الغفار
كلمة (غفّار) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (غَفَرَ يغْفِرُ)،...
العربية
المؤلف | الشيخ محمد سليم محمد علي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التاريخ وتقويم البلدان - |
وحتى يبقى صفُّ شعبنا صفًا قويًّا متماسكًا الزَموا توجيهات نبينا -صلى الله عليه وسلم- لنا، في خطبة حجة الوداع، فقد نهانا -صلى الله عليه وسلم- عن الاقتتال بيننا، وأمَرَنا بالوحدة فقال: "فلا ترجِعوا بعدي كُفَّارًا يضرب بعضُكم رقابَ بعضٍ"...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، هدانا لدين القيِّمة، لملة إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين، اللهم إن صلاتنا ونسكنا ومحيانا ومماتنا ورباطنا وثباتنا لكَ وحدكَ يا ربَّ العالمين، نشهد أنك الملك الحق المبين، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، إمام المجاهدين، وقامع المنافقين، وقدوة العابدين، إذا اكتحلت برؤياه العيون فلا شقاء، بل هي الصحبة في الجِنان، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على حبيبنا وسيدنا محمد، وعلى آله الطاهرين، وعلى أصحابه الذين نصروا الدينَ، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم القيامة.
أما بعدُ: أكَّد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن تحرير بيت المقدس لا يكون إلا إذا تمسكنا بالإسلام، قولًا وعملًا، فقال وهو يقف على تراب القدس: "كنا أذلَّ أمة فأعزَّنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، وعندما كان صلاح الدين يتفقَّد جنوده القادمين معه لتحرير الأقصى، وجَد كلَّ الخيام ساهرةً، جنودها يُقِيمون الليلَ، إلا خيمة واحدة، جنودها نائمون، لا يقومون الليل، فأشار إلى تلك الخيمة بيده، وقال قولته المشهورة: "مِنْ هنا تأتي الهزيمة"، وأما بعض مَنْ يتولى قيادة شعبنا اليوم فيرى أن مقاومة الاحتلال لتحرير بيت المقدس يكون عن طريق إقامة مهرجانات للرقص المعاصر، هذه المهرجانات التي تعلِّم الزنا، وتعلِّم الشباب الاغتصاب عن طريق الرقص وتُحرِّض على الفاحشة، وهذه أول معالم الخيبة والهزيمة، وأول معالم الهلاك والخسران، ففي هؤلاء وفي أمثالهم يقول الله -سبحانه-: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)[الْإِسْرَاءِ: 16].
أيها المرابطون: هل يرضيكم هذا الذي ترونه من أبناء جِلدتكم؟ وهل هذا هو المشروع الوطني الذي ينتظره شعبنا؟ وهل تضمنون أن يروج للزنا أمام أنظاركم وعلى مسامعكم؟ وبخاصة في أفضل أيام الدنيا، وهي هذه الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة التي لا زلنا نتفيأ ظلالها، والتي حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها على الأعمال الصالحات فقال: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ -يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ-" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: "وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلا رَجُلًا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ"، فاللهم إنا ننكر هذا المنكر ولا نرضاه، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
أيها المؤمنون: وفي يوم الجمعة والنبي -صلى الله عليه وسلم- قائم بعرفة أنزل الله عليه قوله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[الْمَائِدَةِ: 3]، فتفطَّن اليهود لفضل الإسلام، وأنه الدين الذي يجب أن يُتَّبع، وأن الهلاك والخسران في الكفر به، فقالت اليهود حينَها لعمر: "لو أُنزلت علينا هذه الآية لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا"، فيا سبحان الله! اليهود زمنَ الصحابة الكرام يتمنَّون أن يعزهم الله بالإسلام، وأما العرب اليوم فيجتمعون مع أمم الأرض لمحاربة الإسلام حتى لا يحكم في الناس، ويعادونه ويستبدلونه بمناهج الكفر والضلال؛ ولهذا سلَّط اللهُ عليهم شرَّ خلقه، يقول الله -تعالى-: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 139]، ورضي الله عن الإمام مالك الذي قال: "لن يصلح آخر الأمة إلا بما صلح به أولها"، فاللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا الأعداء الحاسدين.
أيها المرابطون: وأما البوصلة واتجاهها والتي أضاعها أبناء جِلدتنا الذين هم من لحمنا ودمنا، فقد عرَّفَنا بها نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- بأنها القرآن الكريم، والسُّنَّة النبوية، فقال لنا -صلى الله عليه وسلم- عشيةَ عرفة في خطبة حجة الوداع: "تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به فلن تضلوا أبدًا"، أمرًا بيِّنًا؛ كتابَ الله وسنةَ نبيِّه.
فيا عباد الله: هذه بوصلتكم، إن سرتم باتجاهها نجوتُم، وصرتُم قادةً للأمة، وإن جعلتموها وراء ظهوركم فسيظل حالكم ما أنتم عليه من ضياع شأنكم، ومن ابتزاز بلادكم، ومن الاستخفاف بدمائكم وأعراضكم، فماذا أنتم فاعلون؟
يا عباد الله: وهذه البوصلة؛ وهي كتاب ربنا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- تحتاج إلى علماء عاملين؛ لإعلاء الكتاب والسنة فوق كل المناهج، المناهج التي تنخر كالسوس في مدارسنا وجامعاتنا، فمتى يقود علماؤنا السفينةَ إلى بر الأمان؟!
أيها المؤمنون: وبالعشر الأوائل من ذي الحجة، وفي خطبة حجة الوداع أمرَنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نسمع ونطيع للحاكم المسلم، الذي يحمل بوصلة القرآن والسنة، ويحاكم الناس إليها، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "اسمعوا وأطيعوا، وإن أُمِّرَ عليكم عبدٌ حبشيٌّ ما أقام فيكم كتاب الله"، فيا رسول الله، لَبَّيْكَ وسعديكَ، وسمعًا وطاعةً لكَ، من أقام فينا كتاب الله أطعناه، فهذه بوصلتنا، ومن حاد عنها فلا سمع له ولا طاعة، وننكر عليه، كما أمرتنا بكل وسيلة مشروعة؛ من الأمر بالمعروف ومن النصيحة.
يا أهل بيت المقدس وأكنافه: وحتى يبقى صفُّ شعبنا صفًا قويًّا متماسكًا الزَموا توجيهات نبينا -صلى الله عليه وسلم- لنا، في خطبة حجة الوداع، فقد نهانا -صلى الله عليه وسلم- عن الاقتتال بيننا، وأمَرَنا بالوحدة فقال: "فلا ترجِعوا بعدي كفارًا يضرب بعضُكم رقابَ بعضٍ"، انتبِهوا يا عباد الله إلى أهمية الأخوَّة التي تجمعنا، والتي خاطبنا بها رسولنا فقال لنا: "واعلموا أن كل مسلم أخو للمسلم، وأن المسلمين إخوة"، الحذرَ الحذرَ يا مسلمون من سفك دمائكم، ومن اعتدائكم على أموال الناس، ففي يوم عرفة قال رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: "إن دماءكم وأمواكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا".
ومع كل هذه التنبيهات النبوية والتحذيرات لا زال السفهاء فينا يستخدمون السلاح في الأعراس والمناسبات، ويقتتلون لأتفه الخلافات، حتى قتل خلال ستة أشهر في النزاعات المحلية ما يزيد على عن الستين شخصا، فاتقوا الله يا عباد الله وانتهوا عما أنتُم فيه من فتن، فلا تكونوا عونًا للشيطان في خراب مجتمعنا، وفي إثارة الفتن فينا، وكفُّوا أيديكم وألسنتكم عن كل ذلك، فهذه من أعمال الشيطان، والله -سبحانه- أمرَنا أن نتخذ الشيطان عدوًّا فقال: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)[فَاطِرٍ: 6]، ونبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- حذَّرَنا من الشيطان وأعماله فقال لنا: "فاحذروه على دينكم"، فاحفظوا أَمْنَكُمْ يا مسلمون، وخذوا على أيدي سفهائكم، وتناهوا عن الفحشاء والمنكر والبغي، قال ربنا -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90].
يا عباد الله، يا مسلمون: ونبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- بصفته نبيًّا ورسولًا، وبصفته إمامًا وقائدًا، كان قدوةً وأنموذجًا للحاكم العادل، ففي عشية عرفة، أكَّد بقوله وعمله على صفة القدوة فقال: "ودمُ الجاهليةِ موضوعٌ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله"، نعم يا عباد الله، هذا هو الحاكم الذي نريده، الذي يكون لنا قدوة، الذي يحكمنا بالكتاب والسُّنَّة، والذي يحمي بيضةَ الدين، والذي لا يتنازل عن بلاد المسلمين، والذي يهدد المسلمين ويتوعدهم، والذي لا يمنع الناس أن يجهروا بمظالمهم، بل يقف إلى جانبهم، والذي لا يجرهم إلى الفتنة ولا إلى خراب الديار، هذا نبينا -صلى الله عليه وسلم- على الرغم من معرفته للمنافقين في المدينة المنورة، وعلى الرغم من عظيم كيدهم وشرهم، إلا أنهم لم يتعرض لهم بسوء ولم يعتد على أنفسهم، ولا على ممتلكاتهم؛ وذلك حفاظًا على أمن المجتمع المسلم، وحتى لا يقال: "محمد يقتل أصحابَه"، جاء في الحديث الشريف قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ستكون فيها القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يشرف له تستشرفه، ومَنْ وجَد ملجأً أو معاذًا فليعذ به".
فاللهم إنَّا نعوذ بك من الفتن ما ظهَر منها وما بطَن، اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعَه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقَنا اجتنابَه.
عبادَ اللهِ: استغفِروا اللهَ وتوبوا إليه، فإنه -سبحانه- توَّاب غفور رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصَح الأمةَ، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المؤمنون: وفي العشر الأوائل من ذي الحجة وعشية يوم عرفة، أوصانا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بالأسرة، وبالمرأة وبخاصة بالزوجات، فأمرَنا بقوله: "استوصوا بالنساء خيرًا"، ومع هذه الوصية نرى من أبناء جِلدتنا، ومن بنات شعبنا، ويستوصي بالأسرة الفلسطينية شرًّا، وذلك في العمل على تشريع القوانين التي تخرِّب الأسرةَ، وتحرِّض المرأة على زوجها، وعلى أبيها، وعلى ابنها وأخيها، وتريد إخراجها من العفاف إلى الزنا، ومن السعادة في بيتها إلى إشقائها، بحجة التمثيل الاجتماعي والاقتصادي لها، وهو مصطلح شيطاني يريد تدمير المرأة، اجتماعيًّا وتربويًّا واقتصاديًّا، حتى لا نجد في مجتمعنا امرأة كعائشة، وأسماء وأم عمارة، وغيرهن، وحتى لا تربي المرأة المسلمة الفلسطيني ليكون خالدًا أو صلاحًا جديدًا.
يا مسلمون: إننا نحذر من هذه الفتنة، وما تجر إليها، ونحمل المسئولية لمن يقف وراءها، ونقول لمن يظهر الحرص على المرأة: "إن الإسلام كفَل المرأةَ اقتصاديًّا واجتماعيًّا وفي كل المجالات"، ونقول لمن يزعم الوطنية وحب الوطن: "إن بناء الأسرة المسلمة الصالحة، وتربية المرأة المسلمة على إسلامها من أهم ركائز التحرر من الظالمين، ومن أول المهمات المحافظة على القدس ومقدساتها.
أيها المؤمنون المحتسبون: خذوا حذرَكم، واتقوا الله ربكم، واعلموا أن من يريد تخريب المجتمع يبدأ بتخريب الأسرة، ومن يريد أن يخرب الأسرة يبدأ بالمرأة فيها، بتخريب عقلها وقلبها وفكرها، وعليه نؤكد دائمًا وأبدًا رفضنا لكل مخرَجات "سيداو"، ونؤكد على وصية نبينا -صلى الله عليه وسلم- بالمرأة حيث يقول: "خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي"، ونؤكد أيضًا على وصية الرسول بالمرأة، حيث يقول لها: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنةَ".
أيها المؤمنون، أيها الصابرون: يوم الإثنين القادم هو يوم عرفة، فاغتنِموا صيامه؛ فإنه يكفِّر سنتين، مصداقًا لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده"، وهذا تكفير لصغائر الذنوب، أما الكبائر فيجب التوبة منها.
يا مسلمون، يا عباد الله: تبقى من الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة التي هي أفضل أيام الدنيا ثلاثة أيام، فاغتنموها، ففيها تجتمع أمهات العبادة، من صلاة وصيام وصدقة وحج، فاحرصوا على أداء الفرائض والواجبات، وأفضل ما تقومون به في الأيام القادمة ملازَمة الرباط في الأقصى، وأن تحرصوا على عقاراتكم من تسليمها، كما يحرص أحدكم على روحه وأكثر، وأن تصلحوا ذات بينكم، وتنهوا الخلافات مع أهلكم، وجيرانكم وأصدقائكم، ويكفي أن خيركم عند الله الذي يبدأ بالسلام، والذي يبادر إلى إنهاء القطيعة، وخير أبناء شعبنا من كف لسانه، ولم يدع إلى الفتنة، ولم يحرض على المسلمين، وخير أبناء شعبنا من التزم البوصلة التي عرفناكم بها؛ فهي البوصلة الوحيدة التي تأمرنا أن نشد الرحال إلى بيت المقدس، فشدوا رحالكم إليه، وهي البوصلة الوحيدة التي تأمرنا بوحدة الصف على طاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
فاتقوا الله ووحِّدوا صفَّكم، واجمعوا كلمتَكم، وكونوا جميعًا على قلب رجل واحد.
أيها المسلمون: ستكون صلاة العيد في الساعة السادسة وعشرين دقيقة، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الطاعات، وأن يخلفنا في مصيبتنا خيرًا في مصيبة تعطيل فريضة الحج لهذا العام، ودائمًا سنظلّ نردِّد ونقول: الأقصى أقصانا، والله مولانا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم حرِّر أقصانا، وحرِّر أسرانا، واحفظ لنا قدسَنا، واحفظ لنا أمتنا وشعبنا من كل شر وسوء، اللهم مَنْ أراد بالإسلام والمسلمين خيرًا فوفِّقه، ومن أراد بالإسلام والمسلمين شرًّا فخذه وأهلكه، اللهم أعل بفضلك كلمتَي الحق والدين، وأذِلَّ الشركَ والمشركينَ، واخذل وافضح المنافقين، وكن لنا عونًا ونصيرًا على الظالمين.
اللهم ألِّف بين قلوبنا، وأصلِحْ ذاتَ بيننا، وجنِّبنا الفواحشَ ما ظهَر منها وما بطَن، اللهم ارفع الحصار عن المحاصَرين، وأطلِق سراحَ الأسرى والمعتقَلين، وسدِّد الدَّينَ عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وعافنا من الوباء والطاعون وسائر الأسقام، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم إنَّا نعوذ بك من شرور أعدائنا، ونجعلك في نحورهم.
وأنتَ يا مقيمَ الصلاة: أقِمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].