البحث

عبارات مقترحة:

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

الحيي

كلمة (الحيي ّ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي...

العادات والتقاليد وأثرها في المجتمعات

العربية

المؤلف صالح بن عبد الله بن حميد
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة - الحكمة وتعليل أفعال الله
عناصر الخطبة
  1. حاجة الناس للعادات والأعراف .
  2. العادات والأعراف تعبر عن حالة المجتمع .
  3. موقف الشريعة من العادات والأعراف .
  4. حكم العادات والأعراف .
  5. أثر العادات والأعراف الصالحة والسيئة على الناس .

اقتباس

ويتعين على كل عاقل -فضلا عن المسلم الصالح- أن ينبذ كل عادة وعرف يخالف أحكام الشرع، أو يقود إلى عصبية وجاهلية وفُرْقة وتمييز، وعليه أن يعرض ذلك كله على ميزان الشرع المُطَهَّر؛ لينفر من قبيح العادات وسيئ الأعراف، ويفيء إلى ظلال الإسلام الوارفة، ودوحته الآمنة...

الخطبة الأولى:

الحمد لله، الحمد لله عمَّت رحمتُه، أحمده -سبحانه- وأشكره، فهو الأحق أن تُشكر نعمته، وتُتقى نقمته، وتُخشى سطوتُه، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، الخَلْق خلقه، والأمر أمره، والمرتجى والمؤمل جنتُه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، خُتمت بالنبوات نبوته، وتمَّت بالرسالات رسالتُه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، خير الآل عترته، وخير الأصحاب صحابته، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وسلَّم تسليما كثيرًا مزيدًا دائمًا، لا منتهى لمدته، ولا حصر لعدته.

أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله -رحمكم الله-، فمن اتقى الله وقاه، ومن أقرضه جازاه، ومن شكره زاده، فاجعلوا تقوى الله نُصْبَ أعينِكم، وجلاء قلوبكم، اتقوا الله الذي لا بد لكم من لقائه، ولا مفرَّ من حسابه، واعلموا -رحمكم الله- أن تقوى الله خَلَفٌ من كل شيء، وليس من تقوى الله خلف، فاجعلوها سبيلكم إلى كل خير، وما رابكم من كل شر، فقد تكفَّل اللهُ -عز وجل- لأهلها بالنجاة مما يحذرون، والرزق من حيث لا يحتسبون، واخلطوا الرغبة بالرهبة، (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 90].

أيها المسلمون: جاء الإسلام لتحقيق مصالح العباد في الحال والمآل، وفي جميع الأحوال، في العقيدة والعبادة والمعاملات، والعادات والقِيَم والأخلاق، والارتباطات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية؛ مما يُنَظِّم حياةَ الإنسانِ كلها في الدنيا والآخرة.

معاشر المسلمين: وأعمال الإنسان إما عبادات يقوم عليها دينه، وإما عادات تصلح بها دنياه، والعادات مرتبطة بنية العبد، فحَسَنُها حَسَنٌ، وقبيحها قبيح، وفي الحديث الصحيح، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (مُخَرَّج في الصحيحين).

والموفَّق من عباد الله من اختار أفضل السبل واجتهد في تحصيل أكمل المثل، والعادات والأعراف لها سلطانها على النفوس، وتمكُّنها من حياة الناس، يشق نزعهم عنها، ويصعب التخلص منها، والفطرة الإنسانية تميل إلى الأُنْس بما اعتادته، والركون إلى ما عرفته، فأعراف الناس وعاداتهم جزء من حياتهم، ورمز من رموز حضارتهم وثقافتهم، ومن هنا جاء الشرع المطهر مُقِرًّا لهذه الأعراف ومعتَرِفًا بها، وهذا كله في الأعراف الصالحة المستقيمة، أما الأعراف الفاسدة فإن الشرع ينهى عنها ويأباها، والشاطبي -رحمه الله- يقول: "والعوائد لو لم تُعتبر لأدَّى بالناس إلى تكليف ما لا يُطاق، وقد قالوا: "الإنسان صانع العادات والأعراف وصنيعتها"، وقالوا: "الإنسان مجموع عادات تمشي على الأرض"، وقالوا: "الإنسان ابن عادته وليس ابن طبيعته".

أيها الإخوة: والأعراف تنشأ من البيئة، ونُظُم الحياة الاجتماعية، جودةً ورداءةً، وغنى وفقرًا، وعلمًا وجهلًا، واستقامةً وانحرافًا، ففي الحياة الطيبة تتولد أعراف مجيدة، ومن الحياة الرذيلة تنشأ عادات سيئة مرذولة، فعادات كل مجتمع تعبِّر عن حاله؛ استقامةً وانحرافًا، وانفتاحًا وعصبيةً، فالصلاح يُنتج عادات صالحة، والجهل يُنتج عادات جاهلية، وكلما حَسُن تديُّنُ المجتمعِ، واستقامت تربيته وارتقت ثقافته وازداد وعيه، ارتقى في عاداته وأعرافه، وقلَّت فيه العادات السيئة.

والعادات تنشأ من معانٍ كريمة وأخلاق رصينة، وقِيَم عالية وكرم وشهامة تورثها عقائد مستقيمة وتديُّن صحيح، ورجال كرام، ومبادئ في الصلاح راسخة مما ارتضته النفوس السوية في أمور معاشها ومكاسبها وعلاقاتها، كما قد تنشأ العادات من سلوكيات منحرفة؛ من الخرافة والظلم والعصبية والاستكبار والتسلط والجاهلية.

والعادات والأعراف والتقاليد تعبر عن حياة الناس، فتجارب المجتمعات خلال مسيرة تاريخهم الحافل بالأحداث والتغيرات والتطورات، وللعادات تأثير بليغ؛ فهي تبني وتهدم، وترفع وتخفض، وتجمع وتفرق.

معاشر المسلمين: والعادات سلوك اجتماعي يسير عليها الناس ويبنون عليها تصرفاتهم في الأحداث والمواقف والمناسبات والأفراح والأتراح وتجري عليها أساليبهم في أقوالهم وتعاملاتهم وما يأتون وما يتركون في المآكل والمشارب والمساكن والمراكب واللباس والغذاء والحديث والألفاظ والتصرفات والخطط والأنظمة والمعاملات والبيوع والإجارات والأوقاف والأيمان والنذور وغيرها؛ مما تقتضيه حوائج الناس وتدفع إليه مسالكهم في التدوير والإدارة والإصلاح، كما تبرز معاني الأعراف بعض المعاني الكريمة والقيم السامية من إكرام الضيف ومساعدة المحتاج وعون الغريب، وإغاثة الملهوف.

أيها المسلمون: وقد جاء تشريع الإسلام في أحكامه بمراعاة أحوال الناس وعوائدهم المستقرة وأعرافهم السائدة مما يلبي مطالبَهم ومصالحَهم، بل إن هذا مما تركه النبي -صلى الله عليه وسلم- للناس، يسيرون فيه على ما يصلحهم ما دام أنه لا يعارض شرعًا، ولا يقر ظلما، فهو داخل في عموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" (أخرجه أحمد ومسلم وابن ماجه).

والقاعدة في ذلك أن كل ما تعارَف عليه الناسُ واعتادوه وساروا عليه ولم يكن فيه حكم شرعي مقرَّر فإنه يوزن بميزان المصلحة الشرعية بعيدا عن الأغراض والعصبيات، فإذا كانت العادة أو العرف يحقق للناس مصلحةً راجحةً أو يدفع عنهم مفسدة ظاهرة ولا يُخِلُّ بالمجتمع فهو عُرْف مقبول وعادة نافذة، والإسلام أقر من الأعراف ما كان صالحا نافعًا لا يعارض أحكام الشرع المطهر وأصلح بعض الأعراف وقومها.

وقد قال عز شأنه مخاطبًا الأولياء والأوصياء: (وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ)[النِّسَاءِ: 6]، وقال عز شأنه في حق الأم من الرزق والكسوة: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ)[الْبَقَرَةِ: 233]،  وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لهند بنت عتبة في أخذها من مال زوجها: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف" (متفق عليه).

ويقول الإمام القرافي -رحمه الله-: "إن جريان الأحكام التي مدركها العوائد مع تغيُّر العوائد خلاف الإجماع وجهالة في الدين"، ويقول ابن فرحون: "إن الأحكام المترتبة على العوائد تدور معها كيفما دارت، وتبطل معها إذا بطلت، ومن أجل هذا فكل ما هو في الشريعة يتبع العوائدَ يتغير الحكم فيه عند تغيُّر العادة إلى ما تقتضيه العاداتُ المتجددةُ، والأعراف والعادات تتغير وتتبدَّل وتتطور مع تطوُّر المجتمعات وتغير الثقافات وانتشار التعليم، فيقبل ما لم يكن مقبولا ويرفض ما كان مقبولا، فهي تتغير حسب الزمان والمكان والأحوال وطبائع الأمم وأخلاق الشعوب، ومن الحكم المأثورة: "برهان قوة الإرادة ترك ما عليه العادة"، وقد قال أهل العلم في قواعدهم: "المعروف عُرْفًا كالمشروط شرطا".

وبعد -رحمكم الله-: فالأصل في العادات والأعراف الإذن والإباحة، وقد تتحول العادة إلى عبادة وسُنَّة للفرد أو المجتمع، سواء كانت حسنة أو سيئة، وفي الحديث الذي (أخرجه مسلم في صحيحه) من حديث جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ مَنْ عَمِلَ بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووز من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء".

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)[الْأَعْرَافِ: 199].

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، الحمد لله على نعمائه شكرا، والتسليم لقضائه رضا وصبرا، وأشهد ألا إله وحده لا شريك له، شهادة أعدها ليوم العرض ذخرا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، دعا إلى دين الله سِرًّا وجَهْرًا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أعلى لهم ربهم ذِكْرًا، وأعظم لهم أَجْرًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسلَّم تسليما كثيرا عشية وبكرا.

أما بعد: أيها المسلمون: الأعراف الصالحة والعادات المستقيمة تعزز الشعوب وتقويها وتشد منها، والعادات السيئة والأعراف المنحرفة تُضعفها وتحرفها، والتقليد الأعمى للآباء والأسلاف يضلها ويزعزعها، وقد جاء الإسلام بالتحذير والتنفير من الأعراف السيئة والعادات المستقبحة والجمود على ما عليه الأسلاف والتمسك بما عليه الآباء والأجداد، فقال سبحانه في معرض ذم أفكار هؤلاء: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)[الزُّخْرُفِ: 23]، وقال عز شأنه: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ)[الزُّخْرُفِ: 22]، فهي تبعية عمياء، وتعطيل للعقول والأفهام، وحرمان من الحرية البنَّاءة، أعراف سيئة تكلِّف الناسَ المشقةَ والعنتَ وتستنزف منهم الجهدَ والمالَ والوقتَ، يُلزمون بها أنفسَهم إرضاءً لغيرهم واتقاءً لنقدهم، يتكلفون ما لا يطيقون، ويفعلون ما لا يحبون، وينفقون وهم كارهون، فكيف إذا كانت عادات وأعرافا مخالفة للشرع، ضارة بالصحة والعقول، مسيئة للأخلاق والقيم؟!

يقول الحافظ ابن القيم -رحمه الله- فيمن يستمسك بالعادات والأعراف ويقدمها على أحكام شرع الله وما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول رحمه الله: "إنه يعرض لهم فساد في فِطَرهم وظلمة في قلوبهم، وكدر في أفهامهم، ومَحْق في عقولهم فيتربَّى عليها الصغيرُ، ويهرم عليها الكبير".

أيها الإخوة: وتأملوا في بعض عادات المجتمعات السيئة؛ في الزواج والولائم والمآتم والمجاملات في تكاليف باهظة، ونفقات مرهقة، بل ديون متراكمة، ومن ثم يكون التواصل والتزاور وإجابة الدعوات عند هؤلاء هَمًّا وغَمًّا، بدلا من أن يكون فرحا وسرورا، فالتزاور بالأُنْس والمباسطة ولذة المجالسة، وليس بالمفاخرة والتكلف وإظهار الزينة، والتفاخر والتباهي مما يجعل الحياة هما وشقاء وعبئا ثقيلا.

أيها المسلمون: ويتعين على كل عاقل -فضلا عن المسلم الصالح- أن ينبذ كل عادة وعرف يخالف أحكام الشرع، أو يقود إلى عصبية وجاهلية وفُرْقة وتمييز، وعليه أن يعرض ذلك كله على ميزان الشرع المُطَهَّر؛ لينفر من قبيح العادات وسيئ الأعراف، ويفيء إلى ظلال الإسلام الوارفة، ودوحته الآمنة، وإلى مسالك الأخيار من أهل العقل والفضل والكرم والمروءة.

ومن قدَّم هذه العادات والأعراف والتقاليد على شرع الله وحكمه أو تحاكَم إليها بدلًا من التحاكم إلى شرع الله فهذا مُنكَر عظيم، قد يقود إلى الخروج من الملة عياذًا بالله.

ألا فاتقوا الله -رحمكم الله-، ألا فاتقوا الله -رحمكم الله-، فإن من قاوم العوائد السيئة بالنصح والبيان فهو من المصلحين الذين يسعون لإصلاح ما أفسده الجهلة، ومثل هذا وفقه الله وأعانه يواجِه -عادةً- مقاومةً من الجهلة، وهذا نوع من الجهاد، ومن قصر في هذا وهو قادر على الإصلاح وبخاصة من أهل العلم والوجهاء فهو مفرِّط وعرضة للإثم، وأشد منه من يتقرب إلى العامة بمجاملتهم أو إقرارهم على فاسد أعرافهم وعوائدهم.

هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم، فقال عز قائلا عليما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك، نبينا محمد، الحبيب المصطفي، والنبي المجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واخذل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملة والدين، اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خاف واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفِّق إمامنا وولي أمرنا بتوفيقك، وأعزه بطاعتك، وأعل به كلمتك، واجعله نصرة للإسلام والمسلمين، ووفقه وولي عهده وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم احقن دماءهم، واجمع على الحق والهدى والسنة كلمتهم، وول عليهم خيارهم، واكفهم أشرارهم، وابسط الأمن والعدل والرخاء في ديارهم، وأعذهم من الشرور والفتن، ما ظهر منها وما بطن.

اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدودنا، اللهم سدد رأيهم، وصوب رأيهم، اشدد أزرهم، وقو عزائمهم، وثبت أقدامهم واربط على قلوبهم، وانصرهم على من بغى عليهم، اللهم أيدهم بتأييدك، وانصرهم بنصرك، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، ومن فوقهم، ونعوذ بك اللهم أن يغتالوا من تحتهم، اللهم ارحم شهداءهم، واشف جرحاهم، واحفظهم في أهلهم وذرياتهم، إنك سميع الدعاء.

اللهم عليك باليهود، اللهم عليك باليهود الصهاينة المحتلين؛ فإنهم لا يعجزونك، اللهم وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم وفقنا للتوبة والإنابة، وافتح لنا أبواب القبول والإجابة، اللهم تقبل طاعاتنا ودعاءنا، وأصلح لنا أعمالنا وكفر عنا سيئاتنا، وتب علينا واغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ونفس كروبنا وعاف مبتلانا، واشف مرضانا، وارحم الله موتانا.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.