الشهيد
كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...
العربية
المؤلف | يوسف بن عبد الله الفارسي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
لقدْ حذّرَ اللهُ تعالى في القرآن الكريمِ وأنذرَ آكلَ الرِّبا، وأخبرَ تعالى أنَّ آكلَ الرِّبا بين الشيطانِ والنار، فقال -جلَّ شَأْنُه-: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ..
أمّا بعد: فاتقوا الله -عبادَ الله- حقَّ التقوى، قال الله -عز وجلّ-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
أما بعد:
نتكلمُ اليوم -بإذن الله- عن كبيرةٍ من كبائرِ الذنوبِ والمعاصي، حرّمَها دينُنا الحنيفُ تحريمًا قاطعًا؛ لما فيها مِن مُخالفةٍ لشرعِ الله وضررٍ وظُلمٍ للناس، وتوعَّدَ اللهُ ورسولُه مُرتَكِبَ هذه الكبيرةِ بوعيدٍ عظيم. هل عَلِمْتُمْ ما هي؟! إنها كبيرةُ أكلِ الرِّبا.
عباد الله: لقدْ حذّرَ اللهُ تعالى في القرآن الكريمِ وأنذرَ آكلَ الرِّبا، وأخبرَ تعالى أنَّ آكلَ الرِّبا بين الشيطانِ والنار، فقال -جلَّ شَأْنُه-: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 275]. فاللهُ -تبارك وتعالى- جعلَ أهلَ الرِّبا لا يقومون يومَ القيامةِ إلا كما يقوم الذي به مسٌّ من الشيطان، أي: به صرعٌ، وهذه فيه عقوبةٌ لهم وخِزيٌ وفضيحةٌ.
ومالُ الرِّبا ممحوقُ البركة، قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [البقرة: 276]. وهذه الآيةُ فيها تحذيرٌ من الله تعالى أنه لا يُباركُ في مالِ الرِّبا، وسوفَ يَمْحَقُه، أي: يُهْلِكُهُ ويُدمِّرُهُ، وصدقَ اللهُ -جل وعلا-: (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ) [الروم: 39].
وآكلُ الرِّبا قدْ أعلنَ اللهُ تعالى الحربَ عليه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) [البقرة: 278].
وهذه الآياتُ فيها تحذيرٌ خطير ووعيدٌ شديدٌ لأهلِ الرِّبا، حيثُ إنَّ اللهَ يقولُ لهم: إذا لم تتوبوا فائذَنوا بِحربٍ مِنَ اللهِ ورسولِه، أي: انتظروا حربَ اللهِ ورسولِه لكُم، ومَن يَستطيعُ أنْ يُحاربَ اللهَ ورسولَه؟! نسألُ اللهَ السلامةَ والعافية. يقولُ حَبْرُ الأُمةِ وإمامُ التَّفسيرِ عبدُ الله بنُ عباس -رضي الله عنهما- حولَ هذه الآيةِ: "يُقالُ يومَ القيامةِ لآكلِ الرِّبا: خذْ سِلاحَكَ للحرب".
واللهُ تعالى يَتوعّدُ أصحابَ الرِّبا باللقاءِ المحتومِ معه -جلَّ وعلا-، قال تعالى في آخرِ آياتِ الرِّبا: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281]. وفي هذه الآيةِ تذكيرٌ مِنَ اللهِ تعالى لأهلِ الرِّبا أن يَخافوا يومَ القيامةِ الذي يَرْجِعُ الناسُ فيه إلى ربِّهم، فَيُحاسِبُهم على أعمالِهم.
ولقد توعَّدَ اللهُ تعالى أصحابَ الرِّبا بالنارِ، فقال -عزَّ قائلاً عليمًا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [آل عمران: 130-132].
عبادَ الله: ولقد جاءتْ أحاديثُ المُصطفى -صلى الله عليه وسلم- مُحذِّرةً من أكلِ الرِّبا، مُحدِّدَةً أوصافَ آكِلِيها وأحوالَ أهلِها، فأخبرَ المُصطفى -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الرِّبا هلاكٌ ودمارٌ، فقال -عليه الصلاةُ والسلام-: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا هُنَّ؟! قَالَ: "الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ". والموبقاتُ أي: المُهلِكات، أي: أنَّ الرِّبا يُؤَدِّي بصاحبِه إلى الهلاكِ في الدُّنيا والآخِرة.
وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الرِّبا أشدُ مِنَ الزِّنا، فقال -صلواتُ ربِّي وسلامُه عليه-: "دِرْهَمُ رِبا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وهو يَعْلَمُ أَشَدُّ عِنْدَ اللهِ مِنْ سِتَّةٍ وثَلاثينَ زَنْيَةً". وكم كان هذا الحديثُ مُخيفًا! فإذا كانَ الدِّرْهمُ الواحدُ مِنَ الرِّبا أشد مِنْ جريمةِ الزِّنا وليس مرةً واحدةً بل ستًّا وثلاثين مرة، فماذا عن الذين يأكلونَ آلافَ وملايينَ مِنَ الرِّبا؟!
وأصحابُ الرِّبا كلُّهم مُهدَّدُونَ باللَّعنِ، فعَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: "هُمْ سَوَاءٌ". وهذا الحديثُ حُجَّةٌ على كلِّ مَنْ ساعدَ على أكلِ الرِّبا، فالرسولُ -عليه الصلاةُ والسلامُ- جعلَ اللَّعنَ على الجميعِ، وقال: "هُمْ سَواءٌ"، فإذا كانَ الكاتبُ والشاهدُ شركاءَ، فما بَالُك بالذي يُنَفِّذُه؟!
ثم اعلموا -عبادَ الله- أنَّ الربا يَجلبُ العذابَ على الأمَّة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا ظَهَرَ الزِّنا والرِّبا في قَرْيَةٍ فَقَدْ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عَذابَ اللهِ". وفي هذا العصرِ انطبقَ هذا الحديثُ تمامًا حيث انتشرَ الزِّنا والرِّبا، نسألُ اللهَ أن يُسلِّمَنا من عذابِه وعِقابِه.
ومَن تعاملَ بالرِّبا كأنَّه زنا بِأُمِّهِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا -أي: سبعونَ نوعًا من الإثم-، أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ". فإذا كانَ أيسرُ أبوابِ الرِّبا وأقلُّه مثلَ أنْ يَنكحَ الرَّجُلُ أمَّه، فكيفَ بأعظمِ أبوابِ الرِّبا الذي تكالبَ الناسُ عليه اليوم؟!
الرِّبا قليل ولو رآه الإنسانُ كثيرًا، قال -صلى الله عليه وسلم-: "الرِّبا وإنْ كثُرَ فإنَّ عاقِبَتَه تَصيرُ إلى قِلٍّ". وهذا الحديثُ مُوَافِقٌ لقولِه تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا)، وهو تَحْذِيرٌ لأهلِ الرِّبا أنَّ مالَ الرِّبا -وإنْ كَثُرَ يَومًا- فإنَّ مَصيرَه إلى الهلاكِ والدَّمارِ.
أيها المسلمون: أصحابُ الرِّبا يَعِيشُونَ في نَهْرٍ مِن دمٍ، قال -عليه الصلاةُ والسلامُ- أنَّه أتاه مَلَكانِ، فقالا له: انْطَلِقْ، حتى أتيا به عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ، فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَرِ -أي: يسبحُ في هذا النَّهَرِ الذي هو من دم-، وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ، ثم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "فسألتُهما عَنْ ذلك فقالا لي: الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُ الرِّبَا". وهذا الحديثُ يَتَبَيّنُ مِنه شِدَّةُ عِقابِ آكلِ الرِّبا، فإنَّه يَعِيشُ في نَهرٍ مِن دَم، فَكُلَّما أرادَ أنْ يَخْرُجَ مِنه أُعِيدَ فيه مرةً أُخرى، وهكذا، وهو يَظُنّ أنَّه يَعِيشُ في نَعِيم.
الربا مقرونٌ بالشركِ، قال -عليه الصلاةُ والسلام-: "الرِّبا بِضْعٌ وسَبْعُونَ بابًا، والشِّرْكُ مِثْلُ ذَلك". فانظروا -عبادَ الله- كَيْفَ جمعَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ الرِّبا والشِّرْكِ في حديثٍ واحد، وهذا يَدُلُّكَ على شِدَّةِ خُطُورَةِ الرِّبا.
الرِّبا مِنْ عَلاماتِ الساعةِ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ يَظْهَرُ الرِّبا والزِّنا والخَمْرُ". فالرسولُ -عليه الصلاةُ والسلامُ- جعلَ مِن علاماتِ الساعةِ ظهورَ الرِّبا.
أيها المسلمون: أصحابُ الرِّبا قد يُحَوِّلُهُمُ اللهُ إلى قِرَدةٍ وخَنازيرَ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نَفْسِي بَيَدِهِ، لَيَبِيتنَّ أُناسٌ مِنْ أُمَّتِي على أَشَرٍ وبَطَرٍ ولَعِبٍ ولَهْوٍ، فَيُصْبِحُوا قردةً وخَنازَيِرَ؛ باسْتِحْلالِهُمُ المَحارِمُ وبِأَكْلِهُمُ الرِّبا".
عباد الله: إن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَضعُ الرِّبا تحتَ قَدمِه تحقيرًا وإذلالاً لأصحابِه، ويعتبرُه مِن فعلِ الجاهلية، قال -صلى الله عليه وسلم- في حَجَّةِ الوَداع: "أَلا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ... وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ".
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إِحسانه، والشّكر له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهَد أنّ محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانِه، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابه وإخوانه، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
إخواني في اللهِ: ماذا أنتُمْ قائلونَ بعدَ هذا كلِّه، بعدَ هذه الآياتِ منَ الله تعالى وبعد هذه الأحاديثِ مِنَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-؟! وماذا أنتُمْ قائلونَ يا من وقعتُمْ في هذه الكبيرةِ العظيمة؟! فالبدارَ البدارَ، والنجاةَ النجاةَ، قبلَ فواتِ الأوان، فالموتُ أسرعُ ممّا نتصوَّرُه، فكيفَ يَطيبُ لكُمْ أنْ تَلقَوْا ربَّكُمْ غدًا وأنتُمْ مُتلبِّسونَ بهذه الكبيرةِ العظيمة؟!
واعلموا أنَّ بابَ التَّوبةِ مفتوحٌ فلا تتأخروا عنه، واعلموا أنَّ التوبةَ تحتاجُ إلى صَبرٍ، فاصبروا ولا تَضْعُفُوا، ولا تَيأسوا، فالفرجُ آتٍ بإذن الله تعالى، واعلموا أنَّ الصبرَ على فقرِ الدنيا وقِلةِ العَيشِ وقِلةِ التَّرفِ خيرٌ لكم مِن يومٍ لا تَستطيعونَ الصبرَ فيه على عذابِ الله، واتَّقُوا اللهَ ولا تُطْعِمُوا أنفسَكم وأولادَكم مِن أموالِ الربا.
واعلموا أنَّ الرِّزقَ على الله، ولن يَموتَ أحدٌ جُوعًا، وسلامةُ الدِّينِ أغلى من أموالِ الدُّنيا، واعلموا أنَّ هذا قدْ يكونُ امتحانًا وبلاءً، فاحذروا أنْ تَسْقُطوا فيه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2، 3]. وتذكّروا دائمًا قولَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلا كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ".
هذا، وصلوا وسلموا على إمام المرسلين وقائد الغرِّ المحجلين، فقد أمركم الله بذلك...