البحث

عبارات مقترحة:

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

الولي

كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

رمضانيات مسلمة

العربية

المؤلف عمر بن سعود العيد
القسم كتب وأبحاث
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة - فضائل العبادات - نصائح وتوجيهات للمرأة
فإن المتأمل لحال المسلمين اليوم في تعاملهم مع أيام رمضان ولياليه لتملكه الدهشة ويغلبه الحزن؛ حيث يشاهد ويسمع ما لا يرضي الله سبحانه من ترك فرض...أو فعل محرم، أو تفريط في فرص الخير وتضييع لها؛ حتى تغيرت المفاهيم الإسلامية عند بعض المسلمين، وجهل بعضهم الآخر أشياء من واجباته نحو نفسه وأهله في رمضان؛ لذا كانت هذه الرسالة والتي تحتوي على نصائح وتوجيهات للمرأة المسلمة للفوز بهذا الشهر المبارك.

التفاصيل

رمضانيات مسلمة مقدمة ملاحظات في المسجد وصايا عامة في هذا الشهر وغيره، موجزة ومختصرة برنامج للأخت المسلمة في رمضان  رمضانيات مسلمةعمر بن سعود العيد مقدمةالحمد لله القائل: }شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ{... والصلاة والسلام على أشرف خلقه نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن المتأمل لحال المسلمين اليوم في تعاملهم مع أيام رمضان ولياليه لتملكه الدهشة ويغلبه الحزن؛ حيث يشاهد ويسمع ما لا يرضي الله سبحانه من ترك فرض... أو فعل محرم، أو تفريط في فرص الخير وتضييع لها؛ حتى تغيرت المفاهيم الإسلامية عند بعض المسلمين، وجهل بعضهم الآخر أشياء من واجباته نحو نفسه وأهله في رمضان. ولما كان هذا الموضوع يحتاج في طرحه وعلاجه إلي وقفات طويلة آثرت أن أكتب رسالة في جانب من هذا الموضوع موجهة للأخت المسلمة لعدة اعتبارات منها: * أنها نصف المجتمع. * وأنها المدرسة الأولى. * وأنها القادرة على إصلاح بعض الخلل بحكم عاطفتها ومكانتها بين الزوج والأب والابن والأخت. ورغبة في الإصلاح والنصح جمعت هذه الرسالة المختصرة؛ لعل الله يجعل فيها النفع ويطرح فيها البركة. }إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ{. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. المؤلف* * * *أختي المسلمة: أهنئك بقدوم شهر رمضان المبارك، شهر الصيام والقيام، وتلاوة القرآن، شهر العتق من النار، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنان، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه المصطفي ﷺ‬ وأمر الناس بصيامه، وأخبر أن «من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه». وسن رسول الله ﷺ‬ قيامه فقال: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه». ومع إطلالة هذا الشهر الكريم فإنا نتواصى نحن وإياكن على البر والتقوى، ومن هذا التواصي التنبيه على بعض الملاحظات التي تقع فيها بعض الأخوات، إما جهلاً أو خطأ منهن، ومن المعلوم أن الله لا يقبل من العبادات والأعمال إلا ما كان على شرعه، وبينه رسول الله، ﷺ‬. وهذه ملحوظات عامة؛ منها ما هو فقهي، ومنها غير فقهي، وهي كالتالي: 1- إضاعة الأخت المسلمة كثيرًا من وقتها في إعداد الأطعمة التي لا حاجة إليها من سد جوعة الصائم، وإنما للتنويع في الوجبات، فيرى – مثلاً – وجبة الإفطار يقدم فيها عشرات الأصناف والسحور قريبًا من ذلك!أختي المسلمة: إن أوقات رمضان فاضلة، فيجب أن تستغل بفضائل الأعمال من قراءة، وذكر، وغير ذلك. 2- كثرة النوم؛ فبعض الأخوات – هداهن الله – تسهر طول الليل وتنام من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الظهر، ثم تصلي وتنام إلى العصر، وبعد العصر تشد مئزرها في المطبخ، فشهر الصيام شهر التنافس في الطاعات، كما قال المصطفي ﷺ‬: «فأروا الله من أنفسكم خيرًا»؛ وهذا يكون بكثرة قراءة القرآن والركوع والسجود لا كثرة النوم. 3- سوء خلق بعض الأخوات بسبب الصوم، فتراها سريعة السب والشتم، وربما دعت على من كان سببًا في ذلك، وهذا من الخطأ والجهل. أما علمت أيتها الأخت المسلمة أن النبي ﷺ‬ قال في حق الصائم: «فإن سابه أحد أو شاتمة فليقل إني صائم»، أما علمت أيتها الأخت المسلمة أن الصيام من أسباب الاستجابة، فلا تدعي على أحد من أبنائك، ولا من إخوانك وأخواتك؛ بل ينبغي أن ندعو لهم بدل الدعاء عليهم. 4- تأخير الصلاة عن وقتها بسبب النوم، فلا تصلي الظهر إلا مع العصر، ولا تصلي العصر إلا مع المغرب، وهذا خطأ كبير، وتفريط عظيم، فهذه يخشى على صيامها ألا يقبل بسبب ذلك. وقد قال جمع من العلماء في قوله – تعالى: }فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{: هم الذين يؤخرونها عن وقتها. 5- بعض الأخوات – هداهن الله – يقضين أوقاتهن في رمضان سواء في الليل أو النهار بالنظر إلي ما حرم الله عليهن، أو سماع المزمار والطرب، فتراها تتابع المسلسلات أو أِشرطة الفيديو التي لا يعرض فيها إلا ما يغضب الله، أو تقرأ مجلات ليس فيها إلا صور ماجنة، أو أخبار ساقطين وساقطات من الممثلين والممثلات وأشباههم. أختي المسلمة، إن عمرك وسمعك وبصرك ستسألين عنه يوم القيامة، كما قال ربك – سبحانه: }إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا{. فما يكون جوابك بين يدي الله يوم القيامة؟ كما قال ﷺ‬: «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع» ومنها: «وعن عمره فيما أفناه». أختاه: إن كان لديك فراغ من الوقت فاسمعي أشرطة الخير، من: قرآن، أو محاضرات، أو فتاوى، وغيرها؛ لتكون في ميزانك، واشتري مجلات إسلامية تقرئين فيها الآية، والحديث، والقصة الإسلامية، وما ينفعك دنيا وآخرة، بدلاً من مجلات لا تجمعين من قراءتها والنظر إليها إلا الوزر والإثم. 6- النبي ﷺ‬ قد سن لنا أورادًا تقال في الصباح والمساء، فكم من الأخوات ينسينها بحجة عمل البيت أو نزول ضيف. فنقول: أختاه احرصي عليها؛ لما لها من الحفظ لك من شياطين الجن والإنس، وتكونين في حصن رباني من كل سوء، ويحصل لك الأجر والثواب المرتب عليها. 7- عدم المحافظة على السنن الرواتب؛ فتكتفي الأخت المسلمة بالفرائض وحدها وكم يحصل فيها من التقصير والسهو، فهذه الصلاة بحاجة إلى ما يكملها؛ فإن النبي ﷺ‬ قد وعد من حافظ عليها ببيت في الجنة، لا نصب فيه ولا وصب، عمل يسير وثواب جزيل، وهذه السنن هي اثنتا عشرة ركعة: أربع قبل الظهر، واثنان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر، كما ثبت عن النبي ﷺ‬ من حديث أم المؤمنين أم حبيبه بنت أبي سفيان – رضي الله عنها – قالت: سمعت رسول الله ﷺ‬ يقول: «ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتًا في الجنة». رواه مسلم. 8- عدم الحرص على قيام الليل في رمضان أو غيره، فلقد كان نبيك ﷺ‬ لا يدع قيام الليل في السفر ولا الحضر، وفي رمضان يتأكد؛ سواء في البيت – وهو أفضل – أو في المسجد. وكذا كانت أمهات المؤمنين يحافظن على قيام الليل وهن قدوة لك، روت عائشة – رضي الله عنه – أن النبي ﷺ‬ يصلي صلاته بالليل وهي معترضة بين يديه، فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترت، وفي رواية: فإذا بقي الوتر قال: «قومي فأوتري يا عائشة» رواه مسلم. وصلاة الوتر يمكن للأخت أن تصليها بعد العشاء أو قبل أن تنام، وهو أفضل، أو آخر الليل وهو الأكمل والأعظم أجرًا؛ حيث ينزل الرب – سبحانه وتعالى – فيقول: «هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داع فأجيبه؟» فتعرضي لنفحات ربك واسأليه؛ فإنه لن يردك خائبة. صلي من الليل ما شئت؛ ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو تسعًا أو إحدى عشرة ركعة – وهو الأكمل – لمحافظة النبي ﷺ‬ عليها، قالت عائشة – رضي الله عنها: «ما كان يزيد ﷺ‬ في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة». رواه البخاري ومسلم. 9- خروج النساء للأسواق متبرجات في ليالي رمضان، ويكثر ذلك في العشر الأواخر، وهذا من الجهل والخطأ؛ فقد كان النبي ﷺ‬ إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله كما ثبت ذلك في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها. إن ليالي رمضان ليالي اجتهاد في العبادات وتكثيف في طاعة الله، لا ليالي مرح وسهر وسمر وضياع للأوقات وتبرج وسفور في الأسواق والأماكن العامة. فيجب على الأخت المسلمة ألا تخرج للأسواق إلا على قدر الحاجة، ولا تضيع وقتها فيما لا ينفعها في الدنيا ولا في الآخرة، وأن تخرج متسترة غير متعطرة، ولا متجملة. 10- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار منزلها وأقاربها؛ فما من أخت إلا وتجد على أولادها أو إخوانها أو أخواتها، وربما والديها أو بعض قريباتها أو أقربائها من المحارم شيء من التقصير؛ إما في ترك واجب، أو فعل محرم، فيجب عليها أن تنصحهم بأسلوب طيب، وتذكرهم بالله وبأثر المعاصي على الفرد في الدنيا والآخرة، وأن رمضان هو شهر الرجوع إلى الله والتوبة النصوح؛ خوفًا عليهم ألا يقبل صيامهم. وأساليب النصح كثيرة: إما عن طريق إهداء شريط أو كتيب، أو نصح مباشر، أو كتابة رسالة لهم؛ من قلب صادق ناصح، ولتحف هذه النصيحة بالدعوات الصادقة من القلب في ظلمة الليل؛ بأن يفتح الله على قلوبهم لقبول النصح؛ فإن الله حيي كريم، يستحي أن يرد يدي عبده صفرًا. 11- عدم تكثيف الطاعة في العشر الأواخر؛ فقد كان من هدي نبينا ﷺ‬ في هذه العشر أنه يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، كما رواه مسلم. ويدل على فضلها أن النبي ﷺ‬ كان يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر، حرصًا على اغتنام الأجر، لأنها فرصة العمر، وغنيمة لمن وفقه الله – عز وجل – فما هي إلا ليالي معدودة ثم تنتهي، ربما يدرك فيها العبد المسلم نفحة من نفحات المولى فتكون سببًا لسعادته في الدنيا والآخرة. ومن الأعمال الصالحة في هذه العشر إحياء الليل كاملاً في طاعة الله، لا في الزمر والطرب، كحال بعض الناس هداهم الله. ثبت في الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: «كان رسول الله ﷺ‬ إذا دخلت العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله». وفي هذه العشر ليلة القدر التي من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. ليلة واحدة تكون سببًا لمغفرة الذنوب والسيئات، ويصبح العبد كيوم ولدته أمه – الله أكبر – ما أكرم الرب، وما أجزل عطاءه؛ فهل من متعرض لهذه النفحات، وراغب فيما عنده؟ 12- تفريط بعض الأخوات في أداء الصلاة؛ فتراها تنقر الصلاة نقر الغراب، ولا تحرص على أدائها كما أداها نبيها ﷺ‬ وهو القائل: «صلوا كما رأيتموني أصلي». فيجب عليها أن تطمئن في ركوعها وسجودها، وأن لا تكثر الحركة في صلاتها، وأن تستشعر بأنها واقفة بين يدي ربها وخالقها سبحانه وتعالى. 13- أختي المسلمة احرصي على أن يكون لسانك دائمًا رطبًا بذكر الله، وإن جاءك العذر من حيض أو نفاس؛ فإن منعت من الصيام بسبب العذر فإنك في عبادة؛ فصومك عبادة، وتركك للصيام فيه استجابة لأمر الله فهو عبادة، فلا تغفلي عن ذكر الله تعالى والأعمال الصالحة الأخرى؛ فالتسبيح والتهليل والاستغفار والإنفاق في سبيل الله والأدعية الصالحة كلها عبادات يمكنك أن تؤديها فاحرصي عليها؛ لأن العبادات في رمضان ثوابها أعظم من غيرها. كم من الأخوات إذا جاءها الحيض أو النفاس في رمضان تركت الكثير من الأعمال الصالحة؛ ظنًا منها أنها مثل الصيام!14- أختي المسلمة؛ إنك راعية ومسؤولة عن رعيتك، ومن هذه المسؤولية تفقيهك لأمك وأختك وابنتك في دينها؛ فكم من الأخوات يسألن أنهن تركن الصيام سنة أو سنتين بعد خروج الدم منها وظهور علامة البلوغ والتكليف، فتلزم هذه الأخت بصيام ما تركت من الأيام؛ سواء كان المتروك شهرًا أو شهرين أو أكثر، والسبب في ذلك هو تفريط الأخوات والأمهات في هذه المسؤولية؛ فالدين لا حياء فيه، فإذا علمت الأم أن ابنتها قد قربت من سن البلوغ علمتها علاماته، ومنها الحيض، وأخبرتها ما يجب عليها بعد ذلك من وجوب الصلاة والصيام والحجاب، وأنها إن خالفت فإنها آثمة مستحقة لعقوبة الله تعالى. * ملحوظة: إن البنت قد تحيض وعمرها تسع سنوات، فإذا حاضت وجب عليها الصيام، وليس من شرط بلوغها أن تبلغ خمس عشرة سنة. 15- جهل بعض الأخوات الحكمة من الصيام، وأنه تربية على تحمل الجوع والعطش، وشعور بحال إخواننا الفقراء والمساكين الذين لا يجدون الطعام طيلة عامهم، وتطهير للنفوس، وتهذيب لها من الأخلاق الرديئة، كالأشر والبطر والبخل، وكان من أسباب هذا الجهل أن ظن البعض أنه شهر التفنن في المآكل والمشارب، ولذا تشتري بعض الأخوات عند إقبال هذا الشهر كتبًا في أنواع الطبخ، فكم يقدم على مائدة الإفطار من الأنواع؟! وكم تضيع الأخت من وقتها في هذا الشهر الفاضل الكريم في إعداد الإفطار والسحور؟! لذا فإني أنصحك أن تستغلي زمانه بفعل الخير وعمل الصالح، وذلك بالصوم وقراءة القرآن والذكر في نهاره، وأن تغتنمي ليله بالقيام. 16- اعتقاد بعض النساء أنه لا يصح صومها إذا طهرت من الحيض أو النفاس إلا بعد أن تغتسل. فكم من الأخوات إذا طلع عليها الفجر وهي لم تغتسل لم تصم ذلك اليوم، وهذا خطأ؛ بل الواجب عليها أن تنوي الصوم وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، وصومها صحيح. 17- إفطار المرأة بمجرد الإحساس بخروج دم الحيض وإن لم تره!! وهذا ليس بصحيح. فإن المرأة إذا أحست بانتقال الدم ولم يبرز إلا بعد الغروب فصومها صحيح إن شاء الله. 18- تحرج بعض النساء من تذوق الطعام، وكذا من استعمال الطيب أو البخور؛ لاعتقادها أنه يفسد صومها. والصحيح أن ذوق المرأة للطعام أو الشراب إذا احتاجت إليه إن لم تبلعه، وكذا البخور إن لم تستنشقه- لا يؤثر على صومها. 19- ظن بعض النساء أن خروج الدم من جرح أو رعاف أو قلع سن أو غيره- أنه يفطر الصائمة، وهذا ليس بصحيح؛ لأن العلماء قد نصوا على أن الدماء التي تفطر الصائمة بها إذا خرجت منها هي: دم الحيض، أو النفاس، أو الحجامة، ويقاس عليها خروج الدم بالتبرع؛ أما ما عداها من الدماء فلا تفطر بها الصائمة؛ سواء كانت قليلة أو كثيرة. 20- تهاون بعض الزوجات في نهار رمضان؛ بتمكين زوجها من مجامعتها! وهذا أمر محرم عليها وعليه. فالواجب عليها أن لا تمكنه من نفسها مهما حاول، وأن تنصحه وتخوفه بالله، وأن لا تطيعه؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. 21- إن للهاتف دورًا سلبيًا لدى بعض الأخوات؛ إذ تقضي الأخت الصائمة وقتًا طويلاً في مكالماتها؛ لا لأجل تهنئة أخواتها بدخول الشهر، وإنما للسؤال عن أنواع الأكلات، وما أعدُّوا لهذا الشهر من الأطعمة، وما يقضون ليلهم فيه، فتراها تتصل على جارتها وأخرى على أخواتها، وهكذا!! * * * * ملاحظات في المسجدويلاحظ على بعض الأخوات في رمضان حين يأتين إلى المسجد عدة ملحوظات منها: 1- خروج بعض النساء إلى المسجد وهن متعطرات؛ وهذا فيه مخالفة لما أمر به النبي ﷺ‬، ويحدث بسببه فتنة للرجال؛ قال ﷺ‬: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية». رواه أحمد والترمذي. 2- خروج بعض النساء إلى المسجد وهن متبرجات قد كشفن عن بعض أجسادهن من الأيدي والأذرع، أو أبدين بعض مفاتنهن؛ بلبس الثوب الضيق أو وجود فتحة في أسفل ثوبها تبدي ساقيها أو لبس العباءة القصيرة أو كشف وجهها. والمسلمة مأمورة بالتستر والحجاب الكامل لجميع جسدها؛ لأنها إذا لم تلتزم بذلك فقد عصت الله ورسوله، وحصل بسبب ذلك فتنة عظيمة، وشر كبير؛ من لفت أنظار الرجال وجرأتهم عليها؛ إلى غير ذلك. 3- اصطحاب الأطفال معهن إلى المسجد؛ مما يؤدي إلى إزعاج المصلين؛ حيث يجتمع عدد كبير من الأطفال فيلعبون في المسجد ويزعجون المصلين بأصواتهم، ولا يرعون حرمة المسجد؛ مما يؤدي إلى التشويش على المصلين وانشغالهم عن عبادتهم. كما يلاحظ على بعض الأخوات أنها ربما أتت برضيعها وتركته على الأرض، وانشغلت بصلاتها وطفلها يبكي بكاء شديدًا ربما أثر عليه وأزعج المصلين؛ فنقول لهذه الأخت: لو صليت في منزلك لكان خيرًا لك. 4- جلوس بعض الأخوات بين الركعات يتحدثن في أمور الدنيا، حتى إذا قرب الركوع قامت فركعت، وهذا خطأ؛ حيث لم تدرك مع الإمام تكبيرة الإحرام، ولم تقرأ الفاتحة، وانشغلت بغير عذر شرعي، وسبب ذلك جهلها بدين ربها.5- يلاحظ على صفوف النساء عدم إتمامها، وعدم التراص فيها؛ بل قد يوجد فرجات في الصف؛ فالأولى إتمام الصف الأول فالأول إذا عزل النساء عن الرجال، وأن تلصق الأخت منكبها بمنكب أختها، وكعبها بكعب أختها، ومتى وجدت صفا مقطوعًا وصلته، أو أمرت بوصله، وكذا إذا وجدت صفا أعوج أقامته وسوته، فإن صفوف النساء كصفوف الرجال إذا صلوا جماعة؛ لعموم الأدلة. 6- حضور بعض النساء مع السائق، وربما جلست في الكرسي الأمامي بحجة أنه سائق، وهذا خطأ، وفيه مخالفة شرعية وخلوة بهذا الأجنبي؛ فهي تريد أن تحصل على مستحب وترتكب بسببه محذورًا شرعيًا وأمرًا خطيرًا. فالأولى أن يأتي معها محرم لها أو يأتي بها أحد محارمها، وإلا جلست في دارها كما قال النبي ﷺ‬: «وبيوتهن خير لهن». 7- بعد انقضاء الصلاة تجلس بعض الأخوات – هداهن الله – يتحدثن بالقيل والقال، وربما جر الكلام إلى مُحرَّمٍ من الحديث في أعراض الناس والغيبة والنميمة؛ بل قد ترتفع الأصوات حتى يسمع الرجال حديثهن، وهذا من الخطأ. فالأولى للأخت المسلمة إذا انتهت من صلاتها أن تنصرف مباشرة إلى منزلها أو إلى سيارتها، ولا تتأخر إلا من عذر، كما كانت نساء الصحابة رضي الله عنهن. وإذا خرجت فلا تختلط بالرجال؛ بل تكون بعيدة عنهم. * * * * وصايا عامة في هذا الشهر وغيره، موجزة ومختصرة1- أن تجعل كل أخت مسلمة لها جزءًا يوميًا، تقرأ فيه القرآن، لكي تختم القرآن في شهر رمضان ولو مرة واحدة على الأقل، وكلما ازدادت من القرآن، فهو خير لها، فلقد كان سلفنا يختمون القرآن كل أسبوع، ومنهم كل ثلاثة، وربما بعضهم في أيام رمضان كل يوم؛ لعلمهم بفضيلة الزمان والأجور العظام. وإن لم تكن الأخت تستطيع القراءة فيمكنها أن تستمع للقرآن في أغلب وقتها، وإن سمعت القرآن من أوله إلى آخره فهذا فيه خير كثير؛ إذ تشغل وقتها بما ينفعها لتحصل لها رحمات من الله؛ فالله – تعالى – يقول: }وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{. 2- أختي المسلمة كوني مربية وموجهة لأولادك ومحببة لهم الطاعات؛ حتى ينشؤوا على حب الله ورسوله ﷺ‬ وحب العبادات؛ فمتى كان طفلك أو طفلتك يطيقون الصيام أو يرغبون فيه وهم في سن صغيرة فشجعيهم ورغبيهم، ولا تثبطيهم؛ كحال بعض الأمهات – هداهن الله – يرين ألا صيام حتى يبلغوا سن التكليف؛ هذا خلاف نهج النبوة؛ فلقد كان أسلافك من الصحابيات – رضي الله عنهن – يصومن صبيانهن وهم صغار، ويبكون من شدة الجوع، ولا يعطونهم الطعام؛ بل يشغلونهم باللعب المباحة لا المحرمة، حتى غروب الشمس؛ أين أنت منهن؟!3- أختي المسلمة علمي إخوانك وأطفالك دعاء الطعام، ودعاء الإفطار، والنوم، وأذكار الصباح والمساء؛ فإنهم إذا اعتادوا على ذلك بسببك يكون في ميزان حسناتك، فمن دعا إلى هدى كان له مثل أجر فاعله من غير أن ينقص من أجره شيء. 4- مري أبناءك وبناتك وإخوانك وأخواتك بالصلاة لسبع، وتابعيهم في ذلك متابعة دقيقة، وحببيهم للصلاة ورغبيهم في الأجر والثواب؛ فإن الطفل إذا اعتاد عليها وهو صغير؛ سهلت عليه وهو كبير، ومتى علمت بأنه لم يصل فرضًا فأعلمي والده أو أخاه حتى ينصحه ويوجهه؛ لأن ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 5- أختي المسلمة: عودي لسانك على الكلام الحسن، والقول الجميل، ولا تكوني سبابة شتامة؛ فإن أبناءك وإخوانك وأخواتك يقتدون بك؛ فمن أحسن إليك فادعي له بكل خير، ومن أساء إليك فادعي له بالهداية والصلاح. وإياك وأعراض الناس والكلام فيها؛ فإنها من أعظم أسباب دخولك النار، كما أخبر بذلك المصطفي ﷺ‬، وفي رمضان يتأكد ذلك؛ قال المصطفي ﷺ‬ لمعاذ بن جبل: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم». وقال ﷺ‬: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». 6- أختاه: ليكن لسانك رطبًا من ذكر الله؛ فإنه بمحافظتك على الأوراد والأذكار سواء كانت صباحية أو مسائية أو عند النوم أو الاستيقاظ، وكذا عند الأكل وبعده، وغير ذلك من الأذكار؛ فإنه يحصل لك أجر عظيم، وترتبطين بالله ارتباطًا قويًا، ومثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره كمثل الحي والميت، فكوني من الأحياء في أبدانهم وقلوبهم، ولا تكوني من الغافلين المعرضين عن ذكر ربهم!7- احرصي – أختي المسلمة – على إنشاء مكتبة إسلامية صوتية ومقروءة؛ فإن وجود هذه المكتبة له أثر كبير في تنمية ثقافتك، وملء لفراغك بما ينفع في الدنيا والآخرة، ووجود المكتبة في المنزل يسهل على أهل البيت استخدامها، ويتم عن طريقها توعيتهم وتوجيههم لكل خير؛ فلا يسمعون إلا خيرًا من قرآن أو دروس أو محاضرات، ولا يقرؤون إلا خيرًا؛ ما بين كتيب أو مرجع يستنيرون به ويتفقهون في أمور دينهم. 8- عودي يدك على الإنفاق في سبيل الله وطرق الخير؛ سواء في مشروعات خيرية أو مؤسسات تربوية أو على الفقراء وأصحاب الحاجات، أو كفالة أيتام، ولو أن تتصدقي بشيء من حليك كما كان سلفك من الصحابيات – رضي الله عنهن وأرضاهن ؛ فكانت إحداهن تلقي بقرطها، وأخرى بقلادتها، لتجد ذخرها هناك في الآخرة في جنة عرضها السماوات والأرض. 9- الأخت المسلمة ليست سلبية في مواقفها أو اجتماعاتها ببنات جنسها، سواء في زواج، أو عيد، أو زيارات؛ فهي إما أن تقوم بإلقاء كلمة توجيهية، أو توزيع كتيب، أو شريط إسلامي، أو نصائح، فالمسلمة إيجابية مؤثرة في كل مكان توجد فيه. 10- لا تغتري بموضات الغرب وشعاراتهم؛ سواء في الملابس أو الشعر أو العادات؛ فإن المرأة المسلمة لها دين يميزها، وملتزمة بشرع لا يجوز لها أن تخالفه وتعرض عنه، لكن كم هن من فتيات الإسلام اللاتي تأثرن بشعارات الغرب يمنة ويسرة، وسرن وراءهم إلى الهاوية، فإذا رأيت لباس بعض المسلمات لم تفرقي بينهن وبين الكافرات. أختاه ليكن لك أسوة في زوجات النبي ﷺ‬ وفي الصحابيات؛ فهمُّهن دينهن وتربية أولادهن على الاستقامة، لا همُّهن موضة فستان تلبسه في عرس أو قصة شعر تحاكي بها نساء الغرب. 11- قومي بزيارة جيرانك ومناصحتهم، واحرصي أن تحملي معك حقيبة الإيمان المحتوية على أدوات تجميل القلوب وإصلاحها، من كتيبات صغيرة مشتملة على موضوعات شتى، وأشرطة إيمانية فيها دواء للقلوب وعلاج لها؛ فكم من البيوت لا تصلها أدوية القلوب، وكم من البيوت لم يقوموا بزيارة لمحلات بيع هذه الأدوية، فكوني واسطة خير لنشرها وتوزيعها. * * * * برنامج للأخت المسلمة في رمضانيلاحظ في أيام رمضان على بعض المسلمين والمسلمات أنه تمضي عليهم أيام الصيام وهم في تفريط وتقصير واشتغال فيما لا يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة، وعدم تنافس في الخيرات، وارتكاب للمحرمات من السماع للزمر والطرب، أو النظر إلى ما حرم الله عليهن، ومن أجل ذلك أحببت أن أضع للأخت المسلمة برنامجًا يوميًا تقضي فيه وقتها فيما ينفعها، ويرقي درجاتها في الجنة؛ يبتدئ من السحَر إلى السحر، اجتهدت فيه ما استطعت؛ فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي المقصرة والشيطان. * قبل الفجر: يسن للمسلمة أن تتسحر؛ لأمر النبي ﷺ‬ بذلك؛ كما في حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه: «تسحروا فإن في السحور بركة» متفق عليه. ويحصل السحور بما تيسر من الطعام؛ ولو على تمر؛ لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي ﷺ‬ قال: «نعم سحور المؤمن التمر» رواه أبو داود بسند حسن. فإن لم تجد التمر شربت قليلاً من الماء؛ لتحصل لها بركة السحور. والسنة للمسلمة تأخير السحور، ما لم تخش طلوع الفجر؛ لما ثبت في ذلك من الأحاديث الصحيحة. منها حديث أنس عن زيد بن ثابت قال: «تسحرنا مع النبي ﷺ‬ ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية» متفق عليه. وكان أصحاب النبي ﷺ‬ يؤخرون السحور؛ كما روى عمرو بن ميمون قال: «كان أصحاب محمد ﷺ‬ أعجل الناس إفطارًا وأبطأهم سحورًا». رواه البيهقي بسند صحيح. ولعل الحكمة من تأخير السحور هي: 1- أن السحور يراد به التقوى على الصيام، فكان تأخيره أنفع للصائم. 2- أن الصائم لو تسحر قبل طلوع الفجر بوقت طويل ربما نام عن صلاة الفجر. * أذان الفجر: الواجب على المسلمة إذا تحققت من طلوع الفجر أن تمسك عن الأكل والشرب، وإذا سمعت المؤذن؛ فمن السنة أن تردد معه ألفاظ الأذان، ثم تدعو بما ورد: «اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد». لتحصل على شفاعة النبي ﷺ‬، ثم تصلي راتبة الفجر، تقرأ في الركعة الأولى: }قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{ وفي الثانية: }قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{، وسنة الفجر ينبغي المحافظة عليها؛ فلقد كان المصطفي ﷺ‬ لا يدعها سفرًا ولا حضرًا. روى البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: «لم يكن النبي ﷺ‬ على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر». وبعد سنة الفجر تصلي صلاة الفجر، والسنة أن تقرأ سورة طويلة من المفصّل – إن تيسر ذلك – وإلا فممَّا تيسر معها من القرآن. وبعد الانصراف من صلاة الفجر تحرص على الأوراد والأذكار التي تقال عقب الصلوات من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، ويمكن للأخت المسلمة الاطلاع عليها في كتيب: «صحيح الكلم الطيب» أو غيره من كتب الأذكار المخرجة، وبعدها تقرأ أوراد الصباح؛ لتكون في حرز من الشيطان، وحصن حصين من الشرور. والسنة للمسلم والمسلمة أن يمكث في مصلاه إلى طلوع الشمس، وارتفاعها قيد رمح؛ يذكر الله – تعالى – ثم يصلي ركعتين؛ ليكتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة؛ لما روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن سمرة: «أن النبي ﷺ‬ كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنًا». ولحديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ﷺ‬: «من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة»، قال رسول الله ﷺ‬: «تامة تامة». رواه الترمذي. وتشتغل في جلوسها بقراءة القرآن، حفظًا إن كانت حافظة، أو بمراجعة الحفظ، وإلا قرأت من المصحف ما تيسر لها، وإن لم تكن تعرف القراءة فيمكنها أن تستمع إليها من قارئ أو من شريط أو تشتغل بشيء من الأذكار؛ ومن ذلك أن تقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» مائة مرة. وبعدها تقول: «سبحان الله وبحمده» مائة مرة؛ ليحصل لها ما وعد النبي ﷺ‬ كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ﷺ‬: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان في يومه ذلك، حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه». وقال: «من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر». وقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله»؛ لأنها كنز من كنوز الجنة؛ فقد أوصى النبي ﷺ‬ أبا موسى الأشعري؛ حيث قال له: «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟!»، قلت: بلى يا رسول الله. قال: «قل لا حول ولا قوة إلا بالله». وإن خير ما يقضى به وقت المسلم والمسلمة بأحب الكلام إلى الله؛ وهو ما ثبت في مسلم من حديث سمرة بن جندب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ﷺ‬: «أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت». إلى غير ذلك من الأذكار والأدعية والأوراد. وبعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح تصلي الصائمة ركعتين أو ما شاءت من الركعات، ثم تأخذ قسطًا من الراحة والنوم، ولا تنسى الأذكار الواردة عند النوم؛ من قراءة آية الكرسي، وقولها: «باسمك اللهم أحيا وأموت». وقراءة المعوذات، والنفث في اليدين، ومسح الجسد بيديها؛ كما ثبت في الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله ﷺ‬ «كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات، ومسح بهما جسده». وقولها: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي» وغيرها كثير. واحرصي أن تعلمي أولادك هذه الأذكار عند نومهم؛ لأن ذلك من التربية لهم، والدعوة إلى الله، وفيها حفظ لهم وحرز الشيطان، وتعويد لهم على طاعة الله. * صلاة الظهر: أختي المسلمة: إن لم تكوني مرتبطة بدوام أو دراسة، فاستيقظي قبل الظهر، ولو بزمن يسير لتصلي سنة الضحى؛ فإن النبي ﷺ‬ أوصى بها عددًا من الصحابة – رضي الله عنهم – وليس لها عدد معين. فإذا أذن الظهر فاستمعي له، وقولي مثل ما يقول المؤذن، وادعي بما ورد بعد الأذان. ثم صلي سنة الظهر القبلية- وهي أربع ركعات- ثم صلي صلاة الظهر، وبعدها صلي ركعتين؛ وإن شئت أربع ركعات، وهو أفضل. لا تنسي الأوراد عقب الصلوات، وأن تقرئي ما تيسر من القرآن. * أختاه: احرصي على إيقاظ أولادك وإخوانك لأداء الصلاة، سواء الظهر، أو العصر، أو غيرهما، فإن هذا من التعاون على البر والتقوى. * بيوت الصائمات: إن رمضان شهر القرآن؛ فالله أنزل فيه كتابه، قال تعالى: }شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ{، وأمر المسلم بقراءته، ورغب أن يجعل لبيته قسطًا من قراءة القرآن. فينبغي للصائمة أن تجعل لها حزبًا يوميًا من كتاب الله، تقرؤه في أثناء نهارها وليلها وأوقات فراغها؛ فلا أقل من أن تختم القرآن في شهر، كما أمر النبي ﷺ‬ عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – وإن قرأته في نصف شهر أو أسبوع أو ثلاثة أيام فهو أفضل؛ فقد كان عبد الله بن عمرو وتميم الداري – رضي الله عنهما – يختمان كل ثلاثة أيام، وكان سلفنا منهم من يختم كل سبع، ومنهم من يختم كل ثلاث، وبين لنا ﷺ‬ أن البيت الذي يقرأ فيه القرآن لا يقربه الشيطان، ولقراءتك للقرآن تأثير على الأطفال والصغار؛ إذ يسمعون آيات الله تتلى عليهم، وقراءة القرآن سبب لنزول رحمة الله عليكم. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ﷺ‬: «إن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان». وإن من نعمة الله علينا في هذا العصر وجود إذاعة القرآن، وأشرطة القرآن، والمحاضرات المتوافرة في كل مكان، فيمكن للأخت المسلمة أن تسمع آيات الله طيلة وقتها، وتسمع كل خير عن طريق هذه الأجهزة. وكم من الأخوات لا يستطعن القراءة من المصحف، وعوضها الله بسماع هذه الأشرطة الطيبة، فتزداد أجرًا وثوابًا بسبب سماعها، وبهذه الوسيلة يصبح البيت يدوي فيه القرآن دوي النحل، بدلاً من أن يدوي فيه الزمر والطرب... فقد كانت بيوت الصحابة مليئة بذكر الله – تعالى – فلنحرص على أن نكون مثلهم. * صلاة العصر: إذا أذن العصر فرددي مع المؤذن كما يقول، وصلي أربع ركعات قبل الفريضة؛ لما ورد عن النبي ﷺ‬ أنه قال: «رحم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا». رواه أبو داود والترمذي بسند حسن، ثم صلي الفريضة، ولا تنسي الأذكار عقب الصلاة، وبعدها تنطلق الأخت إلى إعداد ما تحتاجه الأسرة من الطعام دون مبالغة ولا إسراف. واحتسبي ([1]) في إعدادك للطعام، وأنك تقومين على خدمة صائمين؛ فلك أجر عظيم بهذا العمل، ويمكن إشغال سمعك بما ينفع من سماع لإذاعة القرآن أو شريط إسلامي. * فرحة الصائمة: وقبيل المغرب تنتظر الصائمة المؤذن؛ حيث امتنعت عن الأكل والشرب طيلة يومها، استجابة لربها، وعليك أختي المسلمة أن تستغلي هذا الوقت بالدعاء؛ فإنه وقت إجابة كما ورد. فإذا أذن المؤذن استحب لها تعجيل الفطر، كما روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي ﷺ‬ قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور»، ولا تغفلي عن البسملة قبل الأكل، وأفطري على تمر – إن تيسر – ثم رددي مع المؤذن ما يقول، واسألي الله الوسيلة والفضيلة لنبيك محمد ﷺ‬. * ملاحظة: يلاحظ على كثير من البيوت قبل الإفطار أنهم يضعون موائد كبيرة ومتنوعة الأصناف، مما يؤدي إلى التأخر عن صلاة المغرب، أو فوات تكبيرة الإحرام، أو بعض الركعات، أو فوات الصلاة بالكلية، وهذا لا ينبغي في غير رمضان، فكيف في رمضان؟! أختي المسلمة: كوني عونًا لأهل بيتك في طاعة الله؛ فقدمي لهم طعامًا يسد جوعهم، واتركي الباقي بعد صلاة المغرب؛ لأن ترك الصلاة مع الجماعة معصية، وخطر عظيم. كما أذكرك أن لا تنسي الأذكار بعد الإفطار بعد أن أذهب الله عنك الظمأ، وابتلت العروق، ومن هذه الأذكار ما رواه عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: كان رسول الله ﷺ‬ يقول إذا أفطر: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى». رواه أبو داود والنسائي بسند حسن. وقوله: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وجعلنا مسلمين». بعد الإفطار أدي صلاة المغرب في أول وقتها، والأوراد التي بعدها، وأذكار المساء. ثم صلي راتبة المغرب، وما بين المغرب والعشاء يكمل الصائم أو الصائمة وجبة الإفطار، وما بقي يمكن شغله مع الأهل بفائدة؛ إما بدرس القرآن، أو بقصة صحابي أو سرد غزوة من غزوات النبي ﷺ‬؛ قال علي بن الحسين – رضي الله عنه: كانوا يعلموننا المغازي والسير، كما يعلموننا السورة من القرآن. فإذا أذن للعشاء فاستمعي للأذان ورددي معه وقولي ما ورد، ثم أدي صلاة العشاء وسنتها التي بعدها. * صلاة التراويح: أختي المسلمة: إن مما تميز به رمضان صلاة التراويح؛ إذ ورد في فضلها أحاديث كثيرة، منها ما ثبت في الصحيحين عن النبي ﷺ‬ قال: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»؛ أي إيمانًا بالله، وما أعده من الثواب للقائمين، واحتسابًا؛ أي طلبًا لثواب الله، لم يحمله على أدائها رياء ولا سمعة، ولا غير ذلك. والسنة للمرأة أن تصليها في منزلها، وهو أفضل؛ لحديث النبي ﷺ‬: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن». وعددها إحدى عشرة ركعة، تسلم من كل اثنتين، والسنة إطالة القراءة فيها، لا العجلة ونقرها كنقر الغراب، وللمرأة أن تصلي التراويح في المسجد، وإذا صلت في المسجد فليكن مع إمام حسن الصوت؛ ليؤثر القرآن على قلبها وجوارحها، كما قال تعالى: }وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{. وقال: }ذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا{. ولا تنصرف من الصلاة حتى ينصرف الإمام من آخر ركعة؛ ليكتب لها قيام ليلة كاملة، فإذا سلم الإمام من وتره وسلمت قالت: سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات. * تنبيه: إذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة؛ لما في ذلك من المفاسد؛ فإن بيوت الله مواطن عبادة لا صالات فرح وتجمل. * بعد التراويح إلى السحر: كثير من الصائمين والصائمات يسهرون الليل كله، إما في مباح، أو محرم، مما يضطرهم إلى نوم غالب النهار، فيضيعون عليهم كثيرًا من أعمال الخير!!فمنهم من يسهر ليله على المعاصي والآثام؛ إما بزيارات يتخللها كلام في أعراض الناس من غيبة أو سخرية أو نميمة أو غيرها، وإما في جلوس عند أجهزة اللهو أو الطرب، أو متابعة الأفلام الماجنة، أو قراءة لمجلات ساقطة هابطة لا خير فيها في الدنيا ولا في الآخرة، أو خروج للأسواق من غير حاجة ماسة وتضييع للأوقات. فنقول لهؤلاء: أين أنتم من سيرة السلف ولياليهم – رضي الله عنهم؛ إذ يقضون غالب أوقاتهم في طاعة الله، وينامون جزءًا منه، ليقووا على فعل الخيرات، والمنافسة في الطاعات. إن نبي الله ﷺ‬ قال للأمة مرغبًا لها في شغل أوقاتها في كل خير: «فأروا الله من أنفسكم خيرًا». ونقول لهؤلاء: اتقوا الله في رمضان، ولا تضيعوا أوقاته فيما لا ينفع، وفيما لا يكون سببًا لمغفرة ذنوبكم، فاجتنبوا المعاصي والآثام صغيرها وكبيرها. * أعمال يمكن للمسلمة أن تشغل وقتها في رمضان: 1- زيارة أقاربها، وصلة أرحامها، وتكون مشتملة على النصح والتوجيه، وإهداء الأشرطة المناسبة لهم؛ من قرآن ومحاضرات وكتيبات صغيرة. قال رسول الله ﷺ‬: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله». رواه البخاري ومسلم. وقال رسول الله ﷺ‬: «من سره أن يبسط الله له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه». رواه البخاري ومسلم. 2- زيارة الجيران؛ لا لتضييع الوقت، وإنما امتثالاً لحديث النبي ﷺ‬: «لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». وهذه الزيارة يكون فيها شيء من الإهداء والتعاون على البر والتقوى والتناصح. 3- محاولة حفظ شيء من القرآن، ولو قليلاً، لتكوني من خير هذه الأمة، قال رسول الله ﷺ‬: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». أو حفظ بعض أحاديث النبي ﷺ‬. 4- التعاون بين الأخوات لوضع درس علمي بينهن في بعض ليالي رمضان؛ لتحفهن الملائكة، وتغشاهن الرحمة، وتنزل عليهن السكينة، ويذكرهن الله فيمن عنده. 5- حضور المحاضرات والدروس المقامة في بعض المساجد – إن تيسر ذلك – لتتفقه في دينها؛ لأنهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم. 6- سماع بعض الأشرطة، ومحاولة تلخيصها، والاستفادة منها؛ وأعني بها أِشرطة الدروس لا المحاضرات. 7- وضع برنامج لها لقراءة بعض الكتب، وبحث بعض المسائل العلمية، وإن كان الأفضل إشغال وقتها بتلاوة القرآن أو حفظه. 8- إذا كانت الأخت تحسن قراءة القرآن، فينبغي لها أن تجعل لها حلقة لتدريس القرآن الكريم، لأهل بيتها أو جيرانها، لما في ذلك من الثواب العظيم. 9- الجلوس مع أولادها أو إخوانها لتربيتهم على حب الله رسوله ﷺ‬، وحب الطاعات، وعلى الأخلاق الفاضلة، والآداب الإسلامية؛ إما بتحفيظهم لبعض الآيات أو بعض الأدعية والأذكار، أو قص بعض القصص الإسلامية. فكم من أخوات تظن أن التربية للأولاد والأخوات في إعداد الطعام وتنظيف الملابس وغيرها، وتنسى تربية القلب والروح؛ وهذا من الجهل بالتربية الحقيقية. وأخيرًا أختي المسلمة هذه بعض التوجيهات والملاحظات العاجلة وهي قد لا تخفى عليك ولكنها تبصره وذكرى لكل مؤمنة محبة لله ولرسوله ﷺ‬. فحاولي أختي المسلمة أن تطهري صومك بالأعمال الصالحة قدر استطاعتك، واستعيني بالله؛ فإنه هو الرحمن المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوه إلا بالله العظيم. فهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.([1]) أي: اجعلي نيتك في إعداد الطعام أنه من أجل خدمة الصائمين.