الحيي
كلمة (الحيي ّ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي...
العربية
المؤلف | صالح عبدالمحسن العويد |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - التاريخ وتقويم البلدان |
فحينما رأوا قارون تمادى في طغيانه، وزاد في بغيه، مع غرور واستئثار، وبطَر واستكبار، حاولوا أن يُثيروا فيه روح الخير، وينبهوه من غفلته، فنصحوه أن لا يغويه المال، ولا يغره الثراء، فيحول بينه وبين الإحسان إلى قومه، والمراقبة لربه، والأخذ من الدنيا بنصيب، ومن الآخرة بنصيب، فإن لله حقاً، وللناس حقاً، وللنفس حقاً، فيجب أن يعطى كل ذي حق حقه ..
الحمد لله ذي القوَّةِ القادرَة والحِكمةِ الباهِرَة، لا يُنفذ إلا أمرُه، ولا يمضِي إلا قدَرُه، إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ ختم الله تعالى به النبوة والرسالة، وأوجب على من أدركه من النبيين تصديقه واتباعه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله -عز وجل-، والثبات على الحق إلى الممات، فتلك وصية آبائكم من النبيين إليكم، (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [البقرة:132].
فتح اللهُ عليه أبوابَ النعيم، وسبل الرزق، وطرق الكسب، فعظمت أمواله، وكثرت كنوزه، وفاضت خزائنه، وأوتي بسطة في الرزق، ورخاء في العيش، وكثرة في المال؛ فعاش في ترف وبذخ، وكبرٍ وبطرٍ، وفخر وخيلاء.
طغى وتجبّر، فسق وتمرّد، تطاول وتمادى، زاد نهمه، وكثر خدمه، وعظم حشمه، حتى ظن أن لن يقدر عليه أحد، عميت بصيرته، وعظم زهوه، وزاد غروره.
واغتر به كثير من الناس، ورنت إليه بعض الأبصار، وتمنت مكانه فئام من البشرية، فلمَّا بلَغَ الأمر مبلغه، والفتنة أشدّها، والتمادي منتهاه، حلت العقوبة، وكانت الفاجعة، ونزلت الكارثة، وعظمت العبرة.
فمَن هو هذا الغني؟ ومَن يكون ذلك الثري؟ وما هي قصته؟ وكيف كانت نهايته؟! هل عرفتم هذا الرجل؟ استمع إلى البيان المعجز، والخبر الصادق، والنبع الصافي، ليروي لك قصته، ويسرد لك حكايته، ويُعلمك بنهايته:
قال الحكيم الخبير: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ) [القصص:76].
بدأت القصة بتحديد البطل؛ فبطل القصة: قارون، وحُدد قومه، من قوم موسى، يقال إنه ابن عم موسى -عليه السلام-، فقارون موجود في زمن نبي من أنبياء الله وهو موسى -عليه السلام-، وهنا إشارة إلى أمرين مهمين:
الأمر الأول: أن قارون لم يستفد من وجود هذا النبي الكريم، ولم يتعظ بمواعظه، ولم يستجب لدعوته، ولم يتخلق بأخلاقه.
والأمر الثاني: الإشارة إلى أن قرابته لموسى، وصلته به، لم تغن عنه شيئاً من عذاب الله تعالى.
ثم قررت الآية مسلكه مع قومه، فهو مسلك البغي،.فقال سبحانه: فبغى عليهم، ولم يحدد نوع ذلك البغي، وهذه إشارة على عظمته وشناعته وتنوعه.
بغى عليهم بالكبر، بغي عليهم باغتصاب أموالهم، بغى عليهم بمنعهم حقوقهم في هذا المال، بغى عليهم بالظلم، بغى عليهم بكل ما تحمله كلمة البغي من معانٍ.
ثم قال سبحانه: (وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي القُوَّةِ) [القصص:76]، آتيناه، فالرِّزْقُ مِن عندنا، والمالُ مِن لدُنَّا، وليس بمهارة قارون، ولا بعلمه، ولا بأفضليته، فالأرزاق بيد الله، وهو الذي يقسم أرزاقه على عباده، وليس في إعطائه للعبد دلالة على رضاه عنه، وليس في منعه عن العبد دلالة على سخطه عليه.
يقال إن مفاتيح خزائن قارون إذا انتقل من مكان إلى مكان كانت تُحْمَلُ على ستين بغلاً، وهذا هو المشهد الأول من مشاهد القصة، رجل من قوم موسى وصل إلى قمة الثراء، وبغى على قومه.
المشهد الثاني: مشهد أهل الخير والصلاح، والنصح والإرشاد، والعلم والهدى، قاموا بمسؤولية البلاغ، وواجب النصيحة، (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَة َوَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص:77].
فحينما رأوا قارون تمادى في طغيانه، وزاد في بغيه، مع غرور واستئثار، وبطَر واستكبار، حاولوا أن يُثيروا فيه روح الخير، وينبهوه من غفلته، فنصحوه أن لا يغويه المال، ولا يغره الثراء، فيحول بينه وبين الإحسان إلى قومه، والمراقبة لربه، والأخذ من الدنيا بنصيب، ومن الآخرة بنصيب، فإن لله حقاً، وللناس حقاً، وللنفس حقاً، فيجب أن يعطى كل ذي حق حقه.
ونهوه عن الفرح الذي يدفع إلى الزهو والغرور، وبينوا له أن الله تعالى يمقت الفساد والمفسدين، وأن هذا المال ظِلٌّ زائل، ووديعة مُسْتَرَدَّة، فلا يفرح، ولا يغتر، بل يجب أن يتخذه وسيلة لقضاء مآربه في الدنيا، وطريقاً لسعادته في الآخرة.
فماذا كانت ثمرة الموعظة ونتيجة النصيحة؟ أجابهم بجملة واحدة، ولكنها تحمل شتى معاني الفساد والإفساد، جملة تحمل في طياتها الكبر والبغي والطغيان، (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) [القصص:78]، أوتيته بعلمي، بمهارتي، بقدراتي، بأفضليتي واستحقاقي لهذا المال، فكان متطاولاً في كلامه، جافياً في رده، جريئاً في مقولته؛ مقولة المغرور المطموس الذي نسي مصدر النعمة، وتنكر لصاحب الفضل، وكفر بمن يستحق الشكر.
فجاء التهديد والإشارة بالوعيد، والرد على مقولته الفاجرة، جاء ذلك قبل تمام الآية، ونهاية القصة، فقال تعالى: (أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا) [القصص:78].
ثم يجيء بعد ذلك مشهد من مشاهد القصة، وهو المشهد الذي يخرج فيه قارون على قومه في زينته، كأنه بذلك يَكيد للَّذِين نصحوه، ويستخف بمشاعرهم، ويبالغ في إيلامهم، فيخرج في منتهى الزينة، وغاية الكبر، ونهاية الغرور، فتطير لذلك قلوب فريق من القوم، وتتهاوى أنفسهم لمثل ما أوتي قارون، ويرون أنه صاحب حظ عظيم، وخير عميم، لأنهم أصحاب نظرة مادية، وأفكار دنيوية، (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [القصص:77].
وهنا يتدخل أهل العلم والحكمة مرة أخرى، ويتأنقون في النصيحة، ويجتهدون في الموعظة، قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ) [القصص:80]، فذكّروهم بالرجاء فيما عند الله، والاعتزاز بثوابه، والفرح بعبادته، فجيب أن يكونوا أعلى نفساً، وأكبر قلباً، ولا يلقاها إلا الصابرون، الصابرون على معايير الناس ومقاييسهم، الصابرون على فتنة الحياة وإغرائها، الصابرون على الفقر ومعاناته، الصابرون على شظف العيش ومقاساته، الصابرون على الحرمان من كثير من متع الدنيا؛ لأنهم علموا أن الصابرين يوفّون أجورهم بغير حساب.
ثم يجيء المشهد المرعب في القصة، مشهد النهاية، مشهد الخاتمة المشينة، والمصرع الوخيم، والانتقام العظيم، (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ) [القصص:81].
هكذا كانت النهاية بعد أن عظمت الفتنة، واشتدت المحنة؛ وهذه نتيجة الكبر والبطر والغرور والخُيَلاء، والجحود والإصرار، والتألِّي على الله، وعلى عباد الله، ابتلعته الأرض، وساخت فيها أمواله وقصوره!.
يقول -صلى الله عليه وسلم-: "بينا رجل فيمن كان قبلكم خرج في بردين أخضرين يختال فيهما، أمر الله الأرض فأخذته، فإنه ليتجلجل فيها إلى يوم القيامة" رواه أحمد.
وبعد هذه النهاية الخاسرة، أصبح الذين تمنوا مكان قارون يحمدون الله أنْ مَنَّ عليهم ونجَّاهُم مِن الخسف، قال تعالى: (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) [القصص:82].
ثم تختم القصة بهذا المقطع الجميل الذي يؤكد أن الفوز والفلاح هو في الدار الآخرة، وأن الله تعالى يجعل جناتها ونعيمها، وأنسها وسرورها وأنهارها وحُورها، لأهل الإيمان والتواضع والتقوى والإحسان، والبعد عن الفساد، قال سبحانه: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص:83].
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من البينات والحكمة؛ أقولُ ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه كان للأوَّابين غفورًا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الكريم الوهاب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، خير من دعا إلى عبادة الملك التوَّاب، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد: أيها المسلمون: لعلنا نستقي من قصة قارون وقومه بعض العبر والدروس، من ذلك: أنها جاءت تسلية للنبي -صلى الله عليه وسلم- والذين آمنوا معه، الذين كانوا يواجهون طغيان المشركين من أهل مكة أصحاب الجاه والسلطان والمال، جاءت الآيات تهديدًا ووعيدًا لهؤلاء المستكبرين إنْ أصرُّوا على كُفرهم واستكبارهم أن يصيبهم من العذاب مثل ما أصاب قارون ومن سبقه من أهل الظلم والبغي، وحينئذٍ لا يجدون لهم وليًا ولا نصيرًا، وهذه سنة الله، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
ومنها أن نسب الإنسان وحسَبه لا يُغْنِي عنه من الله شيئاً، ومنها أن الرزق من عند الله تعالى فهو مقدِّر الأقدار، ومقسم الأرزاق، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لمن منع.
أَمَا تَرَى الْبَحْرَ وَالصَّيَّادُ مُنْتَصِبٌ | لِرِزْقِـهِ وَنُجُـومُ اللَّيْـلِ مُحْتَبِكَـهْ |
قَدْ غَاصَ فِي لُجَّةٍ وَالْمَوْجُ يَلْطِمُهُ | وَعَيْنُهُ لَـمْ تَزَلْ فِـي كَلْكَلِ الشَّبَكَهْ |
حتَّى إِذا بَاتَ مَسْـرُورَاً بِلَيْلَتِـهِ | بِالْحُوتِ قَدْ شَقَّ سَفّودُ الرَّدَى حَنَكَهْ |
شَرَاهُ مِنْهُ الَّذِي قَـدْ بَاتَ لَيْلَتَـهُ | خِلْواً مِنَ الْبَرْدِ فِي خَيْرٍ مِنَ الْبَرَكَهْ |
سُبْحَانَ رَبَّيُ يُعْطِي ذَا وَيَحْرِمُ ذَا | هَـذَا يَصِـيدُ وَهَذَا يَأْكُـلُ السَّمَكَهْ |
ومنها عدم الفرح بالدنيا، فرح زهو وكبر وغرور، فإن هذه هي المهلكة الكبرى، والداهية العظمى، فالكبر والغرور عاقبتهما وخيمة.
ومنها أن مقياس السعادة والسرور في الدنيا هو بطاعة الله تعالى، والإحسان إلى عباده، وليست السعادة ولا الريادة بكثرة الغنى.
ومِنَ الدُّرُوسِ أن الإسلام يدعو إلى إعمار الأرض والسير في مناكبها، والأخذ بنصيب من الدنيا، ولكن يجعل ذلك كله طريقاً إلى الدار الآخرة، ويحسن الإنسان كما أحسن الله إليه.
ومنها أن الفساد وأهله ممقوتون بعيدون من محبة الله، فويل لِمَنْ سخَّروا أموالهم لإفساد عباد الله، أين يذهب أصحاب الأموال الطائلة من ربهم، وقد سخَّروا أموالهم في إفساد الناس، ونشر الفاحشة، والدعوة إلى الرذيلة؟! وَلْيَعْلَم كل صاحب مال أنه مسؤول عن ماله، من أين اكتسبه وفيم أنفقه.
ومن الدروس أنه يجب على أهل العلم والخير أن يقوموا بمسؤولية الدعوة، وواجب النصيحة، وأن الصبرَ سببٌ للخير والفلاح، والتوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة، وأن العاقبة للمتقين، والفوز للصالحين، والآخرة للمؤمنين المجتهدين المتواضعين.
ثم صلوا وسلموا على سيد المرسلين، وإمام المتقين، كما أمركم رب العالمين، فقال في محكم التنزيل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56[.
اللّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارضَ اللّهمَّ عن خلفائه الأربعة، وعن سائر الآلِ والصحابة والتابعين، ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنّا معهم بعفوِك وكرمك وإحسانك يا أكرمَ الأكرمين.
اللهمَّ أعِزَّ الإسلام وانصر المسلمين، وأذِلَّ الشرك واخذل المشركين، وانتصر لعبادك المظلومين، واجعل الدائرة على الظالمين يا رب العالمين.
اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق وليَّ أمرنا، واجعله هاديا مهديا، واهدِ اللهم ولاة المسلمين، واجمعهم على كلمة الحق والدين، واجعلهم رحمة على رعاياهم يا رب العالمين.
اللهم كن لنا ولا تكن علينا، وأعِنَّا ولا تُعِنْ علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، واهدنا ويسر الهدى إلينا، وانصرنا على من بغى علينا.
ربنا اجعلنا لك ذاكرين، لك شاكرين، لك أوَّابين، لك مُخْبِتِين، اللهم تقبَّلْ توبتنا، واغسل حوبتنا، وأجب دعوتنا، وثبت حُجتنا، واهدِ قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلُلْ سخائم صدورنا.
اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، ونعوذ بمعافاتك من عقوبتك، ونعوذ بك منك، لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وأقم الصلاة.