البحث

عبارات مقترحة:

الواحد

كلمة (الواحد) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني:...

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

المساواة الشرعية بين الرجل والمرأة

العربية

المؤلف محمد أبياط
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة
عناصر الخطبة
  1. معيار المساواة هو المعيار الشرعي .
  2. المعنى الشرعي للمساواة .
  3. أقسام الناس إزاء الشريعة .
  4. نظرة سلبية لربة المنزل .
  5. حقيقة النظرة لعمل المرأة في بيت زوجها .
  6. العدل الذي أراده الله في هذه المسألة .

اقتباس

نحن نؤيد ونعزز كل صوت يطالب بالمساواة الشرعية، أي العدل وعدم المحاباة والتجاوز والحيف، وحينما نجد أن الله تعالى قرر أحكامًا واختار نظامًا أو أذن لرسوله المعصوم في شيء من ذلك أو أجمع أهل الحل والعقد من الأمة على شيء، فإننا نعتقد أن ذلك هو العدل وهو المساواة الحقيقية، وبذلك يكون كل ما اختاره الله وعمل به الرسول واتفقت عليه الأمة التي لا تجتمع على ضلال ..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة، من يطع الله تعالى ورسوله فقد رشد واهتدى، ومن يعص الله تعالى ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله تعالى شيئًا.

إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عباد الله: تعلمون أننا جميعًا نحب كلمة المساواة ويسرنا أن نسمعها ونتشوق أن نتمتع بها، ونرجو أن تتحقق بيننا في كافة شؤون حياتنا، فما هي المساواة التي نحبها ونطالب بتحقيقها وتطبيقها؟! أهي المساواة كما نهوى ونتصور؟! أم المساواة هي القوانين التي اختارها الله تعالى وأنزلها إلينا؟! وهي الأنظمة التي قدرها سبحانه ورضيها لنا؟! فإذا كانت المساواة هي التي نريدها نحن ونقدرها نحن ونحددها نحن فلن نتوحد ولن نجتمع على معنى للمساواة نتفق عليه، وستتعدد معاني المساواة بتعدد العقول والأهواء، والأهواء والعقول تختلف باختلاف درجة الناس وتفاوتهم في السن والعلم والإيمان والمال والسلطة وغير ذلك، فهل يمكن أن يطبق كل واحد منا المساواة كما يفهمها هو على نفسه وغيره؟! وإذا امتنع ذلك الغير ورفض فهمك أنت للمساواة فبأي حق تفرض عليه أن يقبل المساواة كما فصلتها أنت؟! ولماذا لا تقبل أنت المساواة كما يحبذها ويعينها غيرك؟! وحينئذ لا شك أن القوي الغالب سيجبر الضعيف على التخلي عن فهمه والخضوع لتفصيلات القوي المتسلط، كما هو الحال عند الجاهليين الذين لم يقبلوا المعنى الشرعي للمساواة. فهل تحبون أن تعرفوا ما هي المساواة الشرعية حتى لا نبقى مثل المرضى الذين يحلمون في النهار بالمساواة كما يريدونها؟!

إن المساواة في الشرع -أيها الأحباب- ليست هي المماثلة والمعادلة والتساوي في الأقدار والقيم والدرجات والثواب والعقاب والأرزاق وغيرها، بل المساواة في الشرع هي العدل، هي إعطاء كل شيء ما يستحقه وما يناسبه وما يصلحه، فاستمعوا -رحمكم الله- إلى هاته الآيات الكريمة وتدبروا معانيها، فإنكم -إن شاء الله- ستعرفون حقًّا معنى المساواة في الشرع الحكيم.

قال تعالى -في قسمة الرزق-: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) [النحل: 71]، هل أخطأ الله -عز وجل- في تفضيل البعض على البعض في الرزق؟! هل يجهل ربك؟! هل يظلم ربك؟! قال سبحانه: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف: 32]، وقال سبحانه في تفاوت الأجر والثواب على الأعمال: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [التوبة: 19]، وقال سبحانه: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ) [النحل: 75]، طائفة العبيد التي لا تملك شيئًا وطائفة الذين ينفقون في سبيل الله؟! لا يستوون أبدًا، وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ -أي ثقل- عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [النحل: 76]، وقال -تبارك وتعالى-: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ) قبل فتح مكة، الذي أنفق في سبيل الله وعمل على نصرة الدين وعلى حماية المسلمين أعظم درجة عند الله من الذين أنفقوا من بعد الفتح.

وقال -عز وجل-: (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ) [المائدة: 100]، وقال سبحانه: (لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ) [فصلت: 34]، وقال سبحانه: (لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [النساء: 95]، وإن صلى وصام وتصدق وذكر الله واستغفره وهو جالس في منزله والأعداء يقاتلون، لا يستوي أبدًا مع الذي يحمل سلاحه من أجل مقاتلة الكفار ليحمي ظهور المسلمين.

وقال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 9]، وقال سبحانه: (لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ الْفَائِزُونَ) [الحشر: 20]، وقال سبحانه يحكي ندامة وحسرة أهل النار يوم القيامة حينما قال الله -عز وجل-: (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء: 94-98]، الآن الذي يطيع السادة والكبراء كما يطيع الله -عز وجل- أو أكثر، هذا مصيره.

والتفضيل أيضًا ذكره الله -عز وجل- مع خيرة العباد، قال تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة: 253]، فأين فهم الذين يطالبون بالمساواة في كل شيء؟! هل المساواة في هاته الآيات هي المساواة كما يفهمها اللاهثون الذين يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان؟!

اللهم فقهنا في ديننا وبصرنا في عيوبنا وزهدنا فيما يضلنا ويفتننا والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على نبي الرحمة والهدى وعلى آله الأطهر وصحابته الأخيار.

وبعد:

نحن نؤيد ونعزز كل صوت يطالب بالمساواة الشرعية، أي العدل وعدم المحاباة والتجاوز والحيف، وحينما نجد أن الله تعالى قرر أحكامًا واختار نظامًا أو أذن لرسوله المعصوم في شيء من ذلك أو أجمع أهل الحل والعقد من الأمة على شيء، فإننا نعتقد أن ذلك هو العدل وهو المساواة الحقيقية، وبذلك يكون كل ما اختاره الله وعمل به الرسول واتفقت عليه الأمة التي لا تجتمع على ضلال، هو المساواة وهو العدل وهو البر وهو الخير، والذين يطالبون بالمساواة كما يريدونها هم ويرفضون المساواة كما هي في شريعة الله، إنما يتهمون الله تعالى بالظلم والمحاباة وتجاوز العدل ولو لم يصرحوا بذلك.

فالناس على ثلاثة أقسام:

قسم مؤمن بالله، راضٍ بقسمته، مطمئن إلى أحكامه، وهؤلاء هم الذين يعلمون يقينًا المساواة معرفة شرعية.

وقسم يتخير من أحكام الله ما يوافق مصلحته ليبقى تحت لافتة الإسلام ويطرح ما لا يوافق هواه، ويرفض ما يراه غير ملائم ولا يحقق مصالحه.

وقسم ثالث خلع الثقة بتدبير الله، ورفض قسمة الله، ونبذ اختيار الله، فهذا القسم الأخير كافر جاحد، والقسم الثاني لاحق بالقسم الثالث؛ لأن القسم الثاني أشرك هواه مع الله تعالى، والقسم الأول هو الذي رضي بالمساواة التي رضيها الله تعالى لعباده.

عباد الله: إنكم تسمعون وتقرؤون عن فكر وثقافة القسم الثالث والثاني، لهم ثقافة ولهم فكر كما يدعون، تقرؤون عنهم أنهم يقولون عن المرأة التي تبقى في البيت: إنها لا تشارك في التنمية، ولا تسم في النهضة الوطنية، لا اجتماعيًا ولا اقتصاديًا ولا سياسيًا، فهذه المرأة التي تبقى في البيت -في نظرهم- امرأة سلبية، تجر قافلة الوطن إلى الوراء، وهي مظلومة في نظرهم إذا منعت من مزاحمة الرجل في جل شؤون الحياة، ويرونها دون الرجل قيمة وكرامة وعزة وشهامة، إذا كان الرجل هو الذي يشرف على أحوالها ويسد حاجاتها وينفق عليها، فالمرأة كما يقولون ما خلقت لتبيض -هذا قولهم- وتفقس وتفرخ وتبقى حبيسة البيت خادمة، قاعدة، غائبة عن معترك الحياة، المرأة في نظر هؤلاء يجب أن تضع يدها في يد الرجل وتنطلق بجنبه حيثما انطلق، وبذلك يتحرك جسم المجتمع كله لا نصفه فقط، ويقولون: ما دامت المرأة محبوسة في البيت أو راضية بذلك فإن نصف جسم المجتمع يصير مشلولاً، إن هؤلاء يرون أن خروج المرأة من بيتها لمشاركة الرجل في كافة الميادين هو وحده الذي يرفعها إلى المساواة مع الرجل في كافة الحقوق، هذا بعض فكرهم وثقافتهم وأقوالهم وكتاباتهم.

وأنتم، هل تقبلون أن يبين الله لكم ورسوله -صلى الله عليه وسلم- حقيقة المساواة في هاته المسألة الخطيرة؟! قال -صلى الله عليه- في حديث المسؤولية: "والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها يوم القيامة". أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-.

وجاءت امرأة مبعوثة النساء ووقفت عند رسول الله -صلى الله علي وسلم- وقالت: يا رسول الله: أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله تعالى على الرجال، فإن نصروا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياءً عند ربهم يرزقون، ونحن -معشر النساء-، نقوم عليهم -أي نقوم بشؤون الرجال في البيت- فما لنا من ذلك؟! فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافًا بحقه يعدل ذلك".

إنها المساواة في الثواب والأجر، إن عمل المرأة في البيت -كما يكتبون في البطاقة الوطنية "بدون"، يعني أن العاملة في البيت لا عمل لها، هذا مكر وخيانة، هذا ظلم للمرأة، العمل الذي اعترف الله به وأمر به وأخبرنا رسول الله بالثواب عليه، لا يعتبرونه، بل يعتبرون أن المرأة عاملة حتى تخرج من بيتها، ولكنه -صلى الله عليه وسلم- قال بعد ذلك: "وقليل منكن من يفعله". قليل منكن من تحسن إلى الزوج وتعترف بحقه وبشؤون البيت.

ألا ترون -عباد الله- أن المساواة التي أرادها الله سبحانه أن تقوم بين المرأة والرجل هي قسمة العمل بالعدل والحكمة، فهي تقوم بما تحسنه وتتقنه، والرجل يقوم بما يجيده ويقوى عليه، المرأة صنعها الخالق سبحانه لتكون بجسمها وعقلها وعواطفها وفكرها مؤهلة أساسًا للحمل والولادة والإرضاع والتنشئة ورعاية شؤون البيت، وهي في الوقت نفسه مكفولة المؤونة في سترها ومملكة بيتها مكرمة مصونة، مأمورة بعبادة ربها وطاعة زوجها في المعروف، أليست هذه وظيفة؟!! أليست مهمة؟!

والرجل خلقه خالقه ليقوم أساسًا بعد العبادة بالقسم الخارجي من الأعمال، الشخصية والمجتمعية المحلية منها والدولية، في الإقامة والسفر وحال السلم والحرب والحر والبرد، فالله -عز وجل- هو الذي هيّأ المرأة لوظيفة أشرف من وظيفة الرجل، لعمل أكرم من عمل الرجل، لقد هيأها سبحانه لتصنع الإنسان ذكرًا أو أنثى وهيّأ الرجل لصناعة الخبز واللباس والسلاح والمركب والمسكن، فأيهما أشرف إنتاجًا وأكرم عطاءً وأحسن مشاركة في التنمية ومساعدة على النهضة؟! صناعة الإنسان أم صناعة قالب السكر؟! هل انكشف لديكم كيد ومكر الذين يحرصون على خروج المرأة من البيت؟! هل اتضح لديكم ما يريدون؟! إنهم يريدون أن تصبح المرأة رجلاً، أي أن تفقد المرأة خصائصها ومميزاتها شيئًا فشيئًا حتى تصير مسخًا، فلا هي امرأة ولا رجل، فمن يصنع المرأة والرجل بعدئذ؟! هل تريدون المساواة التي توصلنا إلى بشر لا هو رجل ولا هو امرأة؟!

قالوا: نحن لم نقل للمرأة أن تجلس في المنزل فقط، بل تخرج للعمل مع الرجل، ثم تعود لأداء شؤون المنزل، إذًا هذا ظلم وليست مساواة، تكون مع الرجل حيثما كان ليتحرك الاقتصاد وتزدهر البلاد، وتكلفونها أيضًا بشؤون البيت!! إذًا كلفوا المرأة بالحمل والولادة والإرضاع والتربية، وألزموها مع ذلك مشاركة الرجل في العمل خارج البيت، فليست هذه المساواة العادلة، إن المساواة العادلة -أيها الأحباب- تحبب للرجل أن يعين امرأته في شؤون البيت كما فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضي الله عنهم-، إن المساواة الشرعية لا تحرم المرأة أن تكون بجانب الرجل في المعارك عند الضرورة، وأن تسهم بعد مهمتها الأساسية في كل ما تطيقه وتحسنه مما يقوي من عضد الزوج، ويرفع من كرامة الوطن، بعدما تقوم بالمهمة الأساسية من شؤون المنزل وتربية الأبناء وتنشئة الأجيال، إن أسعفها الوقت ولديها رغبة ونشاط تزاول بهما العمل الذي يناسبها والذي ستنجح فيه وتعطي نتائج طيبة وكريمة، فالإسلام لا يمنع من هذا، ولكن ليس على حساب المستقبل والأجيال، فدعاة المساواة الباطلة يزينون لنا خراب بيوتنا وتحطيم أسرنا وإضاعة أجيالنا، ولا يرون ربات البيوت عاملات مساهمات في البناء الحضاري، وفي الحقيقة ربات البيوت هن اللائي يسهمن إسهامًا أساسيًّا لا يتأتى إلا من قبلهن، فمن أية جهة بعد هذا نتلقى ونتعلم معنى المساواة الحقة بين الرجل والمرأة؟! هل نتلقى هذا المعنى وهذا الفهم من جهة الله ورسوله أم من جهة الإنسان الجاهل الحقود؟!

اللهم لا تدعنا فتنة للجاهلين، ولا غرضًا للناكدين، واكفنا شر الحاسدين، آمين آمين.