العفو
كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...
العربية
المؤلف | خالد القرعاوي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
الإحسانُ في كُلِّ شيءٍ من أهمِّ وسائلِ نهضتِنا، فهو إتقانٌ لِما أُنيطَ بنا من أعمالٍ فَنُؤدِّيَها على أتمِّ وجهٍ وأحسنِه؛ لأنَّنا نعلمُ يقيناً أنَّ الله تعالى مطَّلعٌ علينا عالمٌ بأحوالِنا! وهذا هو حقيقة ُالإحسانِ الذي فسَّره رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم- حين قَال: "الإحسانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ". فإنَّ من راقبَ اللهَ أحسنَ عملَه وأتقنَه.
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله عظيمِ الشانِ, قديمِ الإحسانِ, القائل في محكمِ القرآنِ: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).
نشهدُ ألا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له الرَّحيمُ الرحمنُ، ونشهدُ أنَّ نبينَا محمَّداً عبدُ الله ورسولُه بعثهُ اللهُ رَحمَةً وأماناً للإنس والجانِ, صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه على مَرِّ الزَّمانِ.
أمَّا بعدُ:
فاتَّقوا الله -عبادَ اللهِ- حقَّ التَّقوى, فبها تبلغون رضا الرحمن، وتفوزون بأعالي الجنانِ.
عبادَ الله: كثيرةٌ بِحمدِ اللهِ قِيمنا العاليةُ وأخلاقنا الفذَّةُ، وإليكم خُلقٌ عظيمٌ, كَتَبَهُ اللهُ تعالى وأمرَ به في كلِّ عملٍ, وحقيقةً هو لُبُّ الإيمان ِوروحُه وكمالُه وثَمَرَتُهُ، أمرَ اللهُ به فقال: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، وبيَّنَ ثَمَرَتَهُ فقالَ: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).
معاشرَ المسلمينَ: الإحسانُ في كُلِّ شيءٍ من أهمِّ وسائلِ نهضتِنا، فهو إتقانٌ لِما أُنيطَ بنا من أعمالٍ فَنُؤدِّيَها على أتمِّ وجهٍ وأحسنِه؛ لأنَّنا نعلمُ يقيناً أنَّ الله تعالى مطَّلعٌ علينا عالمٌ بأحوالِنا! وهذا هو حقيقة ُالإحسانِ الذي فسَّره رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم- حين قَال: "الإحسانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ". فإنَّ من راقبَ اللهَ أحسنَ عملَه وأتقنَه.
عباد الله: ومن تأمَّل آياتِ القرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ النَّبَويَّةِ اتضح له أنَّ دائرةَ الإحسانِ تشملُ جوانبَ الحياةِ كلِّها عقيدةً وعبادةً ومُعَامَلةً وأَخلاقاً, فكلُّ عبادةٍ لابدَّ لها من الإحسانِ والإتقانِ والإخلاصِ، ولهذا قال اللهُ تعالى: (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا). فكلَّما كانَ العملُ أحسنَ كان الأجرُ والثوابُ أتمَّ، فَخُذ على سبيلِ المثالِ إحسان وإتقان الوُضُوءِ والصَّلاةِ, ففي صحيح مسلم عن عثمانَ -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ".
عباد الله: ودائرةٌ أخرى من الإحسانِ, قَرَنَها اللهُ تَعالى بِعبادتِه، وجَعَلَ رِضاهُ مَقرُوناً بِرضَاهُما فقالَ: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
وسبحانَ الله كُلَّما ذُكِر الإحسانُ تبادرَ إلى الوالدينِ؛ يقول الشَّيخُ السَّعديُّ -رحمه الله-: "أي أحسنوا إليهما بجميع وجوه الإحسانِ القوليِّ والفعليِّ؛ لأنَّهما سببُ وجودِ العبد, ولهما من المحبةِ للولدِ والإحسانِ إليه والقُربِ ما يقتضي تأكُّدَ الحقِّ ووجوبَ البرِّ".
أيُّها المؤمنونَ: ومِمَّا يَشملُهُ الإحسانُ قرابةُ النَّسبِ والمُصاهَرةِ وقَرَابةُ الجوارِ يجمَعُها قولُ الله -عز وجلَّ-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا).
والإحسانُ إلى الأقاربِ يحتاجُ إلى وقفاتٍ وتَأمُّلاتٍ, فأولى النَّاسِ بِصِلَتِكَ وإحسانِكَ أقَارِبُكَ! لا كما يقعُ من بعضِنا أنَّ الأقاربَ هم مَنْ يُنصَبُ لهم الحقدُ والعَدَاءُ!
أَحسِن إلى النَّاسِ تَستَعبِد قُلُوبَهم | فَطَالَمَا استعبَدَ الإنسانَ إحسانُ |
وأولى الأقاربِ بذلكَ الزَّوجاتُ والأولادُ! ألم يقلِ اللهُ تعالى: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)؟! فأينَ الظَّلمَةُ من هذهِ الآيةِ؟! أينَ المُسِيؤونَ عن هذا التَّوجِيهِ الربَّانيِّ العَادلِ؟! ورسولُنا -صلى الله عليه وآلِه وسلم- في حَجَّةِ الوَدَاعِ يُوصي وَيقولُ: "أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ، أَلَا وَإِنَّ حَقَّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ".
أمَّا الإحسانُ إلى الجيران فبابٌ يطولُ، يكفي أنْ نَعلَمَ أنَّ رَجُلاً قال لِرَسُولِ اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْتُ؟! فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: قَدْ أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ".
أيُّها المؤمنُ: حتى الحيواناتِ والبهائمَ لها حظٌّ من الإحسانِ في إطعامها وسِقَائِها والنَّهيِ عن تَعذِيبِها وأذيتِيها؛ فَفي الصَّحيحينِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ يعني يَدُورُ حولَ بِئرٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِىٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا -يَعني خُفَّها- فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ".
وفي الصَّحيحينِ أيضاً عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الأَرْضِ".
يا مؤمنونَ: لقد كَتَبَ اَللَّه اَلْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ, حتى حالَ الذَّبحِ والتَّذكِيَةِ، فقد قال رسولُنا -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اَللَّهَ كَتَبَ اَلْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ, فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا اَلْقِتْلَةَ, وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا اَلذِّبْحَةَ, وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ, وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ".
فاللهمَّ ارزقنا حُسنَ الاعتِقادِ والقَولِ والعَمَلِ، واجعلنا من عبادِكَ المُحسِنِينَ يَا رَبَّ العَالِمينَ.
أقولُ ما سمعتم وأستَغفِرُ اللهَ لِي وَلَكم ولِسائِرِ المُسلمينَ من كلِّ ذَنْبِّ فاستغفروهُ إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله هدانا لأحسنِ الأعمال والأقوالِ والأخلاقِ، نشهدُ ألا إله إلا الله وحده لا شريكَ له العليمُ الخَلاَّقُ, ونشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه بعثَهُ اللهُ لِيُتَمِّمَ مَكارِمَ الأخلاقِ, صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِه والتَّابعينَ لهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ التَّلاق.
أمَّا بعدُ:
فاتَّقوا اللهَ -عبادَ اللهِ- حقَّ التَّقوى، واستَمسِكوا من الإسلام بالعروة الوُثقى.
يَا مَنْ تريدُ معيَّة َاللهِ وَمَحَبَّتـَهُ: أَحسِن كَمَا أَحسَنَ اللهُ إليكَ: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
يَا مَنْ تريدُ جنَّاتِ خُلدٍ ومُلكٍ لا يَبلَى: كنْ من المُحسِنينَ: (فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ).
يَا مَنْ تريدُ النَّظرَ إلى وجهِ الله الكريم: كنْ من المُحسِنينَ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
في صحيحِ مُسلمٍ عَنْ صُهَيْبٍ الرُّوميِّ -رضي اللهُ عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ يَقُولُ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟! فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟! أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ؟! قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ -عَزَّ وَجَلَّ-".ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ).
عبادَ الله: وعندَ الخُصُومَاتِ والجِدِالِ فَلا أَنْفعَ من الإحسانِ في القَول: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
أيُّها المؤمنُ: ومن أوسَعِ مَفَاهِيمِ الإحسانِ: الإحسانُ إلى الفُقَراءِ والمُعوِزينَ, وكُلَّما عَظُمت حَاجَتُهم كان الإنفاقُ أحسنَ وأطيبَ وأعظَمَ أجرًا.
فيا أيُّها الأَكَارِمُ، يَا مَنْ منَّ اللهُ عليكم بالخيراتِ والأرزاقِ: تَلمَّسُوا حَاجةَ إخوانِكم داخلَ البلادِ وخارجَها وأنفقوا عليهم، (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).
واعلموا أنَّ أوجُهَ البِّرِ والإنفاقِ مُتَعدِّدةٌ، فانظر أيها أشدّ حاجةً وأكثر نفعاً، فَبِنَاءُ المَسَاجِدِ خَيرٌ وَحَسَنٌ، ولكن عندَ الاكتِفَاءِ فالإنفاقُ في غَيرها أولى, والإنفاقُ على فُقَراءِ البَلَدِ خَيرٌ وَصِلَةٌ, ولكنْ عند وُجُودِ مَنْ يَقُومُ مَقَامَكَ فَهُنَاكَ أَوجُهُ بِرٍّ أَولى، قالَ اللهُ -عز وجلَّ-: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ).
مَعاشِرَ المُسلمينَ: ومن أَوجُهِ البرِّ والإِحسَانِ التي قلَّت عندَ الكثِيرينَ منَّا: الإنفاقُ على إخوانِنَا المُسلِمِينَ خَارِجَ البِلادِ مَع مَسِيسِ حَاجَتِهم وَشِدَّةِ بُؤسِهم وَفَقرِهم، وَهَا هِيَ المُؤسَّسَاتُ الخَيرِيَّةُ والهَيئَاتُ الإغاثيَّةُ فَاتِحَةً أبوابَها لِما تجودُ بِه أنفسُكم، فلا تَبخَلوا على إخوانِكم في فِلَسطِينَ وسوريا وفي كلِّ مكانٍ, فهم يَشتَكُونَ إلى اللهِ تَعالى ثُمَّ إليكم مِن تَسَلُّطِ عَدوٍّ غَاشِمٍ ومِن حِصَارٍ دَاخِليٍّ وخَارِجِيِّ ظَالِمِ.
ولازلنا نَسمَعُ ونرى بِحمدِ اللهِ مِن خِيَارِ وَتُجَّارِ هذهِ البِلادِ وقَادَتِها مَنْ وَفَّقَهم اللهُ بِإعطَاءِ نَفَقَاتٍ تَسُرُّ النَّاظِرينَ، فَكونُوا -يا مؤمنِونَ- من السَّبَّاقِينَ لِذلكَ: (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ).
فاللهمَّ اجعلنا مع الذين اتقوا والذين هم محسنونَ.
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك.
اللهم ارحم ضعف إخواننا في كلِّ مكانٍ.
اللهم كن لهم ناصرًا ومعينا يا ربَّ العالمينَ.
اللهم أعط مُنفِقًا خَلَفًا وأعطِ مُمسِكًا تَلَفًا.
اللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأعمال والأخلاق؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئَها لا يصرف عنا سيئَها إلا أنت يا ربَّ العالمين.
اللهم ألّف بين قلوب المؤمنين، ووحّد صفوفهم، واجمع كلمتهم، وأصلح قادتهم، واهدهم سبل السلام.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان، ووفقنا لما تحبُّ وترضى يا رحمن.