البحث

عبارات مقترحة:

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

بمناسبة نهاية موسم الحج المبارك

العربية

المؤلف صالح بن فوزان الفوزان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - الحج
عناصر الخطبة
  1. أعمال الخير في عشر ذي الحجة .
  2. كيف يكون الحج مبرورا ؟ .
  3. التنبيه على أركان الإسلام الخمسة . .
اهداف الخطبة
  1. بيان الطريق إلى الحج المبرور وذكر علاماته
  2. الحث على المداومة على العمل الصالح بعد الحج .

اقتباس

خصصت بعض الأيام بمزيد فضيلة لتتاح الفرصة للمسلم كي يحصل على مزيد من الأعمال الصالحة نظراً لقصر عمره وشدة حاجته للحسنات وتكفير السيئات.

الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، شرع لعباده من الأعمال ما يكفّر به سيئاتهم ويرفع به درجاتهم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه ليس له شريك في ملكه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين، وحجة على الخلق أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا أنكم ملاقوه وبشّر المؤمنين.

عباد الله: قد مرّ بنا قريباً موسم من مواسم الآخرة هو عشر ذي الحجة ويوم عرفة ويوم الحج الأكبر وأيام التشريق، وقد شرع الله في تلك الأيام أنواعاً من العبادات يشترك فيها الحاج وغيره من صيام وتكبير وتلبية ومناسك حج وعمرة وذبح قرابين فلننظر ماذا قدمنا لأنفسنا من الأعمال الصالحة في تلك الأيام المباركة ولنتابع فعل الخيرات في بقية الأيام، فإن حياة المسلم كلها مجال للعمل الصالح، وإنما خصصت بعض الأيام بمزيد فضيلة لتتاح الفرصة للمسلم كي يحصل على مزيد من الأعمال الصالحة نظراً لقصر عمره وشدة حاجته للحسنات وتكفير السيئات.

عباد الله: صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية البخاري ومسلم وغيرهما بأنه قال: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه. وأنه قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، والحج المبرور: قيل: هو الذي لا يقع فيه معصية، وقيل: هو الذي تكون حالة الإنسان في الطاعة بعده أحسن منها قبله. وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الجهاد حج قبله. وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الجهاد حج مبرور" ومن أسباب كون الحج مبروراً أن تكون النفقة فيه من كسب حلال فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خرج الحاج حاجاً بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى: لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور" رواه الطبراني.

ومن أسباب كون الحج مبروراً: أن يتجنب الحاج المعاصي، قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) ومن أسباب كون الحج مبروراً: التواضع فيه في المركب والمنزل والتعامل مع الناس، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حج النبي صلى الله عليه وسلم على رحل رثّ وقطيفة خلقة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي. ثم قال: "اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة" رواه الترمذي في الشمائل وابن ماجه، وعن قدامة بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار يوم النحر على ناقة صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك. رواه خزيمة في صحيحه.

ومن علامات كون الحج مبروراً أن تكون حال الحاج بعده في الطاعة والاستقامة أحسن منها قبله، فإن من علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها، ومن أسباب كون الحج مبروراً أن يؤدي عل الوجه المشروع لا نقص فيه ولا بدع ولا مخالفات، وبعض الحجاج يتلاعب بحجه ولا يصبر على أدائه على الوجه المشروع، لا يتأكد من حدود المشاعر فيقف داخلها بل يقف خارج عرفة ويبيت خارج مزدلفة، وينصرف من عرفة قبل الغروب، ويرمي الجمرات في غير وقت الرمي، ولا يستقر في منى أيام التشريق ولياليها، وينفر من منى قبل وقت النفر، حتى إن من الحجاج من يرجع إلى أهله في يوم العيد أو في اليوم الحادي عشر ويوكل من ينوب عنه في بقية أعمال الحج، ومن الحجاج من لا يتجنب محظورات الإحرام- وهكذا تقع من بعض الحجاج مخالفات كثيرة قد تكون مبطلة للحج، وهذا نتيجة عدم المبالاة بأحكام الحج. ومثل هذا لا هو هج فاستفاد، ولا هو ترك الحج فاستراح.

عباد الله: إن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وإنما يجب على المسلم مرة واحدة في العمر إذا كان مستطيعاً وما زاد فهو تطوع. وقبل الحج لا بد من تحقيق أربعة أركان للإسلام هي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، فالركن الأول: هو الشهادتان هو ركن العقيدة وهو الأساس ويلازم المسلم في كل لحظاته حياته. ومن كان آخر كلامه. لا إله إلا الله دخل الجنة، والركن الثاني: وهو الصلوات الخمس يتكرر على المسلم في اليوم والليلة خمس مرات، والركن الثالث: وهو الزكاة يتكرر على المسلم كل عام وهو قرين الصلاة في الأهمية.

والركن الرابع: صيام رمضان ويتكرر على المسلم كل عام، فمن حافظ على هذه الأركان وحققها فهو المسلم الذي يصح حجه وعمرته، ومن ضيعها أو ضيع بعضها فلا حج له ولا عمرة له، وبعض الناس يحج وهو فاسد العقيدة يحج إلى المشاهد الشركية، ويتقرب إلى قبور الأولياء والصالحين بأنواع العبادة، فهذا مشرك لا يجوز أن يقرب المسجد الحرام لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا) والبعض الآخر لا يصلي الصلوات الخمس وهذا لا حج له لأنه تارك للصلاة وهو كافر والكفار لا يقبل منه عمل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة" والبعض الآخر يحج وهو لا يزكي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل، والبعض الآخر يحج وهو لا يصوم رمضان- والصوم آكد من الحج وفريضته سابقة لفريضة الحج. إن مثل هؤلاء الذين يهتمون بالحج ويضيعون بقية أركان الإسلام كمثل من يعالج عضواً من جسم مقطوع الرأس، فاتقوا الله عباد الله وأقيموا الدين كله

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)