البحث

عبارات مقترحة:

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

العلي

كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...

الآخر

(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

اسم الله القدوس

العربية

المؤلف صالح بن مقبل العصيمي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التوحيد
عناصر الخطبة
  1. معنى اسم الله القدوس .
  2. القدوس في القرآن والسنة .
  3. الآثار الإيمانية لاسم الله القدوس .
  4. الحكمة من اقتران القدوس باسم الله الملك. .

اقتباس

فَإِذَا عَلِمْنَا أَنَّ اللهَ مُنَزَّهٌ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ وَعَيْبٍ؛ فَإِنَّ هَذَا يَقُودُنَا إِلَى أَنْ نُنَزِّهَ أَنْفُسَنَا وَنُطَهِّرَهَا حَتَّى تَكُونَ أهْلًا لِلْإِقْبَالِ عَلَى اللهِ، فَنُحْسِنَ الطَّهَارَةَ، وَإِزَالَةَ النَّجَاسَةِ، وَنَتَهَيَّأَ لِلْعِبَادَةِ عِنْدَمَا نَأْتِي لِلْمَسَاجِدِ، وَنَأْتِيَ بِأَحْلَى حُلَّةٍ، وَأَزْكَى طِيبٍ، وَأَنْقَى ثَوْبٍ، وَنُطَهِّرَ أَنْفُسَنَا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ وَنَقْصٍ مَا اسْتَطَعْنَا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا...

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ, صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.

أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى, واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى, وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا, وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عِبَادَ اللهِ: نَعِيشُ الْيَوْمَ مَعَكُمْ مَعَ اسْمِ اللَّهِ الْقُدُّوسِ، وَمَعْنَى الْقُدُّوسِ: أَنْ تُنَزِّهَ اللهَ عَمَّا يُضِيفُهُ إِلَيْهِ أهْلُ الشِّرْكِ، مِنَ الصَّاحِبَةِ وَالْوَلَدِ، وَمِنْ طِبَاعِ الْبَشَرِ, (وَنُقَدِّسُ لَكَ)[البقرة: 30]: أَيْ: نَصِفُ لَكَ مَا هُوَ مِنْ صِفَاتِ الطَّهَارَةِ مِنَ الْأَدْنَاسِ، الَّتِي أَضَافَهَا إِلَيْكَ أهْلُ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ، وَالشِّرْكِ وَالْإلْحَادِ، فَالْقُدُّوسُ هُوَ الْمُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ وَشَرٍّ وَعَيْبٍ، وَهُوَ الْمُنَزَّهُ أَنْ يُقَارِبَهُ أَوْ يُمَاثِلَهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ، فَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَلَيْسَ لَهُ كُفُوٌ أحَدٌ، وَلَيْسَ لَهُ نِدٌّ أَوْ شَرِيكٌ.

وَقَدْ جَاءَ ذِكْرُ اسْمِ الْقُدُّوسِ فِي الْقُرْآنِ مرَّتَيْنِ: فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى-: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الحشر: 23], وَفِي قَوْلِهِ -تَعَالَى-: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)[الجمعة: 1].

وَقَدْ أَخْبَرَتِ الْمَلَائِكَةُ فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى-: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[البقرة: 30].

هَذَا وَمِنْ أَوْصَافِهِ: الْقُدُّوسُ؛ فَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هُوَ الْمُتَّصِفُ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ وَالْجَلَالِ، وَالْمُنَزَّهُ عَنِ النَّقَائِصِ وَالْعُيُوبِ، فَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ، فَالنُّفُوسُ ذَاتُ الْفِطَرِ السَّلِيمَةِ مَجْبُولَةٌ عَلَى حُبِّهِ وَتَعْظِيمِهِ، مَحَبَّةً تُورِثُ مَحَبَّةً فِي الْقَلْبِ، وَنُورًا فِي الصَّدْرِ، وَيَقِينًا وَحَلَاوَةً وَارْتِيَاحًا، وَاطْمِئْنَانًا، وَهَذَا النَّعِيمُ الَّذِي يَصْغُرُ بِجَانِبِهِ كُلُّ نَعِيمٍ، وَيَقُودُ الْمُؤْمِنَ إِلَى تَنْزِيهِهِ -جَلَّ وَعَلَا،- فَلَا يُسِيءُ مَعَهُ الْأدَبَ، وَيَجْتَنِبُ فِي أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ مَا فِيهِ تَقْلِيلٌ مِنْ تَوْقِيرِ اللهِ، وَأَنْ يَغْضَبَ أَشَدَّ الْغَضَبِ إِذَا نُسِبَ للهِ مَا فِيهِ نَقْصٌ وَعَيْبٌ؛ كَالْصَّاحِبَةِ وَالْوَلَدِ، وَالنِّدِّ وَالشَّرِيكِ، وَمَا فِيهِ سَبٌّ لِلدَّهْرِ وَالزَّمَانِ؛ لِأَنَّ فِي ذَلِكَ سَبًّا للهِ.

وَأَنْ يَجْتَنِبَ الْمُؤْمِنُ سُوءَ الظَّنِّ بِاللهِ؛ لِأَنَّهُ يُنَافِي قَدَاسَتَهُ -تَعَالَى-، فَسُوءُ الظَّنِّ بِاللهِ مَنْهَجُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ, قَالَ -تَعَالَى-: (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)[آل عمران: 154].

أيها الموحدون: وَقَدِ اقْتَرَنَ اسْمُهُ الْقُدُّوسُ بِاسْمِهِ الْمَلِكِ؛ ففِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ؛ كَمَا وَرَدَ فِي الدُّعَاءِ الَّذِي يُقَالُ بَعْدَ الْوِتْرِ: "سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ", وَلَعَلَّ مِنْ حِكَمِ هَذَا الاقْتِرانِ -وَاللهُ أَعْلَمُ- أَنَّ وَصْفَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- لِنَفْسِهِ بِأَنَّهُ "الْمَلِكُ"، وَأَنَّ مِنْ صِفَاتِ هَذَا الْمَلِكِ أَنَّهُ قُدُّوسٌ إشارةٌ إِلَى أَنَّهُ -سُبْحَانَهُ- مَعَ كَوْنِهِ مَلِكًا مُدْبِّرًا، مُتَصَرِّفًا فِي كُلِّ شَيْءٍ، فَهُوَ قُدُّوسٌ مُتَنَزِّهٌ عَمَّا يَعْتَرِي بعض الْمُلُوكَ مِنَ النَّقَائِصِ الَّتِي أَشَهْرُهَا "الِاسْتِبْدَادُ وَالظُّلْمُ، والِاسْتِرْسَالُ مَعَ الْهَوَى وَالشَّهَوَاتِ، وَالْمُحَابَاةُ".

فَإِذَا عَلِمْنَا أَنَّ اللهَ مُنَزَّهٌ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ وَعَيْبٍ؛ فَإِنَّ هَذَا يَقُودُنَا إِلَى أَنْ نُنَزِّهَ أَنْفُسَنَا وَنُطَهِّرَهَا حَتَّى تَكُونَ أهْلًا لِلْإِقْبَالِ عَلَى اللهِ، فَنُحْسِنَ الطَّهَارَةَ، وَإِزَالَةَ النَّجَاسَةِ، وَنَتَهَيَّأَ لِلْعِبَادَةِ عِنْدَمَا نَأْتِي لِلْمَسَاجِدِ، وَنَأْتِيَ بِأَحْلَى حُلَّةٍ، وَأَزْكَى طِيبٍ، وَأَنْقَى ثَوْبٍ، وَنُطَهِّرَ أَنْفُسَنَا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ وَنَقْصٍ مَا اسْتَطَعْنَا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا, وَإِنَّكَ لَتَعْجَبُ كَيْفَ نَعْتَنِي بِمَظْهَرِنَا لِلِقَاءِ الْبَشَرِ، فَنَتَفَقَّدُهُ وَنُحْسِنُ الْهِنْدَامَ، وَأَمَّا عِنْدَ الصَّلَاةِ -وَهُمْ قِلَّةٌ ولِلَّهِ الْحَمْدُ- يَأْتُونَ لِلْمَسَاجِدِ بِمَلَابِسَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَذْهَبُوا بِهَا لِلْمُنَاسَبَاتِ، أَوْ يُقَابِلُوا بِهَا الْمَسْؤُولِينَ، أَمَّا عِنْدَ مُقَابَلَةِ اللهِ فَتَجِدُ الوَاحِدَ مِنْهُمْ يَلْبَسُ مَا لَا يَلِيقُ؛ كَمَلَابِسِ النَّوْمِ، أَوِ الزِّيِّ الرِّيَاضِيِّ؟!.

وَعَلَيْنَا أَنْ نُطَهِّرَ أَنْفُسَنَا مِنَ الشَّهَوَاتِ الْمُحَرَّمَةِ؛ فَإِنَّهُ مِنْ تَطْهِيرِ النَّفْسِ، فَعَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يُطَهِّرَ نَفْسَهُ مِنْ كُلِّ عُيُوبِهِا، وَيُطَهِّرَ قَلْبَهُ مِنْ كَوَارِثِهِ، وَألَّا يَنْدَمَ عَلَى شَيْءٍ فَاتَهُ, وَإِنَّ مِنْ تَنْزِيهِ النَّفْسِ أَنْ يُحْسِنَ الْعَبْدُ الظَّنَّ بِاللهِ، وَأَن لا يَشْكُوَ إِلَى خَلْقِهِ.

عِبَادَ اللهِ: عَلَيْكُمْ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ الْقُدُّوسُ الْمَمْدُوحُ بِالْمَحَاسِنِ، وَالْفَضَائِلِ، وَالْمَكَارِمِ، فَاللهُ مُنَزَّهٌ عَنْ كُلِّ مَا يَنْفِي أَنْ يُوصَفَ بِهِ.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاِسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَخَلِيلَهُ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً, أمَّا بَعْدُ:

عِبَادَ اللهِ: فَاسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ أَعْظَمَ أثَرٍ لِلْإِيمَانِ بِاسْمِ اللَّهِ الْقُدُّوسِ، هُوَ إعْلَانُ التَّوْحِيدِ الْخَالِصِ لَهُ, فَمَنْ تَنَزَّهَ عَنْ كُلِّ عَيْبٍ، وَكُلِّ نَقْصٍ، فَلَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ إلَّا هُوَ؛ وَلِذَا كَانَ الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُكْثِرُ مِنْ ذِكْرِ الْقُدُّوسِ فِي رُكُوعِهِ، حَيْثُ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ فِي رُكوعِهِ: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ".

فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُطْلَقَ اسْمُ الْقُدُّوسِ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ -تَعَالَى-؛ لِأَنَّهَا صِفَةٌ لَا تَلِيقُ إلَّا بِهِ، وَلَا تَتَعَدَّى لِغَيْرِهِ -جَلَّ وَعَلَا-، وَهُوَ الطَّاهِرُ الَّذِي لَا تُبْصِرُهُ فِي الدُّنْيَا الْعُيُونُ، وَلَكِنَّ أَهْلَ الْإِيمَانِ يَسْعَدُونَ بِرُؤْيَتِهِ فِي الْآخِرَةِ، وَالْمُؤْمِنُ يَشْعُرُ بِمَعِيَّتِهِ لَهُ.

إِنَّ الْإِيمَانَ بِاسْمِ اللَّهِ الْقُدُّوسِ يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ تَوْقِيرًا للهِ، وَإجْلَالًا وَمَحَبَّةً وَتَعْظِيمًا، وَثِقَةً وَاطْمِئْنَانًا، فَمَنْ تَنَزَّهَ عَنْ كُلِّ عَيْبٍ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَسْتُرَ لَكَ كُلَّ عَيْبٍ، وَأَنْ يَغْفِرَ لَكَ كُلَّ ذَنْبٍ.

الَّلهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَلَا تَجْعَلْ فِينَا وَلَا بَيْنَنَا شَقِيًّا وَلَا مَحْرُومًا، الَّلهُمَّ اِجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ.

اللَّهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ مِنَ الفِتَنِ وَالمِحَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، اللَّهُمَّ اِحْفَظْ لِبِلَادِنَا أَمْنَهَا وَإِيمَانَهَا وَاِسْتِقْرَارَهَا، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاِجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، وَأَصْلِحْ بِهِ الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ، الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَاِقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَوَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ وَاِكْفِهِمْ شَرَّ شِرَارِهِمْ.

اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

اللهُمَّ انصُرِ الْمُجَاهِدِينَ، الَّذِينَ يُجَاهِدُونَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا, اللهُمَّ انصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكِ وَعَدُوِّنَا، اللهُمَّ ثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ وانصُرْهُمْ عَلَى الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، اللَّهُمَّ اخلُفْهُمْ فِي أَهْلِيهِمْ خَيْرًا، اللَّهُمَّ انصُرْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ عَلَى الْحُوثِيِّينَ الظَّلَمَةِ نَصْرًا مُؤَزَّرًا.

اللهُمَّ أَكْثِرْ أَمْوَالَ مَنْ حَضَرُوا مَعَنَا، وَأَوْلَادَهُمْ، وَأَطِلْ عَلَى الْخَيْرِ أَعْمَارَهُمْ، وَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.