الكبير
كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...
العربية
المؤلف | خالد القرعاوي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | العبادات |
اللهُ -جَلَّ وَعَلا- يَتَحبَّبُ إلينا بمواسمِ الخير لرفعةِ درجاتِنا، وزيادةِ حسناتِنا، وتكفير سيِّئاتِنا، وتهذيبِ أرواحنا؛ نعم، ودَّعنا رمضانَ، ولكنْ لن نودِّعَ الطاعةَ والعبادةَ؛ بَلْ المُؤمِنُ سَيُوَثِّقُ العهدَ مع ربِّه، ويُقوِّيَ الصلةَ بخالقه؛ ليبقى نبعُ الخيرِ مستمراً. أمَّا أولئك الذين...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ ذِي المَنِّ وَالعَطَاءِ، نَحمدُهُ على السَّراءِ والنَّعماءِ، نَشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ, تَفَضَّل على الصَّائِمينَ بِحُسْنِ الثَّوابِ والجِزِاءِ, وَنَشهدُ أنَّ نبينَا محمداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ, إمَامُ الحُنَفَاءِ صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلِهِ الأَتْقِيَاءِ، وَأَصحَابِهِ الأَوفياءِ، وَالتَّابعينَ لَهُمْ بِإحسانٍ وإيمانٍ ما دامتِ الأرضُ والسَّمَاءُ.
أمَّا بعد:
فاتَّقوا اللهَ -أيُّها المُسلمونَ-، فالتَّقوى أكرمُ ما أَسرَرتُم، وأَبَهى ما أَظْهَرتُم، واستقيموا على الخيرِ والطَّاعةِ, إلى أنْ تَقومَ السَّاعةُ.
هَنِيئًا لِمَنْ وُفِّق للصِّيامِ والقِيامِ! هنيئًا للتَّائبينَ! هنيئًا لِلمُسْتَغفِرينَ, قُلُوبُنا بينَ خَوفٍ وَرَجَاءٍ، وأَلْسِنَتُنا تَلْهَجُ بالدُّعاءِ، أنْ يتقبَّلَ اللهُ منَّا, و (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة: 27].
أيُّها المؤمنونَ: يَمتَازُ دِينُنا الحَنِيفُ أنَّهُ دَائِمُ الصِّلَةِ باللهِ -تعالى-, لا يَنفكُّ المُسلِمُ عن ربِّهِ بِمُجَرَّدِ ذَهَابِ شَعِيرةٍ أدَّاها، بل يَظَلُّ الإسلامُ مُلازماً لكَ في كلِّ أوقاتِكَ وأحوالِكَ، في بيتِكَ وسُوقِكَ وعمَلِكَ، في شعبانَ ورمضانَ وشوَّالَ وَفي كلِّ زمانٍ ومَكَانٍ: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162].
من هنا انتَقَلَت عبودِيَّتُنا لله -تعالى- مِنَ التَّكلِيفِ إلى التَّشريفِ، قَالَ اللهُ -تَعالى-: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 98 - 99].
ولمَّا قالَ اللهُ -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185] قالَ العلماءُ: "أي تَشكرونَ اللهَ عندَ إتمامِ الصِّيامِ وتَوفِيقِهِ وَتَسهِيلِهِ, وعلى ما منَّ به عَليكُمْ مِنْ مَواسمِ الطَّاعَاتِ".
عِبَادَ اللهِ: بِفَضْلِ اللهِ -تَعالى- لم يَقِفِ الارتباطُ بالخالقِ بالفَرَائِضِ فحسبُ؛ بَلْ حتى النَّوافِلَ؛ فَفي الحديثِ القدسيِّ يقولُ اللهُ: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ" فأيُّ ارتباطٍ أعظمُ مِن ارتِبَاطِ مَخلُوقٍ ضَعيفٍ بخالِقِهِ العظيمِ؟! فاللهُ يحفظُكَ عن الحرامِ، ويُعطِيكَ سُؤْلَكَ، ويُعِيذكَ من الشَّيطانِ إذا ازْدَدتَ مِنهُ تَقَرُّبَاً.
أيُّها المسلمونَ: لقد شَرَعَ لنا رَبُّنا أَعمَالاً بَقِيَّةَ العَامِ تُمَاثِلُ الصِّيامَ والقِيامَ، ف "مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ"، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، فهذان الحديثانِ يَدُلاَّنِ على سَعَةِ فضلِ اللهِ وأنَّ هناكَ أعمالاً لها من الخيرِ مِثْل ما لِصيامِ رمضانَ وقيامِهِ، مع الإيمانِ بفرضيَّتِهِ والتزامِهِ؛ فكانت تلكَ الأعمالُ دافعاً على الجِدِّ والاستمرارِ في العملِ، ولهذا كانَ من تَوجِيهَاتِ نبيِّناَ -صلى الله عليه وسلم- أنْ قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ"، وفي رواية: "وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ" لِذلكَ كُرِهَ أن ينقَطِع العبدُ عن العملِ الصَّالِحِ الذي اعتادهُ؛ استنباطاً من ذَلِكَ, ومن حديثِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- حين قَالَ لهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ".
ولا شَكَّ أنَّ الدَّوامَ على العملِ الصَّالِحِ سِرٌّ من أَسرَارِ العُبُودِيَّةِ للهِ, وفيهِ عَدَمُ مِنَّةٍ بِالعمَلِ, وأنَّ المِنَّةَ للهِ -تعالى- أنْ وفَّقَكَ وشَرَّفكَ بِعِبَادَتِه.
فيا مَن صُمتم وأحسنتُم: لازِمُوا ما اعتَدتم عليهِ من الخيرِ في رَمَضَان ولا تَنْقَطِعُوا عنه، وَخُذُوا مِن العَمَل مَا تُطِيقُون، واثبتوا عليه ولو كان قَليلاً: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26]، فالقليلُ الدَّائِمُ يَنْمُو ويزكو، والكثيرُ الشَّاقُّ يَنْقَطِعُ ولا يَدُومُ، قَالَ قَتَادَةُ -رَحمَهُ اللهُ-: "من استطاعَ منكم ألاَّ يُبطِلَ عَمَلاً صَالِحَاً عَمِلَهُ بِعَمَلٍ سَيءٍ فَلْيفْعَلْ، ولا قُوَّةَ إلا باللهِ؛ فإنَّ الخَيرَ يَنْسَخُ الشَّرَّ، وإنَّ الشَّرَ يَنْسَخُ الخَيرَ وإنَّ مِلاكَ الأَعمَالِ خَوَاتِيمُها".
بارك الله لنا في القرآنِ والسُّنَّةِ، ونفعنا بما فيهما من البَيِّنَاتِ والحكمة.
أقولُ ما سمعتم، وأستغفرُ اللهَ فاستغفروه؛ إنَّهُ هو الغفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله الكريمِ المنَّانِ، نشهدُ أن لا إله إلاَّ اللهُ وحده لا شريك لهُ (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن: 29]، ونشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمْدَاً عبدُ اللهِ ورسولُه، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ما تعاقَبَ الزَّمانُ.
أمَّا بَعدُ:
فعليكم -يَا مُسْلِمُونَ-: بتقوى اللهِ -سبحانه- ولزومِ طاعتِه: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق: 4].
عِبادَ اللهِ: اللهُ -جَلَّ وَعَلا- يَتَحبَّبُ إلينا بمواسمِ الخير لرفعةِ درجاتِنا، وزيادةِ حسناتِنا، وتكفير سيِّئاتِنا، وتهذيبِ أرواحنا؛ نعم، ودَّعنا رمضانَ، ولكنْ لن نودِّعَ الطاعةَ والعبادةَ؛ بَلْ المُؤمِنُ سَيُوَثِّقُ العهدَ مع ربِّه، ويُقوِّيَ الصلةَ بخالقه؛ ليبقى نبعُ الخيرِ مستمراً.
أمَّا أولئك الذين يَنقُضونَ عهدَ اللهِ، ويَهجُرونَ المساجد معَ أوَّلِ أَيَّامِ العِيدِ، وَحَاشَاكَ أنْ تَكُونَ مِنْهم! فَبِئْسَ القومُ أولئكَ! نَعوذُ باللهِ من حالِهم! لقد ارتدوا على أَدْبَارِهِم، وَنَكَصُوا على أعقَابِهم؛ كَمَا حَذَّرَ اللهُ مِن ذَلِكَ فَقَالَ: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا) [النحل: 92]، قالَ الشَّيخُ السَّعديُّ -رَحِمهُ اللهُ- ما مفادُهُ: فلا تَتَّصِفوا بِأَسوأِ الأَمثَالِ وأَقبَحِها وأَدَلِّها على سَفَهِ مُتَعَاطِيها، كَمَنْ تَغزِلُ صُوفاً قَوِيَّا فَإذَا استَحكَمَ وَتَمَّ, نَقَضَتْهُ فَفَكَّكتْهُ! فَتَعِبَت في غَزْلِهِ ثُمَّ على نَقْضِهِ، ولمْ تَستَفِد سِوى الخَيبَةِ والعَناءِ ونَقْصِ الرَّأيِّ والعَقلِ.
يَا مُؤمِنُونَ: أبشروا يا مَنْ صُمتُم وقَرَأتُم وَتَصَدَّقتم؛ فلِعملِكم الصَّالحُ جَزَاءٌ في الدُّنيا وَثَوَابٌ في الآخرة؛ ِكمَا قَالَ تَعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) [النحل: 97] ففي ظلِّ طاعاتِكم لله تُخبِتُ قُلُوبُكم، وتنشرحُ صُدوركم لمولاكم، وَيَحِلُّ بكم الأُنْسُ والاطمِئنانُ.
أَبْشِروا؛ فَثَوابُ طَاعَتكمِ ثَبَاتٌ في الدُّنيا عن الفِتَنِ, وَخَتْمٌ على الإسلامِ: (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) [إبراهيم: 27].
أَبشِروا يا مَنْ صُمتُم وَتَقَرَّبْتُمْ؛ فَجَزاءُ عَمَلِكُمُ الصَّالِحُ مودَّةٌ في قُلُوبِ المُؤمِنِينَ، قال اللهُ -تَعَالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) [مريم: 96]، قال السَّعدِيُّ: "وهذا مِن نِعمَةِ اللهِ على عباده الذين جَمَعوا بينَ الإِيمَانِ والعَمَلِ الصّالِحِ أنْ وَعدَهم مَحبَّةً ووِدَاداً في قُلوبِ أَوليائِه، وأهلِ السَّماءِ والأَرضِ، وإذا كانَ لَهم ذَلِكَ تَيَسَّرَتْ لهم أمورُهم، وحصلَ لهم من الخيراتِ ما حَصَلَ".
أبشروا؛ فجزاءُ عَمَلِكُم الصَّالِحُ تَفريجُ كُرُوبِكم، وَتَيسِيرُ أُمُورِكم، والرِّزقُ الواسعُ: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2 - 3]، وفي الآخِرَةِ جَنَّةُ الخُلدِ ومُلْك لا يَبْلَى.
عباد اللهِ: لا قِيمَةَ لِطَاعةٍ دُونَ أن يكونَ لها أثرٌ مِنْ خَشيَةٍ أو تَقْوى، وما شُرعَ الصِّيامُ إلاَّ لِتَحقِيقِ التَّقوى؛ فَأينَ أَثَرُ رَمَضَانَ إذا هُجرَ القُرآنُ، وضُيِّعَتِ الصَّلاةُ، وانتُهكت المُحَرَّمَاتُ؟ أَينَ أَثَرُ رَمَضَانَ إذا أُكِلَ الرِّبَا، وأُخِذَت أَموالُ النَّاسِ بِالبَاطِلِ؟! وتَحَايَلَ المُسلِم في بَيعِهِ وشرائِهِ، وَكَذَبَ في لَيلِهِ وَنَهَارِهِ؟ أَينَ أَثَرُ رَمَضَانَ إذا عَقَّ الولَدُ والِدَيهِ, وأَسَاءَ الزَّوجُ لِزَوجَتِهِ وأَولاَدِهِ؟! هَل مِن شُكرِ اللهِ وإِتمَامِ الصِّيَامِ أنْ يُختمَ رَمَضَانُ بِرَقَصَاتِ شَعبِيَّةٍ وطَبلٍ ومِزمَارٍ؟! فَيَا أَهْلَ الصِّيامِ اللهُ -تعالى- لا يُرِيدُ منَّا عِبَادَاتٍ جَوفاءَ, وجهداً ومَشَقَّةً وعَنَتاً.
عِبَادَ اللهِ: نِعمَ خِتَامُ الأَعمالِ الصَّالحةِ الاستغفَارُ! فَبِهِ نَطرُدُ الغَفْلَةَ والنِّسيانَ، وَنَمحو عنَّا شَوَائِبَ التَّقصِيرِ والغُرُورِ.
الاستغفارُ يَدْفعُ عنَّا الكِبرَ والإعجابَ بِأعمَالِنا، ويورِثُنا الشُّعُورَ بالتَّقصِيرِ، قال ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: "الرِّضا بالطَّاعَةِ من رُعُونَاتِ النَّفسِ وَحَمَاقَتِهَا، وأربابُ العَزَائِمِ والبَصَائِرِ أَشَدُّ مَا يَكُونُونَ استغفَاراً عَقِبَ الطَّاعَاتِ؛ لِشُهُودِهم تَقصِيرَهُم فيها، وَتَرْكِهمُ القيامَ بها للهِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلالِهِ وكِبْرِيائِهِ".
فاللهم تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ, وتب علينا إنَّك أنت التَّوابُ الرحيمُ.
اللهم اجعل مستقبلنا خيراً من ماضينا.
اللهم إنَّا نسألكَ الثَّباتَ على الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ، والغنيمةَ من كلِّ بِرٍ، والسلامةَ مِن كلِّ إثم، والفوزَ بالجنة، والنجاةَ من النَّار. اللهم ارزقنا الاستقامة على دِينِكَ، اللهم زدنا هدىً وصلاحاً وتوفيقَاً.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا والمُسلِمينَ يا ربَّ العالمين.
اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذلَّ الكفر والكافرينَ، ودَمِّر أعداء الدِّينِ, وانصر إخواننا المجاهدينَ في سبيلكَ في كلِّ مكانٍ, اللهم انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا، ووفَّقْ ولاةَ أُمُورِنا, واغفر لنا ولوالدِينا وللمسلمينَ أجمعينَ.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].
(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].