البحث

عبارات مقترحة:

الرب

كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...

الرفيق

كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

من علامات الفلاح حسن الخاتمة

العربية

المؤلف عبد الله بن علي الطريف
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - المنجيات
عناصر الخطبة
  1. الدنيا دار اختبار .
  2. الأعمال بخواتيمها .
  3. نماذج لتوفيق الله تعالى للسلف الصالح لحسن الخاتمة .
  4. السعي لإدراك حسن الخاتمة .
  5. من علامات حسن الخاتمة .
  6. الخاتمة السيئة .

اقتباس

يقول ابن القيم -رحمه الله-: واعلم أن سوء الخاتمة -أعاذنا الله تعالى منها- لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، ما سُمع بهذا ولا عُلم به، ولله الحمد؛ وإنما تكون لمن له فساد في العقيدة، أو إصرار على الكبيرة، وإقدام على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى يَنْزل عليه الموت قبل التوبة؛ فيأخذه قبل إصلاح الطوية، ويَصْطَلِمَ قبل الإنابة(أي يقطع ويستأصل قبل الإنابة)؛ فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة، والعياذ بالله! ..

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا) [الكهف:1]، وَ(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك:1-2].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الملك والتدبير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أولوا العزم والتشمير.

أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

لقد خلق الله الموت والحياة لهدف كبير، وسبب عظيم، فقد خلق الله الخلق وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سينقلون منها، وأمرهم ونهاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شر الجزاء.

قال القرطبي: قيل في معنى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ: أي خلقكم للموت والحياة، يعني للموت في الدنيا وللحياة في الآخرة، وقدم الموت على الحياة، لان الموت إلى القهر أقرب.

أيها الإخوة: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:185].

قال الشيخ: السعدي: هذه الآية الكريمة فيها التزهيد في الدنيا بفنائها وعدم بقائها، وأنها متاع الغرور، تفتنُ بزخرفها، وتخدع بغرورها، وتغر بمحاسنها، ثم هي مُنْتَقِلَةٌ، ومُنْتَقَلٌ عنها إلى دار القرار، التي توفَّى فيها النفوس ما عملت في هذه الدار، من خير وشر... فمن زُحْزِحَ، أي: أخرج، عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، أي: حصل له الفوز العظيم بالنجاة من العذاب الأليم، والوصول إلى جنات النعيم، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

ومفهوم الآيةِ أنَّ مَن لم يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فإنه لم يفز، بل قد شقي الشقاء الأبدي، وابْتُلِيَ بالعذاب السرمدي. اهـ.
ـ
أيها الأحبة: سأذكر موقفين من السنة للتأمل الأول ما رواه الْبَرَاءُ : قال: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مُقَنَّعٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُسْلِمُ أَوْ أُقَاتِلُ؟ قَالَ: "لا؛ بَلْ أَسْلِمْ، ثُمَّ قَاتِلْ"، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ -رضي الله عنه-، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَذَا عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيرًا" متفق عليه.

الموقف الثاني: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أن رَجُلاً كان يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنْهُمْ، (أي من أعظم المسلمين إجزاءً وكفاية عنهم) ولَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَقَالَ بِذُبَابَةِ سَيْفِهِ (طرفه الذي يضرب به) فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ فَتَحَامَلَ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا" رواه البخاري.

مَن سمع هذين الخبرين قال: اللهم ارزقنا حسن الخاتمة! أجل! إن حسن الخاتمة أعظم مِنَّة يَمُنُّ اللهُ بها على عبده، وهي أن يوفق العبد قبل موته للتقاصي عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة.

فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا عَلَيْكُمْ أَنْ لا تَعْجَبُوا بِأَحَدٍ، حَتَّى تَنْظُرُوا بِمَ يُخْتَمُ لَهُ، فَإِنَّ الْعَامِلَ يَعْمَلُ زَمَانًا مِنْ عُمْرِهِ، أَوْ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ، بِعَمَلٍ صَالِحٍ، لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلاً سَيِّئًا، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْبُرْهَةَ مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ سَيِّئٍ، لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ النَّارَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلاً صَالِحًا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ: "يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ" رواه أحمد وغيره وصححه الألباني وغيره. جعلني الله وإياكم ممن أراد الله بهم الخير فأحسن خاتمتهم.

أيها الإخوة: لقد وفق الله تعالى كثيراً من السلف الصالح -رحمهم الله- لحسن الخاتمة، وماتوا وهم على طاعة داوموا عليها فترة حياتهم، فهذا عبدُالرحمنِ بنُ الأسود النخعي أبو حفص الإمام ابن الإمام الفقيه وهو تابعي ثقة من خيار الناس لما احْتُضِرَ بكى فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أسفاً على الصلاة والصوم، ولم يزل يتلو القرآن حتى مات، رحمه الله.

وهذا أبو حكيم الخبري الفقيه الفرضيّ برع في الفرائض، والحساب، والعربيّة كان يكتب المصاحف ويحكى أنه كان ذات يوم قاعداً مستنداً يكتب في المصحف فوضع القلم من يده واستند وقال: إن كان هذا موتاً فوالله إن هذا موت طيب هنيّ، ثم مات رحمه الله.

أما مجاهد بن جبر فقد قال عنه الذهبي: بأنه شيخ القراء والمفسرين. وقد مات -رحمه الله- وهو ساجد.

وفي هذا المسجد المبارك، وقبل ليلتين، كان الشيخ علي المشيلح -رحمه الله- يقوم الليل ويتهجد كعادته آخر كل ليلة فوافاه الأجل المحتوم وهو ساجد بين يدي الله تعالى بعد سبع وتسعين سنة قضى منها ستين سنة في إمامة المسلمين، كما حدثني بذلك ابنه حفظه الله. رحِمَه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان، وغير ذلك كثير. نسأل الله لنا جميعاً حسن الخاتمة والعمل الصالح.

أقول ما تسمعون...

الخطبة الثانية:

أيها الإخوة: لكي يدرك العبد المؤمن حسن الخاتمة فينبغي له أن يلزم طاعة الله وتقواه، ويحذر من ارتكاب المحرمات، فقد يموت عليها، وأن يبادر إلى التوبة من الذنوب.

ومن العلامات التي يظهر بها للعبد حسن خاتمته ما يُبشّر به عند موته من رضا الله تعالى واستحقاقه لكرامته تفضلاً منه -تعالى-، كما قال -جل وعلا-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) [فصلت:30-32].

قال الشيخ السعدي: أي: اعترفوا ونطقوا ورَضُوا بربوبيِّة الله تعالى، واستسلموا لأمره، ثم استقاموا على الصراط المستقيم، علمًا وعملاً؛ فلهم البشرى في الحياة الدنيا، وفي الآخرة: تَتَنَزْلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ. الكرام، أي: يتكرر نزولهم عليهم، مبشرين لهم عند الاحتضار. أَلا تَخَافُوا: على ما يستقبلُ من أمركم، وَلا تَحْزَنُوا: على ما مضى، فنفوا عنهم المكروه الماضي والمستقبل، وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ: فإنها قد وجبت لكم وثبتت، وكان وعد الله مفعولاً.

ويقولون لهم أيضا مثبتين لهم، ومبشرين: نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ. يحثُّونهم في الدنيا على الخير، ويُزَيِّنونه لهم، ويرهِّبونهم عن الشرِّ، ويقبِّحونه في قلوبهم، ويَدْعون الله لهم، ويثبتونهم عند المصائب والمخاوف، وخصوصًا عند الموت وشدته، والقبر وظلمته، وفي القيامة وأهوالها، وعلى الصراط، وفي الجنة يهنئونهم بكرامة ربهم، ويدخلون عليهم من كل باب، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ.

أيها الأحبة: إذا حضرت الوفاة العبد المؤمن ورأى البشرى بالنجاة أحب لقاء الله فيحب الله لقاءه، فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ -رضي الله عنه- عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَه" قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ! قَالَ: "لَيْسَ ذَاكِ! وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ" رواه البخاري.

وذكر أهل العلم علامات كثيرة لحسن الخاتمة ذكر الألباني في كتاب الجنائز منها بضع عشرة علامة منها: نطق المؤمن بالشهادة عند الموت، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ -رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ" رواه أبو داود، وعند أحمد: "وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ" وهو صحيح.

ومنها الموت على عمل صالح، فعَنْ حُذَيْفَةَ -رضي الله عنه-: قَالَ: أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى صَدْرِي فَقَالَ: "مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وخُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ" رواه أحمد وقال الألباني إسناده صحيح.

ومنها الموت ليلة الجمعة أو نهارها، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ" رواه أحمد وحسنه الألباني.

ومنها: الموت برشح الجبين، فعَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ -رضي الله عنه-، عن أبيه، أنه كان بِخُرَاسَانَ، فَعَادَ أَخًا لَهُ وَهُوَ مَرِيضٌ فَوَجَدَهُ بِالْمَوْتِ، وَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ جَبِينُهُ فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ" رواه أحمد وغيره وقال الألباني إسناده صحيح.

أما الخاتمة السيئة فهي أن تكون وفاة الإنسان -نعوذ بالله- منها وهو معرض عن ربه -جل وعلا-، مقيم على ما يسخطه -سبحانه-، مضيع لما أوجبه الله عليه، قال ابن كثير -رحمه الله-: إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت.

ويقول ابن القيم -رحمه الله-: وأعلم أن سوء الخاتمة -أعاذنا الله تعالى منها- لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، ما سُمع بهذا ولا عُلم به، ولله الحمد؛ وإنما تكون لمن له فساد في العقيدة، أو إصرار على الكبيرة، وإقدام على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى يَنْزل عليه الموت قبل التوبة؛ فيأخذه قبل إصلاح الطوية، ويَصْطَلِمَ قبل الإنابة(أي يقطع ويستأصل قبل الإنابة)؛ فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة، والعياذ بالله!.

وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة...