البحث

عبارات مقترحة:

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

الخلاق

كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...

هؤلاء هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

العربية

المؤلف مراد كرامة سعيد باخريصة
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات أعلام الدعاة - الأديان والفرق
عناصر الخطبة
  1. فضائل الصحابة رضوان الله عليهم .
  2. منهج أهل السنة والجماعة في الصحابة .
  3. نظرة الشيعة الروافض للصحابة .
  4. تحالفات سياسية ودينية بين فصائل يمنية وإيران .

اقتباس

إن الصحابة رضي الله عنهم هم صفوة الأتقياء ورؤوس الأولياء وخير الخلق بعد الأنبياء، شرفهم الله بصحبة نبيه ونصرة رسوله ومشاهدة خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وعلى آله. جعلهم الله أئمة الدين وقدوة المؤمنين، وأسوة المسلمين، فصاروا خيرة الأخيار، وخير الأبرار، وأفضل الأمة وصدرها الأول ..

كان الحديث في الجمعة الماضية عن بني إسرائيل أصحاب موسى -عليه السلام- وأتباعه، وقد رأينا كيف كان تمردهم وأذيتهم لنبيهم، وتعنتهم عليه، ومخالفتهم له، وشماتتهم به، وجرأتهم عليه، وسوء أدبهم معه، وتعمّدهم عصيانه، فتعالوا بنا اليوم لنقف مع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه لنعلم فضلهم وقدرهم وعظم رتبتهم ومنزلتهم، وخطر سبهم أو الطعن فيهم.

إن الصحابة -رضي الله عنهم- هم صفوة الأتقياء ورؤوس الأولياء وخير الخلق بعد الأنبياء، شرفهم الله بصحبة نبيه ونصرة رسوله ومشاهدة خاتم أنبيائه ورسله -صلى الله عليه وعلى آله-.

جعلهم الله أئمة الدين وقدوة المؤمنين، وأسوة المسلمين، فصاروا خيرة الأخيار، وخير الأبرار، وأفضل الأمة وصدرها الأول، فخير القرون قرنهم، وأعظم الفضل فضلهم، وقد اجتمع فيهم من الخير ما لم يجتمع في غيرهم ولن يجتمع في جيل بعدهم، ولم يجتمع في جيل قبلهم.

هم دعاة الفضيلة وأعلام الهداية وناشرو الإسلام في أنحاء المعمورة، فبدعوتهم أنقذوا البشرية من ظلمات الوثنية، وأخرجوا العرب والعجم من دياجير الجاهلية، وأخمدوا الملة النصرانية، وأطفؤوا النيران المجوسية، وأرسوا قواعد العدل والخير للإنسانية.

لقد اختارهم الله ليكونوا أصحاب نبيه وجلساء رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فهم ثلته وجماعته وأصحابه وأحبابه، رافقوه في الذهاب والإياب والإقامة والغياب، وشاركوه في حله وترحاله، وهم الذين آووه ونصروه في غزواته وحروبه، فبايعوه على الموت، وسابقوا بأنفسهم دون نفسه، وبذلوا أنفسهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله، وترجموا الدين واقعًا في الحياة، وأخرجوه إلى حيز التطبيق.

إنهم الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا في الحياة أولياءً، وبعد الممات أحياءً، رحلوا إلى الآخرة قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم ما زالوا فيها، آمنوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وصدقوا به يوم كذّبه قومه، ودافعوا عنه حين آذاه الناس، وأووه ونصروه يوم خذله الخلق.

لقد اختصهم الله لصحبة خليله، واصطفاهم ربهم لتبليغ رسالة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فأخلصوا دينهم لله (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران: 36].

لقد وصفهم الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم بأوصاف عظيمة، فوصفهم بأنهم السابقون الأولون الذين حازوا قصب السبق وسبقوا إلى معالي الأمور، فهم السابقون إلى الإيمان بالله، والسابقون إلى توحيد الله، والسابقون إلى تصديق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والسابقون إلى حمل أمانة الدين وتحمل المشاق والصعاب من أجله، ففتحوا القلوب بالقرآن والإيمان، وفتحوا البلدان بالسيف والسنان، وبذلوا أرواحهم ومهجهم رخيصة في مرضاة الرحيم الرحمن، فعلى أكتافهم قام هذا الدين، وعلى ظهورهم علا هذا الصرح المتين، وبدمائهم وأشلائهم قامت دولة الإسلام.

تركوا أهلهم وديارهم، وفارقوا أوطانهم وأولادهم، تاركين وراءهم كل شيء، ومهاجرين إلى بلدان لا يعرفون عنها شيئًا، وهذه قبورهم في أنحاء الأرض تشهد لهم، خرجوا يبتغون فضل الله ورضوانه، فعرف الله صدقهم، وعلم ما في قلوبهم، فكانوا هم الصادقين في إيمانهم، الصادقين في محبتهم لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- الصادقين في أقوالهم ودعوتهم، الصادقين في أفعالهم وجهادهم؛ يقول الله -سبحانه وتعالى- في وصفهم ومدحهم والثناء عليهم: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر: 8، 9]، ويصفهم الله -سبحانه وتعالى- بأنهم هم المؤمنون حقًّا، وأنهم أهل الإيمان الحقيقي الكامل فيقول: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال: 74]، ويقول: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [التوبة: 20-22].

ويخبر الله في آيات كثيرة أنه رضي عنهم وأنهم رضوا عنه (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 100]، ويقول: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: 18]، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة"، وهي بيعة الرضوان التي بايع فيها الصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحديبية.

ويمدحهم الله -سبحانه وتعالى- في سورة الفتح بمدح عظيم، ويصفهم بوصف جليل فيقول: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح: 29]، هذا سمتهم، وهذا وصفهم مع بعضهم البعض، أما حالهم مع الله ومع عبادة الله فقال: (تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الفتح: 29].

فلله درهم من قوم أخلصوا الأعمال وحققوها وسابقوا الساعات بالطاعات، فسبقوها وقيدوا شهواتهم بالخوف، وأوثقوها وقهروا الدنيا وطلقوها؛ يقول الله -سبحانه وتعالى- فيهم: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) [الحجرات: 7]، فرضوان الله ورحمته على تلك النفوس الزكية، والأرواح الطاهرة العلية، أفضل الأمة عقولاً، وأصفاهم نفوسًا، وأتقاهم قلوبًا، وأقلهم تكلفًا، وأحفظهم لسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قولاً وفعلاً.

فجزاهم الله عن الأمة خير الجزاء؛ يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "خير أمتي القرن الذين يلوني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..."، ويقول -بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي، لا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ". وفي البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداةٍ باردة، فلمّا رأى ما بهم مِن النصَب والجوع قال: "اللهمّ إنّ العيش عيش الآخرة، فاغفِر للأنصار والمهاجِرة".

ويقول -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم: "النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ". وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول لهم: "إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض". وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تسبوا أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه". وقال -عليه الصلاة والسلام-: "من سبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يُحِبُّ الأَنْصَارَ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلا مُنَافِقٌ، مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ". ويقول في حديث آخر: "آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ".

يقول الله -سبحانه وتعالى- في مدحهم وذكر فضلهم وإحسانهم وغفران ذنوبهم: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 117].

الخطبة الثانية:

إن أهل السنة والجماعة يترضون عن الصحابة أجمعين، ولا يحملون في قلوبهم غلاً ولا حقدًا لأحد منهم، ويقدرونهم ويحبونهم ويكفون ويسكتون عما شجر بينهم من خلاف، وما حدث بين قلة منهم من فتن واختلاف، ويعتقدون أنهم جميعًا مجتهدون، فالمصيب منهم له أجران، والمخطئ له أجر واحد، وذنبه مغفور بسابقته وجهاده مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما لهم من الحسنات العظيمة الماحية لسيئاتهم القليلة، فهل بعد هذا كله -يا عباد الله- نتوقع أن يوجد في الأمة من يسب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!! كيف يبغضون قومًا يحبهم الله ورسوله ورضي عنهم ورضوا عنه؟! كيف يعادون قومًا وليهم الله ورسوله؟! هل يبغضهم مؤمن يوالي أولياء الله ويعادي أعداءه؟!

هل نعلم أن في إيران قبرًا مشرفًا ومشهدًا مقدسًا عندهم، أتدرون لمن؟! إنه لأبي لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما كان يصلي بالناس صلاة الفجر في المسجد، فهل يستحق أبو لؤلؤة المجوسي أن يُعظّم وأن يزار قبره ويشرف أم أنها أحقاد المجوس الذين أسقط عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- دولتهم، وأطفأ نارهم، ودوخ قادتهم.

هل نتصور أن تعقد بعض الفصائل السياسية هنا في اليمن تحالفات وولاءات مع إيران بسبب الأحداث السياسية التي تدور في البلاد، فقوم يرمون أنفسهم في أحضان الروم بقيادة أمريكا والخليج، وآخرون يرمون أنفسهم في نار الفرس بقيادة إيران والشرق!

هل نصدّق أنه يوجد هنا في حضرموت ومن أبناء حضرموت من يسب الصحابة وأمهات المؤمنين جهرة، ويلعنهم علانية ويقيم المآتم والعزاء من أجل مقتل الحسين بن علي -رضي الله عنه- الذي قتل شهيدًا مظلومًا، ولكن ماذا وراء إحياء هذه المآتم وإظهار هذا الجزع المتصنع غير إثارة البغضاء وإلهاب النفوس بالحقد والشحناء على من يسمونهم بقتلة الحسين، ويقصدون بهم أهل السنة وعلى رأسهم الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-.

هل نتوقع أن يهدد الحوثيون الروافض جنوب اليمن كما هددوا شماله وتغلغلوا في عدد من مديرياته ومحافظاته!

هل نعلم أن مذكرات بدر الدين الحوثي وزعت هنا في المكلا!

وهل ندري أن هناك صفحات على الفيس بوك بأسماء حضرمية، ويتبجح أصحابها بولائهم لإيران وحزب الله في لبنان، ويقولون: إنهم حصلوا على مِنَح من السفارة الإيرانية وتخرجوا في الجامعات الفارسية!

ما معنى أن يعطى الحوثيون هذه النسبة التي هي أكبر من حجمهم فيما يسمى بالحوار الوطني، بينما لم تعط أي نسبة لفصائل أخرى لها وجود كبير على الساحة، كالمستقلين الذي لا ينتمون إلى جهة سياسية معينة، والسلفيين الذين لا تكاد أن تخلو منهم قرية أو مدينة من مدن اليمن وقراها!

هل نعلم أن ما يسمى ببنقلة الهنود الموجودة هنا في المكلا هي أشبه ما تكون بالحسينيات الشيعية الرافضية!!

وهل نتوقع أن نسمع من بعض مثقفي حضرموت من يداهن الرافضة ويرى أن الخلاف بيننا وبينهم يسير!

وهل ندري أنه وقعَت اتفاقية قبل يومين بين أحزاب اللقاء المشترك وما يسمى بجماعة أنصار الله الحوثية، ونص الاتفاق وبنوده موجود على صفحات الفريقين.

عباد الله: إن من يتكلم عن الصحابة أو ينتقصهم والله لن يضر إلا نفسه، أما أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلن يضرهم شيئًا ولن ينقصهم اللعن والسب شيئًا، بل هو رفعة لهم في درجاتهم وزيادة لهم في حسناتهم، ولن يضر السحاب نبح الكلاب: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [المنافقون: 8].