البحث

عبارات مقترحة:

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

الحق

كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...

تفسير الرحمن لآي القرآن

العربية

المؤلف محمد أحمد محمد العماري
القسم كتب وأبحاث
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التفسير - تفسير القرآن
تفسير الرحمن لآي القرآن: في هذه الرسالة بيان تفسير آيات القرآن بالقرآن على ترتيب المُصحف، يذكرُ الآيةَ وتفسيرَها من غيرها من الآيات في القرآن الكريم.

التفاصيل

تفسير الرحمن لآي القرآن المقدمة باب: تفسيره لقوله ولكن كونوا ربانيين. باب: تفسيره لقوله فاسألوا أهل الذكر. باب: تفسيره للدين. باب: تفسيره للإسلام. باب: تفسيره للإيمان. باب: تفسيره للإحسان.  تفسير الرحمن لآي القرآنتأليفمحمد بن أحمد بن محمد العماريعضو الدعوة والإرشادبوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشادبالمملكة العربية السعوديةموقع المؤلف على الإنترنتhttp://www.alammary.net/البريد الإكتروني[email protected][email protected] المقدمةالحمد لله الذي علم بالقلم, علم الإنسان مالم يعلم الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان. والصلاة والسلام على الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.أما بعد:فقد تكفل الله بتفسيرالقرآن ولم يدع ذلك لإنسان إلامن كان مرسلا وبوحي الله مفسرا. قَالَ تَعَالَى:{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [ القيامة: ١٩]و قَالَ تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[ الأنعام: ١٠٥]وقَالَ تَعَالَى:{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل: ٤٤ ]و قَالَ تَعَالَى:{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[النحل: ٦٤]وقد بلغ النبيﷺ‬ تفسير القرآن ولم يدع ذلك لإنسان.عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَt قَالَ: قَالَ رَسولُﷺ‬ (قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ) رواه أحمد([1]) حديث صحيح لذاته.فإن اتبع الإنسان الوحي في تفسير القرآن فلن يضل أبداً. قَالَ تَعَالَى:{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [سورة طه: ١٢٣ ] وعن جابر tقال سمعت: رسول الله rيقول (وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ) رواه مسلم ([2]) وَعَنْ أَبِي هريرةَ t: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬ قَالَ:( تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ) أخرجه مالك([3])مرسلا والحاكم مسندا وصححه.وإن اتبع الشيطان ضل. قَالَ تَعَالَى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ}[ الحج: ٣ – ٤] وإن اتبع العقل ضل. قَالَ تَعَالَى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}[ الحج: ٨ – ٩] و قَالَ تَعَالَى:{ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: ٢٦]وإن اتبع الرأي ضل. قَالَ تَعَالَى:{ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: ٢٣]وقَالَ تَعَالَى:{ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } [يونس: ٣٦]وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ‬يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ).رواه البخاري([4])وإن اتبع أقوال فسقة العلماء ضل. قَالَ تَعَالَى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } [سورة التوبة: ٣٤]وإن اتبع مجرد أقوال الصالحين ضل. قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [سورة التوبة: ٣١]وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬«لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ».قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([5]) ومسلم([6])كتاب:تفسير الرحمن لآي القرآن. باب: تفسيره لقوله ولكن كونوا ربانيين. قَالَ تَعَالَى:{ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: ٧٩]ففسر الربانيين بأنهم الذين يدرسون الكتاب والسنة ويعلمونهما للناس. قَالَ تَعَالَى:{بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران: ٧٩]والباء للسببية فقوله. قَالَ تَعَالَى:{بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ} أي بسبب كونكم تعلمون الكتاب صرتم ربانيين .وقوله قَالَ تَعَالَى:{وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران: ٧٩] أي بسبب كونكم تدرسون الكتاب صرتم ربانيين.وجميع النبيين من الربانيين عليهم صلوات الله وسلامه لأنهم لايتعلمون ولايعلمون الناس غيرالوحي.قَالَ تَعَالَى:{ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} [النساء: ١١٣]و قَالَ تَعَالَى:{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً}[الإسراء: ١٠٦]و قَالَ تَعَالَى:{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}[ آل عمران: ١٦٤] فالنبيﷺ‬ يفسر القرآن بوحي الرحمن بلا زيادة .قَالَ تَعَالَى:{ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{43} وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ{44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ{45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ{46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}[الحاقة: ٤٣ - ٤٧] و يفسر القرآن بوحي الرحمن بلا تبديل. قَالَ تَعَالَى:{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[يونس ١٥ ]والربانيون من العلماء هم ورثة الأنبياء في تعلم الكتاب والسنة وتعليمهما وتفسيرهما بدون زيادة ولا تبدليل.كتاب:تفسير الرحمن لآي القرآن. باب: تفسيره لقوله فاسألوا أهل الذكر. قَالَ تَعَالَى:{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[النحل٤٣ ]ثم فسر الذكر وأهله الرحمن ولم يدع تفسيرهما لإنسان.ففسر الذكر بالقرآن. قَالَ تَعَالَى:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ{41} لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: ٤١ – ٤٢]وفسرأهل الذكربأنهم الذين يعملون به.عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَt قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ rيَقُولُ « يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا ».رواه مسلم([7])وبينعلامات أهل الذكر لمعرفتهم والدراسة عليهم وسؤالهم عن الله و دينه ونبيه. العلامة الأولى: معرفة الذكر. قَالَ تَعَالَى:{ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ: ٦] و قَالَ تَعَالَى:{ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}[ الرعد: ١٩] بخلاف من ليسوا من أهل الذكر. إذلا يعرفون الذكر. قَالَ تَعَالَى:{ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} [الأنبياء: ٢٤] العلامة الثانية: الإيمان بالذكر كله. قَالَ تَعَالَى:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا}[آل عمران: ٧]و قَالَ تَعَالَى:{وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ}[ آل عمران: ١١٩]بخلاف من ليسوا من أهل الذكر.إذ لايؤمنون إلاببعضه. قَالَ تَعَالَى:{ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [سورة البقرة: ٨٥]العلامة الثالثة: اتباع الذكر في عقائدهم وأقوالهم وأفعالهم وأعمالهم وفتواهم وتعليمهم. قَالَ تَعَالَى:{ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} [ يس:١١] بخلاف من ليسوا من أهل الذكر.إذ يتبعون غيرالذكر. قَالَ تَعَالَى:{ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} [ الروم: ٢٩]و قَالَ تَعَالَى:{ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ } [ البقرة: ١٠٢] وقَالَ تَعَالَى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ } [الحج: ٣ - ٤]العلامة الرابعة: الإنتفاع بالذكر. قَالَ تَعَالَى:{ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [ ق: ٤٥ ]و قَالَ تَعَالَى:{ وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [ الأنعام: ٥١]بخلاف من ليسوا من أهل الذكر.إذلاينتفعون بالذكر. قَالَ تَعَالَى:{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [لقمان: ٧ ]العلامة الخامسة: حفظ الذكر. قَالَ تَعَالَى:{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} [العنكبوت: ٤٩ ] وعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍt قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬يَقُولُ « نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ».رواه أبو داود([8]) بسند صحيحالعلامة السادسة: فهم الذكر.قَالَ تَعَالَى:{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [سورة العنكبوت: ٤٣]و قَالَ تَعَالَى:{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [ الفرقان: ٧٣ ] بخلاف من ليسوا من أهل الذكر.إذ يتلونه ولا يفهمونه.قَالَ تَعَالَى:{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [سورة البقرة: ٧٨] وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([9]) ومسلم([10])العلامة السابعة: العمل بالذكر. قَالَ تَعَالَى:{قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً{107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً{108} وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [سورة الإسراء: ١٠٧ – ١٠٩ ]وَ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَt قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ‬يَقُولُ « يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا ».رواه مسلم([11])بخلاف من ليسوا من أهل الذكر.إذ لايعملون بالذكر. قَالَ تَعَالَى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ{175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة الأعراف: ١٧٥ – ١٧٦]و قَالَ تَعَالَى:{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة الجمعة: ٥] وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ».قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ«فَمَنْ».رواه البخاري([12])ومسلم([13])العلامة الثامنة: لايتعلمون ولايعلمون لمعرفة ربهم ودينهم ونبيهم إلا الذكر. قَالَ تَعَالَى:{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً}[سورة الإسراء: ١٠٦]و قَالَ تَعَالَى:{وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [ آل عمران: ٧٩]و قَالَ تَعَالَى:{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} [ البقرة: ١٥١]و قَالَ تَعَالَى:{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [ آل عمران: ١٦٤]العلامة التاسعة: لايبينون للناس لمعرفة الرب والدين والنبي إلا الذكر. قَالَ تَعَالَى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [ النحل: ٤٤]بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ لايبينون للناس إلا أهوائهم لاالكتاب والسنة. قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}[ الأنعام: ١١٩] و لايبينون للناس إلا مايرونه بعقولهم المجردة لا الكتاب والسنة. قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}[ الحج: ٨ – ٩] و لايبينون للناس إلا أقوال العلماء والأئمة لا الكتاب والسنة. قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [ التوبة: ٣١ ]  وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([14]) ومسلم([15])العلامة العاشرة: لا يفتون الناس إلا بالذكر.قَالَ تَعَالَى:{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة الأنبياء٧]وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t: أنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلاَّ قَضَيْتَ لِى بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقَالَ الْخَصْمُ الآخَرُ وَهُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ نَعَمْ فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَائْذَنْ لِى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« قُلْ ». قَالَ إِنَّ ابْنِى كَانَ عَسِيفًا([16]) عَلَى هَذَا فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ وَإِنِّى أُخْبِرْتُ أَنَّ عَلَى ابْنِى الرَّجْمَ فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَوَلِيدَةٍ فَسَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فَأَخْبَرُونِى أَنَّمَا عَلَى ابْنِى جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ وَأَنَّ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ الْوَلِيدَةُ وَالْغَنَمُ رَدٌّ وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ إِلَى امْرَأَةِ هَذَا فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا ». قَالَ فَغَدَا عَلَيْهَا فَاعْتَرَفَتْ فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬ فَرُجِمَتْ.رواه البخاري([17]) ومسلم([18])بخلاف دعاة الثنتين والسبعين إذ يفتون الناس بالجهل لابالكتاب والسنة. قَالَ تَعَالَى:{وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [ الأنعام: ١١١]  وعَنْ عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ tقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الَّهِ ﷺ‬ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)رواه البخاري([19]) ومسلم([20])ويفتون الناس بالرأي لابالكتاب والسنة. قَالَ تَعَالَى:{إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [ النجم: ٢٣]وَعَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ).رواه البخاري([21])و يفتون الناس بالهوى لا بالكتاب والسنة . قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}[ الأنعام: ١١٩] و يفتون الناس بأقوال العلماء والأئمة لا بالكتاب والسنة لأنهم أعياهم حفظ السنن. قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[ التوبة: ٣١ ]وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([22])ومسلم([23])العلامة الحادية عشرة: لايحكمون بين الناس إلا بالذكر .العلامة الحادية عشرة: لايحكمون بين الناس إلا بالذكر.قَالَ تَعَالَى:{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ}[ المائدة:٤٩]بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ يحكمون بغير الذكر.قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ{49} أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[ المائدة: ٤٩ – ٥٠]العلامة الثانية عشرة: لايتحاكمون عند التنازع إلاإلى الذكر.قَالَ تَعَالَى:{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [ النساء: ٥٩]و قَالَ تَعَالَى:{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [ الشورى١٠] بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ يتحاكمون إلى القوانين الوضعية والأحكام العرفية. قَالَ تَعَالَى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} [ النساء: ٦٠]العلامة الثالثة عشرة: لا يدعون الناس إلا إلى الذكر. قَالَ تَعَالَى:{وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ}[سورة الحج: ٦٧]وقَالَ تَعَالَى:{وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ يدعون الناس إلى أنفسهم لا إلى الذكر. قَالَ تَعَالَى:{وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [سورة الأنبياء: ٢٩] و يدعون الناس إلى حز بهم وطائفتهم لا إلى الذكر. قَالَ تَعَالَى:{لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [ الأنعام: ٧١]و يحذرون من اتباع غير طائفتهم وحزبهم بقولهم.{وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ}[ آل عمران: ٧٣] و يدعون الناس إلى جماعتهم لا إلى الذكر.  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :tأَنَّ رَسُوْلَ اللهِﷺ‬ قَالَ:(مَنْ قاتلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ , أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ , أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ , فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ([24]).فهم يدعون الناس إلى النار لا إلى الله. قَالَ تَعَالَى:{أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [سورة البقرة: ٢٢١]و قَالَ تَعَالَى:{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ}[ القصص: ٤١] وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِt قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ « دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ « نَعَمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ». فَقُلْتُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ ».رواه البخاري([25]) ومسلم([26])العلامة الرابعة عشرة: لايهدون الناس إلا إلى اتباع الذكر.قَالَ تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{52} صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ}[ الشورى: ٥٢ – ٥٣]بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ يهدون الناس إلى اتباع آرائهم لا إلى اتباع الذكر. قَالَ تَعَالَى:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [سورة الأنعام: ١١٦]و يهدون الناس إلى اتباع الشيطان لا إلى اتباع الذكر.  قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [ الحج: ٣ – ٤]ويهدون الناس إلى اتباع العقل لا إلى اتباع الذكر.قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8}ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} [ الحج: ٨ – ٩] ويهدون الناس إلى اتباع أقوال وأفعال وسيرالصالحين من العلماء والعباد لا إلى اتباع الذكر. قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة التوبة: ٣١] وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([27]) ومسلم([28]) باب: تفسيره للدين.فسر الدين لغة بعشرة تفاسير .هي الإسلام والملة والعبادة والتوحيد والعمل والطاعة والصلاة والإنقياد والجزاء والثابت الباقي الذي لم يتغير.التفسير الأول: الإسلام.قَالَ تَعَالىَ:{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }[ آل عمران: ١٩]و قَالَ تَعَالىَ: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }[آل عمران85]و قَالَ تَعَالىَ:{ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}[ التوبة: ١١]أي في الإسلام.و قَالَ تَعَالىَ:{ فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ}[ التوبة: ١٢٢] أي لتفقهوا في الإسلام.و قَالَ تَعَالىَ:{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[ التوبة: ٣٣] ودين الحق أي دين الإسلام. وقَالَ تَعَالىَ:{ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[ البقرة: ١٣٢] إن الله أصطفى لكم الدين أي اصطفى لكم الإسلام. بدليل قوله .فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون. وَقَالَ تَعَالىَ:{ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ }[ الأنفال: ٤٩]دينهم أي إسلامهم.التفسير الثاني: الملة. قَالَ تَعَالىَ:{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [ الأنعام: ١٦١ ] ففسر الدين بالملة وَقَالَ تَعَالىَ:{ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} [آل عمران: ٢٤] أي في ملتهم المحرفة. وَقَالَ تَعَالىَ:{ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ} [الأنفال: ٤٩] أي ملتهم.التفسير الثالث: العبادة. قَالَ تَعَالىَ:{ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ } [الحجرات:١٦]بدينكم أي بعبادتكم.وَقَالَ تَعَالىَ:{ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ}[النساء: ١٤٦]دينهم أي عبادتهم. وَقَالَ تَعَالىَ:{ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}[ الأنعام: ١٣٧]ليلبسوا عليهم دينهم أي عبادتهم. وَقَالَ تَعَالىَ:{ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ }[ الأنفال: ٤٩]دينهم أي عبادتهم.التفسير الرابع: التوحيد. قَالَ تَعَالىَ:{ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ}[النساء: ١٤٦]أي توحيدهم.و قَالَ تَعَالىَ:{ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ }[ الأعراف: ٢٩]أي التوحيد . التفسير الخامس: العمل. قَالَ تَعَالىَ:{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[ الأنفال: ٣٩]ويكون الدين كله لله أي العمل كله لله.قَالَ تَعَالىَ:{ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ } [الحجرات:١٦]بدينكم أي بأعمالكم. و قَالَ تَعَالىَ:{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ} [الزمر: ٢]مخلصاً له الدين أي مخلصاً له عمل القلب والجوارح.و قَالَ تَعَالىَ:{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } [الزمر: ٣]الدين الخالص أي العمل الخالص و قَالَ تَعَالىَ:{ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً } [النحل: ٥٢ ]وله الدين واصباً أي العمل خالصاً. و قَالَ تَعَالىَ:{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت: ٦٥]دعو ا الله مخلصين له الدين أي العمل. و قَالَ تَعَالىَ:{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}[الأنعام: ١٥٩ ]و قَالَ تَعَالىَ:{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم:٣٢]فرقوا دينهم أي فرقوا عملهم. و قَالَ تَعَالىَ:{ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ} [الأنفال: ٤٩] دينهم أي عملهم. التفسير السادس: الطاعة. قَالَ تَعَالىَ:{ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ}[يوسف: ٧٦ ]أي في طاعة الملك .و قَالَ تَعَالىَ:{ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحجرات:١٦]بدينكم أي بطاعتكم.التفسير السابع: الصلاة. قَالَ تَعَالىَ:{ قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: ٨٧] أصلاتك تأمرك ؛ أي دينك يأمرك .التفسير الثامن: الانقياد.عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍt: أن النبيﷺ‬ قَالَ) أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدِّي الْعَجَمُ إِلَيْهِمْ الْجِزْيَةَ لاإله إلا الله)رواه أحمد([29])التفسير التاسع: الجزاء والحساب. قَالَ تَعَالىَ:{ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} [الذاريات: ٦]و قَالَ تَعَالىَ:{وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ}[المعارج: ٢٦] و قَالَ تَعَالىَ:{يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ}[ النور: ٢٥] و قَالَ تَعَالىَ:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ{17} ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ{18}يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}[الانفطار: ١٧ – ١٩]التفسير العاشر. الثابت الباقي الذي لم يغير بتقديم أوتأخير أوزيادة أونقص. قَالَ تَعَالىَ:{ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}[ يوسف: ٤٠]و قَالَ تَعَالىَ:{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } [ التوبة: ٣٦]وفسرالدين شرعاً. بكل ما شرعه الله من العقائد والأعمال والأقوال والأفعال . قَالَ تَعَالىَ:{ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} [الشورى:١٣]وقد شرع الناس: عقائداً وأعمالاً وأقوالاً وأفعالاً ليست من دين الإسلام. قَالَ تَعَالىَ:{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ } [ الشورى: ٢١] فأمرالله باتباع ما شرعه وترك ما شرعه الناس. قَالَ تَعَالىَ:{ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ{18} إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً} [الجاثية: ١٨ - ١٩] باب: تفسيره للإسلام.فسرالإسلام لغة: بعدة تفاسير.التفسير الأول: الانقياد لأمرالله وأمررسولهﷺ‬ . قَالَ تَعَالىَ:{ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً} [الجن: ١٤]وقوله: [ فَمَنْ أَسْلَمَ ]أي فمن انقاد لله ظاهراً بالإسلام وباطناً بالإيمانو قَالَ تَعَالىَ:{ أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } [آل عمران: ٨٣]وقوله: [وَلَهُ أَسْلَمَ] أي وله انقاد. و قَالَ تَعَالىَ:{ فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }[آل عمران: ٢٠]وقوله: [أَأَسْلَمْتُمْ]أي هل انقدتم.فإن أسلموا أي انقادوا التفسير ا لثاني:التذلل والخضوع و الاستسلام. قَالَ تَعَالىَ:{ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة: ١٣١]وقوله: [ أَسْلِمْ ] أي استسلم . وقوله: [قَالَ أَسْلَمْتُ] أي استسلمت لله ظاهراً بالإسلام وباطناً بالإيمان.و قَالَ تَعَالىَ:{ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ }[ الأنعام: ١٤]وقوله: [أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ] أي أول من استسلم لله ظاهراً بالإسلام وباطناً بالإيمان من أمته. و قَالَ تَعَالىَ:{ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }[آل عمران: ٢٠]وقوله: [ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ] أي فإن استسلموا لله ظاهراً بالإسلام وباطناً بالإيمان فقد اهتدوا.و قَالَ تَعَالىَ:{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ }[ الحجرات:١٤] أي استسلمنا باطناً بالإيمان قل لم تستسلموا باطناً بالإيمان وإنما استسلمتم ظاهراً بالإسلام.التفسير الثالث: الإخلاص لله .قَالَ تَعَالىَ:{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} [الزمر: ٥٤ ]وقوله: [وَأَسْلِمُوا لَهُ]أي أخلصوا العبادة والعمل له.و قَالَ تَعَالىَ:{ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا } [الحج: ٣٤ ] وقوله: [فَلَهُ أَسْلِمُوا] أي أخلصوا العبادة والعمل له.و قَالَ تَعَالىَ:{ وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [غافر: ٦٦]وقوله: { وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } أن أخلص لله رب العالمين.و قَالَ تَعَالىَ:{ فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ }[آل عمران: ٢٠]وقوله: { فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ }أيأخلصت عملي وعبادتي لله.و قَالَ تَعَالىَ:{ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} البقرة[112]وقوله { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ } البقرة[112]أي من أخلص عمله وعبادته لله.و قَالَ تَعَالىَ:{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{162} لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: ١٦٢ – ١٦٣] وقوله [وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ] أي أول المخلصين.التفسير الرابع: الخالص . قَالَ تَعَالىَ: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }[الزمر29] وقوله: سَلَماً لِّرَجُلٍ أي خالصاً لرجل.وفسر الإسلام شرعاً: بالاستسلام لله ظاهراً بالإسلام وباطناً بالإيمان. قَالَ تَعَالىَ: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[الحجرات: ١٤ ]  باب: تفسيره للإيمان.وفسر الإيمان لغة بعدة تفاسير. التفسير الأول:التصديق.  قَالَ تَعَالىَ:{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ}[العنكبوت26] أي صدقه.و قَالَ تَعَالىَ:{وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ }[يونس40]و قَالَ تَعَالىَ:{ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ}[التوبة61]و قَالَ تَعَالىَ:{وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ }[يوسف17]بمؤمن لنا أي بمصدق لنا.التفسير الثاني: اليقين. قَالَ تَعَالىَ:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ الأنفال: ٢ ] زادتهم إيما ناً أي يقيناً.و قَالَ تَعَالىَ:{وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }[التوبة124]و قَالَ تَعَالىَ:{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }[الأحزاب22]و قَالَ تَعَالىَ:{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }[الفتح4] و قَالَ تَعَالىَ:{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً }[المدثر31]وقَالَ تَعَالىَ:{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}[آل عمران:١٧٣]وفسرالإيمان شرعاً. بتصد يق القلب وعمله وعمل الجوارح. قَالَ تَعَالىَ:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{2} الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: ٢ - ٤]قلت:ففي قوله [ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ] إيمان القلب. أي تصديقه وعمله. وفي قوله { الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }إيما ن اللسان وسائر الجوارح. أي تصديقها وعملها. وفي قوله { أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً } . شهادة بصحة الإيمان لكل من صدق وعمل بقلبه وجوارحه. وفي قوله {لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}. بيان لقبول الإيمان الذي بينه الله والثواب عليه. قَالَ تَعَالىَ:{ فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[ البقرة:١٣٧] فلا ينفع التصديق بدون عمل. قَالَ تَعَالىَ:{ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ }[ البقرة: ٨٩]ولاينفع العمل بدون تصديق. قَالَ تَعَالىَ:{ إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون: ١]و قَالَ تَعَالىَ:{ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَالتوبة}[التوبة: ٥٤] باب: تفسيره للإحسان. فسر الإحسان لغة. بعدة تفاسير.التفسير الأول: الإتباع لما شرعه الله. قَالَ تَعَالىَ:{ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [لقمان: ٢٢]و قَالَ تَعَالىَ:{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء: ١٢٥]التفسير الثاني: الأفضل. قَالَ تَعَالىَ:{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ } [النساء: ١٢٥]و قَالَ تَعَالىَ:{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}[ الملك: ٢]و قَالَ تَعَالىَ:{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[فصلت: ٣٣]التفسير الثالث: البر والصلة والمعروف. قَالَ تَعَالىَ:{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً}[ الإسراء: ٢٣]التفسير الرابع: الكلام الطيب الجميل. قَالَ تَعَالىَ:{ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً }[البقرة: ٨٣]التفسير الخامس: الإخلاص. قَالَ تَعَالىَ:{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}[ النحل: ٩٠]وفسر الإحسان. شرعاً أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قَالَ تَعَالىَ:{ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}[ يونس: ٦١]و قَالَ تَعَالىَ:{ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ}[ التوبة: ١٠٥]و قَالَ تَعَالىَ:{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ{217} الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ{218} وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ{219} إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[ الشعراء: ٢١٧ - ٢٢٠]وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t: أَنَّ الْنَّبِيَّ قَالَ.( الإِحْسَانِ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) رواه مسلم([30])وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.([1])مسند أحمد  رقم17142 (ج 28 / ص 367)([2])- صحيح مسلم رقم 2137 (ج 6 / ص 245) باب حجة النبيr(3)-موطأ مالك  رقم  1395 (ج 5 / ص 371)([4])صحيح البخاري رقم7307  (ج 18 / ص 288) بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ وَتَكَلُّفِ الْقِيَاسِ  ([5])صحيح البخاري رقم7320 (ج 18  ص 307)  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ([6])صحيح مسلم رقم 6952(ج 8 / ص 57) باب اتباع سنن اليهود(1) مسلم 1912 (ج 2ص 197)باب فَضْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ  .([8]) أبو داود رقم 3662  (ج 3 / ص 360) باب فضل نشر العلم(2)صحيح البخاري رقم7320 (ج 18  ص 307)  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ(1)صحيح مسلم رقم 6952(ج 8 / ص 57) باب اتباع سنن اليهود(2)صحيح مسلم رقم1912 (ج 2 / ص 197)باب فَضْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَسُورَةِ الْبَقَرَةِ(1)صحيح البخاري رقم7320 (ج 18  ص 307)  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ(2)صحيح مسلم رقم 6952(ج 8 / ص 57) باب اتباع سنن اليهود(1)صحيح البخاري رقم7320 (ج 18  ص 307)  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ(2)صحيح مسلم رقم 6952(ج 8 / ص 57) باب اتباع سنن اليهود(3) العسيف هو  الأجير(1)صحيح البخاري 6827  (ج 17 / ص 190) بَاب الِاعْتِرَافِ بِالزِّنَا(2)صحيح مسلم رقم4531(ج 5 / ص 121)باب من اعترف على نفسه(3)صحيح البخاري رقم100 (ج 1 / ص 105) بَاب كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ(4)مسلم 6971 (ج 8 / ص 60)  باب رَفْعِ الْعِلْمِ وَقَبْضِهِ وَظُهُورِ الْجَهْلِ([21])البخاري رقم7307  (ج 18 / ص 288) بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ    (2 ) البخاري رقم7320 (ج 18  ص 307)  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ([23])صحيح مسلم رقم 6 952(ج 8 / ص 57) باب اتباع سنن اليهود([24]) صحيح مسلم رقم1848ج3ص1476.([25])صحيح البخاري رقم 7084 (ج 17 / ص 578) بَاب كَيْفَ الْأَمْرُ إِذَا لَمْ تَكُنْ جَمَاعَةٌ([26])صحيح مسلم رقم 4890(ج 6 / ص 20) باب الأمر بلزوم الجماعة([27])صحيح البخاري رقم7320 (ج 18  ص 307)  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ([28])صحيح مسلم رقم 6952(ج 8 / ص 57) باب اتباع سنن اليهود([29])مسند أحمد رقم2008  (ج 3 / ص 458)([30])صحيح مسلم 102 (ج 1 / ص 28) باب معرفة الإيمان والإحسان