النصير
كلمة (النصير) في اللغة (فعيل) بمعنى (فاعل) أي الناصر، ومعناه العون...
العربية
المؤلف | محمد عبد الكريم الشيخ |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الحديث الشريف وعلومه - المنجيات |
هذا الحديث يعتبر أصلاً من أصول الإسلام حتى قال محمد بن أسلم الطوسي: " هذا الحديث أحد أرباع الدين"، وهو مما يؤخذ منه الفقه في الدين. وراويه هو تميم بن أوس الداري كان نصرانيًا فأسلم, منَّ الله -عز وجل- عليه بالإسلام, دخل طواعية, وقصة إسلامه عجيبة؛ حيث الذي دلَّه على هذا الدين وعلى الإسلام هو الدجال الأعور الذي يجعله الله فتنة للعالمين, والحديث مسطر في صحيح مسلم.
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء، وبعد: فاللهم إنا نسألك العافية في ديننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا, اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا, اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا, ونعوذ بك أن نغتال من تحتنا, اللهم آمنا بك ربًا, وبالإسلام دينًا, وبمحمد نبيًا ورسولاً.
أما بعد: فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه وأرضاه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "الدين النصيحة"، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله عز وجل ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
هذا الحديث يعتبر أصلاً من أصول الإسلام حتى قال محمد بن أسلم الطوسي: " هذا الحديث أحد أرباع الدين"، وهو مما يؤخذ منه الفقه في الدين. وراويه هو تميم بن أوس الداري كان نصرانيًا فأسلم, منَّ الله -عز وجل- عليه بالإسلام, دخل طواعية, وقصة إسلامه عجيبة؛ حيث الذي دلَّه على هذا الدين وعلى الإسلام هو الدجال الأعور الذي يجعله الله فتنة للعالمين, والحديث مسطر في صحيح مسلم.
1- معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة":
يقول تميم بن أوس الداري عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة"، أي: الدين كله يجتمع في النصيحة, والنصيحة كثيرًا ما تتكرر سواء في القرآن الكريم أم على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم-, فتارة يذكر الله -عز وجل- النصح للمسلمين عمومًا, وتارة يذكر الله -عز وجل- النصح لأئمة المسلمين خصوصًا, وتارة يأمر الله -عز وجل- أولياء أمور المسلمين أن ينصحوا لعامة المسلمين, فالدليل على أن المسلمين جميعًا لهم حق عندك, هو أن تنصحهم لما تعلم من الخير, وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة "حق المسلم على المسلم ست" وذكر منها عليه الصلاة والسلام: "وإذا استنصحك فانصحه" أي وإذا طلب منك أخوك النصيحة فعليك أن تنصحه بما تعلم من الخير.
2- معنى حديث: "ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم":
وهاك هذا الحديث الصحيح العظيم في أمر النصيحة, وهو ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن جبير بن مطعم, وكذلك عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله, والمناصحة لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم, فإن دعوتهم تحيط به من ورائهم" هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح.
ما معنى هذا الحديث؟ معنى لا يغِل: مأخوذ من الإغلال, وهو الخيانة والشر, ويروى أيضًا لا يُغل وهو مأخوذ من الحقد والشر أو شيء من الدغل والشر, فعليك بهذه الثلاث, فإنك إذا التزمت بهذه الثلاث صلح قلبك, وأولى هذه الثلاث إخلاص العمل لله, فإن المرائي في عمله يجد في نفسه حقدًا على الناس, يجد أن نفسه ملئ بالحسد على من أوتي نعمة, أو على من عمل خيرًا.
ولو كان هذا العمل من أمور العبادات مادام أنه لا يخلص العمل لله, مادام أنه إذا صلى, وإذا صام وإذا تواضع لا يعمل ذلك لله فإن قلبه لا يخلو من هذه الأشياء التي ذكرته, إذا تواضع ليقال: فلان متواضع لا ينال الرفعة التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم-"ما تواضع عبد لله إلا رفعه" وكذلك سائر الأعمال لابد أن تكون لله.
3- المناصحة لأئمة المسلمين:
والأمر الآخر: المناصحة لأئمة المسلمين أن يبادر الإنسان بنصيحة من آتاه الله -عز وجل- سلطانًا أن يكتب إليه, أن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر, وهذا من النصيحة.
النصيحة لأئمة المسلمين, هذا يُذهب من القلب الحقد والدغل والشر؛ فإن الإنسان إذا كتم الذي في قلبه, وما باح به للذي في يده السلطة, ولم يستطيع التغير فإن هذا الذي في قلبه يستفحل ويكبر, أما إذا كان من الذين يعتلون المنابر, أو يذهبون للذين في يدهم الأمر أو يبرقون إليهم, أو يرسلون إليهم بما يحصل من فساد مثلاً, أو بما يحصل من تجاوزات فإن هذا هو الأمر الذي يصلح الله به قلوب العباد.
4- أهمية النصيحة في إصلاح المجتمع المسلم:
إخلاص العمل لله والمناصحة لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم, أن يلزم الإنسان جماعة المسلمين, إذا كان استقلاليًا منفردًا, اعتزل الجماعة فإن الشيطان يلقي في قلبه الحقد على جماعة المسلمين, فإذا حصل لهم خير تمنى أن هذا الخير لم يكن ولم يحصل, لماذا؟ لأنه لم يعد نفسه من جماعة المسلمين, أما وقد جعل نفسه من جماعة المسلمين فإنه يحب الخير لهم, يحب أن يكونوا على سداد في الأمور كلها, في أمور عباداتهم وفي معاشهم, وفي كل صغيرة وكبيرة, في دنياهم وأخراهم قال : "فإن دعوتهم تحيط به من ورائهم".
ما أعظم هذا الحديث. المعنى اختصارًا أن هذه الثلاثة هي التي يستصلح بها القلوب ويقول عليه الصلاة والسلام أيضًا في أمر النصيحة أيضًا: "إن الله يرضى لكم ثلاث" وذكر من ذلك عليه الصلاة والسلام "والنصيحة لعامة المسلمين"، ويؤكد جرير بن عبد الله البجلي النصيحة لخاصة المسلمين, وذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عنه أنه قال: "بايعت النبي -صلى الله عليه وسلم-على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم"؛ أن ينصح لكل مسلم يلقاه في أمور دينه ودنياه, ولا يرفض ذلك من الناس إلا معتوه أو مجنون, ولكن الخطب والمصيبة هو في رفض النصيحة في الدين, إذا جئت لأحد ونصحته في أمر سيارته بل في أمر نعله الذي ينتعله وقلت له أنصحك أن تشتري نعلاً خيرًا لتقبل منك النصيحة بصدر رحب, وسر بذلك وعلم أنك تريد مصلحته.
وكثير منهم يسر بمثل هذه النصيحة من أمور الدنيا, وإذا جئت إليه ونصحته بأمر من أمور الآخرة, بسنة من السنن قلت له: افعل كذا إن من السنة كذا وكذا, قليل ما هم الذين يقولون: جزاك الله خيرًا, بعضهم يستنكر هذا الحق, يأبى هذه النصيحة فليس المقام هنا نصيحة في أمور الدنيا, إنما المقام هنا عن النصيحة في أمور الآخرة.
5- معنى النصيحة:
ولسائل أن يسأل ما معنى النصيحة؟ ما هي هذه النصيحة؟ قال الخطابي رحمه الله -تعالى- في معالم السنن: النصيحة يعبر بها عن جملة, هذه الجملة هي إرادة الخير للمنصوح له, والنصيحة في اللغة مأخوذة من الخلوص تقول: خلصت العسل إذا نقيته من الشمع, فكأنك أنت تستخلص أخير ما عندك من الخير وتعطيه لهذا المسلم, هذه هي النصيحة التي يريدها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
6- معنى النصيحة لله:
وما معنى النصيحة لله؟ النصيحة لله هي توحيده وعبادته -عز وجل- وإقامة أوامره, ومحبة من يحبه الله -عز وجل-, وموالاة من يواليه تعالى, وبغض من يبغضه -عز وجل-, والكره لكل معصية تقع على الأرض, هذا من معنى النصيحة لله.
ويقول محمد بن نصر المروزي في أمر النصيحة لله -عز وجل-: هو على وجهين كما قال بعض أهل العلم, نصيحة فريضة, ونصيحة نفل, أما الفريضة هي أن تقدّم أمر الله -عز وجل- في الفرائض على كل أمر, أن تأتمر بأمره, وأن تنتهي بنهيه, هذه هي النصيحة لله فرضًا, والنصيحة لله نفلاً هي أن تحب الله -سبحانه وتعالى- على نفسك، وذلك أن يعوض لك أمران؛ أحدهما لله والآخر لنفسك, فتقدم أمر الله على نفسك, وهذا الأمر الذي هو لنفسك ليس من الأمور التي يرغبها الله, وإنما هو من الأمور المتاحة لك, ولكن هذا الأمر لما تعارض مع أمر يحبه الله -تعالى- قدمت أمر الله ومحبته على محبة نفسك, هذا هو النصيحة لله -تعالى- فرضًا ونفلاً إجمالا.
7- النصيحة لا تسقط عن أحد، وكل بحسبه:
وعلى التفصيل أن الإنسان إذا أراد أن يؤدي فريضة لله -تعالى- وكان صحيحًا في بدنه, فعليه أن يؤدي هذه الفريضة وأن يشد على نفسه, أما إذا أصابته آفة, إذا حصلت به مصيبة لمرض أو لأمرٍ عارض, فهل تنتفي النصيحة بالكلية؟ لا تنتفي النصيحة بالكلية, كل الأعمال قد ترتفع عن العبد في بعض الحالات, ولا ترتفع النصيحة عنه أبدًا, إذا لم يستطع ببدنه فعليه أن ينصح لله بقلبه. والدليل على ذلك قوله -عز وجل- في سورة التوبة: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) [التوبة: 91- 92].
هؤلاء نفر أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم-في غزوة تبوك وكان منهم عبد الله بن مغفل المدني وكانوا فقراء وجاءوا للنبي حينما أمر بالاستعداد للرحيل للجهاد في سبيل الله, وقالوا: يا رسول الله, احملنا لا نجد ما نسير به إلى الجهاد, قال رسول الله "لا أجد ما أحملكم عليه"، فتولى هؤلاء ورجعوا إلى بيوتهم وهم يبكون والدموع تذرف من أعينهم, لم يرجعوا فرحًا ولا اغتباطًا, وإنما رجعوا متألمين، فأنزل الله -سبحانه وتعالى- مواساة لهم ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج، ليس الحرج على أهل الأعذار, على الذين بهم علل أو بهم حرج, أو لا يجدون ما ينفقون, متى لا يكون عليهم حرج؟ قال -سبحانه وتعالى-: (إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) [التوبة: 91]، هذا دليل على أن النصيحة لا تسقط أبدًا, قد تسقط الأعمال ولكن النصيحة لا تسقط, وكيف ينصح هؤلاء في المدينة؟ ينصح هؤلاء في المدينة بأن لا يرجعوا فيها, وبأن لا يساعدوا المنافقين في نشر الإشاعات, وبأن يأخذوا على أيدي السفهاء بأن يعلموا العبادة في غيبة النبي -صلى الله عليه وسلم-إذا فعلوا ذلك فهم محسنون, سماهم الله محسنين؛ لأنهم نصحوا لله ولرسوله.
وهذا يدلنا على أن النصيحة لا تقتصر على العلماء, بعض الناس يقول نصيحة المسلمين من عمل العلماء فقط, أما عمل ما دون العلماء فلا تكون النصيحة منهم, لا, ليس الأمر كذلك, الأمر فيه تفصيل, إذا كان هذا الأمر الذي تراه من الضرورات ومن الأمور البينة الواضحة في أمر الدين, فيجب عليك أن تنصح لله وأن تنصح للرسول بما تستطيع, نعم أن تبرق للمسئولين وأن تكتب هذا من النصيحة لله والنصيحة للرسول، وليس هو من التعيير, وليس هو من التشهير في شيء, وهذا هو دأب أهل السنة والجماعة مع أئمتهم ومع المسلمين جميعًا.
فنسأل الله -تعالى- أن نكون كذلك, وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه, أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه, إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل وأفاض عليهم النعمة, وكتب على نفسه الرحمة, وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه, والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد الغر المحجلين محمد صلوات الله وسلامه عليه.
9- كلام لأبي عمرو بن الصلاح -رحمه الله تعالى- في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لله ولرسول ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم" كيف تكون؟
هنا كلام لأبي عمرو بن الصلاح رحمه الله -تعالى- صاحب التصانيف الكبيرة والوفيرة يقول في أمر النصيحة رحمه الله: "النصيحة كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير إرادة وفعلاً, النصيحة لله -تعالى- توحيده ووصفه بصفات الكمال والجلال وتنزيهه عما يضادها ويخالفها, وتجنب معاصيه والقيام بطاعته ومحابّه بوصف الإخلاص والحب فيه والبغض فيه, وجهاد من كفر به تعالى, وما ضاهى ذلك, والدعاء إلى ذلك والحث عليه.
والنصيحة لكتابه هي الإيمان به وتعظيمه وتنزيهه وتلاوته حق تلاوته, والوقوف مع أوامره ونواهيه وتفهم علومه وتدبر آياته والدعاء إليه ونبز تحريف الغالين وطعن الملحدين عنه, والنصيحة للرسول قريب من ذلك الإيمان به وبما جاء به عليه الصلاة والسلام, وتوقيره وتعظيمه والتمسك بطاعته, وإحياء سنته واستنشار علومه ونشرها ومعاداة من عاداها وموالاة من والاها والتخلق بأخلاقه عليه الصلاة والسلام, والتأدب بآدابه ومحبة آله وأصحابه -صلى الله عليه وسلم- والذب عن سنته.
10- الفرق بين النصيحة والغيبة:
جاء رجل إلى الإمام أحمد رحمه الله -تعالى- وهو يقول: فلان فيه كذا وكذا, يجرحه في روايته لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-فقام إليه رجل وقال: يا أبا عبد الله لا تغتب الناس, لا تغتب الناس, فقال: ويحك, أهذه غيبة, هذه نصيحة لله ولرسوله, هذه ليست من الغيبة, هذه من النصيحة لله ولرسوله.
ولذلك لو جاء إليك أحد وطلب منك النصيحة في مصاهرة فلان مثلاً, فعليك أن تبين له عيوب فلان هذا, وليس هذا من الغيبة في شيء, فالرسول لما جاءت إليه امرأة تطلب النصيحة من فلان أو فلان, فقال - عليه الصلاة والسلام -: "أما فلان فلا يضع العصا عن عاتقه" أي ضراب للنساء, أي يضرب النساء كثيرًا, فلا أنصحك أن تتزوجيه، "وأما معاوية فصعلوك لا مال له -أي فقير جدًا- فأنكحي أسامة بن زيد" قالت فكرهته، ثم قال: "انكحي أسامة بن زيد" فنكحته فجعل الله -تعالى- فيه خيرًا" (رواه مسلم في صحيحه وأبو داود في سننه ومالك في الموطأ)، نصحها عليه الصلاة والسلام بأن لا تتزوج هذين, فهذه من النصيحة التي ينبغي للمرء أن يبذلها لمن طلبها منه.
قال أبو عمرو بن الصلاح: "والنصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتذكيرهم به إذا نسوا, وتبيينه لهم في رفق ولطف ومجانبة الوثوب عليهم, والدعاء إليه بالتوفيق".
والنصيحة لعامة المسلمين إرشادهم إلى الحق وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم وسد خلاتهم, وستر عوراتهم ونصرتهم على أعدائهم ومجانبة الغشّ والحسد لهم, وأن يحب لهم ما يحب لنفسه, ويكره لهم ما يكره لنفسه وما شابه ذلك.
11- خاتمة:
هذا الحديث الذي سقته أولاً حديث أوس بن تميم الداري وكذلك هذه الكلمات التي سقتها عن السلف الصالح إنما هي حث لنا جميعًا على ألا نألوا جهدا في النصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
هذا استحثاث مني إليكم جميعًا على أن نبذل ما في طاقتنا لنعمل لهذا الدين إذا كنا ننصح للناس في أمر دنياهم فما أحوجنا أن ننصح لديننا وأن ننصح لآخرتنا، ولدار الآخرة خير للذين اتقوا، قال -سبحانه وتعالى- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) [الأعراف: 170].