البحث

عبارات مقترحة:

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

المتعالي

كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...

الأمل والتفاؤل في صلح الحديبية

العربية

المؤلف عبدالباري بن عواض الثبيتي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - السيرة النبوية
عناصر الخطبة
  1. رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- واستبشار الصحابة .
  2. الحنين إلى البقاع المقدسة دليل حياة القلب .
  3. مشاهد ومواعظ من صلح الحديبية .
  4. المشورة البليغة من أم المؤمنين أم سلمة .
  5. بين صلح الحديبية وواقع المسلمين في ظل الجائحة .

اقتباس

وهذا ديدنُ المسلمِ في الأمور الحوالكِ؛ يتفاءل ويُحسِنُ الظنَّ بربِّه، وفي ظلال هذه الجائحة نُحْسِنُ الظنَّ بربِّنا، ونُوقِنُ أن الفَرَجَ قادمٌ، والبلاءَ زائلٌ، ويصفو هواء البقاع الطاهرة، وتطوف الأفئدة والأجساد بالكعبة، وتنطلق الأقدامُ في السعي بين الصفا والمروة، وعمَّا قريب يفرح المؤمنُ...

الخطبة الأولى:

الحمدُ لله، الحمد لله الذي خلَق السماءَ بلا عَمَد، وجعَل أجَلَ الإنسان إلى أمَد، وأشهد ألَّا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، الأحد الصمد، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، جمَع اللهُ به الأمةَ وكانوا طرائقَ قِددًا، صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه، صلاةً دائمةً لا حدَّ لها ولا عددَ.

أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.

سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- تُضِيء لنا دروبَ الحياة، ومن صفحات السيرة العطرة صُلْحُ الحديبيةِ، بدروسِه وأحداثِه، سمَّاه اللهُ -عز وجل- الفتحَ المبينَ، قال الله -تعالى-: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)[الْفَتْحِ: 1]، استبشرَ به الصحابةُ برؤيا رآها رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أنهم سيدخلون مكةَ، ويطوفون بالبيت، قال تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ)[الْفَتْحِ: 27].

وانطلَق مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ألفٌ وأربعُمائة معتَمِرٍ، متأججةً مشاعِرُهم، متلهفةً عواطِفُهم، آمِّينَ البيتَ الحرامَ، بعد انقطاعِ سنواتٍ عن تلك البقعة المبارَكة، التي تهفو إليها الأفئدةُ، والتي كانت -وما زالت وستبقى على مر العصور والأزمان- قِبْلةَ المسلمينَ، قِبلةَ القلوبِ، وموئلَ النفوسِ، تسكُن في رحابها الأرواحُ، وتُسكَب على ثراها العَبراتُ، وتنهمرُ الدموعُ، دعا لها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام.

والحنينُ إلى المسجد الحرام والاشتياق إلى مَواطِنِ الخيرِ والعبادات دليلُ حياةِ القلبِ، وعلامةُ إشراقةِ النفس وصحتها، قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)[التَّوْبَةِ: 18]، أحرَم الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- من ذي الحليفة، وبدأ بالتلبية، وفي ثنِيَّة قريبة من مكة بَركَتْ ناقةُ النبي -صلى الله عليه وسلم- التي كانت تسمَّى القصواءَ، فقال الصحابة: خَلَأتِ القصواءُ، خَلَأتِ القصواءُ؛ أَيْ: بركت ولم تبرَحْ من غير عِلَّةٍ، فقال صلى الله عليه وسلم: "ما خَلَأتِ القصواءُ، وما ذاك لها بِخُلُق، ولكِنْ حَبَسَها حابسُ الفيلِ" دافَع النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن ناقته القصواء، حين ظنَّ القومُ أنها مُعانِدةٌ، بقوله: "وما ذاك لها بِخُلُقٍ"؛ ليعذر دابةً غير مكلَّفة باستصحاب خُلُقها الأصيل، وسيرتِها الناصعة، ولِيُعَلِّم أمتَه درسًا في التعامل والحُكْم على المواقف، وإقالة العثرة، وإيجاد الأعذار لِمَنْ له مواقفُ مشهودةٌ بالخير والفضل والعِلْم، أرسَل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عثمانَ إلى مشركي قريش، برسالة الإسلام، وهي السلام وليس العُدوان، وأخبَرَهم أنَّا لم نأتِ لقتالِ أحدٍ، وأنهم جاؤوا زُوَّارًا للبيت، معظِّمين لحرمته والطواف به، فأَبَوْا ودارت مفاوضاتٌ بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومشركي قريش، استعمَل معهم فيها الرفقَ في الأمور، والمداراةَ فيما لا يلحق الدينَ ضررٌ، ولا يَبطُل معه لله -سبحانه- حقٌّ، وقال صلى الله عليه وسلم: "والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خطةً يُعَظِّمونَ فيها حرماتِ اللهِ، إلا أعطيتُهم إيَّاها"، غلَّب رسولُنا الكريمُ -صلى الله عليه وسلم- مصلحةَ حقنِ الدماءِ، وسلامةَ الأنفسِ والأرواحِ، ونظَر في مآلات المواقف والأمور، والمقاصد والغايات، فقد كان بمكة في الحديبية جمعٌ من المؤمنين والمستضعَفين، رجالًا ونساءً ووِلْدَانًا، فلو دخَل الصحابةُ مكةَ ووقعَت حربٌ لَمَا أَمِنَ أن يُصاب منهم، كما قال تعالى: (وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ)[الْفَتْحِ: 25].

وقد ظهرت ثمارُ الصلحِ الباهرةُ، وفوائدُه الظاهرةُ، التي كانت عاقبتُها فتحَ مكةَ وإسلامُ أهلِها، ودخولُ الناس في دِينِ اللهِ أفواجًا، ومن النظر في مآلات الأمور كون الحجِّ في هذا العام استثنائيًّا، بأعداد محدودة، وضوابط مشروعة، في ظل جائحةٍ عَمَّ ضررُها، وطمَّ وباؤها، وهذا القرار الحكيم، الذي أخذت به القيادة في المملكة العربية السعودية، من الأولويات، ويتَّسِق مع مقاصد الشريعة، ويصبُّ في مصلحة المسلمينَ، بالمحافظة على الأنفس، ودَفْع ما يُعَرِّضها للخطر المحقَّق أو الغالب على الظن، والتحلِّي بالحذر، عند انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

أسفرت المفاوَضات عن اتفاق سُمِّيَ في التاريخ والسيرة "صلح الحديبية"، ورجَع الصحابةُ إلى المدينة دون أن يطوفوا بالبيت، لكنَّ اللهَ أكرمهم، وأجزَل لهم الثوابَ، أن رضي عنهم فقال: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)[الْفَتْحِ: 18]، وبهذا يتبيَّن لنا أن المسلمَ إذا استفرَغ وسعَه، وبذَل جهدَه، وحالَ دون أداء العبادة نازلةٌ أو جائحةٌ، فلا يسخط ولا يغتمّ، فإن همَّه مخلوفٌ، وأجرَه مكتوبٌ، وفضلُ اللهِ واسعٌ، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيما يرويه عن ربه -تبارك وتعالى- قال: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ"، ويا له مِنْ فضلٍ عظيمٍ، يُغدِق به الرؤوفُ الرحيمُ، على عباده المؤمنين.

ولَمَّا تم الصلحُ بين النبي -صلى الله عليه وسلم- ومشركي قريش قام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "قُومُوا فَانْحَرُوا ثم احْلِقُوا"، قال ذلك ثلاثَ مراتٍ، فما قام أحدٌ؛ حيث ظهرت عليهم أماراتُ الحزنِ، ظنًّا من بعضم أن في الصلح إجحافًا، فأشارت على النبي -صلى الله عليه وسلم- أُمُّ المؤمنين أُمُّ سلمةَ -رضي الله عنها- وقالت: "يا نبيَّ اللهِ، أَتُحِبُّ ذلك؟ اخْرُجْ ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمةً حتى تَنحَرَ بُدْنَكَ، وتدعو حالِقَكَ فيحلقكَ"، فخرَج فلم يكلم أحدًا منهم، حتى فعَل ذلك، نحَر بُدْنَه، ودعا حَالِقَهُ فحَلَق، فلمَّا رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعَل بعضُهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضُهم يقتل بعضًا غَمًّا.

مشورةٌ بليغةٌ من أُمِّ سلمةَ -رضي الله عنها-، لنبيٍّ مُرسَلٍ، غيَّرت مجرى الأحداث، في مشهد عصيب، هذا الموقف وغيره كثير، يؤكِّد علوَّ شأن المرأة، وتكريم الإسلام لها وتعزيز رسالتها، وأن للمرأة الرشيدة بفِكْرِها ورأيها وعملها دورًا في صناعة الحياة والبناء والتنمية، أحيَتْ أُمُّ سلمةَ -رضي الله عنها- بمشورتها أحدَ أبرز أركان التربية؛ القدوةِ العمليةِ، والتي هي أكثر نفعًا في غرس المبادئ والقِيَم وتغيير السلوكيات.

وتجلَّى في صلح الحديبية محبةُ الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم- التي بلَغَت مدًى لا يُجارى، وسُمُوًّا لا يُبارى، يعبِّر عن ذلك عروة أحدُ سفراءِ قريشٍ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله لقومه (كما في البخاري): "فَرَجَعَ عروةُ إلى أصحابِه فقال: أَيْ قَوْمِ، وَاللهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَاللهِ إِنْ يَتَنَخَّمُ نُخَامَةً، إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا".

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، وأشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه.

أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.

لَمَّا جاء سُهَيْلُ بنُ عمرٍو لمفاوَضةِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- سفيرًا لقريش اسمُه سهيلٌ، فقال رسول -صلى الله عليه وسلم-: "لقد سَهُلَ لكم من أمركم"، تفاءَل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا ديدنُ المسلمِ في الأمور الحوالكِ؛ يتفاءل ويُحسِنُ الظنَّ بربه، وفي ظلال هذه الجائحة نُحْسِنُ الظنَّ بربِّنا، ونُوقِنُ أن الفَرَجَ قادمٌ، والبلاءَ زائلٌ، ويصفو هواء البقاع الطاهرة، وتطوف الأفئدة والأجساد بالكعبة، وتنطلق الأقدامُ في السعي بين الصفا والمروة، وعمَّا قريب يفرح المؤمنُ، قال الله -تعالى-: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ)[الْفَتْحِ: 27].

فاللهم إنَّا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا، اللهم إنَّا نسألك يا الله، بأنَّا نشهد أنكَ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يا ذا الجلال والكرم والمَنِّ والعطاء والفضل والإحسان، مجيب دعوة المضطرينَ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، نسألكَ يا الله أن ترفع هذا الوباءَ عن الأمة، اللهم ارفع هذا الوباء عن الأمة، اللهم ارفع هذا الوباء عن الأمة، اللهم صَحِّحْ بلادَنا وبلادَ المسلمينَ من هذا الوباء يا أرحمَ الراحمينَ، اللهم لا تحرمنا خيرَ ما عندكَ بسوء ما عندنا، اللهم لا تحرمنا لطفكَ ورحمتكَ وعافيتكَ وفضلكَ بسوء ما عندنا، اللهم إنَّا خَلقٌ مِنْ خَلْقِكَ، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلَكَ يا أرحمَ الراحمينَ.

اللهم اشف مرضانا، وارحم موتانا، وعافِ مبتلانا، وتولَّ أمرَنا يا أرحم الراحمين، يا ذا الجلال الإكرام، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وبارِكْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعةِ الراشدينَ، وعن الصحابةِ أجمعينَ، وعَنِ التابعينَ، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180].