القاهر
كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...
العربية
المؤلف | إبراهيم بن محمد الحقيل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - التاريخ وتقويم البلدان |
من أعظم الفتن التي تفتح أبواب فتن كثيرة: الفتنة بالدنيا وزهرتها، وليس شيء مفسداً لقلوب العباد كالفتنة بها؛ فمن فُتِنَ بها بدّل كلام الله تعالى، وحرَّف الكلم عن مواضعه، ولم يتورع عن فعل أي شيء؛ حتى إنه ليسفك الدماء المحرمة، وينتهب الأموال المحترمة، وينتهك الأعراض المصونة، بتأويلات خاطئة ..
الحمد لله؛ يبدي ويعيد، ويفعلُ ما يريد، وهو على كل شيء شهيد.. أحمده كما ينبغي له أن يحمد، وأشكره على نعمه التي لا تحصى ولا تعد.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ هو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء، وهو الظاهر فليس فوقه شيء، وهو الباطن فليس دونه شيء.. أحصى كل شيء عدداً، وأحاط بكل شيء علماً، وهو على كل شيء قدير.
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله؛ اصطفاه ربه بالنبوة والرسالة، واختصه بأعلى المقام والمكانة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ آمنوا بالله ورسوله، ونصروه وعزروه، وآووه وأكرموه، واتبعوا النور الذي أنزل معه.. لو أنفق أحدُ الناس ملء الأرض ذهباً لما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل؛ فاتقوه حق التقوى، واتبعوا ما أنزل الله من الهدى، واعلموا أن العباد محتاجون إلى تقوى ربهم في عسرهم ويسرهم، ومنشطهم ومكرههم، ومفتقرون إلى هداية ربهم في كل أحوالهم.. والتقوى سبيل للهداية والنجاة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ) [الأنفال:29].
أيها الناس: كثرة النعم عند الناس، وتدفق الخيرات عليهم، وحصول الفراغ لديهم سلاح ذو حدين؛ فهو من جهةٍ يحقق لهم أنواعاً من الرفاهية، ويُمَكِّنُهم من أعمالٍ صالحة كثيرة؛ لضمان قوتهم، وكثرة فراغهم، ومن أعطاه الله تعالى بسطة في المال، وسعة في الرزق؛ تيسر له الإنفاق في وجوه الخير، وصلة الأرحام، ونفع الناس، وقد ذهب أهل الدثور بالأجور من الصحابة رضي الله عنهم.
ومن جهة أخرى فإن كثرة النعم سبب للأشر والبطر، وانفتاح أبواب الفتن، وضعف الحمد والشكر، وكثرة السخط والتشكي؛ فلا الفقير يصبر، ولا المستور يقنع، ولا الغني يرضى.
ولقد كان من أهم عوامل الخروج على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه: كثرة الخيرات، واتساع الدنيا في أيدي الناس، وفراغهم بعد أن فتحت الأقاليم، وغنموا واطمأنوا، فأخذوا ينقمون على خليفتهم؛ إذا تفرغوا لذلك.
وقد نقل المؤرخون في الكلام على فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه قول حكيم عباد بن حنيف: "إن أول منكر ظهر بالمدينة حين فاضت الدنيا، وانتهى سمن الناس" وفي رواية ذكر: "لهو الناس بالحمام، والرمي على الجلاهقات" وهي قوس البندق كانت تتخذ للهو؛ حتى إن عثمان رضي الله عنه قص الطيور، وكسر الجلاهقات.
كان من سياسية عمر رضي الله عنه: حبس الناس عن الدنيا، وتزهيدهم فيها، وتقليل حظهم منها، وإشغالهم عنها بالعبادة والعمل الصالح، وبدأ بنفسه في ذلك، وأهل بيته، وعسف رعيته على ذلك.. وما استطاع عثمان لما جاء بعده أن يسير سيرته، ويعمل بسياسته؛ لما فيها من الرهق والمشقة.. وكان من حكمة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لما تولى أمر الشورى بعد أن أصيب عمر رضي الله عنه: عزل نفسه من الخلافة؛ فإنه -رضي الله عنه- خطب في الناس، فقال له سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه: "ارفع رأسك، وانظر في أمور الناس -يقصد أن يتولى الخلافة- فقال له عبد الرحمن: ثكلتك أمك، إنه لن يلي هذا الأمر أحد بعد عمر إلا لامه الناس".
وقد وصف الشعبي -رحمه الله تعالى- الأحوال آنذاك وصفاً دقيقاً، أثبت فيه أن من أسباب الفتنة: انفتاح الناس على الدنيا، وخاصة الأكابر منهم -وهم قريش-؛ لأن الناس ينظرون إليهم، ويتبعون هديهم، فقال الشعبي رحمه الله تعالى: "لم يمت عمر حتى مَلَّتُه قريش، وقد كان حصرهم بالمدينة فامتنع عليهم، وقال: إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة انتشاركم في البلاد، فإن جاء الرجل منهم ليستأذنه في الغزو قال له: قد كان لك في غزوك مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما يبلغك، وخير لك من غزوك اليوم أن لا ترى الدنيا ولا تراك، وكان يفعل هذا بالمهاجرين من قريش -لأن الإمامة فيهم-، ولم يكن يفعله بغيرهم من أهل مكة، فلما ولي عثمان -رضي الله عنه- خلَّى عنهم، فانتشروا في البلاد، وانقطع إليهم الناس، وكان أحب إليهم من عمر، رضي الله عن عمر وعثمان".
وكان عثمان -رضي الله عنه- يقول: "إن عمر -رضي الله عنه- أتعب والله من تبع أثره".
ولم تمض سنة من إمارة عثمان رضي الله عنه حتى اتخذ رجال من قريش الأموال في الأمصار، وصار الناس يدخلون عليهم، ويخرجون منهم، وثبتوا سبع سنين على حالهم هذه، ثم أفسدت الدنيا أبناءهم، فسألوا عثمان الإمارة فلم يرهم أكفاء لها، فنقموا عليه، فاستغلهم رؤوس الفتنة من المنافقين والمفسدين، وألبوهم على عثمان -رضي الله عنه-، فكانوا من الخوارج عليه؛ نسأل الله العافية والسلامة.
كان منهم: محمد بن أبي بكر الصديق الذي نَفَسَتْ به أمه في حجة الوداع مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومحمد بن أبي حذيفة الذي ولد في الهجرة إلى الحبشة.
وكلا الاثنين ما أُتي إلا من قبل الدنيا، ولا حرضهما من حرضهما على عثمان -رضي الله عنه- إلا بها؛ إذ طلبا الإمارة فلما لم يُمَكَّنا منها؛ نكثا البيعة، ونازعا السلطان، فهاج معهما أهل الشر والفتنة.
أما محمد بن أبي بكر فخرج على عثمان يطلب ولاية مصر فولاّه عليها أول الأمر؛ حقناً للدماء، وتسكيناً للدهماء، وإخماداً للفتنة.
ولكن من خرجوا معه ما أرادوا إلا دم الخليفة عثمان رضي الله عنه، فكان محمد فيمن دخل على عثمان وقت مقتله، فأخذ بلحيته، فقال له عثمان رضي الله عنه: "يا ابن أخي، ما كان أبوك ليأخذ بلحيتي" وفي رواية: "لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمُها". فاستحيا محمد من قوله، وأفاق من سكرته، وظهر له خطؤه، فتذمم من ذلك، وغطى وجهه حياءً، ورجع وحاجز دون عثمان يحميه فلم ينفع ذلك؛ لأنه كان بعد فوات الأوان، وتمكن أهل الفتنة والأهواء ثم إنه قتل بعد ذلك في خضم هذه الفتنة العظيمة التي كان هو سبباً في إشعالها، وعسى الله أن يكفر عنه بما ناله من أذى وقتل، وبما حصل له من ندم ورجوع إلى الحق.
وأما محمد بن أبي حذيفة فقد كان يتيماً في حُجْر عثمان، وكان عثمان -رضي الله عنه- والي أهل بيته، ومحتملاً كَلَّهُم، وقيماً عليهم، فسأل عثمان أن يؤمِّره فاعتذر عثمان منه، فألحّ عليه يطلب الإمارة، فقال له عثمان رضي الله عنه: "يا بني، لو كنت رضاً لاستعملتك، قال: فأْذَنْ لي فأخرج فأطلب الرزق، قال: اذهب حيث شئت، وجهزه من عنده، وحَمَّلَه وأعطاه، وأغدق عليه، فذهب إلى مصر، وتغير على عثمان، وحرّض الناس على الفتنة؛ لأن عثمان منعه الولاية".
ويروى أن كعب الأحبار نصحه فما انتصح؛ فقد ركب معه السفينة فقال محمد بن أبي حذيفة: "يا كعب، كيف تجد نعت سفينتنا هذه في التوراة قال كعب: لست أجد نعت هذه السفينة ولكني أجد في التوراة أنه ينزو في الفتنة رجل يدعى فرخ قريش له سن شاغية فإياك أن تكون ذلك".
وقد قتل أيضاً في تلك الفتنة التي كان أحد مشعليها عفا الله عنا وعنه، ورحمنا وإياه.
قال الذهبي -رحمه الله تعالى بعد أن عرض سيرته-: "عامة من سعى في دم عثمان قتلوا وعسى القتل خيراً لهم وتمحيصاً".
وذكر المؤرخون أن الدنيا لما انفتحت على المسلمين آنذاك، ووسع عليهم عثمان -بعد أن زهدَّهم عمر رضي الله عنهما-؛ اتخذوا الضياع، ومالوا إلى الجاه والمال؛ فاستطالوا عمر عثمان، وسعوا في الفتنة وهم لا يعلمون عواقبها، فما سلمت لهم الدنيا التي أثاروا الفتنة من أجلها، وأضروا بدينهم ضرراً كبيراً، يلقون الله تعالى يوم لقائه بدم خليفة راشد، زوّجه النبي صلّى الله عليه وسلّم ابنتيه، وبشره بالجنة، وشهد له بها، وزكاه أعظم تزكية فقال -عليه الصلاة والسلام-: "ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم".
وصدق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- حين حذر أمته الدنيا، واستشرافها، ومحبتها، والخضوع لها، وخافها عليهم أشد الخوف فقال -عليه الصلاة والسلام-: "فو الله ما الفقر أخشى عليكم, ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم, فتنافسوها كما تنافسوها, فتهلككم كما أهلكتهم" وفي رواية: "وتلهيكم كما ألهتهم" رواه الشيخان.
ألا فاتقوا الله ربكم -أيها المسلمون- واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرقوا، ولا تغرنكم الدنيا، فتفسد دينكم، واحذروا الفتنة بها؛ فإن الفتنة بها سبب للتنافس عليها، ثم الاقتتال من أجلها؛ وذلك يؤدي إلى فتن عظيمة، يرفع فيها الأمن، ويعظم الخوف، ويكثر الجوع؛ لأن الناس إذا أمنوا شبعوا، وإذا خافوا جاعوا.
نسأل الله تعالى العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، كما نسأله تعالى أن يكفينا شرور أنفسنا، وشرور الدنيا وفتنتها، وشرور كل ذي شر من خلقه، وشرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.
أعوذ بالله الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ) [فاطر:5].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا أمن إلا للمؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلي يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وأطيعوه (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة:281].
أيها المسلمون: من أعظم الفتن التي تفتح أبواب فتن كثيرة: الفتنة بالدنيا وزهرتها، وليس شيء مفسداً لقلوب العباد كالفتنة بها؛ فمن فُتِنَ بها بدّل كلام الله تعالى، وحرَّف الكلم عن مواضعه، ولم يتورع عن فعل أي شيء؛ حتى إنه ليسفك الدماء المحرمة، وينتهب الأموال المحترمة، وينتهك الأعراض المصونة، بتأويلات خاطئة.
وحب الدنيا رأس كل خطيئة؛ لأنه سبب للهوى، والهوى لا ضابط له، ولا قيد يقيده، فصاحبه يستحل محارم الله تعالى، ويرفض شريعته؛ لأنها تخالف هواه؛ ولذلك سمى الله تعالى الهوى إلهاً يعبد من دونه فقال سبحانه: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [الجاثية:23].
وقد يظن كثير من الناس أن سعة الدنيا خير لهم من ضيقها؛ ولذلك يسألون الله تعالى سعة الرزق، وليس الأمر كما يظنون؛ فكم من عبدٍ حماه الله تعالى الدنيا فكان ذلك خيراً له، وكم من عبد بسط له منها ما بسط ففتن بها، فكان هلاكه بسبب ذلك؟!
ومن معجزات النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه أخبر أن انفتاح الدنيا سيكون سبباً لفتنة المسلمين واقتتالهم فقال عليه الصلاة والسلام: "إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟ قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: أو غير ذلك؟ تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون، أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض" رواه مسلم.
والسلامة من الدنيا خير من زهرتها واتساعها، وأوزارها وفتنتها، وما ينتج عنها من التنافس والتقاطع الذي يؤدي إلى الفتنة والتقاتل ،فقد روى علي رضي الله عنه فقال: "إنا لجلوس مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المسجد إذ طلع مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو اليوم فيه، ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة؟ ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى؟ وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة، ونكفى المؤنة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لأنتم اليوم خير منكم يومئذ" رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
فهذه النصوص وأمثالها تدل على أن بسط الدنيا على الناس يكون سبباً في فتنتهم بها، واختلافهم عليها، وتكون نتيجة ذلك: البغي والعدوان والظلم والأثرة، وغير ذلك من الأخلاق الذميمة، التي هي من أسباب الفتن والمحن، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشُّورى:27].
عباد الله: يحل بكم قريباً عشر مباركة، هي خير أيام السنة، والعمل الصالح فيها أفضل من العمل في غيرها؛ كما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: "ما من أيام العمل الصالح فيها خير وأحب إلى الله من هذه الأيام -يعني العشر- قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" رواه البخاري وأبو داود واللفظ له.
وقد شرع الله تعالى في خاتمتها: الأضحية، وهي من أفضل القرب وأعظمها، ومن أراد أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره من أول الشهر؛ كما جاء ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
فاجتهدوا رحمكم الله تعالى في هذه الأيام بالعمل الصالح الذي يقربكم من الله عز وجل، وأكثروا فيهن من التكبير، والتهليل، والتحميد، وقراءة القرآن، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الناس.
وصلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم...