البحث

عبارات مقترحة:

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

الملك

كلمة (المَلِك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعِل) وهي مشتقة من...

لحظات الاحتضار

العربية

المؤلف القسم العلمي بدار ابن خزيمة
القسم كتب وأبحاث
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات صلاة الجنازة - الموت وأحكامه
لا أحد يجهل حقيقة الموت، ولا أحد يجادل في وقوعه وحصوله ومع ذلك نغفل عنه، وهذا الكتيب يبين بعض أحوال المحتضرين، وكيفية الإستعداد للموت.

التفاصيل

لحظات الاحتضار مقدمة أولاً: لحظات المحتضرين من أحوال المحتضرين: ثانيًا: كيف نستعد للموت؟ 1- اجتناب المنهيات: 2- أداء الفرائض والواجبات: 3- تذكر الموت ومحاسبة النفس: 4- الإكثار من الطاعات والقربات:  لحظات الاحتضارالقسم العلمي بدار ابن خزيمة بسم الله الرحمن الرحيم مقدمةأخي الكريم: تذكر أن الآخرة مقبلة، وأن الدنيا مدبرة، وأن الموت حقيقة لا محيد لك عنها، وشراب لا بد لك أن تشربه، وباب لا أبالك أن تلجه. فهل أعددت للقبر عدته؟ وللسؤال جوابه؟ !!فلا أحد يجهل حقيقة الموت، ولا أحد يجادل في وقوعه وحصوله، ولكن أين من يصدق علمه عمله؟ ومقاله فعاله؟ !! ولذلك قيل: ما رؤي شيء يقين أشبه بالشك من الموت!!فالموت يأتي بجهازه على الصغير والكبير، والرفيع والوضيع، والغبي والذكي والأبله والداهية، والمعسر والموسر، والملك والمملوك.قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾.وقال سبحانه: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ فالعاقل من يفكر في المآل، ويدع ما يكون مصيره إلى زوال، ويشغل النفس بالبر والتقوى وما فيه خير الآخرة والعقبة.والهالك، من أتبع نفسه هواها، وضيع أيامه في شهوات وملذات، وولج أبواب المعاصي والسيئات، وباع خسيسًا بنفيس.يا نفس ويحك! للمتاب فبادري من قبل أن تأتي الذنوب مسطره يا نفس جدي في التقى وتزودي عملاً وكوني للقا مستشعره يا نفس كم قوم على الدنيا احتووا ظلمًا وما لهم إذا من آخره يا نفس توبي اليوم من قبل الردى فعسى تكوني في غد مستبشره وتذكر أخي الكريم: أن الدنيا أيام معدودة، مستعارة مردودة، وأنك فيها في ابتلاء وأنها لك دار حظ وعمل، وأنه لا مفر لك من نهاية الأجل، وأن القبر فتنة وحساب فإما نعيم وإما عذاب، وأن المرء يموت على ما عاش عليه، ويبعث على ما مات عليه. ففريق في الجنة وفريق في السعير.فهل أعددت للموت عدته؟ وهل فكرت يومًا في وحشة القبور؟ وهل تأملت في أهوال الحشر والنشور؟ أعد على فكرك أسلاف الأمم وقف على ما في القبور من رمم ونادهم أين القوي منكم والقاهر أم أين الضعيف المهتضم تفاضلت أوصافهم فوق الثرى ثم تساوت تحته كل قدم أولاً: لحظات المحتضرينأخي الكريم: هل فكرت في يوم من الأيام كيف ستكون خاتمتك؟ هل خلوت بنفسك يومًا وسألتها: كيف قد تكونين يا نفسي ساعة الاحتضار؟ كيف سيكون حالك والناس مجتمعون حولك يبكون، ويتأسفون ولا أحد منهم يجد لك حيلة أو شفاء؟ كيف سيكون جوابك إن لقنك الحاضرون «لا إله إلا الله»؟ هل ستقولينها أم ينقبض اللسان؟ هل ستقبلينها أم تردينها فيختم لك بالكفر؟ فلربما كانت تلك الأسئلة من دواعي يقظتك، ومن موجبات زوال غفلتك، وانقطاعك عن اللهو واللعب، وتناسي لحظات الاحتضار العصبية، وثواني الفراق الأليمة، حيث سكرات الموت وخروج الروح وانتهاء العمر والأجل.أخي: هب أنك قد ملكت الأرض طُرًا ودان لك البلاد فكان ماذا أليس غدًا مصيرك جوف قبر ويحثو الترب هذا ثم هذا فتفكر يا عبد الله، فإنما هي أيام ولحظات وساعات معدودات، ويأتي داعي الموت، فلا هروب ولا محيد. ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾.مشيناها خطى كتبت علينا ومن كُتبت عليه خطى مشاها وأرزاق لنا متفرقات فمن لم تأته منا أتاها ومن كتبت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها  من أحوال المحتضرين: ولا بأس أخي الكريم، أن أذكر لك بعض لطائف المحتضرين، ممن فتح عليهم لحظة الموت بالثبات واليقين وختم لهم بصالح الأعمال، جزاء ما قدموا في حياتهم من الطاعات والقربات.فقد حكى القرطبي في كتابه التذكرة: عن شيخ شيخه أحمد بن محمد القرطبي أنه احتضر فقيل له: قل لا إله إلا الله، فكان يقول: لا. فلما أفاق ذكرنا له ذلك، فقال: أتاني شيطانان عن يميني وعن يساري. يقول أحدهما: مت يهوديًا فإنه خير الأديان. والآخر يقول: مت نصرانيًا فإنه خير الأديان. فكنت أقول لهم: لا. لا. أنى تقولان هذا!! فكان الجواب لهما (لا) لكم.فالله، الله، إذا نزل بك الموت، فلا يكن لك هم إلا الثبات على الدين والاستغفار من الذنوب، والتوبة النصوح، لعلك تلقى ربك طاهرا نقيًا. فإن عوارض الفتن عند الاحتضار لا تحصى، فربما وجد المرء تشوقًا إلى الدنيا، وانزعج لفراق الأحبة، أو ضعف عن تحمل سكرات الموت وزفراته، أو فتنه شيطان مريد فمال الإنسان عن دينه نسأل الله الثبات وحسن الخاتمة.وعن عبد الله بن الإمام أحمد، قال: حضرت وفاة أبي، فكان يغرف ثم يفيق ويقول: لا بعد. لا بعد. فعل هذا مرارًا، فقلت له: يا أبتّ أي شيء يبدو منك؟ قال: الشيطان قائم بحذائي عاض على أنامله يقول: فتني يا أحمد. وأنا أقول: لا بعد حتى أموت.فتذكر – أخي الكريم – عسر هذه اللحظات، وتذكر ما يحصل فيها من البلاء والفتن، فوالله إنها لأحرى بالتذكر والتأمل، والاستعداد والتشمير عن ساعد الجد بالانتهاء عما حرم الله، وفعل ما افترضه وأوجبه، والإكثار من الخيرات وما ينفع في الدار الآخرة. فإن ذلك من أعظم ما يسهل على المرء سكرة الموت، ويجعله ثابتًا موقنًا من دينه ساعة الاحتضار.فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يحتضر ويقرأ: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ [القمر: 54، 55].وهذا العلاء بن زياد لما حضرته الوفاة، بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: كنت والله أحب أن استقبل الموت بتوبة. قالوا: فافعل رحمك الله فدعا بطهور فتطهر، ثم دعا بثوب له جديد فلبسه، ثم استقبل القبلة، فأومأ برأسه مرتين أو نحو ذلك، ثم اضطجع ومات([1]). ولما احتضر عامر بن عبد الله بكى، وقال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون، اللهم إني أستغفرك من تقصيري وتفريطي، وأتوب إليك من جميع ذنوبي، لا إله إلا الله ثم لم يزل يرددها حتى مات.ومن لطيف قدرة الله، أنه سبحانه وتعالى يثبت المؤمنين بالقول الثابت لحظة الاحتضار وما ذلك إلا ثمرة صبرهم وتقواهم وملازمتهم للطاعات وبعدهم عن الخطايا والمعاصي والسيئات.وهذا عمر بن عبد العزيز رحمه الله، عند موته يقول: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: أنا الذي أمرتني فقصرت، ونهيتني فعصيت، ولكن لا إله إلا الله، ثم رفع رأسه فأحد النظر. فقالوا له: إنك لتنظر نظرًا شديدًا يا أمير المؤمنين. قال: إني أرى حضرة ما هم بإنس ولا جن ثم قبض رحمه الله وسمعوا تاليًا يتلو: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص: 83].أخي: فكن بالله ذا ثقة وحاذر هجوم الموت من قبل أن تراه وبادر بالمتاب وأنت حي لعلك أن تنال به رضاهُ  ثانيًا: كيف نستعد للموت؟أخي المسلم: أما وقد عرفت أن لحظة الاحتضار، لحظة امتحان، وأن الموت حتم لازم، ليس منه بد ولا منه مفر، فكن لتلك اللحظات على استعداد، وتزود بالتقوى ليوم المعاد، واعلم أنك تموت على ما حييت عليه، وأنك تبعث على ما مت عليه. فكيف نستعد للموت؟ ! 1- اجتناب المنهيات: فاجتنب أخي الكريم ما نهاك الله عنه، وجاهد نفسك بالابتعاد عن الشهوات والشبهات واعلم أن الله جل وعلا يغار على محارمه. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -. أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المرءُ ما حرم الله عليه»([2]). وقد أوعد الله جل وعلا من تعدى حدوده وانتهك حرماته بالفتنة والعذاب. فقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].واعلم حفظك الله، أن جملة ما نهى الله جل وعلا عنه يتلخص في ثلاثة أمور: الأول: الشرك. الثاني: الظلم. الثالث: الفواحش.قال تعالى في وصف المؤمنين: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ﴾ [الفرقان: 68].فعامة ما نهى الله جل وعلا ينضوي تحت هذه الثلاثة. فمن وفق لاجتنابها فقد استعد للموت حق الاستعداد، وكان اجتنابه نجاة له يوم المعاد.فقد حرم الله جل وعلا عنه الشرك وجعله موجبًا للخلود في النار فقال: «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء».وحرم الظلم فقال: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾ [الحج: 71].وعن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم» [رواه مسلم، 2578].وحرم الله جل وعلا الفواحش فقال: ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ﴾[الشورى: 37]. فهذه الثلاثة أصول المنهيات كلها، فمن حقق اجتنابها فقد اجتنب عامة ما نهى الله عنه. من الغيبة والنميمة والكذب وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والغش والخداع والمكر والغدر والخيانة وأكل أموال الناس بالباطل وغير ذلك مما يعد انتهاكًا لحرمات الله وحدوده.نادي القصور التي أقوت معالمها أين الجسوم التي طابت مطاعمها أين الملوك وأبناء الملوك ومن ألهاه ناضر دنياه وناعمها أين الأسود التي كانت تحاذرها أسد العرين ومن خوف تسالمها أين الذين لهوا عما له خلقوا كما لهات في مراعيها سوائمها أين العيون التي نامت فما انتبهت واهًا لها نومة ما هب نائمها  2- أداء الفرائض والواجبات: ولا تنجلى حقيقة إسلام العبد إلا بأداء ما افترضه الله عليه، ومن ذلك الصلاة والزكاة والصيام والحج لمن استطاع إليه سبيلا، فهذه هي ثوابت الإسلام وأركانه. فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان»([3]).فمن حافظ على هذه الفرائض وأداها على الوجه الذي يليق كما بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد جمع خصال الخير والفضل، وكان له ذلك أكبر عون على سكرات الموت ووحشة القبر وأثابه الله على ذلك أجرًا عظيمًا.فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن أعرابيًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته، دخلت الجنة، قال: «تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال: والذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا فلما ولى»، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا»([4]).نسأل الله أن يوفقنا للاستعداد ليوم الحاجة والمعاد، باجتناب ما حرم وفعل ما أمر ولا يجعلنا في النادمين ولا من الذين يطلبون الرجعة، ويسهل علينا شدة القبر وعلى جميع المسلمين.إذا المرء لم يلبس ثيابًا من التقى تقلب عريانًا وإن كان كاسيا وخير خصال المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا  3- تذكر الموت ومحاسبة النفس: أخي الكريم: ومما يعلي الهمة، ويدفع النفس إلى الاستعداد للموت، دوام ذكره ومذاكرته، وتوقع حصوله في كل لحظة وحين، ومحاسبة النفس على الأقوال والأفعال والخواطر.قال سفيان: من أكثر من ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة، ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النار.وقال حاتم الأصم: من مر بالمقابر فلم يتفكر لنفسه ولم يدع لهم فقد خان نفسه وخانهم. ولذلك فقد رغب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زيارة القبور لما لها من أثر بليغ على النفوس. فعن علي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزورها فإنها تذكركم الآخرة»([5]).وروي عن داود الطائي أنه مر على امرأة تبكي على قبر وهي تقول: عدمت الحياة ولا نلتها إذا كنت في القبر قد لحدوكا فكيف أذوق طعم الكرى وأنت بيمناك قد وسدوكا ثم قالت يا ابناه ليت شعري بأي خديك بدأ الدود؟ فصعق دواد مكانه وخر مغشيًا عليه.فأكثر أخي الكريم، من ذكر هادم اللذات، واعلم أنه آت لا محالة، واستعد للحساب وامتحان القبر.قال عمر بن الخطاب: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية([6]).ولذا ينبغي للعبد أن يحاسب نفسه كل وقت وحين على أداء الفرائض، واجتناب النواهي وأين قضى يومه، ومن أين اكتسب ماله، وفيم أنفقه، وماذا بطش بيده وأين سارت رجله، وماذا رأت عينه وماذا سمعت أذنه؟ فمتى كان العبد شديد المحاسبة لنفسه، مداومًا على التوبة والاستغفار مما يجده من التقصير والتفريط في جنب الله، كان أقرب إلى الثبات عند الموت، وأبعد عن الفتنة وشدة البلاء. 4- الإكثار من الطاعات والقربات: ومن ذلك الحرص على النوافل والأذكار، وأعمال الخير وبذل المعروف، والتخلق بالخلق الحسن مع الناس، فإنه ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من الخلق الحسن.قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل معروف صدقة»([7]).وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة»([8]).وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط قال: لما حضر أبا بكر الصديق الموتُ دعا عمر فقال له: اتق الله يا عمر، واعلم أن لله عملاً بالنهار ولا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى فرضيته، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله عليهم وحق لميزان يوضع فيه الحق غدًا أن يكون ثقيلاً»([9]).فاغنم العمر وبادر بالتقى قبل الممات وأنب وارجع وأقلِعْ من عظيم السيئات واطلب الغفران ممن ترتجي منه الهبات ثم نادي في الدياجي يا مجيب الدعوات اعف عنا يا رحيما وأقلنا العثرات وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.([1]) لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي ص(586).([2]) رواه البخاري 9/281 ومسلم (2761).([3]) رواه مسلم (2578).([4]) رواه البخاري 3/210 ومسلم (14).([5]) رواه مسلم.([6]) رواه الترمذي (2459) وقال: هذا حديث حسن.([7]) رواه البخاري 10/384 ومسلم 635.([8]) رواه البخاري 3/225 ومسلم 1016.([9]) انظر صفة الصفوة 1/117.