البحث

عبارات مقترحة:

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

المقيت

كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم الذات والفعل، فكرم الذات هو عزها وشرفها، وكرم الفعل هو العطاء بسخاء، واسم الله تعالى (المجيد) اسم من أسماء الله الحسنى الذي يدل على كمال كرم الله عز وجل في ذات وأفعاله، وأسمائه وصفاته كذلك، فهو وصف فيه تعظيم وتنزيه عامٌّ لله عز وجل. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

المجيد في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من المجد، قال ابن فارس في معناه: «الميم والجيم والدال أصل صحيح، يدل على بلوغ النهاية، ولا يكون إلا في محمود، منه المجد: بلوغ النهاية في الكرم. والله الماجد والمجيد، لا كرم فوق كرمه» "المقاييس" (5/297)، ويمكن أن يكون المقصود به كرم الذات، أي: شرفها، أو الكرم بمعنى: سعة العطاء وكثرته. وجاء (المجيد) في وصف القرآن في قوله تعالى: ﴿ق، والقُرآنِ المَجِيدِ﴾ [ق: 1] وقيلَ فِي تفسيره: إن معناه: الكريم، وقيل: الشريف».

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على إثبات صفة الكرم لله تعالى، فهو الذي فاق كرمه كل كرم، وذلك في ذاته وصفاته، وفي عطائه ورَزْقه، ففيه تعظيم الله عز وجل، وإثبات كرم ذاته وجلالها، وكثرةِ عطائه وسعةِ جوده، قال الخطابي رحمه الله: «المجيد هو الواسع الكرم»، وقال الشيخ السعدي رحمه الله: «(المجيد): الكبير، العظيم، الجليل، وهو الموصوف بصفات المجد، والكبرياء، والعظمة، والجلال، الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجل وأعلى. وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد ملئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله، والخضوع له والتذلل لكبريائه». "تيسير الكريم الرحمن" (5/300).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين بيّنة؛ فما دلت عليه اللغة موافق لما في الاصطلاح، ولكن المعنى الثابت لله هو على غاية الكمال، وليس ذلك إلا لله تعالى.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفتي: العظمة، والكرم لله سبحانه وتعالى.

الأدلة

القرآن الكريم

المجيد في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (المجيد) في القرآن الكريم في موضعين هما: الأول: قوله تعالى: ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أهْلَ البَيْتِ إنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ [هود: 73]. ولابن القيم كلام بديع في اقتران هذين الاسمين، يقول: «والحَمْد والمجد إلَيْهِما يرجع الكَمال كُله، فَإن الحَمد يسْتَلْزم الثَّناء والمحبة للمحمود؛ فَمن أحببته ولم تثنِ عَلَيْهِ لم تكن حامدًا لَهُ حَتّى تكون مثنيًا عَلَيْهِ محبًا لَهُ، وهَذا الثَّناء والحب تبَعٌ للأسباب المُقْتَضِيَة له، وهو ما عليه المحمود من صفات الكمال ونعوت الجلال والإحسان إلى الغير، فإن هذه هي أسباب المحبة وكلما كانت هذه الصفات أجمع وأكمل كان الحمد والحب أتم وأعظم، والله سبحانه له الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه ما والإحسان كله له ومنه، فهو أحق بكل حمد وبكل حب من كل جهة، فهو أهلٌ أن يُحَبَّ لذاته ولصفاته ولأفعاله ولأسمائه ولإحسانه ولكُل ما صدر مِنهُ ، وأما المجد فَهُوَ مُسْتَلْزم للعظمة والسعَة والجلال، والحَمْد يدل على صِفات الإكْرام، والله عز وجل ذُو الجلال والإكْرام وهَذا معنى قَول العَبْد لا إلَه إلّا الله والله أكبر، فلا إلَه إلّا الله دال على ألوهيته وتفرده فِيها فألوهيته تَسْتَلْزِم محبته التّامَّة، والله أكبر دال على مجده وعظمته وذَلِكَ يسْتَلْزم تَعْظِيمه وتمجيده وتكبيره؛ ولهذا يقرن سبحانه بين هذين النوعين في القرآن كثيرا كقوله: ﴿رَحْمَة الله وبَرَكاته عَلَيْكُمْ أهْلَ البَيْتِ إنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ [هود: 73]». "جلاء الأفهام" (ص316). و الموضع الثاني: قوله تعالى: ﴿وهُوَ الغَفُورُ الوَدُودُ (14) ذُو العَرْشِ المَجِيدُ (15)﴾ [البروج: 14، 15].

السنة النبوية

المجيد في السنة النبوية
ورد اسم الله (المجيد) في حديث كعبٍ بن عُجرة في التشهد: «… قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد». رواه: البخاري (3370) مسلم (406). وورد أيضًا في حديث أبي هريرة في أسماء الله الحسنى: «إنَّ لله تعالى تِسعةً وتِسعينَ اسمًا من أحصاها دَخَل الجَنَّةَ، فذكَرَها وَعَدَّ منها: المجيد» الترمذي (3507).

العقل

يُثبت العقلُ صفتي العظمة والكرم اللتان يدل عليهما اسمه تعالى (المجيد) بقياس الأولى؛ لأن العظمة والكرم صفات كمال، وخلافهما صفات نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

إن لاسم الله تعالى (المجيد) أثر عظيم على نفس المؤمن وسلوكه، من ذلك: · أن المؤمن باسم الله (المجيد) عارفًا لمعناه مدركًا لفحواه يعظّم الله عز وجل، ويقدره قدرَه، وينزّهه عن كل نقص لا يليق به، ويخشع ويخضع لله سبحانه وتعالى، ويستكين ويتذلل لعظمته وجبروته، ويرفعه عن مشابهة خلقه في صفة من صفاته، لأن من عرف أن الله كريم الذات والصفات؛ نزّهه عن النقائص والآفات تنزيهًا خاصًّا لا يكون لمن سواه، إذ هو الكامل التام على الإطلاق من كل وجه وفي كل حال، بخلاف الخلق الذين إن كرموا من وجه نقصوا من وجه آخر، يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي في هذا : «إن الإنسان إذا سمع وصفاً وصف به خالق السموات والأرض نفسه، أو وصفه به رسوله، فليملأ صدره من التعظيم، ويجزم بأن ذلك الوصف بالغ من غايات الكمال والجلال والشرف والعلو ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين، فيكون القلب منزهاً معظماً له (جلّ وعلا)، غير متنجّس بأقذار التشبيه». "منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات" (ص36) · الإيمان باسم الله (المجيد) تتحقق له محبة الله عز وجل؛ لكرمه وجوده ونعمه التي لا تُعَدُّ ولا تحصى، ثم ينعكس ذلك سعيًا منه لتحقيق الأثر اللازم لهذه المحبة القلبية، من خلال الأعمال القولية والفعلية، فيصرف العبد حينئذ جميع ما أكرمه الله به وأنعم به عليه في طاعة الله وفعل ما يحب يرضى واجتناب ما يكره ويسخط، ثم إن كان هذا كله لزم منه أن يحبه الله عز وجل، كما قال سبحانه: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: 31]، فإن أحبه رزقه معيّته ونصره وأعانه، وأدام عليه نِعَمه بشكره. · تعظيم أمر الله عز ونهيه، والعمل بهما، وعدم التجاوز عما صدر منه من تشريع وقوانين إلى غيره، فيكون معظّمًا للكتاب والسنة، مستسلمًا لهما، لا يقدّم عليهما شيئًا، كما قال جل وعلا: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65].

المظاهر في الكون والحياة

إن مجد الله عز وجل هو عظمة صفاته سبحانه وسعتها؛ فكل وصف من أوصافه عظيمٌ شأنه، فهو العليم الكامل في علمه، الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، القدير الذي لا يعجزه شيء، الحليم الكامل في حلمه، الحكيم الكامل في حكمته، إلى بقية أسمائه وصفاته، وعليه؛ فإن كل أثر من آثار أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى يندرج تحت أثر اسم الله المجيد في الكون والحياة، لأنه يدل على كمال تلك الأسماء والصفات وسعتها ، وكمال آثارها وسعتها. انظر "الحق الواضح المبين" للسعدي (ص33).

أقوال أهل العلم

«المجيد: الذي له المجد التام والشرف الرفيع، ويطهّر من اختارهم لحضرته واصطفاهم لمحبته، وخصهم بمناجاته وخُلَّته من أرجاس الشهوات وعلل النفوس، بما يفيضه عليهم من صفات الكمال ليكونوا أهلًا لذلك الشرف العالي، والمجد الرفيع ويحفظهم مما يَشينهم». القُشَيْري "شرح الأسماء" (ص179)
«هُوَ الشريف ذاته الجَمِيل أفعاله الجزيل عطاؤه ونوله فَكَأن شرف الذّات إذا قارنه حسن الفعال سمي مجدا وهُوَ الماجِد أيْضا ولَكِن أحدهما أدل على المُبالغَة» الغَزالي "المقصد الأسنى" (123)
«وهو المجيد صفاته أوصاف تعـ … ـظيم فشأن الوصف أعظم شان» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة النونية (2 /215).