الرفيق
كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...
العربية
المؤلف | عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
أما المسائل الخلافية فينبغي أن تتسع لها الصدورُ، ويتسامح فيها القادر والمقدور، ولا يبادَر فيها بالإنكار على المخالِف، ومن المقرَّر في الشريعة أنه لا إنكار في مسائل الخلاف السائغة، وأن الفتوى تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة والظروف والأحوال والبيئات والعادات والأشخاص...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، نحمده -سبحانه- على نعمه السوابغ، وآياته البوالغ، الحمد لله حمدا ليس منحصرا على أياديه ما يخفى وما ظَهَرَ، ثم الصلاة وتسليم المهيمن ما هبَّ الصَّبا، فأدَرَّ العارضُ المطرَ، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصَّنا بشريعة بَلْجاءَ، أفعمتَ العالمينَ بسموها وسناها، وأشهد نبينا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله، جلَّى معالِمَ رُقِيِّ الحضارة وأقام صُواها، اللهم صلِّ عليه وعلى آله، صفوةِ الخليقةِ سيرةً وأزكاها، وصحبه الكرام البررة، البالغين مِنْ ثُرَيَّا الأمجاد عُلاها، والتابعينَ ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلِّمْ تسليمًا طيِّبًا مباركا لا يتناهى.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-؛ فإن تقواه أفضل ذخر، وأحسن زاد للمعاش والمعاد، (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)[النُّورِ: 52].
إذا أنتَ لم تَرْحَلْ بزادٍ مِنَ التُّقى | ولاقيتَ -بعد الموت- مَنْ قد تزَوَّدا |
نَدِمتَ على ألَّا تكونَ كمثله | وأنكَ لم تَرصُدْ كما كان أرْصَدَا |
معاشر المسلمين: ليس يخفي على أولي النهى والألباب ما شهدت به الحضارات عريقة الأسباب أن شريعتنا الإسلامية الغرَّاء غيَّرت -بنور عدلها ورحمتها من الدنيا- قاتمَ معالمها، وانتزعَتْ دون شحنائها مُرهَفَ صَوارِمِها، وغرسَتْ في البرية رحماتِها المبهجة ومكارمها؛ فهي رحبة واسعة الأرجاء، عَبِقةُ الأفنان، تمتاز بالشمول والكمال، وتنتظم مصالح العباد في أمور المعاش والمعاد؛ وذلك لأن الأحكام الشرعية لا تؤخذ إلا عن الله -تعالى- وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا أصل عظيم من أصول هذا الدين القويم، قال تعالى مخاطِبًا نبيَّه -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[الْجَاثِيَةِ: 18].
أيها المسلمون: لقد زخرت شريعتنا الغراء بالأصول النافعة، والمقاصد الجامعة، في قضايا الدِّين والدنيا معًا، وحوَتْ نصوصًا ومقاصدَ وحِكَمًا وقواعدَ ملأتِ البسيطةَ عدلا وحكمة، وتيسيرا ورحمة، واستوعبت قضايا الاجتهاد والنوازل، فأبانت أحكامَها، وأوضحت حلالَها وحرامَها عبر ميزان دقيق ومعيار وثيق، وأصول محكمة سار عليها علماءُ الإسلام ومجتهدو الأنام؛ مِمَّا كان له الأثر البالغ في تحقيق الخير للأفراد والمجتمعات، وإصابة الحق في الاجتهادات والمستجِدَّات؛ فهي ليست شريعة جامدة، أو أحكامًا متحجِّرةً تالدةً، بل هي مرنة متجددة، لا تنافي الأخذ بالتجديد في وسائل وآليات العصر، والإفادة من تقاناته في مواكبةٍ للمعطياتِ والمكتَسَبات ومواءمة بين الثوابت والمتغيرات، والأصالة والمعاصرة؛ إذ التجديد كلمة أخَّاذة، ومفردة نفَّاذة، تحتاج إلى عقلية فذَّة، ومَلَكة رائدة في استنباط الأحكام من النصوص، وتفريع المسائل، وإلحاق الجزئيات بالكليات، وتخريج الفروع على أصولها القطعيات، وإحكام التأصيل الفقهي والاعتبار المقاصدي لبيان الحكم الشرعي.
أخرج أبو داود والحاكم بسند صحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".
معاشر المؤمنين: إن للتجديد في شريعتنا السامية معالِمَ لَأْلَاءَةً، وضوابط وضَّاءة، من أهمها: ألَّا يعارض نصًّا من النصوص الشرعية، ولا مقصدا من المقاصد المرعية؛ إذ لا بقاء لشريعة دون حفظ نصوصها، ومراعاة مقاصدها؛ فالمقاصد هي الغايات التي وُضعت الشريعة من أجل تحقيقها، من أجْلِ مصلحة العباد، يقول الإمام الطاهر بن عاشور -رحمه الله-: "إن مقصد الشريعة من التشريع حفظ نظام العالَم، وضبط تصرُّف الناس فيه على وجه يعصم من التفاسد والتهالك".
ومن ضوابط التجديد المهمة: أن يقوم عليه أهل الحَلِّ والعقد والرأي والعلم؛ فإن موافقة الشرع ومقاصد الشريعة تحتاج إلى العلماء الربانيين ذوي العقليات الفذَّة والمَلَكات الاجتهادية، الذين يحكمون الأصول والقواعد ويَزِنُونَ الأمورَ بميزان الشرع الحنيف، وأن يكون مجال التجديد في الفروع والجزئيات والوسائل والصياغات ونحوها؛ لأن من سمات الشريعة الغرَّاء المرونة والصلاحية لكل الأزمنة والأمكنة، ومراعاة الظروف والمتغيِّرات والأحوال والعادات والبيئات، وهذا يقتضي شرعًا وعقلًا أن تستوعب الشريعةُ هذه الأمورَ كُلَّها.
وأن يكون التجديد محقِّقًا لمصلحة شرعية معتبَرَة، أو دَارِئًا لمفسدة محقَّقة أو راجحة؛ لأن هذه الشريعة جاءت لتحقيق مصالح العباد في أمور المعاش والمعاد؛ ولذلك اجتهد الصحابة -رضي الله عنهم- في نوازل حصَلَت ووضعوا لها أحكاما معتَبَرة، مبنية على تحقيق المصالح؛ كتضمين الصناع وتدوين الدواوين وجمع المصحف ونحوها؛ لأنها جاءت متوافِقةً مع روح الشريعة، ورعاية مقاصدها، وبناء عليه لا يكون التجديد مَبْنِيًّا على الرغبات والأهواء والمشتهيات والآراء.
ومن ضوابطه: تصفية المفاهيم الصحيحة من ضدها؛ مما يخالف فهم السلف الصالح -رحمهم الله- في الاستدلال والاستنباط وتمحيصها وتحريرها وترجيح أقربها إلى الكتاب والسُّنَّة، وكذلك النظر إلى مقاصد القِيَم من خلال المصالح والمفاسد بميزان الشرع، لا بأهواء النفوس، وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي -رحمه الله-: "إن المصالح التي تقوم بها أحوال العبد لا يعرفها حقَّ معرفتها إلا خالِقُها وواضعها، وليس للعبد به علم إلا من بعض الوجوه، والذي يخفى عليه أكثر من الذي يبدو له، وكم مِنْ مدبِّرٍ أمرًا لا يتم له على كماله أصلا، ولا يجني منه ثمرة أصلا، فإذا كان كذلك فالرجوع إلى الوجه الذي وضعه الشارعُ رجوعٌ إلى وجه حصول المصلحة".
أمة الإسلام: أما المسائل الخلافية فينبغي أن تتسع لها الصدورُ، ويتسامح فيها القادر والمقدور، ولا يبادَر فيها بالإنكار على المخالِف، ومن المقرَّر في الشريعة أنه لا إنكار في مسائل الخلاف السائغة، وأن الفتوى تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة والظروف والأحوال والبيئات والعادات والأشخاص، وأن حُكْم الحاكم يَرفع الخلافَ، وحكمه في الرعية منوط بالمصلحة.
أيها المؤمنون: وبعد الأخذ بهذه الإضاءات المهمة فإنه يجب العمل على استلهام حضارة الإسلام المشرقة، التي كانت أهم روافد التحضر البشري والإبداع الإنساني، والإهابة بقادة الأمة وعلمائها ومفكريها بالاتفاق على مبادئ مشتَرَكة لتجديد أمور الدين مع الحفاظ على الثوابت والمُسَلَّمات، ووضع خارطة طريق لإنقاذ الأُمَّة من الفتن، وعلاج مشكلاتها، ووقف نزيف دماء أبنائها؛ باستئصال أسباب الصراع في بعض أرجائها؛ كالحزبية المقيتة، والطائفية البغيضة وما خلَّفت من فتن واضطراب، ونزاع واحتراب؛ فشريعة الإسلام شريعة هداية واستقامة ووسطية واعتدال، ورحمة وتسامُح، وأمن واستقرار، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الْأَنْعَامِ: 153].
هذا وإنَّا لَنسأل المولى -سبحانه- أن يحفظ أُمَّتَنا الإسلامية من كيد المتربصين الأعداء، والكائدين الألِدَّاء، إن ربي سميع مجيب الدعاء.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، أسبَغَ علينا نِعَمَه غامرةً عِظامًا، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، تقدَّس إجلالا وإعظامًا، وأشهد أن نبِيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، المجتبى من العالَمينَ رسالةً ومقامًا، اللهم صلِّ عليه وعلى آله البالغين من محبته السنامَ، وصحبه المقتفينَ لسُنَّتِه التزامًا واعتصامًا، والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهُم بإحسان ما تعاقَبَ النَّيِّرانِ وَدَامَا.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، واستمسِكوا -جميعا- بالعروة الوثقى، واجتَنِبوا مُضِلَّاتِ الفتنِ، تبلغوا من العز غايةَ المكن، وعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله مع الجماعة، ومَنْ شَذَّ شَذَّ في النار.
أمة الإيمان: وإن من التحدثِ بنعم الله -تعالى- وشكر آلائه ما حبانا به في هذه البلاد المباركة -حرسها الله- من مقوِّمات شرعية وأخلاقية وحضارية، تجعلها مثلا يُحتذى، ونبراسا يُقتدى في الحفاظ على المُثُل والأخلاق الفاضلة؛ مما يُحَتِّم علينا -جميعًا- الوقوف معها، والالتفاف حول وُلاة أمرها وعلمائها، خاصة ضد الحملات المسعورة الموتورة التي تستهدف النَّيْلَ مِنْ وحدتها ونهضتها:
هنا دعوة الإحسان في ثوب حكمة | هنا الرفق والنهج الذكي الأطهر |
فهذا حصاد المنهج الحق يانعا | وإن طريق الحلم والعلم نَيِّر |
وإن مسيرة التجديد في هذه البلاد المباركة برعاية من ولاة أمرها الميامين، وحرص واهتمام من الشابِّ الطموح المحدَّث الملهَم، ولي عهد هذه البلاد المحروسة ماضية في رؤيته التجديدية الصائبة، ونظرته التحديثية الثاقبة، رغم التهديدات والضغوطات، وإن أي محاولة للتهديد وإجهاض التجديد محاولات يائسة، وستنعكس سَلْبًا على الأمن والسلام والاستقرار العالمي، وبلادنا المباركة ستظل رائدة شامخة، وترديد الاتهامات والشائعات والحملات الإعلامية المغرضة لن يثنيها عن التمسك بمبادئها وثوابتها معتمدةً في ذلك على الله وحده، ثم على حكمة قادتها، وتلاحُم أبنائها، فهي الكفيلة -بإذن الله- لمواجَهة المزاعم الباطلة والمحاولات الفاشلة، والتاريخ خير شاهد على ذلك، والنَّيْل منها استفزاز لمشاعر أكثر من مليار مسلم؛ هي قِبْلَتُهم ومحلُّ مناسكهم ومهدُ رسالتهم ومهوى أفئدتهم.
وهنا تُقَدَّرُ بإجلالٍ مشاعرُ ومواقفُ الإنصاف والعقل والحكمة التي تُؤْثِرُ الترويَ ونصرةَ الحقِّ والاعتمادَ على الحقائق ونبذَ القفز على التكهُّنات وبناء المواقف على مجرد الشائعات والافتراءات، (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)[فَاطِرٍ: 43]، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[يُوسُفَ: 21]، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[الْمُنَافِقُونَ: 8].
ألا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على النبي المصطفي، والرسول المجتبى، كما أمركم بذلك ربكم -جل وعلا- فقال تعالى قولا كريما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا".
ثم الصلاة بعدُ والسلام على نبي دينه الإسلام، محمد خير رسل ربه وآله مِنْ بَعْدِه وصحبه.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة المهديين الذين قَضَوْا بالحق وبه كانوا يعدلون؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ذوي الشرف الجلي والقَدْر العلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن الطاهرات أمهات المؤمنين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأعلِ بفضلك كلمة الحق والدين يا رب العالمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، اللهم وفِّقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وهيئ له البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وفق ولي عهده لكل خير، اللهم وفقه لما فيه صلاح البلاد والعباد، اللهم وفِّق جميع ولاة المسلمين للعمل بكتابك واتباع سُنَّة نبيك -صلى الله عليه وسلم-، اللهم اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين.
اللهم أنقذ المسجد الأقصى، اللهم أنقذ المسجد الأقصى، اللهم أنقذ المسجد الأقصى، من عدوان المعتدين، ومن الحاقدين الغاشمين يا رب العالمين، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، نسألك أن تحقن دماء المسلمين في كل مكان، وأن تُصلح أحوالهم، وأن تجمع كلمتهم على الكتاب والسُّنَّة، يا ذا العطاء والفضل والمنة.
اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، وألِّف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام وجنبهم الفواحش والفتن، ما ظهر منها وما بطن، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، وأصلح لنا شأننا كله، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم انصر جنودنا، اللهم انصر جنودنا، واحفظ حدودنا، اللهم وفق رجال أمننا، اللهم سدد رميهم ورأيهم، يا ذا الجلال والإكرام، عافِ جرحاهم، واشفِ مرضاهم، ورُدَّهم سالمين غانمين، منصورين مظفَّرين يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظنا واحفظ بلاد المسلمين من شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، ورُدَّ عنا كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، ومكر الماكرين، وحسد الحاسدين، وعدوان المعتدين.
حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل، على من آذانا وآذى المسلمين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201].
اللهم أنتَ الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم إنا خَلْق من خلقك، فلا تمنع عنك بذنوبنا فضلك، نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله، الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه.
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولوالديهم، وجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، وآخِر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.