المُنجِد في الهدي النبوي: قال المُصنِّف - وفقه الله -: «فهذا الكتيب اللطيف الذي بين يديك - أخي المسلم - ما هو إلا مُلخصًا لهديه - صلى الله عليه وسلم -، لخَّصتُه من الكتاب العظيم، الذي ينطبق عليه مسماه: «زاد المعاد في هدي خير العباد» للعالم الرباني شيخ الإسلام الثاني ابن القيم - يرحمه الله - .. وقصدتُ من هذا المُلخَّص تقريب هديه - صلى الله عليه وسلم - للمُسلمين عامة وناشئتهم خاصة».
التفاصيل
المنجد في الهدي النبوي هديه - صلى الله عليه وسلم - في العطاس هديه - صلى الله عليه وسلم - في التثاؤب هديه - صلى الله عليه وسلم - في النوم هديه - صلى الله عليه وسلم - في الاستئذان هديه - صلى الله عليه وسلم - في السلام هديه - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الجمعة هديه - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة هديه - صلى الله عليه وسلم - في صلاة النافلة هديه - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل هديه - صلى الله عليه وسلم - في الصوم هديه - صلى الله عليه وسلم - في الاعتكاف هديه - صلى الله عليه وسلم -، في الجنائز هديه - صلى الله عليه وسلم - في التعزية هديه - صلى الله عليه وسلم - في زيارة القبور هديه - صلى الله عليه وسلم - في كلامه، وسكوته، وضحكه، وبكائه هديه - صلى الله عليه وسلم - في التطيب هديه - صلى الله عليه وسلم - في السفر هديه في مشيه - صلى الله عليه وسلم - تواضعه ورحمته وحسن معاملته وخلقه هديه - صلى الله عليه وسلم - في اللباس هديه - صلى الله عليه وسلم - في لبس الخاتم هدية - صلى الله عليه وسلم - في العيدين هديه - صلى الله عليه وسلم - في الأكل والشرب هديه - صلى الله عليه وسلم - في قص الشارب وتوفير اللحية هديه - صلى الله عليه وسلم - في السواك من هديه - صلى الله عليه وسلم - في غسل الجنابة من هديه - صلى الله عليه وسلم - في الوضوء هديه - صلى الله عليه وسلم - في التيمم هديه - صلى الله عليه وسلم - عند قضاء الحاجة من هديه - صلى الله عليه وسلم - في الرقية والعلاج هديه - صلى الله عليه وسلم - في عيادة المرضى هديه - صلى الله عليه وسلم - في النكاح ومعاشرته أهله وعياله هديه - صلى الله عليه وسلم - في سجود القرآن هديه - صلى الله عليه وسلم - في صدقة التطوع هديه - صلى الله عليه وسلم - في الأضاحي المنجد في الهدي النبويعبد الرحمن الجامعبسـم الله الرحمـن الرحيـمالحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.أما بعد:فهذا الكتيب – اللطيف – الذي بين يديك – أخي المسلم – ما هو إلا ملخصًا لهديه - صلى الله عليه وسلم -، لخصته من الكتاب العظيم، الذي ينطبق عليه مسماه: «زاد المعاد في هدي خير العباد»، للعالم الرباني شيخ الإسلام الثاني ابن القيم يرحمه الله – والذي قام بتحقيقه عبد القادر وشعيب الأرناؤوط، حفظهما الله.وقد حرصت قدر الإمكان على الالتزام بعبارته وتمته ببعض الأحاديث الخاصة بشمائله، - صلى الله عليه وسلم -، من كتاب: «صحيح الجامع الصغير»، لمحدث الديار الشامية الشيخ ناصر الدين الألباني، حفظه الله.وقصدت من هذا «الملخص» تقريب هديه، - صلى الله عليه وسلم -، للمسلمين عامة وناشئتهم خاصة. فإن أحسنت فلله الحمد والمنة، وهذا من فضله، وإن كان خلاف ذلك فأسأله أن يتجاوز عن زلتي، وحسبي أنني ما أردت إلا الإصلاح ما استطعت.والحمد لله أولاً وآخرًا،وكتبهعبـد الرحمن الجامع1/11/1410هـ* قال الله تعالى: ]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[.* وقال - صلى الله عليه وسلم -: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ». هديه - صلى الله عليه وسلم - في العطاس* كان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض بها صوته.* وكان إذا عطس حمد الله، فيقال: يرحمك الله، فيقول: يهديكم الله ويصلح بالك. هديه - صلى الله عليه وسلم - في التثاؤب* قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب...».* وقال: «... وأما التثاؤب، فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم، فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب، ضحك منه الشيطان». هديه - صلى الله عليه وسلم - في النوم* كان ينام على الفراش تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة.* وكان ينام أول الليل، ويحيى آخره، وربما سهر أول الليل في مصالح المسلمين.* وكان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ ثم نام.* وكان ينام على شقه الأيمن، ويضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم يقول «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك». وإذا نام قبل صلاة الصبح وضع رأيه على كفه اليمنى، وأقام ساعده.* وكان لا ينام إلا والسواك عند رأسه، فإذا استيقظ بدأ بالسواك.* وكان إذا تضور [أي تلوى وتقلب] من الليل قال: «لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار». هديه - صلى الله عليه وسلم - في الاستئذان* صح عنه، - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: «الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع».* وصح عنه: «التسليم قبل الاستئذان». [وهو أن يقول: السلام عليكم].* وكان من هديه أن المستأذن إذا قيل له: من أنت؟ يقول: فلان بن فلان، أو يذكر كنيته، أو لقبه، ولا يقول: أنا. هديه - صلى الله عليه وسلم - في السلام* قال - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل إسلام وخيره إطعام الطعام، وأن تقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف». رواه البخاري.* وقال: «إذا لقي أحدكم صاحبه فليسلم عليه، فإن حال بينهما شجرة أو جدار، ثم لقيه، فليسلم عليه أيضًا».* وكان يبدأ من لقيه بالسلام، وإذا سلم عليه أحد، رد عليه مثل تحيته أو أفضل منها على الفور من غير تأخير، إلا لعذر، كصلاة أو قضاء حاجة.* وكان من هديه في ابتداء السلام أن يقول: «السلام عليكم ورحمة الله». وكان يزيد «وبركاته».* وكان يكره أن يقول المبتدئ: عليك السلام.* وكان يرد على المسلم: «وعليك السلام» بالواو، وبتقديم «عليك» على لفظ السلام.* وكان من هديه، - صلى الله عليه وسلم -، السلام عند المجيء إلى القوم، والسلام عند الانصراف عنهم.* وثبن عنه (في صحيح البخاري) وغيره تسليم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والراكب على الماشي، والقليل على الكثير.* وفي (جامع الترمذي) عنه، - صلى الله عليه وسلم -: «يُسلم الماشي على القائم».* وكان يمر بالصبيان فيسلم عليهم.* ويمر بالصبيان فيسلم عليهم.* ويمر على العجوز وذوات المحارم من النساء فيسلم عليهن.* وكان يسمع المسلم رده عليه، ولم يكن يرد بيده ولا رأسه ولا أصبعه إلا في الصلاة، فإنه كان يرد على من سلَّم عليه إشارة.* وكان من هديه، - صلى الله عليه وسلم -، أن الداخل إلى المسجد يسلم على القوم بعد انتهائه من ركعتي تحية المسجد.* وكان إذا دخل على أهله بالليل، يسلم تسليمًا لا يوقظ النائم، ويسمع اليقظان.* وكان يحمل السلام لمن يريد السلام عليه من الغائبين عنه، ويتحمل السلام لمن يبلغه إليه.* وكان إذا بلغه أحد السلام عن غيره أن يرد عليه وعلى المبلغ. هديه - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الجمعة* كان منبره ثلاث درجات.* كان إذا صعد المنبر سلم ثم جلس حتى يفرغ المؤذن، ثم يقوم فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب.* وكان إذا قام على المنبر استقبله أصحابه بوجوههم.* وكان إذا أخذ في الخطبة، لم يرفع أحد صوته بشيء البتة، لا مؤذن ولا غيره.* وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله.* وكان يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة المخاطبين ومصلحتهم.* وكان كثيرًا ما يخطب بالقرآن الكريم.* وكان لا يطيل الموعظة يوم الجمعة.* وكان يختم خطبته بالاستغفار.* وقال: «إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب، فليركع ركعتين وليتجوز فيهما». أي خفيفتين.* وكان لا يصلي الركعتين بعد الجمعة...، إلا في أهله.* ونهى عن الحبوة ([1]) والإمام يخطب. هديه - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة* كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا وقال: «الله أكبر». ولم يقل شيئًا قبلها ولا تلفظ بالنية، ولا قال: أصلي لله صلاة كذا مستقبلاً القبلة أربع ركعات إمامًا أو مأمومًا، ولا قال: أداءً ولا قضاءً، ولا فرقت وقت، [فإن ذلك كله بدعة].* وكان إذا استفتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ([2])، ولا إله غيرك».* وكان أخف الناس صلاة على الناس، وأطول الناس صلاة لنفسه.* وكان يضع يده اليمنى على اليسري (على صدره) في الصلاة.* وكان إذا ركع سوَّى ظهره حتى لو صُب عليه الماء لاستقر.* وكان يفرج أصابعه إذا ركع. وإذا سجد ضم أصابعه.* وكان إذا سجد جافى (ذراعيه عن صدره) حتى يرى بياض إبطيه.* وكان يطيل الركعة الأولى على الثانية.* وكان يصلي حافيًا تارة، ومنتعلاً تارة.* وكان إذا صلى صلى إلى سترة.* وكان إذا صلى الغداة (الفجر) جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس.* ونهي أن يصلي الرجل وهو حاقن ([3]).* ونهى أن يرفع المصلي بصره إلى السماء وهو في الصلاة. هديه - صلى الله عليه وسلم - في صلاة النافلة* كان يصلي قبل الظهر أربعًا، إذا زالت الشمس... ويقول: «أبواب السماء تفتح إذا زالت الشمس» وبعد الظهر ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين، وقبل الفجر ركعتين.* وكان إذا فاته الأربع قبل الظهر صلاها بعد الظهر.* وكان يصلي النوافل في بيته ويقول «أيها الناس صلوا في بيوتكم، إن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة». رواه البخاري.* وكان يصلي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، في بيته، وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته.* وكان إذا حزبه ([4]) أمر صلى. هديه - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل* كان لا يدع قيام الليل، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدًا.* وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة.* وكان يوتر من أول الليل، وأوسطه، وآخره.* وكان إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين.* وكان يصلي بالليل ركعتين ركعتين.* وكان إذا قرأ من الليل رفع [صوته] طورًا، وخفض طورًا. هديه - صلى الله عليه وسلم - في الصوم* كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس. فقيل له؟ فقال: الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، فيغفر لكل مسلم، إلا المهاجريْن، فيقال: أخروهما.* وكان أكثر صومه – [كذلك] – السبت والأحد، ويقول: هما يوم عيد المشركين، فأحب أن أخالفهم.* وكان لا يدع صوم أيام البيض [وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر]، في سفر ولا حضر.* وكان أحب الشهور إليه أن يصومه [من غير رمضان] – شعبان.* وكان يتبع رمضان بصيام ستة أيام من شوال، فصح عنه أنه قال: «صيامها مع رمضان يعدل صيام الدهر».* وصام عاشوراء، وقال: «إن بقيت إلى قابل، لأصومن التاسع».* وصح عنه أن صيام يوم عرفه – [لغير الحاج] – يكفر السنة الماضية والباقية.* [ونهى عن إفراد يوم الجمعة أو السبت بالصوم].* كان لا يصلي المغرب حتى يفطر، ولو على شربة ماء.* كان إذا كان الرطب لم يفطر إلى على الرطب، فإن لم يكن الرطب لم يفطر إلا على التمر، فإن لم يجد، فعلى حسوات من ماء.* كان إذا أفطر قال: ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر – إن شاء الله -.* وكان إذا أفطر عند قوم، قال: أفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة.* وكان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها.* وكان إذا دخل العشر [الأخير من رمضان] شد مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله. هديه - صلى الله عليه وسلم - في الاعتكاف* كان إذا كان مقيمًا اعتكف العشر الأواخر من رمضان.* وكان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه. هديه - صلى الله عليه وسلم -، في الجنائز* كان من هديه، - صلى الله عليه وسلم -، الإسراع في تجهيز الميت.* وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم -، تسجية الميت إذا مات، وتغميض عينيه، وتغطية وجهه وبدنه.* وكان يقوم – في الصلاة على الميت – عند رأس الرجل ووسط المرأة.* وإذا فاتته الصلاة على الجنازة، صلى على القبر [متجهًا للقبلة]، ولم يؤقت في ذلك وقتًا.* وكان يأمر بإخلاص الدعاء للميت.* وكان إذا صلى على ميت، تبعه إلى المقابر ماشيًا أمامه، وسن لمن تبعها [أي الجنازة] إن كان راكبًا أن يكون وراءها.* وكان إذا تبعها لم يجلس حتى توضع، وقال: «إذا تبعتم الجنازة، فلا تجلسوا حتى توضع».* وكان إذا وضع الميت في لحده قال: «بسم الله، وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله».* وكان يحثوا التراب على قبر الميت إذا دفن من قبل رأسه ثلاثًا.* وكان إذا فرغ من دفن الميت قام على قبره هو وأصحابه، وسأل له التثبيت، وأمرهم أن يسألوا له التثبيت، فقال: «استغفروا الله لأخيكم وسلوا الله التثبيت، فإنه الآن يسأل».* ولم يكن يجلس يقرأ عند القبر، ولا يلقن الميت.* ولم يكن من هديه تعلية القبور ولا بناؤها بآجر، ولا بحجر ولبن، [ولا غير ذلك]، ولا تشييدها، ولا تطيينها، ولا بناء القبور عليها. فكل هذا بدعة.* وكان هديه ألا تهان القبور وتوطأ، وألا يجلس عليها.* وكان يعلم قبر من يريد تعرف قبره بصخرة. هديه - صلى الله عليه وسلم - في التعزية* وكان من هديه تعزيه أهل الميت فيقول:«إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب».* وكان من هديه أن أهل الميت لا يتكلفون الطعام للناس بل أمر أن يصنع الناس لهم طعامًا يرسلونه إليهم.* ولم يكن من هديه أن يجتمع للعزاء، ويقرأ له القرآن الكريم، لا عند قبره ولا غيره، وكل هذا بدعة حادثة. هديه - صلى الله عليه وسلم - في زيارة القبور* وكان إذا زار قبور أصحابه يزورها للدعاء لهم، والترحم عليهم، والاستغفار لهم.* وكان يقول: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية». هديه - صلى الله عليه وسلم - في كلامه، وسكوته، وضحكه، وبكائه* كان كلامه فصلاً، يفهمه كل من سمعه.* وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه. وإذا كره الشيء عرف في وجهه.* وكان يعيد الكلمة (ثلاثًا) لتعقل عنه.* وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة.* وإذا كره شيء: عرف في وجهه، ولم يكن فاحشًا، ولا متفحشًا، ولا صخابًا.* وكان جل ضحكه التبسم. ولم يكن ضحكة بقهقهة.* وكان إذا أتاه الأمر يسره قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال».* وأما بكاؤه، - صلى الله عليه وسلم -، فكان تارة رحمة للميت، وتارة خوفًا على أمته وشفقةً عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن الكريم.* ولم يكن بكاؤه بشهيق ورفع صوت، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا. هديه - صلى الله عليه وسلم - في التطيب* كان يعجبه الريح الطيبة.* وكان يعرف بريح الطيب إذا أقبل.* وكان لا يرد الطيب.* وكان له سكة [قارورة] يتطيب فيها. هديه - صلى الله عليه وسلم - في السفر* نهى أن يسافر الرجل وحده، وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم.* وكان يستحب أن يسافر يوم الخميس.* وكان إذا ودع رجلاً أخذ بيده، فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده ويقول: «استودع الله دينك، وأمانتك وخواتيم عملك».* وكان يقصر الرباعية، فيصليها ركعتين من حين يخرج مسافرًا إلى أن يرجع إلى المدينة.* وكان يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في السفر إذا جد به السير.* وكان هديه في السفر الاقتصار على الفرض، ولم يحفظ عنه، - صلى الله عليه وسلم -، أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها، إلا ما كان وترًا وسنة فجر، فإنه لم يكن ليدعهما حضرًا ولا سفرًا.* وكان هو وأصحابه إذا علوا الثنايا، كبَّروا، وإذا هبطوا الأودية، سبَّحوا. هديه في مشيه - صلى الله عليه وسلم -* كان أسرع الناس مشية، وأحسنها، وأسكنها.* وكان يمشي مشيًا يعرف فيه أنه ليس بعاجز، ولا كسلان.* وكان إذا مشى لم يلتفت. تواضعه ورحمته وحسن معاملته وخلقه* كان خلقه القرآن، وكان أحسن الناس خلقًا، وأجود الناس، وأشجع الناس.* وكان أشد حياءً من العذراء في خدرها.* وكان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير.* وكان لا يدفع عنه الناس، ولا يضربوا عنه.* وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع ألأرملة والمسكين والعبد.* وكان إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه، فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه.* وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها، فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه.* وإذا لقي أحدًا من أصحابه فتناول أذنه – أي حادثه وأسر إليه – ناوله إياه – أي استمع له – ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه.* وكان إذا لقيه الرجل من أصحابه مسحه، ودعا له.* كان رحيمًا، وكان لا يأتيه أحد إلا دعا له، وأنجز له إن كان عنده.* كان أرحم الناس بالصبيان والعيال.* وكان يمر بالصبيان ويسلم عليهم.* وكان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رءوسهم.* وكان يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول: «يا زوينب يا زوينب! مرارًا».* وكان يفلي ثوبه، ويحلب الشاة، ويخدم نفسه.* وكان أبغض الخلق إليه الكذب.* وكان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة، لم يزل معرضًا عنه حتى يحدث توبة.* وكان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: «السلام عليكم، السلام عليكم».* وكان إذا بعث أحدًا من أصحابه في بعض أمره قال: «بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا». هديه - صلى الله عليه وسلم - في اللباس* كان هديه، - صلى الله عليه وسلم -، أن يلبس ما تيسر من اللباس.* وكان أحد أحب الألوان إليه البياض، وقال: «هي من خير ثيابكم، فالبسوها، وكفنوا فيها موتاكم».* ونهى عن لبس الثياب ذات اللون الأحمر البحت.* وكان أحب الثياب إليه القميص، ومكن كمه إلى الرسغ.* وكان إذا لبس قميصًا بدأ بميامنه، وكان يحب التيامن ما استطاع، في طهوره، وتنعله، وترجله [أي تمشيط شعره]، وفي شأنه كله.* ونهى عن إسبال الثوب، وقال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة».* ونهى عن ثوب الشهرة فقال: «من لبس ثوب شهرة، ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة، ثم تلهب فيه النار».* قال بعض السلف: كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب العالي، والمنخفض.* وقوله «ثوب شهرة»: الشهرة ظهور الشيء، والمراد أن ثوبه بشتهر بين الناس، لمخالفة لزنه لألوان ثيابهم..* والخلاصة ثياب الشهرة هي التي تلفت نظر الناس إما للونها أو تفصيلها تفصيلاً غريبًا أو تجاوزها الحد في الترف أو كونها دنية رثة يقصد بها التزهد والتقلل.* وكان إذا اعتَّم سدل عمامته بين كتفيه.* وكان إذا استجد ثوبًا سماه باسمه قميصًا أو عمامة أو رداء، ثم يقول:« اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك من خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له». هديه - صلى الله عليه وسلم - في لبس الخاتم* نهى عن التختم بالذهب، واتخذ خاتمًا من فضة، وكان يجعل فص خاتمه مما يلي باطن كفه. هدية - صلى الله عليه وسلم - في العيدين* كان يغتسل للعيدين.* وكان يصلي العيد في المصلى.* وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه.* وكان يأكل قبل خروجه في عيد الفطر تمرات، ويأكلهن وترًا. وأما في عيد الأضحى، فكان لا يطعم حتى يرجع من المصلى، فيأكل من أضحيته.* وكان يأمر بناته ونساءه أن يخرجن في العيدين. [أي إلى المصلى].* وكان لا يصلي قبل العيد شيئًا، فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين.* وكان يخرج إلى العيدين ماشيًا، ويصلي بغير أذان ولا إقامة، ثم يرجع ماشيًا من طريق آخر.* وكان يخرج في العيدين رافعًا صوته بالتهليل والتكبير.* وكان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى.* وكان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق.الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا اللهالله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.* وكان يؤخر صلاة عيد الفطر، ويعجل الأضحى.* وكان يبدأ بالصلاة قبل الخطبة، فيصلي ركعتين، يكبر في الأولى سبع تكبيرات متوالية، وفي الثانية خمس تكبيرات متوالية، يسكت بين كل تكبيرتين سكتة يسيرة.* وكان إذا أكمل الصلاة. انصرف، فقام مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم وينهاهم. هديه - صلى الله عليه وسلم - في الأكل والشرب* كان، - صلى الله عليه وسلم -، لا يرد موجودًا، ولا يتكلف مفقودًا، فما قرب إليه شيء من الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافه نفسه، ... ، وما عاب طعامًا قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه.* وكان يسمي الله تعالى على أول طعامه، «قائلاً: بسم الله»، ويحمده في آخره.* وكان يجعل يمينه لأكله وشربه.* وكان لا يأكل متكئًا [قال في النهاية: المتكيء كل من استوى قاعدًًا على وطاء متمكنًا.. والمعنى: إني إذا أكلت لم أقعد متمكنًا فعل من يريد الاستكثار منه].* وكان يأكل بأصابعه الثلاثة، ويلعقها إذا فرغ.* وكان أكثر شربه قاعدًا، بل زجر عن الشرب قائمًا [إلا لعذر].* وكان يشرب ثلاثة أنفاس [أي لا يشرب دفعة واحدة وإنما يشرب ويتنفس خارج الإناء، ثم يشرب، ثم يتنفس، وهكذا]. يسمي الله في أوله، ويحمد الله في آخره، ويقول: «هو أهنأ، وأمرأ، وأبرأ».* وكان... إذا شرب أعطى الذي عن يمينه. هديه - صلى الله عليه وسلم - في قص الشارب وتوفير اللحية* وكان يقص شاربه، وكان يقول: «من لم يأخذ من شاربه، فليس منا».* وعن أنس قال: «وقتَّ لنا النبي، - صلى الله عليه وسلم -، في قص الشارب وتقليم الأظفار، ألا نترك أكثر من أربعين يومًا وليلة». رواه مسلم.* وقال - صلى الله عليه وسلم -: «خالفوا المشركين، ووفروا اللحى، وأحفوا الشوارب». هديه - صلى الله عليه وسلم - في السواك* وكان يستاك مفطرًا وصائمًا، عند الوضوء، وعند الصلاة، وعند دخول المنزل.* وكان يستاك بعود الأراك.* وكان لا ينام إلى والسواك عند رأسه، فإذا استيقظ بدأ بالسواك. من هديه - صلى الله عليه وسلم - في غسل الجنابة* كان يغتسل هو والمرأة من نسائه من إناء واحد.* وكان لا يتوضأ بعد الغسل.* وكان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة.* وإذا أراد أن يأكل أو يشرب وهو جنب، فسل يديه ثم يأكل ويشرب. من هديه - صلى الله عليه وسلم - في الوضوء* لم يحفظ عنه أنه، - صلى الله عليه وسلم -، كان يقول في وضوئه شيئًا غير التسمية، وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه، فكذب مختلق، لم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا منه، ولا علمه لأمته، ولا ثبت عنه غير التسمية في أوله، وقوله: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين».* وكان يتوضأ لكل صلاة في غالب أحيانه، وربما صلى الصلوات بوضوء واحد.* وكان يتوضأ واحدة واحدة، واثنتين اثنتين، وثلاثًا ثلاثًا، كل ذلك يفعل.* وكان من أيسر الناس صبًا لماء الوضوء، وكان يحذر أمته من الإسراف فيه.* وكان يستنشق بيده اليمنى، ويستنثر باليسرى.* وكان إذا توضأ أخذ كفَّا من ماء فأدخله تحت حنكه، فخلل لحيته، وقال: «هكذا أمرني ربي».* وكان يمسح أذنيه مع رأسه، وكان يمسح ظاهرهما وباطنهما.* ولم يصح عنه في مسح العنق حديث البتة.* وكان يدلك أصابع رجليه [في الوضوء] بخنصره.* وكان له خرقة يتنشف بها عبد الوضوء. هديه - صلى الله عليه وسلم - في التيمم* كان يتيمم بضربة واحدة [يمسح بها وجهه وكفيه].* وكان يتيمم بالأرض التي يصلي عليها، ترابًا كانت أو سبخة أو رملاً. هديه - صلى الله عليه وسلم - عند قضاء الحاجة* أكر ما كان، - صلى الله عليه وسلم -، يبول وهو قاعد.* وكان يستنجي ويستجمر بشماله.* وكان يغسل مقعدته ثلاثًا.* وكان إذا سلم عليه أحد وهو يبول، لم يرد عليه.* وكان إذا أراد الحاجة [في سفر أو خلاء] أبعد.* وكان أحب ما استتر به لحاجته [في الخلاء] هدف ([5]) أو حائش ([6]) نخل.* وكان لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.* وكان إذا دخل الخلاء قال:«اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث».وإذا خرج قال: «غفرانك».* [ونهى أن يبول الرجل مستقبلاً أو مستدبرًا للقبلة]. من هديه - صلى الله عليه وسلم - في الرقية والعلاج* وكان يرقي من به قرحة، أو جرح، أو شكوى، فيضع سبابته بالأرض، ثم يرفعها ويقول: «بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن ربنا». رواه البخاري.* وكان يأمر أن يسترقوا من العين.* وكان إذا استكى رقاه جبريل فقال: «بسم الله يبريك، من كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين».* وكان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده.* وكان إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات [أي قرأ المعوذتين ثم نفث]. هديه - صلى الله عليه وسلم - في عيادة المرضى* كان يعود من مرض من أصحابه، وعاد غلامًا كان يخدمه من أهل الكتاب، وعاد عمه وهو مشرك، وعرض عليهما الإسلام، فأسلم اليهودي، ولم يسلم عمه.* ولم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام أن يخص يومًا من الأيام بعيادة المريض، ولا وقتًا من الأوقات، بل شرع لأمته عيادة المريض ليلاً ونهارًا، وفي سائر الأوقات.* وكان إذا دخل على المريض، يقول له: «لا بأس طهور إن شاء الله».* وكان يدنو من المريض، ويجلس عند رأسه، ويسأله عن حاله، فيقول: كيف تجدك؟* وذكر أنه كان يسأل المريض عما يشتهيه، فيقول: «هل تشتهي شيئًا»، فإن اشتهى شيئًا وعلم أنه لا يضره، أمر له به.* وكان يدعو للمريض ثلاثًا، كما قاله لسعد: «اللهم اشف سعدا، اللهم اشف سعدا، اللهم اشف سعدا».* وكان أحيانًا يضع يده على جبهة المريض، ثم يمسح صدره وبطنه، ويقول: «اللهم اشفه» وكان يمسح وجهه أيضًا.* وكان يمسح بيده اليمنى على المريض، ويقول: «اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشفه أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا». هديه - صلى الله عليه وسلم - في النكاح ومعاشرته أهله وعياله* وكانت سيرته مع أزواجه حسن المعاشرة، وحسن الخلق وقال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».* وكان يقسم بين نسائه في المبيت، والإيواء والنفقة.* وكان إذا أراد سفرًا، أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها، خرج بها معه.* وكان يفلي ثوبه، ويحلب الشاة، ويخدم نفسه.* وكان أرحم الناس، بالصبيان والعيال.* وكان يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول: «يا زوينب! يا زوينب! مرارًا». هديه - صلى الله عليه وسلم - في سجود القرآن* كان إذا مر بسجدة، كبر وسجد، وربما قال في سجوده «سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته».* وربما قال: «اللهم احطط عني بها وزرًا، واكتب لي بها أجرًا، واجعلها ذخرًا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود». هديه - صلى الله عليه وسلم - في صدقة التطوع* كان العطاء والصدقة أحب شيء إليه.* فكان أعظم الناس صدقة بما ملكت يمينه.,* وكان لا يسأله أحد شيئًا عنده إلا أعطاه.* وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه.* وكان إذا عرض له محتاج، آثره على نفسه، تارة بطعامه، وتارة بلباسه.* وكان ينوع في أصناف عطائه وصدقته.فتارة بالهبة.وتارة بالصدفة.وتارة بالهدية.وتارة كان يقترض الشيء، فيرد أكثر منه، وأفضل وأكبر.* ويشتري الشيء فيعطي أكثر من ثمنه.* ويقبل الهدية ويكافئ عليها بأكثر منها أو بأضعافها. هديه - صلى الله عليه وسلم - في الأضاحي* لم يكن، - صلى الله عليه وسلم -، يدع الأضحية.* وكان ينحرها بعد صلاة العيد، وأخبر أن «من ذبح قبل الصلاة، فليس من النسك في شيء، وإنما هو لحم قدمه لأهله».* وأمر بذبح الجذع من الضأن، (وهو ما أتم ستة أشهر)، والثني فما سواه [وهو ما استكمل خمس سنين من الإبل، وسنتين من البقر].* وكان من هديه: أن من أراد التضحية، ودخلت العشر من ذي الحجة، فلا يأخذ من شعره وبشره شيئًا [أظفاره].* وكان من هديه اختيار الأضحية، واستحسانها، وسلامتها من العيوب.* وكان من هديه أن يضحي في المصلي.* وكان من هديه أن الشاة تجزيء عن الرجل، وعن أهل بيته ولو كثر عددهم.هذا والله أعلم.([1]) هي أن يضم رجليه إلى صدره بيديه أو ثوبه.([2]) عظمتك.([3]) حابس البول.([4]) أصابه شدة.([5]) ما ارتفع من الأرض.([6]) نخل مجتمع.