الحفي
كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...
العربية
المؤلف | محمد ابراهيم السبر |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الحياة الآخرة |
أكثر الله من ذكر الحساب في القرآن الكريم في مواضع كثيرة؛ مصوراً هول ذلك الموقف, أو مخبراً عنه ومبشراً به، كل ذلك لزيادة العناية به وللفت أنظار الناس إليه؛ ليكونوا على بينة من أمرهم فيستعدوا له بالعمل الصالح؛ إذ أنه...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الذي تفرَّدَ بالخَلقِ والتَّدبيرِ، وتَصرَّفَ بالحِكمةِ البالغةِ وبديعِ التَّقديرِ، لا يَعزُبُ عنه مثقالَ ذَرةٍ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو اللطيفُ الخبيرُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له, وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه, صلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِه ذَوي الشَّرَفِ الكبيرِ، والتَّابعينَ ومن تبعَهم بإحسان.
أما بعدُ: فإنَّ من أعظم مشاهد يوم القيامة التي يجب الإيمان بها والاستِعْدادُ لها موقفَ الحساب، قال -تعالى-: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)[الفاتحة: 4]؛ أي: الجزاء والحساب، والمقصود بالحساب أن يُوقف العباد بين يدَي ربِّ العالمين، ويعرفهم بأعمالهم وأقوالهم الَّتي عملوها في الدنيا، وما كانوا عليه من إيمان وكُفْر، واستقامة وانحراف، ويُعطى العباد كتُبَهم بأيمانهم إن كانوا صالحين، وبشمائلهم إن كانوا غير ذلك. قال -تعالى-: (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)[الغاشية: 25، 26].
ولقد حظي ذكر الحساب بنصوص كثيرة في كتاب الله -تعالى- وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه جميع أهل الإسلام، إذ هو من المسائل الأخروية المعلومة من الدين بالضرورة.
أكثر الله من ذكر الحساب في القرآن الكريم في مواضع كثيرة؛ مصوراً هول ذلك الموقف, أو مخبراً عنه ومبشراً به؛ كل ذلك لزيادة العناية به وللفت أنظار الناس إليه؛ ليكونوا على بينة من أمرهم فيستعدوا له بالعمل الصالح؛ إذ أنه من أهم الأمور التي تحدث في يوم القيامة، بل هو المراد ببعث الناس وقيامهم من قبورهم, فبه يتميز الناس فيسعد من يسعد, ويشقى من يشقى, حينما يفصل الله بين خلقه في أكمل صور العدل وأجلها.
ويتفاوت حساب العباد؛ فبعض العباد يكون حسابهم عسيراً, وهؤلاء هم الكفرة والمشركون الذين أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً، وتمردوا على شرع الله وكذبوا المرسلين، وكذلك بعض عصاة الموحدين الذين قد يطول حسابهم ويعسر؛ بسبب كثرة الذنوب وعظمها.
وبعض العباد يدخلون الجنة بغير حساب, وهم فئة قليلة من صفوة هذه الأمة، روى البخاري ومسلم من حديث ابن عبَّاس أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليْه وسلَّم-: رأى أمَّته ومعهم سبعون ألفًا يدْخُلون الجنَّة بلا حساب ولا عذاب، وهم الَّذين لا يسْتَرْقون ولا يكتوون ولا يتطيَّرون، وعلى ربهم يتوكَّلون.
وبعض العباد يحاسبون حساباً يسيراً, وهؤلاء لا يناقشون الحساب؛ أي: لا يدقق ولا يحقق معهم، وإنما تعرض عليهم ذنوبهم ثم يتجاوز الله عنها، وهذا معنى قوله -تعالى-: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا)[الانشقاق: 7-12]؛ عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك"، فقلت: يا رسول الله أليس قد قال الله -تعالى-: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا)؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا هلك"(رواه مسلم). قال القرطبي: "إن الحساب المذكور في الآية إنما هو أن تعرض أعمال المؤمن عليه؛ حتى يعرف منّة الله عليه في سترها في الدنيا، وفي عفوه عنها في الآخرة".
والله -تعالى- يحاسب كلَّ إنسان بمفرده، قال -تعالى-: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)[الصافات: 24], روى مسلم في صحيحه من حديث عديِّ بن حاتم -رضي الله عنْه- أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليْه وسلَّم- قال: "ما منكم من أحدٌ إلاَّ سيكلِّمُه الله، ليس بينه وبينه تَرْجُمان، فينظر أيْمنَ منه فلا يرى إلاَّ ما قدَّم، وينظر أشأم منْه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتَّقوا النَّار ولو بشقّ تمرة".
وأوَّل مَن يُحاسَب من الأمَم هذه الأمَّة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "نحن الآخِرون السابِقُون يومَ القيامة المقضيُّ بينهم قبل الخلائق"(رواه البخاري ومسلم)، وروى ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعًا: "نحن آخِر الأُمَم وأوَّل مَن يُحاسَب".
أيها المؤمنون: والحساب على مواقف، منها:
اطلاع العباد على ما قدموه من أعمال؛ قال -تعالى-: (يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ)[القيامة: 13]، وقال -تعالى-: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا)[آل عمران: 30]؛ وهذا من إعذار الله لخلقه، وعدله في عباده أن يطلعهم على ما قدموه من صالح أعمالهم وطالحها، حتى يحكموا على أنفسهم، فلا يكون لهم بعد ذلك عذر. قال -تعالى-: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)[الانفطار: 5].
واطلاع العباد على ما قدموه يكون بإعطائهم صحائف أعمالهم وقراءتهم لها؛ كما قال -تعالى-: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)[الإسراء: 13، 14]، يُقال له: اقرأ كتابَك بنفسك؛ لكي تعلم أنَّك لم تُظلم, ولم يُكتب عليْك إلاَّ ما عملت. قال الحسن البصري: "قد عدل -والله- عليك من جعلك حسيب نفسك", وهو كتاب شامل لجميع الأعمال كبيرها وصغيرها, (فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)[الكهف: 49].
ومنها: إحضار الشهود على العبد؛ كالرُّسُل والملائكة وأمَّة محمَّد -صلَّى الله عليْه وسلَّم- والأعضاء، قال -تعالى-: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا)[النساء: 41]، وقال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)[البقرة: 143]، وقال -تعالى-: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)[الانفطار: 10-12].
وهناك أمور يسأل عنها العبد يوم القيامة؛ يُسأل عما عمله في دنياه، قال -تعالى-: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الحجر: 92-93], وقال -تعالى-: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ)[الأعراف: 6], وعن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه, وعن علمه ماذا عمل به, وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟، وعن جسمه فيم أبلاه"(رواه الترمذي).
والدماء هي أول شيء يقضى فيه من حقوق العباد فيما بينهم لعظم شأنها. عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء"(رواه البخاري ومسلم).
ويقتص الحكم العدل في يوم القيامة للمظلوم من ظالمه؛ حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة، حتى الحيوان يقتص لبعضه من بعض, عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة؛ حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء"(رواه مسلم).
والذي يعتدي على غيره بالضرب، يقتص منه بمثل فعله يوم القيامة, عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من ضرب بسوط ظلماً, اقتص منه يوم القيامة"(رواه البخاري).
والحسنات هي ثروة الإنسان ورأس ماله يوم القيامة، فإذا كانت عليه مظالم للعباد؛ فإنهم يأخذون من حسناته بقدر ما ظلمهم, فإن لم يكن له حسنات أو فنيت حسناته, فإنه يؤخذ من سيئاتهم فيطرح فوق ظهره, عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء, فليتحلل منه اليوم, قبل أن لا يكون دينار ولا درهم, إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه"(رواه البخاري).
والمفلس هو من يأخذ الناس حسناته, ثم يرمونه بسيئاتهم فوق ظهره؛ كما جاء في الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أتدرون من المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة, ويأتي وقد شتم هذا, وقذف هذا, وأكل مال هذا, وسفك دم هذا, وضرب هذا, فيعطى هذا من حسناته, وهذا من حسناته, فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه, أخذت من خطاياهم فطرحت عليه, ثم طرح في النار"(رواه مسلم).
يُسأل عن العهود والمواثيق, (وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا)[الأحزاب: 15], وكل عهد مشروع بين العباد فإن الله سائل العبد عن الوفاء به, (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا)[الإسراء: 34].
يُسأل عن سمعه وبصره وفؤاده, (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)[الإسراء: 36]؛ قال قتادة: "لا تقل رأيت ولم تر, وسمعت ولم تسمع, وعلمت ولم تعلم؛ فإن الله سائلك عن ذلك كله".
يُسأل عن النعيم الذي يتمتع به؛ قال -تعالى-: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)[التكاثر: 8], ومن النعيم: شبع البطن, والماء البارد, والمسكن, واعتدال الخلق, ولذة النوم, وقال سعيد بن جبير: "حتى شربة العسل ", وقال مجاهد: "عن كل لذة من لذات الدنيا", وقال الحسن البصري: "من النعيم الغداء والعشاء", وعن ابن عباس: "النعيم صحة الأبدان والأسماع والأبصار", وهذا كله من باب التنوع في التفسير, وإلا فإن أصناف النعيم كثيرة لا تحصى كما قال -تعالى-: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)[النحل: 18].
وبعض الناس لا يستشعر النعم العظيمة التي وهبه الله إياها، فلا يدرك النعمة التي في شربة الماء, ولقمة الطعام, وفيما وهبه الله, فقد سأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم, قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم, قال: فأنت من الأغنياء. قال: فإن لي خادماً, قال: فأنت من الملوك!.
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ، أقولُ ما تَسمعونَ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المسلمينَ من كلِ ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى, وسلام على عباده الذين اصطفى, وبعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى.
عباد الله: من آثار الإيمان بهذا الحدث الغيْبِي العظيم أنَّ المؤمن إذا علم أنَّه سيقف بين يدي الله ويُحاسَب حسابًا دقيقًا، استعدَّ للقاء الله، وحاسب نفسَه في الدّنيا قبل الآخرة، قال -تعالى-: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)[الأنبياء: 1], قال عمر -رضي الله عنه-:"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزِنوها قبل أن توزنوا، وتهيَّؤُوا للعرض الأكبر على الله".
وقدرة الله عظيمة؛ فهو يُحاسب الخلائق جميعًا الجنّ والإنس، كلّ يحاسبه بنفسه، وهو -سبحانه- الحكم العدل عدله تام لا يشوبه ظلم, قال -تعالى-: (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[البقرة:281], وقال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ)[النساء: 40], وقال -تعالى-: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[الزلزلة: 7، 8], ثم يكون الجزاء الحق من الحق -تبارك وتعالى-: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)[النساء: 124].
هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، وَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).