الوتر
كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...
العربية
المؤلف | عبد المحسن بن عبد الرحمن القاضي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التاريخ وتقويم البلدان - المنجيات |
فصولُ السنةِ تذكِّرُ بالآخرة، فشدةُ الحر تذكِّرُ بحرِّ جهنم، وهو من سَمومِها، وشدةُ البردِ تذكِّرُ بزمهريرِ جهنم، وهو من نفسها، والخريفُ يكمُل فيه اجتناءُ الثمراتِ التي تُدَّخَرُ في البيوت، فهو منبِّه على اجتناءِ ثمار الأعمالِ في الآخرةِ، وأما الربيعُ فهو أطيبُ فصولِ السنة وهو يذكِّرُ بنعيمِ الجنة، وطيب عيشها، فهذه التنقلاتُ توجبُ للعاقلِ الدهشَ والتعجبَ من صُنع وقدرةِ خالقهِ تعالى..
الخطبة الأولى:
الحمد لله، مكور النهار على الليل ومكور الليل على النهار، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الغفار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الأبرار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الأقدار، وسلم تسليماً كثيراً ما تعاقب الليل والنهار.. أما بعدُ.. فيا عباد الله اتقوا الله ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال.. "اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ"-أي البرد-رواه البخاري.. هذه النار تشتكي عباد الله من بعضها فكيف بمن في داخلها يعذبُ فيها ومُخلّدٌ بها؟ نسأل الله العافية والنجاة من النار..
أيها المؤمنون، الدهور والأعوام الليالي والأيامُ سننُ الله تتعاقب في الدنيا ولن تجد لسنة الله تبديلاً، وبتعاقبِها وسيرِها تتعاقبُ الفصولُ على الناس، ففصل للصيف وبعده الخريف وآخر للشتاء ثم الربيع وخصَّ الله كلّم موسمٍ بما يناسبُه من زروع وثمار ونوّع الأعمال، لدَفْعِ السآمةِ عن الإنسان وللإيمان بتدبير هذه النعمةِ وشُكرِ الله لأجلِها قولاً وعملاً..
يقول صلى الله عليه وسلم.. "الشتاءُ ربيعُ المؤمن" أخرجه البيهقي، وزاد فيه.. "طال ليلهُ فقامَه وقصر نهاره فصامه"، نسأل الله أن يوفقنا لذلك.
ويقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "مرحباً بالشتاء تنزل فيه البركة، يطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام"، وبكى معاذ -رضي الله عنه- عند موته، فلما سُئل عن ذلك قال: "إنما أبكي على ظمأ الهواجر، وقيامِ ليل الشتاء، ومزاحمةِ العلماء بالرُّكَب عندَ حِلَقِ الذكر".
والشتاء يُذكِّرُ بالخوف من جهنم، والاستعاذةِ منها، روي عن ابن عباس -رضي الله عنه-ما قال: "يستغيث أهل النار من الحر فيغاثون بريح باردة يُصدِّعُ العظامَ بردُها فيسألونَ الحرَّ مرةً أخرى فيأتيهم حرُّ جهنم"، نسأل الله أن ينجينا ووالدينا وجميع المسلمين من حرِّ جهنم وزمهريرها، وأن يسكننا الجنة ونعيمها.
الشتاء إخوتي خصّه الله ببعض الثمرات كما هو الصيف فما بالكم ونحن بحمد الله تُجلبُ إلينا ثمراتُ الصيف والشتاء ولا تنقطع طوال العام، وقد تجد البعض يتأفَّفُ من الأجواء بل ويسبُّها وهذا تعدٍ وتجاوز وغفلة عن حكم الله في تغيير الأجواء، وتسخّط في الحال فمن الناس من يسب البرد وهناك مَنْ يسب الحر، ويتداولون ذلك هزلاً وجداً في وسائل التواصل وكلها مواسم يُقلِّبها الله -جل جلاله-، وفعلهم هذا تعدٍّ وتجاوز عن حكم الله -سبحانه وتعالى- في تغيير الأجواء!!
والأسوأ من يُرجع تقلب الأجواء لعواملَ مناخيّة ودوران كرةٍ أرضية مُهملاً المقدّرَ الأعلى -سبحانه وتعالى- وآياتٍ بينات واضحاتٍ في عظمةِ قيومِ الأرضِ والسمواتِ -سبحانه وتعالى-.. نحمد الله على النعم ونسأله دوامها وشكرها..
أيها الإخوة.. أحكامٌ يحتاجها المؤمنُ لدينه في الشتاء، ينبغي عليه معرفتها كالمسح على الخفين، وهذا من تيسير الله على عباده، ويلزمُ الإنسانَ عند لبس الخفين أو الشراب ونحوه أن يكون متوضئاً، ثم إذا توضأ بعد اللبس مسح، إن كان مقيماً يوماً وليلة، وإن كان مسافراً ثلاثة أيام بلياليهن.
وتبدأُ حساب مدةُ المسحِ من أولِ مسحةٍ عليهما، فإن لبسَ الإنسانُ خفيه عندَ صلاة الفجرِ ومسحَ عليهِما صلاةَ الظهر فيحسب المدة من صلاة الظهر يوماً كاملاً للمقيم وثلاثة أيام للمسافر، وإذا تمت المدة، وهو على طهارته، فطهارتُه باقية حتى ينتقضَ وضوؤه، وإذا انتقضَ بعدَ تمام المدة وجبَ عليه غسلَ رجليه إذا توضأ، ثم يلبسُ من جديد، ومن تمَّت مدتُه فنسيَ ومسحَ بعدَ تمامِ المدة فيُعيدَ صلاته!
والمسحُِ يبلَّ يديه بالماء ثم يُمرِّهُما على ظهرِ الخفين من أطرافهِ مما يلي الأصابع إلى الساق مرةً واحدة، ومن رحمةِ الله بالعباد أنَّ من احتاجَ إلى ربطِ شيءٍ على كسرٍ أو جرحٍ أو بجبيرةٍ فإنه يمسحُ عليها كلَّها بدلاً من غسلِهَا في الوضوءِ والغُسلِ حتى تبرأ، ويقومُ مسحُها مقامَ غسلها تيسيراً من الله وتسهيلاً على عباده ولله الحمد والمنة..
وفي الشتاء تأتي الأمطار نسأل الله أن يُغيثنا بها، وهي نعمةُ الله جل جلاله، وخيرٌ للبلادِ والعبادِ، يستغيثون الناس بالله ليمطرهم وهي نعمة تستحقُّ الشكر، ووقتُ نزولِ المطر من أوقاتِ الاستجابةِ للدعاء، ومن الدعاء عندَ نزولِ المطر.. "مُطرْنا بفضلِ الله ورحمته"، وكذلك.. "اللهم اجعلْه صيباً نافعاً"، وغير ذلك من أدعيةِ وسنن.
وإن في تصريفِ الأمطارِ لعبرةً لأولي الأبصار وعظةً للعصاة الفجار: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) [الفرقان: 48- 50].
وكما هي نعمة فإن الله تعالى عذَّب أقواماً بالغرق بالمطر وعذب أقواماً بالريح الباردة كقوم نوحٍ ثم كقوم عاد الذين استبشروا بها فإذا هي عذابُهم-نسأل الله العافية- تقول عائشة.. كان -صلَّى الله عليه وسلَّم- إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ ذَلِكَ في وَجْهِهِ، فَقَلَتْ.. يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَى النَّاسَ إِذَا رَأَوا الغَيْمَ فَرِحُوا؛ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ المَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ في وَجْهِكَ الحزنَ؟!.. فَقَالَ.. «يَا عَائِشَةُ! مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ العَذَابَ؛ فَقَالُوا.. "هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا"، فقال لهم الله "بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ" (متفق عليه).
اللهم اسقنا الغيث واجعل أمطارنا مباركةً نافعةً لا سقيا هدمٍ ولا غرقٍ ولا بلاءٍ يا أرحم الراحمين..
وفي نهايةِ الشتاءِ تخضرُّ الأرضُ، وتُخرجُ بركاتِها بفضلِ اللهِ ومنته، فيُكثرُ الناس من الخروجِ إلى البراري للنزهة وللتخييم لكن المؤسف وقوع مخالفاتٍ من بعضهم كسوء تنظيم أوقاتهم في المخيمات وما يتبعه من إضاعةٍ للوقت بغيرِ المفيد بالسهر والتهاونِ بالصلاةِ أو أدائها في غير وقتها، كذلك الداء المنتشر بتدمير البيئة بالإسرافِ والتبذيرِ وعبثٍ بالسياراتِ والدراجاتِ الناريةِ واستهتارٍ بأرواحِ الناس يُمارس كهويات ذميمة في البراري.
وبعد الأمطار كذلك تهاونُ بعضُ الأولياءِ في الخروجِ بالعوائلِ للبراري في أماكن غير مناسبة لهم والتعدي على الأشجار بالاحتطاب الجائر وعدم نظافة المحلات التي يتنزهون بها فيفسدون في الأرض بعد إصلاحها عن طريق ترك مخلفاتهم، وهذا ليس من شكر الله على نعمة المطر والأمن.
روي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال.. "إن أخوف ما أخاف عليكم ما يُخرِجُ الله لكم من بركاتِ الأرض، قيل: وما بركات الأرض؟ قال: زهرة الدنيا، فقال له رجل: يا رسول الله! وهل يأتي الخير بالشر؟ فصمت -صلى الله عليه وسلم- كأنما يُنزلُ عليه الوحي ثم جعلَ يمسحُ عن جبينه، فقال أين السائل؟ قال: أنا، قال: لا يأتي الخيرُ إلا بالخير، إن هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوة، وإن كل ما أنبتَ الربيعُ يقتلُ حَبَطاً أو يُلِمّ أي يشبع إلا آكلةَ الخَضِرَةِ أكلتْ حتى إذا امتدت خاصرتها استقبلت الشمس فاجترَّتْ وثلطت وبالت، ثم عادت فأكلت، وإن هذا المال خَضِرةٌ حُلوة من أخذَه بحقِّه، ووضعه في حقه، فنعم المعونةُ هو، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكلُ ولا يشبع" (أخرجه البخاري). أي: الذي يأخذ المال ثم يسرف به نسأل الله العافية..
عباد الله.. كل ما في الدنيا يذكِّر بالآخرة، ودليل عليه، فإنبات الأرض واخضرارها بعد يبسها، يدلُّ على بعث الموتى من الأرض: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) [الحج: 5- 7].
ويقول تعالى: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ) [الحج: 9- 11]، قال أبو رزين للنبي -صلى الله عليه وسلم-: كيف يحيي الله الموتى وما آية ذلك في خلقه؟ قال: "أما مررت بواد أهْلِكَ مَحْلاً، -أي وادٍ يابسًا- قال: بلى، قال: أما مررت به يهتز خَضِراً. قال: قلت: بلى، قال: ثم مررت به محلاً، قال: بلى، قال: فكذلك يحيي الله الموتى، وذلك آيته في خلقه" (أخرجه الإمام أحمد).
تفكَّر في نباتِ الأرضِ وانظرْ | إلى آثارِ ما صنَع المليـكُ |
عيونٌ من لجيـنٍ ناظـراتٌ | بأحداقٍ هي الذهبُ السبيكُ |
على قُضُبِ الزبرجدِ شاهداتٌ | بأنَّ الله لَيس لـه شريـك |
أيها الأحبة.. فصولُ السنةِ تذكِّرُ بالآخرة، فشدةُ الحر تذكِّرُ بحرِّ جهنم، وهو من سَمومِها، وشدةُ البردِ تذكِّرُ بزمهريرِ جهنم، وهو من نفسها، والخريفُ يكمُل فيه اجتناءُ الثمراتِ التي تُدَّخَرُ في البيوت، فهو منبِّه على اجتناءِ ثمار الأعمالِ في الآخرةِ، وأما الربيعُ فهو أطيبُ فصولِ السنة وهو يذكِّرُ بنعيمِ الجنة، وطيب عيشها، فهذه التنقلاتُ توجبُ للعاقلِ الدهشَ والتعجبَ من صُنع وقدرةِ خالقهِ تعالى..
نسأل الله جل علا أن يرزقنا شكر نعمته ويدفئ قلوبنا بطاعته ويمنُّ علينا برحمته: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 99].
بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
أيها الأحبة.. كم من أناس يأتي عليهم البردُ بثلوجه ثم يعقبه الحر ولا أمنَ يظلِّهم ولا بيتَ يؤويهم ولا سقفَ يُغطّيهم أو طعامٌ يدفئُهم فهل نتذكَّرُ ذلك مع هذا البرد؟!
تذكروا إذا مر بكم البرد جنودنا ورجال أمننا المرابطين ممن يسهرون في السهول والجبال لحماية البلاد والعباد..
تذكروا عُمَّالاً ألجأهم طلب الرزق للعمل في كل الأجواء كالفلّاح وعامل النظافة وغيرهم!!
انظروا من حولكم في بلاد قريبة خائفون.. جائعون.. يهانون ويقتلون.. يمرُّ عليهم الشتاءَ ولا دفء.. ولا أمنَ.. ولا غذاءَ ولا دواءَ.. انظرُوا إخوانَكم في سوريا وبورما والعراق واللاجئين هنا وهناك يأتيهم البرد وليس لديهم الدفء بل توفي بعض أطفالهم من الصقيع وهم يطالبون بأبسطِ حُقوقِهم تحت رحمةِ أنظمة لا ترحم وطغاة لا تسمع وعالَمٌ لا يهتم فإلى الله المشتكى! فماذا قدّمنا لهم؟!
انظروا إخوانكم الفقراءَ في آسيا وأفريقيا.. وكثرةَ الفوضى في البلدان وأنتم بحمد الله آمنون مطمئنون دافئون فتذكروا القيام بحق الله في شكر نعمته؟
تذكروا إخواناً لنا يأتي عليهم موسمُ البردِ والثلوج وهم بأمسِّ الحاجةِ لدعمِنا ونحنُ من نعيشُ نعمةَ الدفء من هذه النعم المتوفرةِ دفء البيوتِ والسياراتِ والمساجدِ فهل شكرْنا نعمَ الله بدعمِهم بالمال ونصرتهم وبالدعاءِ واللجوء إلى الله أن ينصرَهم على الظالمين المعتدين وأن يحميهم من نوائبِ الدهر ونبذل ما نستطيع لمساعدتهم في هذا البرد كذلك اهتموا بالحيوانات والطيور في البرد فهي رحمة بالحيوان تؤجرون عليها والويل للمهمل وهو يربيها ثم لا يهتم بها..
ومن أراد دوامَ النعم فليشكرْ واهبهَا تعالى اللهم اجعلنا من عبادِك الشاكرين.. وارزقنَا حسنَ الحمدِ والثناءِ عليك يا ربّ العالمين..
اللهم كن لإخواننا المستضعفين في سوريا احفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك واجمع كلمة المسلمين في كل مكان على الحق والدين، وجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم الأمن والإيمان والسلامة والاطمئنان على بلادنا خاصة وعلى جميع بلاد المسلمين..