الصمد
كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...
العربية
المؤلف | عبدالله بن عياش هاشم |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
جعل الله الزواج قائما على المودة والرحمة ليكون علاقةً دائمةً؛ إذ هو أساسُ بناء الأسرة المسلمة الصالحة، والأسرة هي لبنة من لبنات بناء المجتمع المسلم الذي يعمر الأرض بوحدانية الله وعبادته. ولضمان استمرارية المودة والرحمة التي هي أساس استقرار الأسرة؛ فإن...
الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 - 71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ -تَعَالَى-، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَمَّا بَعْدُ:
إن الزواج نعمةٌ من نعم الله، ومنةٌ من أجَلِّ مِننِه تعالى، ومن آياته الجليلة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
وجعل الله الزواج قائما على المودة والرحمة ليكون علاقةً دائمةً؛ إذ هو أساسُ بناء الأسرة المسلمة الصالحة، والأسرة هي لبنة من لبنات بناء المجتمع المسلم الذي يعمر الأرض بوحدانية الله وعبادته.
ولضمان استمرارية المودة والرحمة التي هي أساس استقرار الأسرة؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- حثنا على حسن اختيار الأزواج، فقال صلى الله عليه وسلم: "تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ".
وجعل ميزان الاختيار الدين والخلق، فقال صلى الله عليه وسلم: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِنْ لَا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتَنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ".
ولدوام العشرة بين الزوجين نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تجبر المرأة على الزواج بمن لم ترضه زوجًا لها، فقال صلى الله عليه وسلم: "لاَ تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلاَ تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ إِذْنُهَا قَالَ: "أَنْ تَسْكُتَ"، وفي صحيح البخاري عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ الأَنْصَارِيَّةِ -رضي الله عنها-: "أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهْيَ ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَدَّ نِكَاحَهُ".
عباد الله: لما كانت الحياة الأسرية تحتاج إلى قيادة عاقلة تزن الأمور، وتقدر المصالح؛ جعل القوامة في يد الزوج: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) [النساء: 34] فقد خلق الله -تعالى- الرجل وميزه بالتعقل والقيادة، وهيأهُ للسعي في طلب الرزق والإنفاق، وخلق المرأة وميزها بالعاطفة والحنان، وهيأها لرعاية بيتها، وتنشئة أطفالها على الدين والأخلاق الفاضلة.
أيها المسلمون: مع مراعاة المودة والرحمة، والاحترام المتبادل بين الزوجين، قد يقع الخلاف بينهم في بعض الأمور، عليهما أن يحترم كل منهما رأي الآخر، وأن يقدر كل منهما الفضل لصاحبه، فقد قال الله -تعالى- للزوجين بعد حصول الاختلاف الفراق: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) [البقرة: 237]، فكيف وهم في بيت واحد، ويرقدان في فراش واحد؟
فإن وقع خلاف بين الزوجين؛ فيجب أن لا يتجاوز الخلاف بينهما حدَّ حجرتهما، حتى لا يتأثر بخلافهما من يسكن معهما من أطفال أو غيرهم بما نزغه الشيطان من خلاف بينهما.
وليوقن كل منهما أن عدوَّهما يستغلُّ ما حصل من خلاف بينهما فيفسد عليهما حياتهما، فينفخ الكِبْرَ والتَّعالي في نفس كلٍّ منهما حتى لا يتنازل أحدهما للآخر فيقع الفراق بينهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ".
أيها الأحبة: يجب على الزوج أن يكون عاقلًا مُنْصِفًا عادِلًا، وعليه أن يتدرج في الإصلاح أمر بيته بالنصيحة، والكلمة الطيبة الحانية، قبل أن يلجأ إلى غيرها من الوسائل، فقد أمر الله -تعالى- بذلك فقال: (فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا) [النساء: 34].
والمرأة إن شعرت بظلمٍ من زوجها أو إجحافٍ في حقِّها، ولم تستطع التفاهم في ذلك مع زوجها، فعليها أن تلجأ إلى الحكماء العقلاء من أهله وأهلها، فقد قال تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) [النساء: 128].
وأن يكون تدخل الحكماء بينهما من أجل الإصلاح والتوفيق بينهما، لا لزيادة الضغينة والبغضاء، والبعد بينهما، فيكونا حريصين على سلامة الأسرة، واستمرارية العشرة، ودوام المودة والرحمة بينهما؛ كما قال جل وعلا: (إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) [النساء: 35].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّـهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ حق التقوى، فإن البيوت إذا بنيت على التقوى دامت المودة والرحمة فيمن يسكنها.
عباد الله: إذا انقطع سبل الوفاق، وتقطعت طرق الإصلاح، ولم يبق إلا الفراق؛ فلابد أن يكون بعد دراسة وافية للمصالح والمفاسد، ونتائج الفراق، ومفاسده؛ كما قال تعالى: (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا) [البقرة: 233].
ثم إن أَصَرَّا على الطلاق فلا يبادر لتطليقها، بل عليهما أن ينتظرا حتى تكون في طهرٍ لم يجامعها فيه، أو يتبين حملُها، ثم يطلقها، وأن يطلقها تطليقة واحدة؛ كما قال تعالى: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا * فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) [الطلاق: 1 - 2].
وإنَّ ما يفعله بعض الناس من تصرف أهوج؛ فيبادر لتطليق امرأته لأدنى سبب، بلا روية ولا تفكير، ومشاورة وتحكيم، بل ويقع فيما هو أكبر وأشنع، فيبادر لإخراج المسكينة من بيته بلا رحمةٍ، ولا رعاية عِشرة.
ويغفل المسكين أنَّ الله حرَّم إخراجها من بيتها إذا طلقت حتى تنقضي عِدَّتُها، فقد قال تعالى: (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا * فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) [الطلاق: 1 - 2].
فإذا انقضت عِدَّتُها خرجت من بيته إلى بيتِ وليِّها، بلا تعدٍّ ولا إجحاف، فقد قال تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) [الطلاق: 2]، فجعل الله -تعالى- العشرة والوفاق بالمعروف، والطلاق والفراق بالمعروف، مراعاة لأصل العلاقة بينهما.
فلنتق الله -عباد الله- في بيوتنا، ولنحرص على حفظ المودة والرحمة والوِفاق وحسن العشرة فيها، تدم لنا السعادة والراحة والسكينة.
اللهم أصلحنا، وأصلح أزواجنا وذرياتنا، وخذ بنواصينا جميعا إلى ما تحب وترضى.
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان: 74].
اللهُمَّ أَصْلِحْ لِنا دِينِنا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا، وَأَصْلِحْ لِنا دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشنا، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِنا الَّتِي فِيهَا مَعَادنا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِنا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِنا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
الَّلهُمَّ إنا نعوذ بك من الفِتَنِ وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن.
اللهم إنا نعوذ بك من البلاء والغلاء وسيء الأدواء.
الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَأَقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ.
الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، واحفظ اللهم جندنا المرابطين في الثغور، وأيِّدهم وانصرهم على عدوهم، ورُدَّهم لأهليهم سالمين غانمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب.
الَّلهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَواصِيهم لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُم سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ، حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ، اللهم وفق لهم وزراء حق وعدل وخير وصلاح يرشدونه للخير ويعينونه عليه.
اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لهم ناصراً ومعِينا وحافظاً ومؤيِّدا، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.
اللهم اغفر لنا ذنبنا كله، دقَّه وجِلَّه، أوَّله وآخره، علانيته وسره.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [البقرة: 23].
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].