سؤال أجاب عنه فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الدويش - أثابه الله - ونصه: «إني أستخدم الأسلوب القصصي في التربية فكلما كان هناك وقت مفتوح أقص عليهم قصة وأستخدم ذلك لكسب الطلاب ولأجعلهم يجلسون معي وأقص عليهم قصص متنوعة في آداب والسياسة وأخبار التائبين، ومواقف، وبعض القصص القصص التي لا تخدم هدفنا التربوي! فهل هذا الإسلوب صحيح».
التفاصيل
سؤال: فضيلة الشيخ - حفظكم الله - إني أستخدم الأسلوب القصصي في التربية فكلما كان هناك وقت مفتوح أقص عليهم قصة وأستخدم ذلك لكسب الطلاب ولأجعلهم يجلسون معي وأقص عليهم قصص متنوعة في آداب والسياسة وأخبار التائبين، ومواقف، وبعض القصص القصص التي لا تخدم هدفنا التربوي .! فهل هذا الإسلوب صحيح يا فضيلة الشيخ؟ الجواب: القصة أسلوب تربوي، ولها أثرها في النفوس، ويكفي في ذلك أن القرآن اعتنى بالقصة وأورد كثيرا من قصص الماضين وأخبارهم، وأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن يقص القصص، قال - عز وجل ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾. وأخبر - عز وجل - أن هذا القرآن فيه أحسن القصص فقال ﴿ نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾. وينبغي على الداعية والواعظ الاعتناء بالقصص، لكن يراعي في ذلك عدة أمور، منها: 1- ألا تغلب على حديثه، أو تكون هي مصدر الإقناع للناس، فهذا يولد جيلا هشا تدفعه العاطفة وتحركه، وقد يتراجع بعد ذلك، والجيل الذي يتربى على القصة والخطاب العاطفي ليس مؤهلا لأن يتعامل مع تحديات الواقع، أو أن ينتج نتاجا يتفق مع ما ينتظر منه. 2- تطوير تناول القصة والعمق في التعامل مع مواقفها، وتوظيفها في الخطاب العقلي الذي يرتقي بالسامع وينمي لديه المهارات العقلية الملائمة. 3- البعد عن المبالغات، والاعتدال والنقد الموضوعي للقصص؛ فكثير مما يورده الوعاظ لا يخلو من الغرابة أو الشذوذ، أو المبالغة. 4- الاعتناء بالقصص والأخبار الثابتة، والبعد عما لا يتأكد من صحته وثبوته.