البحث

عبارات مقترحة:

الرفيق

كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...

الشافي

كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

النعم الثلاثة

العربية

المؤلف محمد بن سليمان المهوس
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. كثرة نعم الله علينا .
  2. نعمة العلم ورفع الجهل .
  3. نعمة الغنى بعد الفقر .
  4. نعمة وحدة الصف واجتماع الكلمة. .

اقتباس

فَهِيَ نِعْمَةُ الرِّزْقِ، وَرَغَدِ الْعَيْشِ الَّتِي حُرِمَ مِنْهَا آبَاؤُنَا وَأَجْدَادُنَا؛ فَالْمَعِيشَةُ فِي وَقْتِهِمْ كَانَتْ مِنْ أَعْسَرِ الْأُمُورِ وَأَصْعَبِهَا، حَتَّى أَنَّهُمْ أَكَلُوا الْجِيَفَ، وَطَحَنُوا النَّوَى وَالْعِظَامَ الَّتِي يَجْمَعُونَهَا مِنْ الرِّمَمِ الْمَيِّتَةِ لِيَصْنَعُوا مِنْهَا مَا يَسُدُّ الرَّمَقَ، وَحَفَرُوا جُحُورَ النَّمْلِ بَحْثًا عَنْ الْحُبُوبِ الَّتِي تَخْتَزِلُهَا فِي الْجُحُورِ، وَتَرَكُوا بِلاَدِهِمْ وَهَاجَرُوا إِلَى الشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَإِفْرِيِقْيَا طَلَباً لِلِقْمَةِ الْعَيْشِ، وَالْأَمْثِلَةُ كَثِيرَةٌ لَا يُمْكِنُ حَصْرُهَا فِي هَذِهِ الدَّقَائِقِ؛ ثُمَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَى بِلَادِنَا بِنِعْمَةِ الرِّزْقِ وَرَغَدِ الْعَيْشِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَثِيلٌ فِي الْعَالَمِ.

الخطبة الأولى:

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ الْمَنَّانِ، الْمُتَفَضِّلِ عَلَى عِبَادِهِ بِأَصْنَافِ النِّعَمِ وَأَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ الدَّيَّانُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْهُدَى وَالرَّحْمَةِ وَصَلَاحِ الْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيِراً.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ اِتَّقُوا اللَّهُ تَعَالَى وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ مِنْ النِّعَمِ الْعَظِيمَةِ، نَعَمِ الدُّنْيَا وَنِعَمِ الدِّينِ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

فَنِعَمُ اللَّهِ عَلَيْنَا كَثِيرَةٌ لَا تُعَدُّ وَلَا تَحُدُّ وَلَا تُحْصَى، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النحل: 18]، وَمِنْ أَجْلِ النِّعَمِ بَعْدَ نِعْمَةِ الْإِسْلَامِ: نِعَمٌ ثَلَاثَةٌ نَعِيشُهَا وَنَتَفَيَّأُ ظِلَالَهَا وَنَسْتَأْنِسُ بِذِكْرِهَا فِي بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ.

فَأَوَّلُ هَذِهِ النِّعَمِ: نِعْمَةُ الْعِلْمِ فَلَقَدْ كَانَتْ بِلَادُنَا فِي بِدَايَةِ عَهْدِهَا تَعِيشُ الْجَهْلَ فِي بَعْضِ أُمُورِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا؛ فَمِنْ جِهَةِ الدِّينِ: الْجَهْلُ بِالتَّوْحِيدِ الَّذِي هُوَ حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعَبِيدِ، نَاهِيكَ عَنْ الْجَهْلِ فِي بَعْضِ الْعِبَادَاتِ؛ فَكَانَ الْبَعْضُ إِذَا أَرَادَ حَاجَةً ذَهَبَ إِلَى قَبْرٍ أَوْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرَةٍ أَوْ جِذْعِ نَخْلٍ أَوْ كَاهِنٍ يَطْلُبُ مِنْهُ قَضَاءَ حَاجَتِهِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: 60]، وَقَالَ -‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ" (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ).

وَكَانَتْ الْمَرْأَةُ الَّتِي لَا يَتَقَدَّمْ أَحَدٌ لِخِطْبَتِهَا تَذْهَبُ إِلَى فَحْلِ النَّخْلِ فَتَضُمَّهُ، وَتَقُولُ: يَا فَحْلَ الْفُحُولِ أُرِيدُ زَوْجًا قَبْلَ الْحَوَلِ! فِي اعْتِقَادِهَا أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَجْلِبُ لَهَا الزَّوْجَ؛ حَتَّى أَتَتْ دَعْوَةُ الْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ الْوَهَّابَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- فَأَزَالَ هَذِهِ الْمُعْتَقَدَاتِ، وَدَعَا النَّاسُ إِلَى عِبَادَةِ رَبِّهِمْ وَتَوْحِيدِهِ.

وَأَمَّا الْجَهْلُ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا فَحَدِّثْ وَلَا حَرَجَ؛ فَالسَّيَّارَةُ قَدِيمًا يَضَنُّونَ أَنَّهَا الدَّابَّةُ الَّتِي تَسِمُ النَّاسَ، وَالْبَرْقِيَّاتُ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهَا نَوْعٌ مِنْ السِّحْرِ وَغَيْرُهُ الْكَثِيرُ وَالْكَثِيرُ؛ فَانْتَشَرَ الْعِلْمُ فِي زَمَانِنَا وَأَصْبَحَ الْوَاحِدُ مِنَّا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجْمَعَ مِئَاتُ الْعُلَمَاءِ فِي هَاتِفِ اتِّصَالِهِ وَفِي بَيْتِهِ، وَيَقْرَأَ الْفَتْوَى أَوْ يَسْمَعَهَا مِنْ مَصْدَرِهَا بِأَقَلَّ جُهْدٍ وَبِأَسْرَعِ وَقْتٍ، نَاهِيكَ عَنْ التَّطَوُّرِ فِي وَسَائِلِ الِاتِّصَالِ، وَانْتِشَارِ عِلْمِ الدُّنْيَا، حَتَّى أَصْبَحَ الصِّغَارُ أَعْلَمُ بِهَا مِنْ الْكِبَارِ (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد: 21].

وَأَمَّا النِّعْمَةُ الثَّانِيَةُ: فَهِيَ نِعْمَةُ الرِّزْقِ، وَرَغَدِ الْعَيْشِ الَّتِي حُرِمَ مِنْهَا آبَاؤُنَا وَأَجْدَادُنَا؛ فَالْمَعِيشَةُ فِي وَقْتِهِمْ كَانَتْ مِنْ أَعْسَرِ الْأُمُورِ وَأَصْعَبِهَا، حَتَّى أَنَّهُمْ أَكَلُوا الْجِيَفَ، وَطَحَنُوا النَّوَى وَالْعِظَامَ الَّتِي يَجْمَعُونَهَا مِنْ الرِّمَمِ الْمَيِّتَةِ لِيَصْنَعُوا مِنْهَا مَا يَسُدُّ الرَّمَقَ، وَحَفَرُوا جُحُورَ النَّمْلِ بَحْثًا عَنْ الْحُبُوبِ الَّتِي تَخْتَزِلُهَا فِي الْجُحُورِ، وَتَرَكُوا بِلاَدِهِمْ وَهَاجَرُوا إِلَى الشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَإِفْرِيِقْيَا طَلَباً لِلِقْمَةِ الْعَيْشِ، وَالْأَمْثِلَةُ كَثِيرَةٌ لَا يُمْكِنُ حَصْرُهَا فِي هَذِهِ الدَّقَائِقِ؛ ثُمَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَى بِلَادِنَا بِنِعْمَةِ الرِّزْقِ وَرَغَدِ الْعَيْشِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَثِيلٌ فِي الْعَالَمِ.

فَسُبْحَانَ مِنْ رَزَقَ الطَّيْرَ فِي الْهَوَاءِ، وَالسَّمَكَ وَالْحُوتَ فِي ظُلْمَاتِ الْمَاءِ، وَرَزَقَ الصَّغِيرَ وَكَسَاهُ مِنْ الْعَرَاءِ (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96].

وَثَالِثُ النِّعَمِ: وِحْدَتُنَا وَاجْتِمَاعُنَا فِي هَذِهِ الْبِلَادِ عَلَى إِمَامٍ وَاحِدٍ؛ بَعْدَ أَنْ كَانَتِ الْقَبَائِلُ فِي هَذِهِ الْجَزِيرَةِ تَتَنَاحَرُ وَتَتَقَاتَلُ فِيمَا بَيْنَهَا، مَعَ انْعِدَامِ الْأَمْنِ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ الْمَرْءُ فِي مَأْمَنٍ مِنْ هُجُومٍ مِنْ قِطَاعِ طُرُقِ أَوْ تَرَبُّصِ عَدْوٍ، فَكَانَتْ الْبُلْدَانُ تَحْتَمِي خَلْفَ الْأَسْوَارِ الَّتِي تُغْلَقُ لَيْلًا وَتَفْتَحُ فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ، وَكَانَ الْكُلُّ فِي حِيطَةٍ وَحَذَرٍ وَتَرَقُّبٍ مِنْ هَجْمَةٍ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ قَدْ تَفْقِدُهُ مَالُهُ أَوْ تُزْهِقُ رُوحَهُ؛ فَاسْتَتَبَّ أَمْنُنَا، وَزَادَ رِزْقُنَا، وَوَصَلَ خَيْرُنَا إِلَى الْبِلَادِ الَّتِي كَانَ أَجْدَادُنَا يُهَاجِرُونَ إِلَيْهَا بَحْثًا عَنْ لُقْمَةِ الْعَيْشِ- فَلِلَّهِ الْفَضْلِ وَالْمِنَّةِ - وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران: 103].

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكَمَ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ.

اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلّى الله عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً.

عِبَادَ اللهِ: إِذَا أَمْعَنَّا النَّظَرَ وَدَقَّقْنَا فِيهِ !نَجِدُ أَنَّ مُقَوِّمَاتِ الْحَيَاةِ تَدُورُ بَيْنَ هَذِهِ النِّعَمِ الثَّلَاثَةِ؛ فَبِالْعِلْمِ تُبْنَى الْأَمْجَادُ، وَتُشَيَّدُ الْحَضَارَاتُ، وَتَسُودُ الشُّعُوبُ، وَتُبْنَى الْمَمَالِكُ، بَلْ لَا يَسْتَطِيعُ الْمُسْلِمُ أَنْ يُحَقِّقَ الْعُبُودِيَّةَ الْخَالِصَةَ لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى وِفْقِ شَرْعِه إِلَّا بِالْعِلْمِ، وَمَا فَشَا الْجَهْلُ فِي أُمَّةٍ مِنْ الْأُمَمِ إِلَّا قَوَّضَ أَرْكَانَهَا، وَصَدَّعَ بُنْيَانَهَا، وَأَوْقَعَهَا فِي الرَّذَائِلِ وَالْمَتَاهَاتِ الْمُهْلِكَةِ.

وَأَمَّا نِعْمَةُ الرِّزْقِ وَرَغَدُ الْعَيْشِ: فَهِيَ قِوَامُ الْأَرْضِ وَعِمَارَتُهَا، وَلَنْ تَدُومَ النِّعَمُ وَتَزْدَادَ إِلَّا بِشُكْرِهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7] .

وَأَمَّا نِعْمَةُ اجْتِمَاعِ كَلِمَتِنَا وَوَحْدَةُ صَفِّنَا تَحْتَ إِمَامٍ وَاحِدٍ: فَهِيَ سَبَبٌ فِيِ صَدِّ أَيِّ عَدُوِّ مُتَرَبِّصٍ بِنَا، أَوْ خَائِنٍ يُرِيدُ الْوَقِيعَةَ بَيْنَنَا، أَوْ حَاقِدٍ أَوْ حَاسِدٍ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ أُمَّتَنَا وَيُوهِنَ قُوَّتَنَا؛ إِذْ الْفُرْقَةُ وَالِاخْتِلَافُ مِنْ أَهَمَّ أَسْبَابِ هَلَاكِ أُمَّتِنَا وَذَهَابِ هَيْبَتِنَا، وَزَوَالِ بَيْضَتِنَا.

فَاتَّقُوْا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ، وَاشْكُرُوا اللَّهَ الْمُنْعِمَ الْمُتَفَضِّلَ (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)، وَاحْذَرُوا كُفْرَ النِّعَمِ، فَقَدْ قَالَ رَبُّكُمْ (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) [النحل: 112].

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وَقَالَ -‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى الله ُعَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا" (رَوَاهُ مُسْلِم).