الشكور
كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...
العربية
المؤلف | صالح بن فوزان الفوزان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
فلا بد من القوامة عليهن لابد من القوامة عليهن بالرعاية في دينهن وأخلاقهن وسمتهن قبل القوامة عليهن بالإنفاق والكسوة وغير ذلك من زوجات وبنات وأخوات ومحارم أنتم مسئولون عنهن وهن متوعَّدات بأشد الوعيد إذا لم يحافظن على أنوثتهن وأخلاقهن...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي خلق الذكر والأنثى، وفاوت بينهما، (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) [آل عمران: 36]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأسماء الحسنى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاطبه ربه، بقوله: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى)[الضحى:٥]، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وتمسك بسنته وعمل بهديه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى- واعلموا أن الله -سبحانه وتعالى- حملكم مسؤولية النساء بالقوامة عليهن، قال الله -تعالى-: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهمِ)[النساء: ٣٤]؛ والنبي -صلى الله عليه وسلم- حملكم مسؤولية النساء، فقال في خطبة الوداع في حجة الوداع: "واستوصوا بالنساء خيرا"، وحذر من فتنتهن بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فاتقوا النساء؛ فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"(مسلم)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" (متفق عليه)، وذلك لأن النساء ناقصات، ناقصات عقل ودين، كما في الحديث الصحيح؛ فلا بد من القوامة عليهن لابد من القوامة عليهن بالرعاية في دينهن وأخلاقهن وسمتهن قبل القوامة عليهن بالإنفاق والكسوة وغير ذلك من زوجات وبنات وأخوات ومحارم أنتم مسئولون عنهن وهن متوعَّدات بأشد الوعيد إذا لم يحافظن على أنوثتهن وأخلاقهن وكرامتهن قال تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ)[النور:31 ]، قال -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذلك أدنى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ)[الأحزاب: 59].
النساء مسؤولية عظيمة على الرجال فإذا تركت المرأة لنفسها؛ فإنها تحيد عن الطريق الصحيح وتغريها المغريات ودعاة الضلال والقدوة السيئة ودعاة التغريب؛ فيحرفونها عن مسارها الذي جعلها الله عليه؛ فاتقوا الله في نسائكم وحافظوا عليهن.
أيها الإخوة: إنه مما يندى له الجبين وتتفطر له الأكباد ضياع كثير من النساء في هذه الأيام يعملن ما يشأن وما يردن من الأخلاق الذميمة والصفات الوخيمة لا يستحين ولا يخفن من الله -سبحانه وتعالى- وليس لهن رجال يقومون عليهن بل هن مهملات ضائعات، إلا من رحم الله.
أيتها المرأة: أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أكثر أهل النار من النساء لماذا؟ لأنهن يكفرن النعمة ويكفرن العشير فهن أكثر أهل النار قال -صلى الله عليه وسلم-: "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الرجال يضربون بها الناس"(رواه مسلم)، وهؤلاء هم الولاة الظلمة والشرط الظلمة الذين يضربون الناس بغير حق، هذا الصنف الأول.
الصنف الثاني: "نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت لا يدخلون الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"، وفي بعض الروايات: "من مسيرة خمسمائة عام لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها"، وهذا وعيد شديد هذا وعيد شديد على النساء وعلى أوليائهن الذين حمَّلهم الله مسؤوليتهن.
وقوله: "كاسيات عاريات"، بمعنى أنهن يسترن بعض أجسامهن ويكشفن البقية ومواضع الفتنة وهذا ما يقع الآن بين أظهركم في بيوت الأعراس وفي الاستراحات وفي تجمعات النساء يأتين كاسيات عاريات عليهن بعض القطع القماشية وبقية الأجسام عارية تكشف ظهرها ونحرها وعضديها وذراعيها وساقيها تأتي والنساء ينظرن إليهن ولهذا قال: "كاسيات عاريات"، عليهن بعض اللباس الذي يكون على بعض أجسامهن ومواضع الفتنة من الأجسام مكشوفة والعياذ بالله! هذا في الحفلات وكثُر وتنوع في الحفلات ولا رقيب ولا حسيب.
والمراد بمائلات، أي: مميلات لغيرهن إذا تجمعن في هذا المحفل اقتدى بهن غيرهن ممن ينظر إليهن من النساء والبنات؛ فأملن غيرهن عن الحق وعن الستر وعن الحشمة، "رؤوسهن كأسنمة البخت"، بمعنى أنهن يضخمن رؤوسهن باللفايف يضخمن رؤوسهن باللفايف، حتى تكون كأن لها رأسين رأس خِلقي ورأس مصطنع بما تلفلفه عليه من الأمور الشنيعة؛ فأنت إذا نظرت إلى المرأة في أي مكان تمشي وجدت رأسها ضخما مُضخما صدق رسول اله -صلى الله عليه وسلم-: "رؤوسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة" (رواه مسلم)، هذا وعيد شديد نسأل الله العافية.
فعلى المرأة وعلى وليها التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى- قبل الممات وقبل الفوات ولا تتساهلوا في أمور النساء القيِّم عليها زوجها القيم عليها أبوها القيم عليها ابنها القيم عليها أخوها القيم عليها قرابتها من الرجال يضبطون المرأة وإلا إذا تركت المرأة وهواها ضاعت المرأة ناقصة عقل ودين لا عقل لها ولا دين لها؛ فهي بحاجة إلى من يقوم عليها مثل السفيه مثل المعتوه الذي لو ترِك لأهلك نفسه وضيع ماله وضيع دينه.
فاتقوا الله عباد الله في نسائكم في بناتكم في زوجاتكم في نساء المسلمين اعلموا أن الله -سبحانه وتعالى- ذكر أن من الرجال مؤمنون ومنافقون ومشركون وذكر أن من النساء مؤمنات ومشركات ومنافقات، قال تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّـهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[التوبة: 67]، إلى أن قال -سبحانه وتعالى-: (الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أولئك سَيَرْحَمُهُمُ اللَّـهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[التوبة: 71]، (وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذلك هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التوبة:72 ].
فاتقوا الله -عباد الله- وانظروا أنتم وهن من أي الفريقين، اتقوا الله في أنفسكم القرآن يتلى عليكم والسنة تسمعونها ليلا ونهاراً فيكم وفي نسائكم؛ فأين العمل بالكتاب والسنة؟!! هل كلٌّ مضيَّع يعمل ما يشاء؟ كلٌّ مهمل لا حول ولا قوة إلا بالله كالبهائم بل هم أضل سبيلا! فاتقوا الله عباد الله قوا أنفسكم وأهليكم ناراً، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التحريم: 6].
خذوا على أيدي نسائكم انتبهوا لنسائكم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات" (رواه ابن حبان)، يعني غير متزينات ولا متطيبات ولا متبرجات، قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: "لو رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أحدثه النساء لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها".
فاتقوا الله -عباد الله- لما علم الأعداء علمت النساء الفاسقات المنافقات أن هذه البلاد ملتزمة بالعباءة والعباءة ستر فوق الثياب ستر فوق الثياب مثل الجلباب يدنين من جلابيبهن الجلباب هو الجلال الكبير الذي يغطي المرأة من رأسها إلى قدميها يضفي على ثيابها فوق الثياب سترا فوق ستر العباءة مثله لما علموا أن المرأة في هذه البلاد لا تترك العباءة غيروا العباءة وجعلوها لباس فتنة طرزوها وزينوها وخَصَّروها ورققوها، حتى أصبحت حتى أصبحت لا لو تسلم منها المرأة لكان خيرا لها.
فاتقوا الله -عباد الله- أنتم تنظرون إلى نسائكم وبناتكم وتسمعون ما يحدث في الحفلات من النساء ولا أحد ينكر ولا أحد يغار ولا أحد يمنع نساءه من الذهاب إلى هذه المناطق الموبوءة.
فاتقوا الله في نسائكم تنبهوا لهن لا تهملوهن يخرجن من أول الليل إلى آخره في سهر وفي ضحك ومرح وفي أمور الله أعلم بها لا يدري بها وليها وربما تذهب مع سائق غير محرم لها وتأتي معه وزوجها أو وليها على فراشه لا يدري أين ذهبت ومتى ولا متى تأتي لا يدري عنها لو كان عنده لو كان عنده أغنام وبهائم هل يتركها تخرج وتسرح بالليل ولا يدري أين تذهب!! لا والله فكيف يترك بناته وأخواته وزوجته وقريباته يتركهن يخرجن في الليل البهيم لا يدري أين يذهبن ولا مع من يذهبن ولا مع من يجلسن؟!!
فاتقوا الله -عباد الله- قبل أن يحل بكم مكنت غضب الله ما لا تطيقون والعقوبات عن يمينكم وعن شمالكم الآن تعج في البلاد من قبل وتشريد وتخريب وفيضانات وانهيارات وخسف ومسخ.
فاتقوا الله قبل أن قبل أن يعمكم بعقاب من عنده ثم تدعونه؛ فلا يستجيب لكم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وبارك لي ولكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله وأتوب إليه؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عيه وعلى آله وأصحابه وأسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى- في أنفسكم وفي أهلكم وأولادكم واعلموا أن دعاة التغريب دعاة التغريب من الخارج والداخل يريدون أن يخرجوا المرأة على شرائع الإسلام وأن يلبسوها لباس الغرب وأن يخلعوا عنها كل حياء وحشمة وأن تصبح مثل المرأة الكافرة يريدون هذا ولذلك, ولذلك تكلموا في الحجاب تكلموا في الاختلاط تكلموا في سفر المرأة التي قيدها الشارع وحددها يريدون أن يطلقوا المرأة يريدون أن يطلقوا المرأة من كل حق شرعي يصونها ويحميها ويحفظها، وأن تكون مثل المرأة الغربية مثل المرأة الكافرة لا أخلاق ولا دين ولا حياء ولا عفة كالبهيمة؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله أين قوامتكم على نسائكم ألم يقل الله -جل وعلا-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)[النساء: 34].
أين قوامتكم على النساء؟!! لم تتركونهن للذئاب الجائعة المفترسة؟؟ هل تثقون بهن هل تأمنون عليهن؟؟! ألا تتقون الله.
أيها المسلمون: أنتم في زمن الفتن في زمان الشرور وما لم يفعل في الحفلات والتجمعات يظهر في الشاشات والفضائيات والنساء تنظر إليه وتقتبس منه في بيوتكم تعرض هذه في بيوتكم ألا تتقون الله -سبحانه وتعالى- ألا تحفظون على نساءكم وأولادكم وتؤدون الأمانة التي حملكم الله إياها وسيسألكم عنها يوم القيامة.
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شد في النار، (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: ٥٦ ].
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلاد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المؤمنين عامة يا رب العالمين.
اللهم انصر نبيك وكتابك وسنة نبيك اللهم انصر من نصر الدين واخذل وأهلك من خذل الدين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح ولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم ولي علينا خيارنا واكفنا شر شرارنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم.
عباد الله (إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90].