البحث

عبارات مقترحة:

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

الولي

كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

استخدام العقل

العربية

المؤلف عبد العزيز بن عبد الله السويدان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. نعمة العقل .
  2. علامات رشاد العقل .
  3. مظاهر ضعف استخدام العقل .
  4. دعوة لإحسان استخدام العقل .

اقتباس

والتفكير الذي نعنيه ليس هو المجرد، لا؛ وإنما هو التفكير الإيجابي المبني على عقلية إيمانية تفكر في الحلال والحرام، والمعروف والمنكر، والنافع والضار، هذه هي أُولَى موازينِها وأدوات قياسها التي تحكم الإقدام والإحجام، هذه هي منطلقات تلك العقلية التي تجعلها تقبل او ترفض، تقر أو تمنع، وهي من علامات رجحانها ورشدها وحسن استخدامها ..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

ألا فلنشكر الله تعالى على نعمة العقل أيها الإخوة، ألا فلنحمده على تكريمه لنا به على سائر خلقه، له المنة والفضل.

لكن السؤال المهم بعد ذلك هو: ما مدى استخدامنا لعقولنا فيما ينفعنا؟ إن من علامات الرشاد التفكير قبل الإقدام على فعلِ أو قولِ شيء ما، التفكير ولو لثانية واحدة على الأقل، وهي فطرة بشرية تتفاوت بين إنسان وآخر.

والتفكير الذي نعنيه ليس هو المجرد، لا؛ وإنما هو التفكير الإيجابي المبني على عقلية إيمانية تفكر في الحلال والحرام، والمعروف والمنكر، والنافع والضار، هذه هي أُولى موازينها وأدوات قياسها التي تحكم الإقدام والإحجام، هذه هي منطلقات تلك العقلية التي تجعلها تقبل او ترفض، تقر أو تمنع، وهي من علامات رجحانها ورشدها وحسن استخدامها.

ما هي مظاهر ضعف استخدام العقل؟ من هذه المظاهر التقليدُ الأعمى، فهو لا شك مؤشر على ضعف استخدام العقل، ألا ترون إبراهيم -عليه السلام- يعيب على قومه تبريرهم عبادة الأصنام بأنه فعل آبائهم، يعني ما دام فعل الآباء فنحن نقلدهم!.

فأراد -عليه السلام- أن يحرك عقولهم، قال: (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) [الشعراء:72-74]، فقال لهم مستنكراً -كما في آيات أخرى-: (قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [الأنبياء:76-77]، يعني أين هي عقولكم؟ لماذا لا تفكرون بها قبل أن تفعلوا ما تفعلون؟.
 

وقد برَّر كفار قريش أيضا إعراضهم عن دعوة التوحيد بهذا المبرر، فتأذى النبي -صلى الله عليه وسلم- من هذا المنطق البليد، فواساه الله تعالى بإخباره بأن ذلك هو دأب البيئات المستكبرة، فقال له سبحانه: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) [الزخرف:23].

التقليد الأعمى -أيها الإخوة- عرَضٌ يدل على عدة أمراض منها الكسل، ومنها الفخر والتعالي الأحمق بعادات الأجداد ولو كانت خطأ؛ والتقليد الأعمى يدل على التعصُّب الجاهلي للحزب أو للجماعة أو أي انتماء.

أما الكسل فالمقصود أن من الكسل أن تجعل آخرين يفكرون بالنيابة عنك، حتى فيما يتعلق بمصيرك أو شخصيتك أو عقيدتك أو مبادئك فلا تزيد على أن تتَّبع، فقط تتبع دون أن تُتعب عقلك بأن تراجع أو تتفكر أو تستوثق، هذا هو الكسل بعينه، كسل حتى في التفكير.

ولْنحذَر من أن نشطح في الفهم، فليس المقصود هنا أن يناقش الإنسان دقائق العلم الشرعي أو حتى المادي وتفاصيله وهو غير متخصص وجاهل بتلك التفاصيل، لا، ليس هذا المقصود، وإنما المقصود التفكر فيما له علاقة بالأخلاق والقيم وبناء النفس وتحديد المصير، مما يمكن العاقل من أن يستوعب فيه جانباً من الخير أو الشر لو تأمل هو بنفسه، أو استفسر وسأل أحداً من المختصين أو العلماء فيما يشكل عليه.

ولذلك لما سئل ابن عباس: بماذا نلت العلم؟ قال : بِلِسَانٍ سَؤولٍ، وَقَلْبٍ عَقُولٍ. لكن السؤال كان -رضي الله عنه- سؤولا، مبالغة في السؤال، بِلِسَانٍ سَؤولٍ، وَقَلْبٍ عَقُولٍ.

وقد عمِي آخرَ عمره، ولا ضير عليه -رضي الله عنه-:

إِنْ يَأخُذِ اللهُ مِنْ عَيْنَيَّ نُورَهَما

فَفِي لِسَانِي وَقَلْبِي مِنْهُمَا نُورُ
قَلْبِي ذَكِيٌّ وَعَقْلي غَيرُ ذِي دَخَلٍ وفي فمِي صارمٌ كالسَّيْفِ مأثُورُ

فالكسل عن الإطلاع والقراءة والتثبت يجعل الإنسان يُسلم عقله لغيره كي يفكر له، ويقرأ له، حتى في أموره العامة.

أما المرض الآخر الذي يسبب التقليد الأعمى فهو الفخر والكبر والتعالي الأحمق بعادات الأجداد ولو كانت سيئة، كما يحصل في كثير من البيئات القبلية من التحاكم إلى قوانين القبيلة دون شرع الله، أو احتقار النساء والتقليل من شأنهن، أو عضلهن والاستيلاء على أموالهن، أو التعامل بفوقية مع الناس افتخاراً بالحسب، هذا كله من التقليد الأعمى الذي يدل على ضعف استخدام العقل.

أما التعصُّب للجماعة أو للحزب فهذا من خفة العقل، فإن العاقل لا يذوب في جماعته وآرائها ومنهجها في حق وبلا حق، ومن فعَل ذلك فمَثَلُه كمثل دريد الجاهلي وهو يقول:

وهَل أنا إلَّا مِنْ غُزَيَّةَ؟ إِنْ غَوَتْ غَوَيْتُ، وَإِنْ تَرْشَدْ غُزَيَّةُ أَرْشَدِ

فهذا التعصب للقبيلة أو الجماعة، ومتابعتها في خطئها وظلمها، وفي ممارستها للبدعة أو حتى في أخطائها الشرعية، هذا من التعصب، فيه مخازي الشخصية، وهو من قلة العقل.

قَفَزُوا القُبور، واستشفعوا بمن فيها، قصَدَها معهم وفعَل فعلهم لأنهم جماعته! أقاموا حضرة نبوية ما أنزل الله بها من سلطانٍ شاركهم وتمايل معهم لأنهم أهله! عذبوا أنفسهم بالضرب وإسالة الدماء تقرباً إلى الله -فيما يزعمون-، مع أن الله سبحانه يقول: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ) [النساء:147]، صار معهم في هذه البدعة؛ لأنهم أهله وجماعته!.

اتخذوا وسائل غير شرعية لتحقيق غايتهم كالكذب أو الخداع وافَقَهُم وصار معهم لأنه واحد من الجماعة ولابد أن يواليهم فيما يسمعون، طيب، ألا تسأل؟ ألا تستفسر؟ ألا تتفكر؟ أفي هذا الأمر خير أم هو شر واضح بالبرهان الشرعي؟ ألا تستخدم عقلك الذي أنعم الله به عليك؟ كلا! لأن هذا هو فعل الجماعة، وهم أهل العقل والحكمة.

ولذلك صح في السنن من حديثه -صلى الله عليه وسلم- عن الإمعية قوله: "لا يكن أحدُكُمْ إمَّعةً، يقول: إن أحسن الناس أحسنتُ وإن أساؤوا أساءتُ، ولكنْ وطِّنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أَنْ تَجْتَنِبوا إساءتَهُم".

ومما يُعمِي البصيرة ويُلغي العقل التعصُّب للعرق أو الجنسية أو للبلد، التعصب الذي يؤدي إلى النصر للباطل، والموالاة للظالم أو المعتدي؛ لمجرد كونه من نفس البلد! هذا من أسخف التصرفات وأحمقها.

صح في البخاري قوله إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اُنصُرْ أخاك ظالماً أو مظلوماً"، فقال: رجل يا رسول الله! أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً، كيف أنصره؟! طبعا استفسار الصحابي هنا يدل على أن من المعلوم عقلاً وفطرة خطأ نصر الظالم ولو كان أخاً، ولذلك تساءل: أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! هذا غير منطقي عنده! وهذا من حسن استخدام العقل الذي نقصده، أن تسأل، قال: "تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره".

أيها الإخوة: إن من سمات وأسباب قلة استخدام العقل طغيان البطن والشهوة مع قلة الإيمان، وإلا فإن العاقل لا يمكن أن يشتري ممن يزعم أنهم أعداؤه طعامه أو شرابه مهما كان لذيذاً! سواء كان منتجاً يباع في السوق أو في مطعم أو محل قهوة مشهور عالمياً، فصاحب العقل يفكر ملياً قبل أن يجعل من بطنه قائده ودليله دون اعتبار لولاء ولا براء بدين يدين به لله، وتكون بمثابة مؤازرة لإخوانه المسلمين.

ومن مظاهر إلغاء العقل الغضب من النصيحة حتى لو كانت تلك النصيحة بأسلوب حسَن، حتى لو كانت في السر بينك وبينه، حتى لو كان أساسها الكتاب والسنة، حتى لو كان الناصح صادقاً، تجد بعضهم يتضايق ويقول: يا أخي لا تنصحني، أنا ما أحب أحدا ينصحني. وقد صح في السنن قوله -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن مرآة المؤمن".

كان الخليفة العاقل العادل الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: رَحِم اللهُ مَن أهدى إليّ عيوبي. فنحن جميعاً -دون استثناء- نحتاج إلى النصيحة، ورفضُ مبدأ النصيحة دليل إقفال العقل على مِظَنَّةِ الكمال، وهو ظن المتكبر الذي يعتقد أنه أفهم الناس.

ومن مظاهر قلة العقل وعدم التفكير إهداء الابن الشاب الصغير المتهور سيارة بالغة السرعة، يعني إهداءه أداة موته، فينبغي التأني والنظر في المصالح والمفاسد، والخوف من الله من أن يؤدي هذا التصرف إلى هلاك الصبي أو إعاقته، بالإضافة إلى إزهاق أروح مسلمين معه.

وكذلك من قلة العقل إعانة الشاب على الذهاب وحده أو مع أصحابه الشباب إلى بلاد قريبة أو بعيدة يكثر فيها الفساد والزنا؛ من أجل مثل ما يقال: يوسعه صدره! هذا التصرف في منتهى الغباء، والمسؤول عنه لا عقل له.

فينبغي مقاومة الإلحاح الذي يمارسه كثير من الشباب للحصول على ما فيه التلف، وعاقبته الخسران، والأمراض الجنسية، وضياع الدين، واحتمال الموت القريب؛ لابد من مقاومة ذلك الإلحاح بالنصح والإقناع والتعويض ببدائل أخرى.

وإذا كان القرآن قد نهى تسليم السفيه المال: (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) [النساء:5]، فكيف بتسليمه أداة قتله، أو تذكرة فساده؟.

ومن مظاهر قلة العقل التبذيرُ والإسراف، يقول تعالى: (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) [الإسراء:26-27]، ويقول سبحانه: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) [الفرقان:67].

وهل حجر المال عن السفيه إلا لسفهه وخفة عقله؟ وخوف أن يبذره فيما لا ينفع؟ ألم يقل تعالى في شأن السفهاء: (فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا -أي رجاحة عقل- فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ) [النساء:6]؟.

وهل حجز المال عن المجنون إلا لذهاب عقله؟ فالتبذير هو تجاوز موضع الحق، كمن يصرف الأموال على العازفين والمغنيين، أو لدعم برنامج فاسد في إحدى الفضائيات، أو غير ذلك مما حرمه الإسلام، فهذا ليس من مواضع الحق.

والإسراف هو تجاوز في كمية، وجهل في مقادير الحقوق، كمن يصرف الملايين على ناقة، أو على تيس، أو لوحة سيارة، ملايين! أو من يصرف أمواله في تشجيع شاعر يمدح قبيلته، كل ذلك لو تأمل العاقل فيه وفي أبعاده بمنطق العقلاء لما أقدم عليه.

كيف والنبي -صلى الله عليه وسلم- يحذر: "لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس..." ومنها "وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه" أخرجه الترمذي.

أسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة العقل، ويحفظنا من قِلَّته، أقول ما تسمعون وأستغفر الله فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه:

أما بعد: فمن مظاهر قلة العقل وقلة الذوق كذلك الإهمالُ في الحفاظ على النواصي، كما يرى الجميع من يرمى بمخلفاته في الشارع، أو من إهمال الزائرين والمتنزهين على شاطئ البحر، فلا يرمون مخلفاتهم في الحاويات المخصصة والمتوفرة حولهم! كلا! يتركونها في البقعة التي جلسوا فيها!.

منظر أكوام المهملات من أوراق وعلب وأطعمة، يؤدي في النهاية إلى إفساد المكان؛ ذلك الإنسان المهمل وفي نيته العودة إليه مع عائلته سيكون كمن خرَّب بيته بيده، وهذا من قلة العقل!.

أيها الإخوة : الأمثلة على ضعف استخدام العقل كثيرة، ويطول بنا المقام لو سردناها كلها، والقرآن مليء بصفات وأخلاق العقلاء الذين يزنون كلامهم بميزان الشرع، ويربطون أفعالهم على أسس الدين والفطرة السليمة.

فلعنا نتخلق بأخلاق القرآن كما كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يفعل، ولعلنا نفكر بعقولنا قبل أن نقدم على شيء، أو قبل أن نتقدم أو نتأخر، قال تعالى : (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) [القصص:55].

فالمؤمنون إذا سمعوا الكلام المحرم والعمل المحرم فكروا في العاقبة والإثم والشؤم فأعرضوا عنه، هذا هو التصرف العاقل، وهذا ما يريده الإسلام من كل مسلم ومسلمة أن يستخدموا عقولهم التي أكرمهم الله بها، وأنعم بها عليهم من بين خلقه.

اللهم ألهمنا الرشد في القول والعمل...