البحث

عبارات مقترحة:

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

الواقع والواجب (سوريا)

العربية

المؤلف أحمد بن عبد العزيز الشاوي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - فقه النوازل
عناصر الخطبة
  1. رفضُ السياسة لتمكينها للاستسلام .
  2. من السلوك الإجرامي للرافضة .
  3. من المعتقدات الخاطئة للرافضة .
  4. ضرورة غرس روح العزة .
  5. التبرُّع لنصرة إخواننا السوريين. .

اقتباس

كيف للقلب أن يظل سليما وهو يسمع عن رافضي في العراق يأتي بمسلم سني يسوقه كالنعاج ليقدمه هديه لعرس رافضي معتذرا أنه لم يجد ما يقدمه هدية للعريس سوى هذا السني، أو ما يسميه هو بالكلب الناصبي، فيلقيه وسط العرس، ويطلق عليه رصاصة ترديه مضرجا...

الحمد لله الذي المتفرد بالعزة والكبرياء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعز من يشاء، ويذل من يشاء، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله نبي الهدى والمبعوث بالرحمات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأشداء على الكفار وعلى المؤمنين رحماء، وسلّم تسليماً.

أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون، (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:139].

قاتل الله السياسة! تحكمها الأهواء، وتسيّرها المصالح، وتصنع مبادئها الشهوات. قاتل الله السياسة! ليس لها عقيدة أو مبدأ يحدد ولاءها وبراءها وحبها وبغضها، فعدو الأمس صديق اليوم، وصديق الأمس عدو اليوم، وإنما هي المصالح والأهواء.

قاتل الله السياسة! فكم خدرت مشاعرنا بالشعارات، وجميل العبارات. قاتل الله السياسة! أصبحت لشرع الله ندا، فيقول الله قولا وتقول السياسة قولا!.

قاتل الله السياسة! حفَّظَتْنا: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) [الشورى:40]، وغيبت عن أفهامنا: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) [الشورى:41].

ردَّدَتْ على أسماعنا أن دين الإسلام دين التراحم والتعاطف والتسامح، وأخفت عن أفهامنا انه دين الجهاد والنصرة والانتصار، حفَّظَتْنا: "بُعثتُ بالحنفية السمحة"، وغيبت: "بعثت بالسيف بين يدي الساعة"!.

علمتنا فن التغاضي، وآداب الحوار، وما أجمله لو علمونا معه خلق النصرة والانتصار! تلقّننا قيم السلام وسماحة الإسلام، وتحذرنا من الانتقام، بل من مجرد الحقد والغيظ على الأعداء، وتعلمنا كيف نرد أبشع صور العدوان بالصفح والسماحة والغفران.

أقنعتنا أن الرد على مَن صفَعَنا على الخد الأيمن أن ندير له خدنا الأيسر! فهذا هو مقتضى التسامح والسلام.

لقنتنا السياسة أن العداء في الدين خرافة عششت في قلوب المتطرفين، ولا حقيقة لها في الواقع!.

قاتل الله السياسة! علمتنا أن النظرة العقدية للأحداث هي نظرة ضيقة طائفية تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان، ومع صناعة السلام التي تطلع بها دول الكفر والطغيان.

تنذرنا السياسة من أي ضغينة على الأعداء، أو حقد عليهم، أو تفسير ما يجري تفسيرا دينيا، في الوقت الذي نرى فيه رؤوس أهل السنة في العراق والشام تخرق بالدريرات، وتقطع بالمناشير، ويقذف الخباز منهم في فرنه وهو حي بمجرد أن اسمه عمر!.

قاتل الله السياسة! جعلَت من العدو الرافضي لنا أخا يشاركنا أخوة الإسلام، بمجرد أنه ساكَنَنَا في وطننا، وجاورنا في ديارنا.

قاتل الله السياسة! ألقت في روعنا أن بغض الكافرين والغيظ عليهم طائفية وتطرف وتخلف وتزمت، فأين هم عن قول الله: (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ) [التوبة:14-15]؟ وأين هم عن قول الله: (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) [النور:2]؟ هذا في حق مسلمون زناة، فكيف بمجرمين جناة؟!.

لماذا يراد من السني ان يظل مطأطأ الرأس، مسلما رقبته لكل قاتل، وظهره لكل جلاد، وعرضه لكل ظالم، فإذا ما أراد الانتقام قيل له: لا تفعل؛ فدينكم دين الرحمة والسلام!.

لماذا يراد منا أن تكون قلوبنا رحيمة على العدو الرافضي والنصيري، طاهرة من كل غيظ وحقد عليه، وهو يرى ذلك العدو يسوم إخواننا سوء العذاب!.

كيف للقلب أن يظل سليما وهو يسمع عن رافضي في العراق يأتي بمسلم سني يسوقه كالنعاج ليقدمه هديه لعرس رافضي معتذرا أنه لم يجد ما يقدمه هدية للعريس سوى هذا السني، أو ما يسميه هو بالكلب الناصبي، فيلقيه وسط العرس، ويطلق عليه رصاصة ترديه مضرجا بدمائه.

أن للمسلم السني أن يظل سليم القلب، متجردا مِن كُلِّ شعور بالغيظ والعداء للأعداء وهو يرى عبر الصور رافضيا يقود مسلمات عفيفات متلفعات بحجابهن فيجلسهن ثم يدير على رؤوسهن الرصاص، فلا يغادر منهن أحدا!.

كيف يقبل السني أن يتخذ الرافضي له أخا وهو يسمع أن بنات السنة يعرضهن الروافض على عُبَّاد الصليب ليتسلوا في غربتهم في أعراضهم!.

كيف يريدون منا أن نظل مسلمين مسالمين، ونداءات الغيورين من العراق تتوالى بأن أهل السنة يُنحرون؟ ونحن ساكتون صامتون؛ لأنه ألقي في روعنا أننا أمة الرحمة والتسامح! إلى أن يأتي دورنا في الحرب الباطنية التي نصبها الغرب لتسحقنا كما سحقت من قبل إخواننا!.

قاتل الله السياسة! أظهرت لنا مشاهد التمثيل لنقاء الرافضة وصفائهم وطيبة أخلاقهم ونصرتهم لقضايا المسلمين، وأخفت عنا ما قد علمناه وظهر من كفر وكيد وعداء منذ مقتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على يدي من يقدسه الرافضة اليوم أبو لؤلؤة المجوسي.

ومرورا عبر أحداث من التاريخ جلت لنا حقائق القرآن عن المنافقين، أليسوا هم من أدخل التتار إلى بلاد المسلمين وظاهروهم حتى سار ما سار في سقوط بغداد من قتل أكثر من مليون مسلم، وبصور بشعة تظهر مكامن العداء والحقد في قلوبهم؟!.

أليسوا هم من غزوا الكعبة، واقتلعوا الحجر الأسود، وقتل في صحن الكعبة آلاف الحجاج والمعتمرين؟!.

أليسوا هم من أعانوا الصليبيين وأدخلوهم بيت المقدس، وصار ما صار من قتل آلاف المسلمين في المسجد الأقصى، حتى خاضت الخيول بالدماء إلى نصف ساقها؟!.

أليسوا هم من يجمعون على أن القرآن مخلوق ومحرف ومنقوص ومزيد؟ كيف نتقارب مع من يجمعون على نسبة البدء لله؟ أي: الجهل بالشيء قبل وقوعه أو تقديره! كيف نتقارب مع من يُجمعون على سب وتكفير أصحاب الله -صلى الله عليه وسلم- وسب زوجاته، ورمي عائشة -رضي الله عنها- بالزنا.

كيف نتقارب مع من يصرفون كل أنواع العبادات لغير الله، فيصرفونها لقبور أئمتهم، من ذبح ونذر واستغاثة وطواف وسجود واستعانة ودعاء.

قاتل الله السياسة! حينما تحاول إقناعنا أن القتل وانتهاك الأعراض هو من صنع الرافضة المتطرفين، وإلا فإن المعتدلين منهم يتسمون بالرحمة والسلام، ويرفضون كل صور الإجرام.

إنَّ الاعتدالَ نقبلُه من كُلِّ مِلَّةٍ، إلا ملة الرفض والباطنية، فالمعتدل منهم من يرى قتلك بالرصاص، بدلا من الذبح بالسكين!.

علمتنا العراق والشام أنهم (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ) [التوبة:10]، كانوا مع السنة جيرانا مسالمين، فلما تمكنوا ظهرت طباعهم على حقيقتها، وانقلبوا كلابا تنهش، ومجرمين يعذبون من كانوا بالأمس جيرانا!.

يا دعاة السكينة والمسكنة، كيف تقنعوننا بأن نحمل قلوباً سليمة، وأن نطأطئ رؤوسنا باسم التسامح والسلام، ونحن نرى ونشاهد صوراً من الإجرام والطغيان يفعلها النصيرية في الشام، وإخوانهم من الرافضة في جيش المهدي، وفيلق بدر، والحرس الثوري، لم يفعلها أشد الناس عداوة للذين آمنوا.

أي رحمة بهؤلاء نحملها ونحن نرى شِبِّيحا نصيريا يوثق شابا ويتسلى في رأسه بمنشار حتى حذو رقبته وكتفيه! أي رحمة نحملها ونحن نرى المئات من الأطفال يقتلون ذبحا بالسكاكين وتهشيما بالسواطير، ونرى نساءً يتعاقب على اغتصابهن أكثر من عشرين طاغوت!.

أي مسكنة تريدونها منا ووسائل الإعلام تنقل لنا صورا لشباب يذبحهم أهل الرفض والنصيرية أمام أهليهم بالسكاكين كما تذبح الشاة؟! أي ضبط للنفس يراد من المسلمين وقد سمعوا أن امرأة في الشام أخذها طغاة الرفض والنصيرية من بيتها في غياب زوجها فجن جنونه وبحث عنها في كل مكان، واتصل بمن يعرفه في الأمن النصيري، حتى عثر عليها في بعض مراكزهم عن طريق ضابط شرطة اشترط مبلغا كبيرا من المال لإطلاقها، فسعى الزوج لبيع بيته لينقذها، ولكنه كلمها قبل ذلك، فكلَّمَتْه وهي منهارة قائلة: لا تدفع لهم شيئا؛ فإني لم أعد أصلح زوجة لك، ولا أما لأولادك، فأودعك الآن وودع أولادي نيابة عني، فقد تناوب على اغتصابي عشرون من هذه الوحوش! ثم أقفلت الهاتف وهي تبكي!.

كيف تريدون إقناعنا بالرضا والسكينة والسلام ونحن نراهم يطؤون صور ولاة أمورنا في الشوارع بأقدامهم، ويرددون في مسيراتهم عبارات العداء، والخروج على البلاد والعباد وولاتها!
فمتى يكون هؤلاء إخواننا؟!.

يا دعاة الذلة والمسكنة: إن دين الله قد أنبأنا من أخبارهم: (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) [التوبة:8].

كُلُّ العداوات قد تُرْجَى مَوَدَّتُها إلَّا عداوةَ مَن عاداك بالدِّينِ

أما إننا سنظل نرفض كل دعوة لنزع الغل من قلوبنا على من رأينا بغيهم وطغيانهم وإجرامهم، وسنملأ قلوبنا غضبا على أعدائنا الباطنيين، ونغذي هذا الغضب يوماً بعد يوم بكل فعل فعلوه بإخواننا.

ولكي يتحقق ذلك يا مسلم شاهد كل ما يردك من مقاطع مصورة مهما بلغت بشاعتها، واقرأ كل ما تقع عليه يدك من قصص وراويات وأخبار كتبها الناجون من الحرقة الباطنية لأهل السنة.

إننا نحتاج إلى شحن نفسي غضبي هائل، حتى إذا انفجر في مواجهة الباطنيين أثْخَنَّا فيهم، وثأرنا لديننا ولأمتنا المستباحة، فإن المواجهة العامة معهم تكاد تكون قدرا محتوما، وواقعا أكيداً لا مَفَرَّ منه، وليقل عنا الغرب والمنهزمون بأننا طائفيون، وأننا متطرفون؛ فإن هذا الوصف التخديري لن ينجو مَن تحرز منه من أهل العراق والشام لما دحرتها الباطنية تطحنهم.

يا أيها المسلمون: كأني أراكم تكفكفون دموعكم من بعض ما علمتم ورأيتم، فإني أعزم عليكم أن تعيشوا مع مآسي إخوانكم بقراءة كل ما يصل إليكم عنهم، وألا يكون طول وقت المأساة صارفا لكم عنها، ولا مخففا من آلامها، فإن إخوانكم يذبحون في كل لحظة، وتُغْتَصَب نساؤهم في كل لحظة، ويُعَذَّبُ أطفالهم في كل لحظة، وفي كل لحظة قصص جديدة، ومآسٍ جديدة.

إن تلك الصور المحزنة من الأعراض المنتهكة، والأجساد الممزقة، والرؤوس المهشمة، والأرض المحرقة، ستظل وقودا يشعل في قلوبنا نار الغيظ على عدونا، لن تخبو حتى يحكم الله بيننا وبينهم، وهو خير الحاكمين.

وإنه إن كان الرافضة يتربصون بنا فإننا نتربص بهم أن يمنَّ الله عليهم بالهداية والعودة للإسلام، أو أن يصيبهم الله بعذابٍ من عنده أو بأيدينا، فليتربصوا؛ إنا معهم متربصون، عسى الله أن يعجل بيوم النصر ويفصل بيننا وهو خير الفاصلين.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

  

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلاما دائمين على النبي المصطفى الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد: أيها المسلمون، فديننا -ولا شك- دين الرحمة والسلام، ودين التسامح والتعاطف، ولكنه -في الوقت ذاته- دين العزة والجهاد والإباء، إنه يقرر لأتباعه حقهم في الانتقام والعيش الكريم بعزة وشموخ، ولكنه يأبى الظلم والجور وبخس الحقوق، (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا) [المائدة:8].

فبغضنا لهم لن يحملنا على ظلمهم، أو بخسهم حقوقهم، أو التعدِّي عليهم ما لم يعتدوا علينا: (فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) [البقرة:191]

إننا لا ننكر رحمة ديننا في عدالته، وعدم ظلمه حتى مع أعدائه، بل وحتى على أرض الأعداء، فلا إفساد ولا دمار، لكن -مع ذلك- فهو ولاء وبراء بحق في قلوب الأحياء.

دين الإسلام -يا مسلمون- دين العزة؛ ولذا فقد حرم الإسلام على المسلم أن يهون أو يستذل أو يستضعف، ورمى في قلبه القلق والتبرم بكل وضع يخدش كرامته، ويجرح مكانته.

العزة والإباء والكرامة من أبرز الخلال التي نادى بها الإسلام، وغرسها في أنحاء المجتمع، وتعاهد ثمارها بما شرع من عقائد وسنن من تعاليم.

وإليها يشير الفاروق عمر بقوله: " أحب من الرجل إذا سيم خطة خسف أن يقول بملء فيه: لا".

وأخيرا؛ وأمام ما نراه من صُوَرٍ أليمةٍ، ومشاهدَ محزنةٍ لإخواننا المستضعفين على أرض الشام على أيدي الرافضة والنصيرية المجرمين ومَن حالفهم، فإن أخوّة الإسلام تقتضي منا نُصْرَةً وبَذْلَاً وعطاءً، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [التوبة:71]، و"مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".

إنه -والله!- لمن العار أن نرى طوائف الرفض الطائفي تتسابق إلى دعم إخوانهم من النصيرية الذين هم أشد عداء للإسلام من اليهود والنصارى، ونحن نقف متفرجين نتابع أعداد القتلى ومشاهد المعذبين والجرحى!.

يا أيها المسلم: إذا أويت إلى بيتك وشاهدت أطفالك واحتضنتهم فحلق في الخيال وتخيل مجرمين دخلوا بيتك ووثقوا أطفالك أمام ناظريك وبدأوا بقتلهم واحدا واحدا، ذبح بالسكاكين أو تهشيما بالسواطير، فبأي مشاعر تواجه المشهد! أما إن إخوانك أطفال سوريا كذلك يذبحون!.

إذا اجتمعت بزوجتك وبناتك في أمن ورغد فتخيل بأن مجرمين اقتحموا دارك وربطوا زوجتك وبناتك وتعاقبوا عليهن بالأذى والاغتصاب ثم قتلوهن، فبأي قلب ستتلقى هذه المشاهد؟ أما إنّ أخواتك في بلاد الشام يلقين هذا المصير، أفلا يتحرك قلبك، وتجري مدامعك، وتمتد يدك بالعطاء لتنصر إخوانك المستضعفين؟.

فلنتذكر أن كل ريال نبذله هو رصاصة تصد عنا عدوا يتربص بنا، وأن كل مال ننفقه هو سد يحمي بلادنا من كيد الكائدين.

إن الله قادر على أن ينصر المظلومين وينتصر على الظالمين؛ ولكن ليرى صدق إيماننا، وحقيقة إخوتنا: (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) [محمد:4].

تذكروا أنكم يوم تنصرون ستنصرون، ويوم تبذلون ستجدون وتخلفون، ويوم أن تتخاذلوا ستخذلوا في موقف تتمنون فيه معينا ونصيرا.

لا تتردد في البذل مهما قل، وتذكر أن المؤمن كيّس فطِن، يعرف من أين تؤكل الكتف، وسيجد للبذل سبيلا دون حاجة لحملات أو دعايات.

وأخيرا؛ لله درك يا أمة أجنبت العظماء، لله درك من أمة أنجبت رجل أعمال أنفق كل ماله ولم يُبْقِ إلا داره وقوت عياله! لله درك من أمة أنجبت شابا لم يجد ما يتبرع به إلا قيمة جواله! لله درك من أمة أنجبت امرأة تبرعت بأرض هي كل ما تملكه!.

أنجبتِ -ولله درك يا أمة- أنجبتِ طفلا تبرع بكل ما في حصالته، لله درك يا أمة أنجبت شابا تنازل عن تكاليف زواجه نصرة لإخوانه!.

لله درك يا أمة فيها رجال على أرض الشام رغم الجراحات هم ثابتون، ورغم المآسي متفائلون، ورغم الآلام صابرون.

يا رجال الشام، يا أبطال الإسلام، لله دركم! فاثبتوا، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون، ولا يوهن عزائمكم تخاذل المتخاذلين؛ فإن الله بإذنه ناصركم، و(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ) [آل عمران:16].

أسأل الله أن يفرغ عليكم صبرا، ويثبت أقدامكم، وينصركم على القوم الكافرين.

اللهم صل وسلم وبارك على من بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده.