البحث

عبارات مقترحة:

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

الواحد

كلمة (الواحد) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني:...

الأعلى

كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...

منزلة النصيحة من الدين

العربية

المؤلف علي عبد الرحمن الحذيفي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الحديث الشريف وعلومه
عناصر الخطبة
  1. في التمسك بكتاب الله تعالى سعادة الدارين .
  2. أفضلية وشمول حديث: الدين النصيحة .
  3. معنى النصيحة لله تعالى .
  4. معنى النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
  5. معنى النصيحة لكتاب الله تعالى .
  6. معنى النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم .

اقتباس

أيها المسلمون: أقبِلُوا على كتاب ربكم، ففيه عزكم وسعادتكم، وصلاح أحوالكم، وفيه فوزكم بعد موتكم، وبه عصمتُكم ونجاتُكم من الفتن، التي تتكاثر كلما قربت القيامة، وتشتبه في أول ورودها، وتستبين في آخِر أمورها، فلا ينجو منها مَنِ اعتَصَم بالقرآن والسُّنَّة، ولزوم الجماعة...

الخطبة الأولى:

الحمد لله، الحمد لله ذي العز والكرم، بارئ النَّسَم، واسع الفضل والنِّعَم، أحمد ربي وأشكره على آلائه التي نعلم والتي لا نعلم، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الأعز الأكرم، وأشهد أن نبيَّنا وسيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، الذي آتاه اللهُ جوامعَ الكلمِ، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، الذين هُدُوا إلى الصراط الأقوم.

أما بعدُ: فاتقوا الله -جلَّ وعلا- بالتقرب إليه بالأعمال الصالحات ومجانَبة المحرَّمات، فما فاز إلا المتقون، وما خاب وخسر إلا المتَّبِعون للأهواء والمفرِّطون.

أيها المسلمون: حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا، وأيقِظوا القلوبَ من غفلتها، وكفُّوا النفوسَ عن محرَّمات لذائذها، وبادِرُوا بالتوبة قبل حلول الأجَل، وانقطاع الأمل، وتعذُّر العمل، فأنتم ترون سرعة انقضاء الأعوام، وتصرُّم الأيام، وما بعدَ الحياة إلا المماتُ، وما بعدَ الموت إلا دارُ النعيم، أو دارُ العذاب الأليم.

وكما تعملون للدنيا الفانية، فاعملوا للآخرة الباقية، قال الله -تعالى-: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)[الْأَعْلَى: 16-17].

أيها المسلمون: أقبِلُوا على كتاب ربكم، ففيه عزكم وسعادتكم، وصلاح أحوالكم، وفيه فوزكم بعد موتكم، وبه عصمتُكم ونجاتُكم من الفتن، التي تتكاثر كلما قربت القيامة، وتشتبه في أول ورودها، وتستبين في آخِر أمورها، فلا ينجو منها مَنِ اعتَصَم بالقرآن والسُّنَّة، ولزوم الجماعة، فتدبَّروا كتاب الله -عز وجل-، واعملوا به، واحفظوا من سُنَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يقوم به الدينُ، وتصحُّ به العقيدةُ، وتكمُل به العبادةُ، لاسيما الأحاديث الجامعة لأحكام الإسلام، المشتملة على الفضائل، واعرفوا معانيَها للتمسُّك بها، والعمل؛ فهذا منهج السلف الصالح، الذين قال الله -تعالى- فيهم: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التَّوْبَةِ: 100].

وأُورِدُ في هذا المقام حديثًا من جوامع الكلم، يجب العمل به على كل مسلم ومسلمة، في كل الأحوال، ويلزم التمسك به من الرجال والنساء، ما دامت الأرواح في الأجساد، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم"(رواه مسلم)، من حديث تميم الداري -رضي الله عنه-. وقد رواه غير مسلم كثيرٌ من المحدِّثين، وهو حديث ذو شأن عظيم، قال الإمام أبو داود: "الفقه يدور على خمسة أحاديث: "الحلال بيِّن، والحرام بيِّن"، وحديث: "لا ضرر ولا ضرار"، وحديث: "إنما الأعمال بالنيات"، وحديث: "الدين النصيحة"، وحديث: "ما نهيتُكم عنه فاجتنِبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتُم".

وقال الحافظ أبو نعيم: "هذا حديثٌ له شأنٌ"، ذكَر محمد بن أسلم الطوسي أن حديث: "الدين النصيحة" أحد أرباع الدِّين، ومن الأدلة على أن هذا الحديث واجب على كل مسلم ومسلمة، في كل حال دائمة، أن الله -تعالى- أسقَط بعضَ العبادات عن بعض المكلَّفين للعذر، ولبعض الأسباب، ولم يسقط النصح بأي عذر وحال، قال الله -تعالى-: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[التَّوْبَةِ: 91]، فبيَّن اللهُ أنه لا يعذر مسلمًا بالتخلي عن النصيحة طرفةَ عينٍ، ولم يسأل الصحابة عن معنى النصيحة؛ لعلمهم بما تدل عليه من معاني الدين الواسعة بالمطابَقة والتضمُّن والالتزام؛ فهي تشمل مراتب الإسلام، والإيمان، والإحسان، وإنما سألوا: لمن تكون؟ ومَنْ هم المستحِقُّون لها؟

وأصلُ معنى النصحِ: تخليصُ الشيءِ من الشوائب؛ والدواخل والمكدِّرات، يقال: نصَح العسلَ؛ إذا خلَّصَه ونقَّاه من الشمع، ومعنى النصيحة لله -تعالى- محبته والتذلل والخضوع له، والاستسلام له والانقياد لشريعته؛ طلبًا لرضوانه، وخوفًا من غضبه وعقابه، قال سبحانه: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[السَّجْدَةِ: 15-16]، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)[الْبَقَرَةِ: 165]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أحِبُّوا اللهَ من كل قلوبكم؛ لِمَا يغذوكم به من النِّعَم".

وأعظمُ النصيحةِ لله -عز وجل- عبادتُه -سبحانه- وحدَه لا شريكَ له، بإخلاصٍ وسُنَّة، ومتابَعة لهدي سيد المرسلين، محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتخصيص الرب بأنواع العبادات كلها بالدعاء والاستعانة والاستغاثة والتوكل، قال الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا)[الْجِنِّ: 20]، والرب -جل وعلا- يُعبَد لما له من صفات الكمال والجلال، وتقدُّسِه وتنزُّهِه عن صفات النقص، ولِمَا له على خلقه من النِّعَم، ولافتقار العباد إلى رحمته؛ فالعبادة سبب لخيراته، وسبب لدفع الشرور عن الإنسان في حياته وبعد مماته.

والنصيحة لله -تبارك وتعالى-: بإثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه، وما أثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم-، من الأسماء والصفات على ما كان عليه السلف الصالح -رضي الله عنهم-، إثباتًا بلا تأويل، وتنزيهًا بلا تعطيل، وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله -تعالى-: أحبُّ ما تعبَّدني به عبدي النصح لي"(رواه أحمد والطبراني في الكبير).

ومعنى النصيحة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: محبته، وتوقيره، وتعظيم سنته، وفعل أوامره، واجتناب نواهيه، وعبادة الله بشرعه، ومتابَعة هديه، وتصديق أخباره، ونَشْر حديثه، والذَّبِّ عنه وعن سُنَّته، والدعوة إلى دينه، قال الله -تعالى-: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)[النُّورِ: 54].

ومعنى النصيحة لكتاب الله -تعالى-: تعظيم القرآن الكريم، ومحبته، والاجتهاد في تعلُّمه وتعليمه، والتفقُّه في أحكامه، وتلاوته تلاوةً صحيحةً، وفِعْل أوامره، وتَرْك نواهيه، ومداوَمة تلاوته، وحِفْظ حروفه وحدوده، ومعرفة تفسيره ومعانيه، وما يراد منه، وتدبُّره، والتخلُّق به، والرد على المنحرفين في فَهْم القرآن والسُّنَّة، ودَحْض أباطيلهم، والتحذير منهم، قال الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)[الْإِسْرَاءِ: 9].

ومعنى النصيحة لأئمة المسلمين: محبة الخير لهم، ومحبة عدلهم، والفرح بتوفيقهم، وعدم غشهم وعدم خيانتهم، وألَّا يخرج عليهم، وألَّا يُظاهِر عليهم، ومعاونتهم على الحق، وطاعتهم في غير معصية لله، والدعاء لهم بالتوفيق وإصابة الحق في أقضيتهم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثة: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا مَنْ ولَّاه اللهُ أمرَكم"(رواه مسلم).

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "إن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفُرْقة، والنصيحة هي سلامة الصدر"، وعن جبير بن مطعِم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته في الخيف: "ثَلاَثٌ لاَ يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلاَصُ العَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ"(رواه أحمد والحاكم).

وعن معقل بن يسار، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من عبد يسترعيه الله رعية، ثم لم يُحطها بنصحه إلا لم يدخل الجنة"(رواه البخاري ومسلم وأحمد).

ومعنى النصيحة لعامة المسلمين: إرشادهم إلى مَصالِحِهم، وتعليمهم أمور دينهم، وستر عوراتهم، وسد حاجاتهم، وعدم الغش والخيانة لهم، ومجانَبة الحسد لهم، والتحمُّل لهم، والنصح صفة الأنبياء والمرسَلين عليهم الصلاة التسليم، قال الله -سبحانه-: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التَّوْبَةِ: 128]، وقال عن نوح -عليه السلام-: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ)[الْأَعْرَافِ: 62]، وقال عن هود -عليه السلام-: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ)[الْأَعْرَافِ: 68]، وقال عن صالح -عليه الصلاة والسلام-: (لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ)[الْأَعْرَافِ: 79]، والنصح من صفات المؤمنين، قال الله -تعالى- عن مؤمن ياسين: (قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[يس: 20-21]، وقال في آخِر قصتِه: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ)[يس: 26]، قال ابن عباس: "نصَح قومه في حياته، وبعد مماته"، قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[الْحُجُرَاتِ: 10]، وقال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آلِ عِمْرَانَ: 103].

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، الحمد لله علَّام الغيوب، مقلِّب القلوب، كاشِف النوازل والكروب، أحمد ربي وأشكره على نعمه كلها، المتقدمة والمتأخرة، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، غفار الذنوب، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه المصطفى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأتقياء الشرفاء.

أما بعدُ: فاتقوا الله -تعالى- في السر والعلانية، فبالتقوى تنالون أعلى الدرجات، وتفوزون بالخيرات في الحياة وبعد الممات.

عبادَ اللهِ: تدبَّرُوا قولَ الله -تعالى-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[التَّوْبَةِ: 71]، ففي هذه الآية تعاوُنٌ وتناصُرٌ وتناصُحٌ، وتكافُلٌ، وأُخُوَّةُ رحمةٍ ومودةٍ، وعن جرير بن عبد الله قال: "بايعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم"(رواه البخاري ومسلم).

وقال أبو بكر المزني: "ما فاقَ أبو بكر -رضي الله عنه- أصحابَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء وقَر في قلبه"، قال ابن عُلَيَّةَ: "الذي كان في قلبه: الحب لله -عز وجل-، والنصيحة في خَلْقِه"، وعن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا استنصَح أحدُكم أخاه فلينصَحْ له"(رواه أحمد والطبراني في الكبير).

عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه به عَشْرًا"، فصلُّوا وسلِّمُوا على سيِّد الأولينَ والآخرينَ وإمامِ المرسلينَ، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهم بَارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعينَ، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدينَ، الأئمة المهديينَ؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، الذين قَضَوْا بالحقِّ وبه كانوا يعدلون، اللهم وارضَ عن التابعينَ، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنا معهم بمنِّكَ وكرمِكَ ورحمتِكَ وجُودِكَ يا أكرمَ الأكرمينَ.

اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأَذِلَّ الكفرَ والكافرينَ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم أذِلَّ البدعَ، الله أذِلَّ البدعَ، التي تضاد دينك الذي جاء به نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم أذِلَّ البدعَ إلى يوم الدين، يا ربَّ العالمينَ.

اللهم اجعلنا من المتمسكين بكتابك، ومن المتمسكين بسنة نبيك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ثبتنا على الإيمان، وعلى اليقين والإحسان، اللهم توفنا وأنت راضٍ عنا، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنَّا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل، اللهم أَعِذْنا من شرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا، اللهم استعمِلْنا في طاعاتك، وجنِّبْنا معاصيكَ يا ذا الجلال والإكرام، وأعِنَّا على ذكركَ وشكركَ وحُسنِ عبادتِكَ، اللهم أعذنا، اللهم أعذنا، وأعذ ذرياتنا من إبليس وذريته وشياطينه وأوليائه وجنوده وأتباعه يا ربَّ العالمينَ، اللهم لا تَكِلْنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ، وأصلِح لنا شأنَنا كلَّه، يا أرحم الراحمين.

اللهم أَحْسِنْ عاقبتَنا في الأمور كلها، وأَجِرْنا من خزيِ الدنيا وعذابِ الآخرةِ، (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)[آلِ عِمْرَانَ: 8]، اللهم هيِّئ للمسلمين من أمرهم رشدا، اللهم تولَّ أمرَ كلِّ مؤمن ومؤمنة، وتولَّ أمرَ كل مسلم ومسلمة يا ربَّ العالمينَ، اللهم اكشف الشدائد عن المسلمين، اللهم اكشف الشدائد والكربات عن المسلمين، اللهم ارفع هذا الوباء، اللهم ارفع هذا الوباء، الذي حلَّ ببلاد المسلمين، وحلَّ بالأرض، اللهم ارفعه يا ذا الجلال الإكرام، اللهم إنَّا نعوذ بك من سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء، ومن درك الشقاء، اللهم اكشفه يا ذا الجلال والإكرام، وارفعه إنَّكَ على كل شيء قديرٌ، يا أرحم الراحمين، اللهم احفظ بلادنا من كل شر ومكروه، اللهم احفظ بلادنا من كل شر ومكروه، اللهم احفظ جنودنا، اللهم احفظ جنودنا، اللهم وَفِّقْ خادمَ الحرمينِ الشريفينِ لِمَا تحبه وترضاه، اللهم وفِّقْه لهداكَ، واجعل عملَه في رضاكَ يا ربَّ العالمينَ، وأَعِنْهُ على كل خير، الله وفقه للعمل الرشيد، والرأي السديد، اللهم وألبسه ثوبَ الصحة والعافية، إنَّكَ على كل شيء قديرٌ، اللهم وفِّق وليَّ عهدِه لما تحب وترضى، اللهم وفِّقْه لهداكَ، واجعل عملَه في رضاكَ، اللهم وفقه للعمل الرشيد، وفقه للرأي السديد، وأَعِنْهُ على كل خير، وانصر به الدين إنَّكَ على كل شيء قديرٌ.

اللهم إنا نسألك يا ذا الجلال والإكرام، نسألك أن تغيثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثا مبارك إنَّكَ على كل شيء قديرٌ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].