الحسيب
(الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...
العربية
المؤلف | عمر بن عبد الله بن مشاري المشاري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - الصلاة |
لقد كان السلف يحافظون على صلاة الجماعة أشد المحافظة, ذلك أنَّه لو تخلَّف عنها أحد منهم لمرة واحدة حَزِنَ لذلك وأَسِفَ عليه, وإنَّ منهم مَن يعزِّي صاحبه إن فاتته صلاة الجماعة, فهم حريصون أشدّ الحرص عليها...
الخطبة الأولى:
الحمد لله القائل: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)[النساء: 103]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد: فيا معاشر المسلمين: إنَّ المساجد بُنيت لتُقَام فيها الصلوات الخمس, وتُعَمَّر بذِكْرِ الله, يرفع فيها المؤذن النداء حي على الصلاة حي على الفلاح كل يوم خمس مرات, لإقامة الصلاة في أول وقتها جماعة في المسجد, قال –تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)[البقرة: 43]؛ قال الإمام السعدي -رحمه الله-: "أي: صلوا مع المصلين، ففيه الأمر بالجماعة للصلاة ووجوبها"(تفسير السعدي51).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ، وَأَتَى المَسْجِدَ، لاَ يُرِيدُ إِلَّا الصَّلاَةَ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً، حَتَّى يَدْخُلَ المَسْجِدَ، وَإِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ، كَانَ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ، وَتُصَلِّي -يَعْنِي عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ- مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ"(أخرجه البخاري 477).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ"(أخرجه البخاري 662، ومسلم 669).
قال الإمام ابن رجب -رحمه الله-: "معنى الحديث: أن مَن خرج إلى المسجد للصلاة فإنه زائر الله –تعالى-، والله يُعِدُّ له نُزُلاً من المسجد، كلما انطلق إلى المسجد، سواء كان في أول النهار أو في آخره"(فتح الباري لابن رجب 6/ 53).
معاشر المسلمين: إنَّ المبادِر إلى الصلاة ينال هذا الفضل العظيم الوارد في الحديث؛ فهو إذا خرج من بيته متوضئاً, فإنَّ له بكل خطوة رفعة درجة وحطُّ خطيئة؛ فإن كان بين المرء ومسجده مقدار مائة خطوة، فإنَّ له بها مائة درجة ويُحطُّ عنه مائة خطيئة, فأيُّ فضل حُرِمه أولئك المتكاسلون, ثم إذا دخل المسجد فإنَّ الملائكة تدعو له: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ما دام منتظراً إقامة الصلاة، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صَلاَةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً"(أخرجه البخاري 645، ومسلم 650).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ"(أخرجه البخاري 555، ومسلم 632).
قال الإمام النووي -رحمه الله-: "أما اجتماعهم في الفجر والعصر فهو من لطف الله –تعالى- بعباده المؤمنين وتكرمةٌ لهم أن جعل اجتماعَ الملائكةِ عندَهم ومفارقتُهم لهم في أوقات عباداتهم واجتماعهم على طاعة ربهم فيكونُ شهادتُهم لهم بما شاهدوه من الخير"(شرح النووي على مسلم: 5/ 133).
معاشر المسلمين: حافظوا على صلاة الجماعة في المسجد, وبادروا إليها, فإنَّ الله –تعالى- أوجبها عليكم ومَن تخلَّف عنها بلا عذر فهو آثِمٌ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ، فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاَةِ، فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ، أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ، لَشَهِدَ العِشَاءَ"(أخرجه البخاري 644، ومسلم 651).
والعَرْقُ السمين: هو العظم عليه لحم. والمِرمَاتين هما ما بين ظلفي الشاة من اللحم. (ينظر فتح الباري لابن حجر 2/ 129).
قال الإمام ابن رجب -رحمه الله-: "وهذا الحَدِيْث: ظاهر فِي وجوب شهود الجماعة فِي المساجد، وإجابة المنادي بالصلاة؛ فإن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أَنَّهُ هَمَّ بتحريق بيوت المتخلفين عَن الجماعة، ومثل هذه العقوبة الشديدة لا تكون إلا عَلَى ترك واجبٍ". (فتح الباري لابن رجب: 5/ 453-454).
وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مَنْ سُنَنَ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ"(أخرجه مسلم 654).
في هذا الحديث أنَّ في التخلف عن صلاة الجماعة تركٌ لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-, وفي ترك السنة ضلالة, عياذًا بالله من ذلك, ولقد كان من حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على صلاة الجماعة أنَّ الرجل يمسكه رجلان من جانبيه بعضديه يعتمد عليهما, ليصلي مع الجماعة, هكذا كانت حال الصحابة رضي الله عنهم مع الصلاة, يحرصون عليها أعظم الحرص, ولا يتخلَّف عنها أحد منهم إلا لعذر, وأنَّ الصحابة -رضي الله عنهم- يَعُدُّونَ مَن تَخَلَّفَ عنها بدون عذر منافقاً معلوم النفاق.
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "وجه الدلالة أنه جعل التخلف عن الجماعة من علامات المنافقين المعلوم نفاقهم؛ وعلامات النفاق لا تكون بترك مستحب ولا بفعل مكروه؛ ومن استقرأ علامات النفاق في السُّنة وجدها إما ترك فريضة أو فعل محرم... وسمى تاركها المصلي في بيته متخلفًا تاركًا للسنة التي هي طريقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي كان عليها, وشريعته التي شرعها لأمته, وليس المراد بها السنة التي من شاء فعلها ومن شاء تركها, فإنَّ تركها لا يكون ضلالاً ولا من علامات النفاق كترك الضحى وقيام الليل وصوم الاثنين والخميس"(ينظر كتاب الصلاة وأحكام تاركها لابن القيم ص: 106).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ"(أخرجه الحاكم في المستدرك 894، وصححه الألباني في المشكاة 1077).
قال الإمام ابن باز -رحمه الله-: "عظِّموا الصلاة... وحافظوا عليها في المساجد وتواصوا بذلك، وأنكِرُوا على مَن تخلَّف عنها, لتسلموا جميعًا من غضب الله وعقابه, وتفوزوا برحمته وكرامته في الدنيا والآخرة"(مجموع فتاوى ابن باز 3/ 256).
وقال -رحمه الله-: "كثير من الناس يظن أن المقصود من الأمر بالصلاة في المساجد أداء الصلاة في جماعة فقط، فإذا وجد عنده في بيته رجل أو أكثر قال: نحن جماعة فلا بأس أن نصلي في البيت، وهذا خطأ وقول على الله بلا علم, والله أوجب الصلاة في المساجد لحكم كثيرة، منها: اجتماع المسلمين في بيت الله على هذه العبادة العظيمة خاضعين ذليلين بين يدي الله –سبحانه- يرجون رحمته ويخافون عقابه، ومنها التعارف والتعاون على البر والتقوى، فإذا رأى المسلم إخوانه يؤدون الصلاة في المسجد اقتدى بهم في ذلك؛ الأمير والشريف والغني والفقير وغيرهم في هذا سواء فيحصل لهم بذلك الاجتماع على الحق، والتعارف، ومشاهدة الغني لحال الفقير، والأمير لرعيته، ومنها أن ذلك مخالفة لأهل النفاق، وإرغامًا للشيطان؛ لأنَّ الشيطان يكره ظهور شرائع الإسلام"(مجموع فتاوى ابن باز 9/ 10).
اللهم أعنَّا على صلاة الجماعة واجعلنا ممن إذا سمع النداء أجاب، ولا تجعلنا من المتكاسلين عنها, ربنا اجعلنا مقيمين الصلاة ومن ذرياتنا ربنا وتقبل دعاء.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة؛ فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على نعمه العظيمة, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، وأوصيكم ونفسي بالمحافظة على الصلاة قال –تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[المؤمنون: 9 - 11].
معاشر المسلمين: إنَّ السلف يحافظون على صلاة الجماعة أشد المحافظة, ذلك أنَّه لو تخلَّف عنها أحد منهم لمرة واحدة حَزِنَ لذلك وأَسِفَ عليه, وإنَّ منهم مَن يعزِّي صاحبه إن فاتته صلاة الجماعة, فهم حريصون أشدّ الحرص عليها, وَقَالَ ابْن عمر -رضي الله عنهما-: "خرج عمر يَوْمًا إِلَى حَائِط لَهُ فَرجع وَقد صلى النَّاس الْعَصْر, فَقَالَ عمر: إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون, فاتتني صَلَاة الْعَصْر فِي الْجَمَاعَة, أشهدكم أَنَّ حائطي على الْمَسَاكِين صَدَقَة ليَكُون كَفَّارَة لما صنع عمر"؛ رَضِي الله عَنهُ, والحائط الْبُسْتَان فِيهِ النخل (الكبائر للذهبي ص: 31).
وقال سعيد بن المسيب -رحمه الله-: "ما أذَّن مُؤَذِّن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد".
وقال أبو سليمان الداراني -رحمه الله-: "لا تفوت أحداً صلاةُ الجماعة إلا بذنب"(إحياء علوم الدين 1/ 356).
وذُكر عَنْ الأعمش -رحمه الله- أنَّه قَالَ: "لم تفتني صلاة الجماعة ما يقرب من أربعين سَنَة إلا مرة واحدة حين ماتت والدته اشتغل بتجهيزها". (موارد الظمآن لدروس الزمان 2/ 480).
معاشر المسلمين: هكذا كانت حال السلف مع صلاة الجماعة؛ فحافِظوا عليها ومُرُوا أبناءكم بها, واصطحبوهم معكم, فإنَّ التكاسل عنها من علامات النفاق, ودليل على ضعف الإيمان, وكذلك يا عباد الله فإنَّ بعض الناس لا يحلو له الكلام مع غيره إلا إذا أذَّن المؤذن للصلاة, فتفوتهم صلاة الجماعة أو يتأخرون عنها.
ومن كان هذا حاله, فليذكِّر صاحبه بدخول وقت الصلاة ويعتذر إليه بالذهاب إلى المسجد, وإن كان من بقية كلام يكملانه بعد الصلاة, ومن الناس أقوام ينشغلون بهواتفهم في تصفُّح المواقع حتى إذا سمع أحدهم النداء قالت له نفسه: بقي وقت طويل على الإقامة, فيلهو بهاتفه وما ينتبه إلا وقد فاتته الصلاة وهذا من الغفلة, والواجب على المسلم وقت سماعه الأذان أن يتوجَّه إلى المسجد ويترك جميع أشغاله, فمن حافظ على الصلاة حفظه الله وأحبَّه.
اللهم اجعلنا مقيمين للصلاة على ما يرضيك عنا.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم اغفر ذنوبنا، وآمن روعاتنا واستر عوراتنا، وتب علينا واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين وول عليهم خيارهم واكفهم شرارهم، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك.
اللهم أصلح ولي أمرنا وولي عهده وأعز بهما دينك وأعل بهما كلمتك واجعلهما مفاتيح خير مغاليق شر وأرهما الحق حقا وارزقهما اتباعه وأرهما الباطل باطلاً وارزقهما اجتنابه.
اللهم أصلح لنا في ذرياتنا وأوزعنا أن نشكر نعمك التي أنعمت علينا وأن نعمل صالحًا ترضاه, اللهم عليك بأعداء الدين أجمعين؛ مزِّقهم وزلزلهم واشدد وطأتك عليهم؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182].