فإن لكل إنسانٍ في هذه الحياة أمانٍ كثيرة ومتعددة، وتتفاوت هذه الأماني وتتباين وفقًا لاعتبارات عديدة، منها: البيئة التي يعيش فيها الفرد، والفكر الذي تربَّى عليه، والأقران الذين يُحيطون به. ومع هذه الأماني المُتباينة لهؤلاء الناس، فإن الجميع تراهم يسعَون ويكدَحون طوال حياتهم، لتحويل أحلامهم وأمنياتهم إلى واقع، وقد يُوفّقهم الله تعالى إلى تحقيقها متى بذلوا أسباب ذلك. ولكن هناك فئةٌ من الناس لا يُمكنهم تحقيق أمنياتهم، ولا يُنظر في طلباتهم، فمَن هم يا تُرى؟ ولماذا لا تُحقّق أمنياتهم؟ وهل يمكننا مساعدتهم أو تخفيف لوعاتهم؟ أما عن هذه الفئة التي لا يُمكنهم تحقيق أمنياتهم، فهم ممن أصبحوا رهائن ذنوب لا يطلقون، وغرباء سفر لا ينتظرون، إنهم الأموات ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فماذا يتمنى الأموات يا ترى؟ ومن يا ترى يستطيع أن يُحدِّثنا عن أمنياتهم، وقد انقطع عنا خبرهم، واندرس ذكرهم؟