِ إلى زوجِها إلا راغبةً راضيةً، فإذا رغبتْ في الرجوعِ إلى زوجِها فلا يقفُ حجَر عثرةٍ في سبيل رغبتِها، روى البخاري عن مَعْقِلُ بن يَسار -رضي الله عنه-: أن آية: (فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ) [البقرة: 232] نزلتْ فيه، قال: "زَوَّجْتُ أُخْتًا لي من رجلٍ فطلَّقَها، حتى إذا انقَضَتْ عِدتُها جاء يَخْطُبُها، فقلتُ له: زوَّجْتك وفرَّشتك وأكرمتُك، فطلَّقتَها، ثم جئتَ تخطبها! لا والله، لا تعودُ إليك أبدًا، وكان رجلاً لا بأسَ به، وكانتِ المرأةُ تريدُ أن ترجعَ إليه، فأنزَلَ الله هذه الآية: (فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ) فقلتُ: الآن أفعلُ يا رسول الله، فزوَّجها إيَّاه" [رواه البخاري].
خامساً: الحرصُ على زيارتِها والسؤالِ عنها، وإدخالِ السرورِ عليها، وعلى أولادِها، ومؤانستِها، ومجالستِها، إحساناً لهاً وبِرًّا بأمها: وهذا واجبٌ عليه، ولا يكلفُه شيئاً كثيراً، بل هو مأجورٌ ومشكورٌ إن أحسن نيتَه وعمله لله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) [النساء: 36].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما سمعتم، فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضلهِ وإحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه الداعي إلى جنتهِ ورضوانِه، صلى الله عليه وآله وصحبه ومن سار على نهجِه إلى يومِ الدِّين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فاتقوا الله -جل وعلا-، واعلموا أن الجنَّةَ سلعتُها غاليةٌ وتحتاجُ منَّا إلى نيةٍ طيبةٍ وعملٍ صالحٍ.
عباد الله: وصيتي لكل أخٍ له أختٌ تعيشُ معه في بيته: أن يتذكَر أن هناكَ إخوةً ليس لهم أخوات، ويتمنى أحدُهم لو أن له أختاً يبرُّها ويحسنُ إليها ويشتكي إليها أمورَه وحالَه، فعلى من أكرمَه اللهُ بوجودِ أختٍ لهُ في حياتِه، وتعيشُ بجوارِه في بيتِ والدِه أن يكونَ كالقلبِ الحنونِ لَها، وأن يحرص على إسعادِها وإدخَالِ السرورِ عليها، ومشاركتِها همومَها ومشاكلَها، والسعي في قضاءِ حوائجِها، فكم نسمعُ كثيراً عن معاناةِ بعضِ الفتياتِ من الجفاءِ العاطفي، والإهمالِ في التعامل.
أخي المبارك: وإن كنت تكبُر أُختكَ في العُمرِ، فحاولْ دائمًا أن تنميَ في قلبِها حُبَّك لها، فهي تحتاجُ لهذا الشعورِ الجميلِ، وإن لم يكن هذا الحبُّ صادرًا من أقربِ الناسِ لَها، بحثَتْ عنه خارج بيتِها.
واعلم -بارك الله فيك- أن أختَك لو شعرتْ أنكَ تحبُّها بصدقٍ، ورأتْ منكَ تعاملاً طيباً، فسوف تعطيْكَ سرَّها، وتشتكي لك حالَها، وتعتز برأيك، وتستفيدُ من نصائِحك وتوجيهاتِك، وسوف ترعى شعورَك وإحساسَك بعدم المساسِ بسمعتِك أو بسمعةِ أبيها.
وإذا رأيتَ منها تقصيراً في العبادةِ فأعنْها، وإذا رأيتَ عيوباً فاسترْها، وإذا رأيتَ ذنوباً فخوفها بربها، وإذا رأيت خيراً فشجعها وتعاون معها على العمل الصالح الطيب.
واعلم أن المرأةَ ذاتَ عاطفةٍ قويةٍ، وتحبُّ فعلَ الخيرِ وبذله، فاتفق معها على جمعِ بعضِ المالِ لتشتركا في مشروعٍ خيريٍ يعودُ عليكما بالنفعِ الأُخروي، كشراءِ بعضِ المأكولاتِ لبيوتِ المحتاجين، أو شراءِ ملابسَ شتويةٍ لتوزيعها على الأسرِ الفقيرةِ، أو العمالِ الذين يعملون في تنظيفِ الشوارعِ والطرقاتِ، أو كفالةِ الأيتام أو غيرِ ذلك من أبوابِ الخير.
وإن كانتْ أختُك تكبُرك، فعاملْها كما كنتَ تعامل أمَّك، فأحبَّها، وبرَّها وأحسنْ إليها، وأهدِ لها من مالِك، ومن ابتساماتِك وضحكاتِك، فهي أولى الناسِ منك بذلك.
وابذل المالَ والهديةَ لها، فهي أَوْلَى من الصدَقةِ على غيرِها، وأعنْها على صِلةِ إخوانِها وأخواتِها، وزيارتِهم، وبرِّهم، وشجْعها على ذلك، فهذَا من بابِ التعاونِ على البِّرِ والتَّقوى.
وعليك أن تتعاهدَها بزيارتِك لها في بيتِها وإكرامِ زوجِها وتقديرِه واحترامِه، وإدخالِ السرورِ والفرحِ على أولادِها، فهذا مما تحبَّه وترضَاه وتشكرُك عليه كثيراً.
وإن كانتْ تسكنُ في بلدٍ غيرِ بلدِك فلا أقلَّ من أن تتعاهدَها بالمهاتفِة، وإن قمتَ بزيارتِها، فلا أقلَّ من أن تحملَ معك هديةً ترضيْها وتدخلُ بها السرورَ عليها، وأن تكثرَ من الدعاء لها ولذريتِها وزوجِها.
واعلم أن هذا العملَ يعتبرُ من أجلِّ الأعمالِ والطاعاتِ وأعظمِها أجرًا في الآخرة.
وإذا ماتتْ أختُك فلا أقلَّ من أن تدعَو لها، وتبرئَ ذمَّتها مما عليها من الحقوقِ؛ وأن تتصدقَ عنها؛ فقد روى ابن ماجةَ عن ابن عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رَسُولَ الله إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قال: "أَرَأَيْتِ لو كان على أُخْتِكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ؟!" قالت: بَلَى، قال: "فَحَقُّ الله أَحَقُّ".
ألا فاتقوا الله ربكم، واعرفوا حقوقَ أخواتِكم عليكم، وصلوهن بما تستطيعون من أنواعِ الصلةِ؛ فإنَّ في الصلةِ بسطًا في الرزقِ، وطولاً في العمرِ، مع ما فيها من أجرٍ عظيم في الآخرةِ، ولا يحرمُ فضلَ ذلك إلا محروم.
وكم من أخٍ أحسنَ إلى أخَوَاتِه، فرفَعَ اللهُ -جلَّ وعلا- ذِكْرَه في الدنيا، وأعلى شأنَه في الآخرةِ، وكم من أخٍ فقيرٍ أغناه الله -جلَّ وعلا- بسبب قيامِه على أخَوَاتِه، وإعالتِه لهنَّ، وإحسانِه إليهنَّ.
أسأل الله -جل وعلا- أنْ يجعلَنا من أهْل البرِّ والصِّلة، وأن يُجنِّبَنا العقوقَ والقطيعةَ، وأن يباركَ لنا في إخواننِا وأخواتِنا، وأن يجمعنَا وإيَّاهُم وإيَّاكم ووالدينا ووالديكم (فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) [القمر: 54 - 55].
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك، فقال جل من قائل عليماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56].