العفو
كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...
العربية
المؤلف | محمود بن أحمد الدوسري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التاريخ وتقويم البلدان - المنجيات |
والإنسان أمام نِعم الله تعالى يقف موقفين لا ثالث لهما؛ إمَّا الشكر وإمَّا الكفر والجحود، وقد قطع الله تعالى على نفسه الشريفة؛ لئن شكرتم نعمه أن يزيدكم من فضله، ولئن كفرتم وجحدتم نعمه -وذلك بمعصيته سبحانه- يتوعدكم بعقابه الشديد. والقرآن العظيم قصَّ علينا قصص الشكر لله على نعمه والكفر بها...
الخطبة الأولى:
الحمد لله ...
أيها المسلمون: أنعم الله تعالى على الإنسان بنعم لا تُحصى ولا تُعد؛ بل إن النعمة الواحدة فيها من النعم الباطنة والظاهرة ما لا يُحصيه إلاَّ الله سبحانه، قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم:34].
وهذه النعم من الله تعالى أنعم بها على الإنسان سواءً كان فرداً أو دولة أو أمة من الأمم؛ لذا وجب على الإنسان العاقل وعلى الأمة العاقلة أن تُقابل هذه النعم بشكر الله -عز وجل- وعدم كفرانها وجحودها.
ونحن اليوم نتدبَّر -معاً- قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:7]. وقد سئل أحد الصالحين عن الشكر، فقال: "ألاَّ تتقوَّى بنعمة الله على معاصيه".
وحقيقة الشكر -أيها الكرام- هي الاعتراف بالنِّعمة للمُنعم، وألاَّ يصرفها في غير طاعته.
والإنسان أمام نِعم الله تعالى يقف موقفين لا ثالث لهما؛ إمَّا الشكر وإمَّا الكفر والجحود، وقد قطع الله تعالى على نفسه الشريفة؛ لئن شكرتم نعمه أن يزيدكم من فضله، ولئن كفرتم وجحدتم نعمه -وذلك بمعصيته سبحانه- يتوعدكم بعقابه الشديد.
والقرآن العظيم قصَّ علينا قصص الشكر لله على نعمه والكفر بها؛ سواء على مستوى الأمم أو الأفراد، وبيَّن ذلك قوله سبحانه: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ) [سبأ:15-16].
"سبأ" قبيلة معروفة في أداني اليمن، ومسكنهم بلدة يقال لها: "مأرب" (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ) والآية هنا: ما أدرَّ اللَّه عليهم من النِّعم، وصرف عنهم من النقم، ويقتضي ذلك منهم؛ أن يعبدوا الله ويشكروه. ثم فسر الآية بقوله: (جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ) كان لهم وادٍ عظيم، تأتيه سيول كثيرة، وكانوا بنَوا سدًّا مُحكماً، يكون مَجمعاً للماء، فكانت السيول تأتيه، فيجتمع هناك ماء عظيم، فيفرقونه على بساتينهم، التي عن يمين ذلك الوادي وشماله. وتُغِلُّ لهم تلك الجَنَّتان العظيمتان، من الثمار ما يكفيهم، ويحصل لهم به الغبطة والسرور، فأمرهم اللَّه تعالى بشكر نعمه التي أدرَّها عليهم من وجوه كثيرة، منها:
هاتان الجنتان اللَّتان غالب أقواتهم منهما.
ومنها: أن اللَّه جعل بلدهم، بلدة طيبة، لحسن هوائها، وقلة وخمها، وحصول الرزق الرغد فيها.
ومنها: أن اللّه تعالى وعدهم -إن شكروه- أن يغفر لهم وَيرحمهم، ولهذا قال: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ).
ومنها: أنَّ اللَّه لَمَّا علم احتياجهم في تجارتهم ومكاسبهم إلى الأرض المباركة -والظاهر أنها الشام- هيأ لهم من الأسباب ما به يتيسر وصولهم إليها، بغاية السهولة، من الأمن، وعدم الخوف، وتواصل القرى بينهم وبينها، بحيث لا يكون عليهم مشقة، بحمل الزاد والمزاد.
ولهذا قال: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ) [سبأ:18]؛ أي: سيراً مُقدَّراً يعرفونه، ويحكمون عليه، بحيث لا يتيهون عنه (لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ)؛ أي: مطمئنين في السَّير، في تلك اللَّيالي والأيام، غير خائفين. وهذا من تمام نعمة اللَّه عليهم، أَنْ أمَّنهم من الخوف.
فأعرضوا عن المُنعم، وعن عبادته، وبطروا النِّعمة، وملُّوها، حتى إنهم طلبوا وتمنَّوا، أنْ تتباعد أسفارهم بين تلك القرى، التي كان السَّير فيها مُتيسِّراً. (وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بكفرهم باللَّه وبنعمته.
فعاقبهم اللَّه تعالى بهذه النِّعمة، التي أطغتهم، فأبادها عليهم، فأرسل عليها سيل العَرِم. أي: السَّيل المُتَوَعِّر، الذي خرَّب سدَّهم، وأتلف جناتهم، وخرَّب بساتينهم، فتبدلت تلك الجنات ذات الحدائق المعجبة، والأشجار المثمرة، وصار بدلها أشجار لا نفع فيها، ولهذا قال: (وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ) أي: شيء قليل من الأُكُل الذي لا يقع منهم موقعاً (خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ) وهذا كله شجر معروف، وهذا من جنس عملهم.
فكما بدلوا الشُّكر الحَسَن، بالكفر القبيح، بدلوا تلك النعمة بما ذكر، ولهذا قال: (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ) [سبأ:17]؛ أي: وهل نجازي -جزاء العقوبة- إلاَّ مَنْ كَفَرَ باللِّه وبَطَرَ النِّعمة؟ فلمَّا أصابهم ما أصابهم، تفرَّقوا وتمزَّقوا، بعدما كانوا مُجتمعين، وجعلهم اللَّه أحاديث يتحدث بهم، وأسماراً للناس، فكل أحد يتحدث بما جرى لهم.
ولا ينتفع بالعبرة فيهم إلاَّ مَنْ قال اللَّه: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [سبأ:19]. (صَبَّارٍ) على المكاره والشدائد، يتحمَّلُها لوجه الله، ولا يتسخَّطها؛ بل يصبر عليها. (شَكُورٍ) لنعمة اللَّه تعالى يُقِرُّ بها، ويعترف، ويُثني على مَنْ أولاها، ويصرفها في طاعته(1).
انظروا -أيها الإخوة الكرام- إلى هذه النعم التي أنعم الله بها على سبأ وأهلها، نِعم عظيمة، يعيشون في جنة على الأرض، ولم يطلب الله -عز وجل- منهم سوى شكره؛ وذلك بتوحيده وعبادته وطاعته.
ولكنهم؛ أعرضوا عن منهج الله تعالى، فماذا فعل الله بهم؟ بدَّلهم بجنَّتيهم جنَّتين ذواتي أُكل خمط، أي: طعم مر، وهُدِّم السَّدُّ وتفرَّق أهلها، وأصبحوا يُضرب بهم المثل، فيقال: "تفرقوا أيدي سبأ" أو "تفرقوا أيادي سبأ"(2).
نعم -أيها الأحبة- فبالشكر تدوم النعم، وبالكفر والجحود تزول النعم، وتتبدَّل الأحوال، فهاهم أهل سبأ تفرَّقوا في البلاد، وتغيَّر حالهم وتبدَّل وضعهم؛ لإعراضهم عن منهج الله تعالى، وهذه سنة الله الجارية على خلقه في الأمم والجماعات، أنَّ الأمة الصالحة المُطبِّقة لشرع الله، والمداومة على طاعة الله يستقر بها الحال، وتعيش في سعة من الرزق، ورغد من العيش، ووفرة من الأمن، فإذا ما فرَّطت في عقيدتها وحاربت ربَّها بالمعاصي، وجاهرت بها، فالخوف عليهم من أنْ يُبدل حالهم، ويتغيَّر وضعهم، ويُعاقبهم الله سبحانه بزوال نعمته عنهم.
ويضرب الله لنا مثلاً آخَرَ في القرآن، قائلاً سبحانه: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النحل:112].
ذكر المفسرون: بأن هذه القرية هي مكة، كانت آمنة مطمئنة مستقرة، لا يهاج فيها أحد، وتحترمها الجاهلية الجهلاء حتى إن أحدهم يجد قاتل أبيه وأخيه فلا يهيجه مع شدة الحمية فيهم، والنعرة العربية فحصل لها من الأمن التام ما لم يحصل لسواها، وكذلك الرزق الواسع.
وكانت بلدة ليس فيها زرع ولا شجر، ولكن يسر الله تعالى لها الرزق يأتيها من كل مكان، فلمَّا جاءهم النبي -صلى الله عليه وسلم وهم يعرفون أمانته وصدقه- يدعوهم إلى أكمل الأمور، وينهاهم عن الأمور السيئة، كذَّبوه وكفروا بنعمة الله عليهم، فدعا عليهم بِسَبْع كَسَبْعِ يوسف، فأصابتهم سَنَةٌ أذهبت كلَّ شيء لهم، حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ وَالْجِيَفَ؛ (رواه البخاري، ومسلم)(3)، فأذاقهم الله ضد ما كانوا فيه، وألبسهم لباس الجوع الذي هو ضد الرغد، والخوف الذي هو ضد الأمن؛ فأكلوا العِلْهِز -وهو: وبر البعير، يجعل بدمه إذا نحروه-؛ وذلك بسبب صنيعهم وكفرهم وعدم شكرهم (وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [النحل:33](4).
الخطبة الثانية:
معشر الفضلاء: مضى مِثالان لشكر النعمة وكفرها على مستوى الجماعات والأمم، وأمَّا شُكر النِّعم وكفرها على مستوى الأفراد فمن ذلك ما ورد في كتاب الله في قوله تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلاَلَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا) [الكهف:32-38].
"يقول تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: "اضرب للناس مَثَلَ هذين الرَّجلين؛ الشاكر لنعمة الله والكافر لها، وما صدر من كل منهما؛ من الأقوال والأفعال، وما حصل بسبب ذلك من العقاب العاجل والآجل، والثواب؛ ليعتبروا بحالهما، ويتعظوا بما حصل عليهما"(5).
وها هو رجل تاجَرَ مع ربِّه سبحانه؛ فأخضع اللهُ له السحاب، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- :أَنَّ رَجُلاً بَيْنَا هُوَ يَسْقِي زَرْعًا؛ إِذْ رَأَى غَيَابَةً بَرَهًا، فَسَمِعَ فِيهَا صَوْتًا: أَنِ اسْقِ أَرْضَ فُلاَنٍ. فَاتَّبَعَ الصَّوْتَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِي سُمِّيَتْ، فَسَأَلَ صَاحِبَهَا: مَا عَمَلُكَ فِيهَا؟ قَالَ: إِنِّي أُعِيدُ فِيهَا ثُلُثًا، وَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثٍ، وَأَحْبِسُ لأَهْلِي ثُلُثًا" (رواه الطبراني، وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح)(6).
تأمَّلوا -إخوتي الكرام- في أثر شكر النعمة، لقد سخَّر الله تعالى لهذا الرجل السحاب -وهو لا يعلم- وسخر له الماء؛ بفضل شكر الله تعالى، والشكر بالعمل؛ أبلغ من الشكر بالقول، وفي كلٍّ خير، قال تعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ) [سبأ:13].
عباد الله: كانت هذه إطلالة سريعة على موقف الإنسان من نعم الله -عز وجل- التي أنعم بها عليه؛ فالواجب على العاقل أنْ يشكر الله تعالى على ما مَنَّ به وأنعم عليه من نِعَم، وذلك بإفراده سبحانه بالعبودية والشكر له، ونسبة الفضل إليه وحده وعدم معصيته، واستخدام هذه النِّعم في طاعته ورضاه، وعدم مبارزته بالمعاصي والذنوب.
وبهذا يكون قد أدَّى شكر الله تعالى، والذي به تدوم النِّعم، وتزول النِّقم؛ فالجزاء من جنس العمل، (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل:40]؛ (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [لقمان: 12].
----------
(1) تفسير السعدي، ص677) بتصرف واختصار. وانظر: تفسير ابن كثير، (6/504).
(2) انظر: زهر الأكم في الأمثال والحكم، لليوسي (ص273)؛ تفسير السعدي، (ص677).
(3) رواه البخاري، (1/190)، (ح1015)؛ ومسلم، (2/11/84)، (ح7244).
(4) انظر: تفسير ابن كثير، (4/608)؛ تفسير السعدي، (ص451).
(5) تفسير السعدي، (ص476).
(6) رواه الطبراني في (الكبير)، (8/227)، (رقم9353)؛ وعبد الرزاق في (مصنفه)، (3/88)، (رقم4905). وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد)، (3/68)، (رقم4367): (رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح).