البحث

عبارات مقترحة:

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

السيد

كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...

المتكبر

كلمة ( المتكبر ) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو في خلق أمر مذموم، ولكنه في حق الله مدح وتعظيم، واسم (المتكبر) من أسماء الله الحسنى، ومعناه أنه تعالى المستحق للتكبّر، لعظمته وجلاله وكمال ذاته وأسمائه وصفاته، ورفعته وتعاليه عن صفات خلقه. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

المتكبّر في اللغة اسم فاعل على وزن (متفعّل) من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ)، ومثله: الكِبْر والاستكبار، والمتكبر صفة ذم في الخلق، وصفة مدح في الخالق جل وعلا، لأنه وحده الذي له القدرة والفضل اللذان ليسا لغيره، فهو الذي يستحق أن يقال له المتكبر.

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على عظمة الله عز وجل ورِفعته، وتعاليه عن صفات خلقه، وهذا تعبيرٌ عن كمال الذات، وكمال الوجود، ولا يوصف بها على وجه المدح إلا الله. انظر "لسان العرب" لابن منظور (3/210). ويذكر الخطابي قولًا آخر؛ أنَّ المتكبر هو الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة، فيقصمهم، وتكون التاء في "المتكبر" بهذا المعنى تاء التفرد والتخصُّصِ بالكبر، لا تاء التعاطي والتكلف. والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين، وإنما سمة العبيد الخشوع والتذلل. انظر "شأن الدعاء" (ص42).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين بيّنة، لأن ما دلت عليه اللغة موافق لما اصطلح عليه، إلا أن تكبّر الله مستحقٌّ له وحده دون غيره، فهو فيه مدح، وفيمن سواه ذمّ.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على تنزيه الله تعالى إجمالًا، وإثباتِ صفة العظمة له سبحانه.

الأدلة

القرآن الكريم

المتكبر في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (المتكبر) في القرآن الكريم في موضع واحد وهو قوله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الحشر: 23]. ووردت صفة الكبرياء التي يدل عليها اسم الله (المتكبر) في قوله تعالى: ﴿ولَهُ الكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ والأرْضِ وهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [الجاثية: 37]. قال ابن قتيبة: «وكبرياء الله: شرفه، وهو من (تكبَّر): إذا أعلى نفسه» في "تفسير غريب القرآن" (ص 18)

السنة النبوية

المتكبر في السنة النبوية
· ورد اسم الله (المتكبر) في حديث أبي هريرة في أسماء الله الحسنى: «إنَّ لله تعالى تِسعةً وتِسعينَ اسمًا من أحصاها دَخَل الجَنَّةَ، فذكَرَها وَعَدَّ منها: المتكبر» وتفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل. "الاعتقاد" للبيهقي (57) · وجاءت صفة الكبرياء في حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما: «العزُّ إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني؛ عذبته». رواه مسلم (2620)، وأبو داود بلفظ: «الكبرياء ردائي، والعَظَمَة إزاري».

العقل

يُثبت العقلُ صفة العظمة التي يدل عليها اسمه تعالى (المتكبر) بقياس الأولى؛ لأن العظمة صفة كمال، وخلافها صفة نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

للإيمان بهذا الاسم العظيم آثار وفوائد جليلة، منها: • المؤمن باسم الله (المتكبر) يعلم أن الله تعالى وحده له استحقاق التكبر والتعاظم دون غيره، فيكون كل متكبر متجبر من الخلق على الخلق ظالمًا، مجاوزًا لما يحق له، فيستيقن المؤمن أن الله فوقه، وأنه سيقصمه وينتقم منه. • يقول الشيخ الجليّل رحمه الله: «من آثار الإيمان باسمه سبحانه (المتكبر): امتلاء القلب بخلق التواضع لله تعالى بتوحيده وعبادته، والانقياد للحق الذي جاء في كتابه سبحانه، وعلى لسان رسوله ، والتواضع لعباد الله وعدم التكبُّر عليهم، والبعد عن ظلمهم وهضم حقوقهم» "ولله الأسماء الحسنى" (12/198) • وحظ العبد من اسم الله (المتكبر) أن يكون متكبِّرًا عن متاع الدنيا، بل وعن متاع الآخرة، وعن كل شيء يصرفه عن الله تعالى، وهي حقيقة الزهد، وهو - كما يصفه الإمام الغزالي - زهد العارف، يقول رحمه الله: «المتكبر من العباد هو الزاهد العارف، ومعنى زهد العارف أن يتنزه عما شغل سرَّه عن الحق، ويتكبر على كل شيء سوى الحق، فيكون مُستحقرًا للدنيا والآخرة جميعًا مترفِّعًا عن أن يشغله كلاهما عن الحق تعالى. وزهد غير العارف معاملة ومعاوضة؛ فإنه يشتري بمتاع الدنيا متاع الآخرة فيترك الشيء عاجلًا طمعًا في أضعافه آجلًا، وإنما هو سَلَمٌ ومُبايعة، ومن استعبدته شهوة المطعم والمنكح فهو حقير وإن كان ذلك دائمًا، وإنما المتكبر من يستحقر كلَّ شهوة وحظ يُتصوَّر أن يُساهِمه (أي: يشاركه) البهائمُ فيها، والله أعلم» "المقصد الأسنى" (ص75).

أقوال أهل العلم

«هو الذي يرى الكل حقيرًا بالإضافة إلى ذاته، ولا يرى العظمة والكبرياء إلا لنفسه، فينظر إلى غيره نظر الملوك إلى العبيد فإن كانت هذه الرؤية صادقة كان التكبر حقا وكان صاحبها متكبرا حقا ولا يتصور ذلك على الإطلاق إلا لله عز وجل» الغَزالي "المقصد الأسنى" (ص75)
«أثبت الله العزة والعظمة والقدرة والكبر والقوة لنفسه في كتابه» قِوَام السُّنَّة "الحجة في بيان المحجة" (2/196)
«فالكبرياء والعظمة له بمنزلة كونه حيًّا قيومًا قديمًا واجبًا بنفسه، وأنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير، وأنه العزيز الذي يُنال، وأنه قهار لكل ما سواه» ابن تَيْمِيَّة "مجموع الفتاوى" (6/138)