البحث

عبارات مقترحة:

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

المقيت

كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...

فضل يوم عرفة ويوم العيد وأيام التشريق

العربية

المؤلف عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - الهدي والأضاحي والعقيقة
عناصر الخطبة
  1. بيان فضل يوم عرفة .
  2. بيان فضل يوم العيد وأيام التشريق .
  3. بيان أن اختص المسلمين بعيدين .
  4. وجوب مخالفة المشركين في أعيادهم .
  5. بيان أحكام الأضحية .
اهداف الخطبة
  1. ترغيب الناس في استغلال هذه الأيام بالصالحات
  2. التحذير من الاحتفال بأعياد الكفار .

اقتباس

ويسن صيام هذه العشر، وأفضلها يوم عرفة، لغير حاج بها؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم حث على صيامه، ورغب فيه، فقال:" صيام يوم عرفة، أحتسب على الله، أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده.

الحمد لله المتفرد بالكمال، المتصف بصفات الجلال والجمال، المتنزه عن النقص، والعيب، والتشبه، والمثال. أحمده –سبحانه- على جميع أحكامه، وأقواله، وأفعاله. وأشكره -سبحانه- على ما أعطاه من النعيم الزلال، وعلى ما دفع من النقم في الدين والدنيا والنفس والمال، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أعظم شهادة في الجود للكبير المتعال، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، وخليله الصادق المقال، الذي جاهد في الله حق جهاده، حتى محى الباطل وزال، وأسس أركان الإسلام، وأحكم بنيانه، ونفى الضلال، وبين للناس ما نزل إليهم، ووضح لهم الحرام والحلال، وخطب فيهم يوم الحج الأكبر، والخطبة العظيمة البليغة التي تعرّض فيها للحاضر، والماضي، والمآل.

وبشر من أطاع الله بجنات، تجري من تحتها الأنهار، ليس لها زوال، وصرخ بالنذارة عن الشرك، وذم من أعرض عن دين الله، ولو كان من الأهل والآل. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه المتمسكين بدينه، الذين أرخصوا في رضي الله، وفي الجهاد في سبيل الله النفس، والمال، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الحشر والمآل.

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله حق تقواه، وسارعوا إلى مغفرته ورضاه، واعلموا أن كل عامل يجزى بما عمل، ومن فرط وأهمل؛ سيندم في يوم المحشر والمآل.

وإنكم يا عباد الله، في أيام فاضلة؛ فاغتنموها رحمكم الله بالأعمال الصالحة، وإن كل يوم يختم على ما فيه من خير وشر، وإنكم لا تدرون هل تدركونها في السنة المقبلة، أم لا. فاجتهدوا وفقكم الله في الأعمال الصالحة، وأظهروا فيها التهليل، والتحميد، والتكبير.

وفيها يوم ما طلعت الشمس على أفضل منه، يجتمع الحجاج في ذلك اليوم على أرض عرفات، خاضعين للرب الحميد، متضرعين متذللين، سائلين الله من فضله المزيد، ويتجلى لهم ربهم عز شأنه، في عشية ذلك اليوم، ويباهي بهم الملائكة، يقول: " انظروا إلى عبادي، جاءوني من كل فج عميق، جاءوني شُعثاً غُبْراً، ما يريد هؤلاء؟ أشهدكم أني قد غفرت لهم". إلا من لا يستحقها، من شقي وطريد.

ويسن صيام هذه العشر، وأفضلها يوم عرفة لغير حاج بها؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم حث على صيامه، ورغب فيه، فقال: " صيام يوم عرفة، أحتسب على الله، أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده".

وهو يوم عظيم يصاب الشيطان فيه بالذلة والصغار والحسرة والندامة، ويكون في ذلك اليوم أحقر وأدحر وأصغر ما يكون؛ لما يرى من تنزل الرحمة وحطّ الأوزار، جعلنا الله، وإياكم من المعتقين فيه من النار.

ويبتدئ فيه التكبير المقيد، بعد الصلوات المفروضة، من فجر يوم عرفة، إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق. والتكبير المطلق، من دخول العشر إلى صلاة العيد، ولله الحمد، والمنة والشكر والثناء.

ويوم العيد، وأيام التشريق، أيام فاضلة، لها عند الله مكانة، خصها الله بالذكر في محكم التنزيل، فقال: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) [البقرة: 203].

قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأيام المعدودات: أيام التشريق، و الأيام المعلومات: أيام العشر.

والعيد اسم لما يعود، ويتكرر مجيئه، إما بعود السنة، أو الشهر، أو الأسبوع. وليس لنا أعياد في الإسلام، إلا ما جعلها الله لنا أعياداً، كعيد الفطر، وعيد الأضحى، وأيام التشريق، وعيد الأسبوع، يوم الجمعة.

أما النصارى واليهود، فيحدثون أعياداً، ما أنزل الله بها من سلطان، ويتبعهم في ذلك الطغام والجهال، من هذه الأمة، (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) [يونس:35-36]. ما عندهم إلا التقليد الأعمى.

وقد أبدلنا الله عن الأعياد الجاهلية البدعية الحمقاء، بأعياد إسلامية، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، فالحمد لله على نعمة الإسلام، عسى الله أن يرزقنا، وإياكم، التمسك بالإسلام.

فعلينا عباد الله، أن نحذر من أعداء الله اليهود، والنصارى وغيرهم، وأن نصلح ما بيننا وبين الله، فإذا فعل المسلمون ذلك، وأصلحوا ما بينهم، وبين الله، فلا يخافوا ولا يحزنوا. فقد من الله علينا بالفضل، والإيمان والإحسان، وجعلنا الله من خير أمة أخرجت للناس من بين الأنام. وأكرمنا الله بهذا النبي الكريم، محمد بن عبد الله، عليه الصلاة والسلام. وأكرمه بهذا القرآن، وجعله تبصرة، وذكرى لأولي الألباب، رزقنا الله وإياكم اتباعه، والتمسك بهديه، والسير على منهجه، إلى يوم القدوم على الملك العلام.

واغتنموا -رحمكم الله- هذه الأيام الفاضلة، بالأعمال الصالحة، مثل: التكبير والتهليل، والتحميد، وبادروا -رحمكم الله- إلى الأضاحي، سنّة أبي المسلمين إبراهيم عليه السلام، وسنة أفضل الخلق أجمعين، سيد الأولين، والآخرين.

ولا تبخلوا بالدنيا، عن طاعة الملك الأعلى، وعليكم بأفضلها، وأسمنها، ولا تقبلوا المعيبة، التي لا تجزئ. وتجوز الشاة عن الرجل، وأهل بيته، والبدنة، والبقرة، كل واحدة عن سبعة، يقول الله تعالى، في محكم التنزيل: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج:36-37].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.