البحث

عبارات مقترحة:

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل

العربية

المؤلف عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المعاملات
عناصر الخطبة
  1. الوعيد وتهديد الشرع الشديد من أكل أموال الناس بالباطل .
  2. بعض صور الاحتيال والمكر والخديعة .
  3. القصاص يوم القيامة بالحسنات والسيئات لا بالدراهم والدنانير .

اقتباس

أيها المؤمنون: وكم احتال هذا الشيطان على كثيرٍ من الناس بإيقاعهم في دروبٍ مهلكة، ومسالكَ وخيمة ترتَّب عليها أنواع من التعديات على أموال الناس وحقوقهم، وأصبح بعض الناس الحلال عنده من المال ما حلَّ في يده ووقع في حوزته، غير مبالٍ بأحكام الشريعة وتوجيهاتها العظام، وغير...

 
 
 
 
الحمد لله الحكيمِ الخبير، الملِكِ العلَّام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شَرَع الشرائع وأحْكَم الأحكام، وأحلَّ لعباده الطيبات، وحرَّم عليهم الخبائث والآثام، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله خير الأنام؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله والصحب الكرام.

أمَّا بعد أيها المؤمنون عباد الله: اتقوا الله -تعالى- وراقبوه -سبحانه- مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه.

وتقوى الله -جل وعلا-: عملٌ بطاعة الله، على نورٍ من الله، رجاء ثواب الله؛ وتركٌ لمعصية الله، على نورٍ من الله، خيفة عذاب الله.

أيها المؤمنون عباد الله: إن شريعة الإسلام شريعةٌ مباركة، جاءت مشتملةً على الخير والبركة والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ومتضمنةً صلاح العباد في أنفسهم وفي جميع شؤونهم، حافظةً للعباد في أموالهم وأعراضهم وجميع مجالات حياتهم.

فلنحمد الله -جل وعلا- على أن جعلنا من أهل هذه الشريعة، ولنسأله -تبارك وتعالى- أن يعيننا على تحقيق ما جاء فيها من توجيهاتٍ مباركة، وهداياتٍ عظيمة تحقق لنا الصلاح والفلاح.

أيها المؤمنون عباد الله: ومن جمال هذه الشريعة وكمالها ما جاء فيها من توجيهاتٍ عظامٍ فيما يتعلق بحفظ الأموال وصيانتها من تعدياتٍ آثمةٍ، أو جورٍ أو بغيٍ أو ظلمٍ أو عدوان؛ قال الله -تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) [النساء:29].

وقال الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [البقرة:168].

أيها المؤمنون: وكم احتال هذا الشيطان على كثيرٍ من الناس بإيقاعهم في دروبٍ مهلكة، ومسالكَ وخيمة ترتَّب عليها أنواع من التعديات على أموال الناس وحقوقهم، وأصبح بعض الناس الحلال عنده من المال ما حلَّ في يده ووقع في حوزته، غير مبالٍ بأحكام الشريعة وتوجيهاتها العظام، وغير مبالٍ بوقوفه يوم القيامة بين يدي الملِك العلَّام.

وفي الحديث: "لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ -وذكر منها-: عَنْ مَالِهِ: مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟"، فهل أعدَّ أمثال هؤلاء لهذا السؤال جواباً؟ وهل حققوا إن كان الجواب صوابا؟ أم أنهم أخذوا يتمادون في هذا الباب غير مبالين ولا مكترثين!.

أيها المؤمنون عباد الله: إن مَن مضى في حياته آكلاً أموال الناس بالباطل غير مبالٍ ولا مكترث، عقوبتُه يوم يلقى الله -جل وعلا- عظيمة، وقد جاء في هذا الباب وعيد شديد، وتهديد أكيد لمن كانت هذه حاله عياذاً بالله.

روى الإمام أحمد في مسنده عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ".

وثبت في صحيح مسلم من حديث عياض المجاشعي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يومٍ في خطبته: "أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ"، ثم ذكر -عليه الصلاة والسلام- في خطبته تلك فقال: "وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ"، وذكر منهم: "الْخَائِن الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ -أي: لا يظهر له طمع- وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ".

فذكر - عليه الصلاة والسلام- أنَّ أهل هذين الوصفين من أهل النار يوم القيامة؛ ولهذا وجَب على العبد المؤمن أن يتقي الله ربه وأن يكون شديد الحذر في باب الأموال، وأن لا يكون محتالاً مخادعا ماكراً خائناً غاشا، فإن مغبَّة صنيعه هذه وخيمة، وعقوبته عند الله -جل وعلا- أليمة.

أيها المؤمنون عباد الله: ومع هذا التهديد والوعيد في سنة نبي الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أن عدداً من الناس لم يبالوا بذلك، بل أخذوا يحتالون على الناس ويمكرون بهم ويخادعونهم بصنوفٍ من الاحتيالات وأنواعٍ من المكر والخديعة؛ ابتزازاً للأموال، وانتهاباً لها، واكتساباً من وجوهٍ غير شرعية، بل وجوهٍ محرمة دلت الدلائل في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- على حرمتها وعِظَم إثمها.

أيها المؤمنون: والحديث عن صور الاحتيال وصنوف المكر والخديعة التي يقع فيها عدد من الناس ابتزازاً للأموال واستلاباً لها كثيرة ولا يسع لهذا المقام بسطها، لكن يشار إلى بعضها إشارة؛ تنبيهاً لما وراءها مما لم يُذكر.

فمن ذلكم -عباد الله- ما يقع من بعض الناس من نجشٍ في البيع في صور كثيرة، ولا يكون له غرض في الشراء إلا الإضرار ببعض المسلمين وتنفيع بعض أصدقائه ومن يرغب في تنفيعهم، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: "لاَ تَنَاجَشُوا".

ومن ذلكم عباد الله: ما يقع من بعض الناس من تظاهرٍ بدرايةٍ بطب أو معرفة بصناعة ولربما زوَّر شهادات لا أساس لها وادَّعى خبرةً لا وجود لها احتيالاً على الناس ومكراً بهم، وقد جاء في الصحيحين عن نبينا -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ".

ومن ذلكم -عباد الله- أن يدَّعي معرفةً بطب أو مهارةً بعلاج وليس له من وراء ذلك إلا ابتزاز الأموال، وقد صح عن نبينا -عليه الصلاة والسلام- كما في سنن أبي داود أنه قال: "مَنْ تَطَبَّبَ وَلَا يُعْلَمُ مِنْهُ طِبٌّ فَهُوَ ضَامِنٌ".

أيها المؤمنون عباد الله: ومن صور الاحتيال وقد كثرت في مثل هذا الزمان: بعض من يدَّعي معرفة فك السحر، ولربما أوهم بعض الناس بأنه مسحور أو أنه يعرف صفة سحره أو مكانه أو نحو ذلك، وليس له هدف من وراء ذلك إلا ابتزاز الأموال وأكلها بالباطل.

ومن ذلكم عباد الله: ما يقع من بعض الناس من غشٍ في البيع وتسويقٍ لأطعمة أو أشربة على أنها حسنة جيدة أو أنها في مدة الصلاحية أو نحو ذلك، وهو في الحقيقة غاشّ ماكر.

وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فوضع -عليه الصلاة والسلام- يَدَهُ فِيهَا فوجد بلَلا في أسفلها فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟" قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ، فقَالَ النبي -عليه الصلاة والسلام-: "أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي".

وإذا كان قال ذلك -صلوات الله وسلامه عليه- في حق هذا الرجل الذي أخفى السيئ من الطعام فجعله لأسفله، وجعل في أعلاه الجيد، فكيف بمن يمكر بالناس -عباد الله- ويقدِّم لهم أشياء تالفة أو أشياء منتهيةٌ صلاحيتها ويغيِّر في التواريخ ونحو ذلك؛ مخادعة للناس ومكراً بهم وأكلاً لأموالهم بالباطل؟!.

وكيف -عباد الله- بمن يقدِّم للناس أطعمة على أنها حلال ووفق شريعة الإسلام ومع ذلك يُدخل فيها ما لا يحِل؛ رغبةً في ابتزاز الأموال وأكلها بغير حق؟!.

إلى غير ذلكم -عباد الله - من الصور الكثيرة التي ربما عجَّت فيها كثير من المجتمعات من أناسٍ لا يبالون ولا يكترثون لحقوق عباد الله، ولا يخافون من وقوفهم يوم القيامة بين يدي الله جل في علاه.

أيها المؤمنون عباد الله: إن الكيِّس من عباد الله من يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله، ويزن أعماله قبل أن توزن يوم القيامة بين يدي الله، فالكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.

نسأل الله -جل وعلا- بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا أن يوفقنا أجمعين للطيبات المباركات، وأن يعيذنا من الخبائث والمحرمات، وأن يصلح لنا شأننا كله، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، إنه سميع الدعاء، وهو أهل الرجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

الخطبة الثانية:

الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد أيها المؤمنون عباد الله: اتقوا الله -تعالى- وراقبوه -سبحانه- مراقبة من يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه.

أيها المؤمنون عباد الله: إنَّ من كانت هذه حاله في اكتسابه للأموال وتحصيله لها -غشاً واحتيالا وخديعةً ومكرا وظلماً وبغيا- فإن عقوبته يوم يلقى الله أليمةٌ شديدة.

عباد الله: إن العبد إذا وقف يوم القيامة فإنه في ذلك اليوم العظيم والموقف الجسيم لا درهم ولا دينار، وإنما حسناتٌ وسيئات، والقِصاص يوم القيامة إنما يكون بذلك.

جاء في الحديث الصحيح عن نبينا -عليه الصلاة والسلام- أنه "يحشر الله العباد يوم القيامة حفاةً عراةً بُهْما"، قالوا: يا رسول الله، مَا بُهْمًا؟ قال: "لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ"؛ أي ليس معهم درهم ولا دينار.

ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: "ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عَلَيْهِ مَظْلمَةٌ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مَنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَلِأَحَدٍ مَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عِنْدَهُ مَظْلمَةٌ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، حَتَّى اللَّطْمَةَ". قالوا: كَيْفَ ذَا، وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ غُرْلًا بُهْمًا؟ قَالَ: "بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ".

ويوضح قوله -صلى الله عليه وسلم- "بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ" ما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟" قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ" عياذاً بالله من ذلك.

أيها المؤمنون عباد الله: لنُعِدَّ لهذا اليوم عُدَّته، ولنتّقِي الله -جل وعلا- ربنا، ولنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله.

واعلموا -رعاكم الله- أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهُدى هُدى محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

وعليكم بالجماعة، فإنَّ يدَ الله على الجماعة.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".

وجاء عنه -عليه الصلاة والسلام- الحث على الإكثار من الصلاة والسلام عليه في ليلة الجمعة ويومها.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.

وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين: أبى بكرٍ الصدِّيق، وعمرَ الفاروق، وعثمانَ ذي النورين، وأبي الحسنين علي، وارض اللهمَّ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصُر من نصَر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-.

اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لهم ناصراً ومعِينا وحافظاً ومؤيِّدا، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب.

اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، اللهم أعِنَّا ولا تُعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدِنا ويسِّر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا.

اللهم اجعلنا لك ذاكرين، لك شاكرين، إليك أواهين منيبين، لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبَّل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبِّت حجتنا، واهد قلوبنا، وسدِّد ألسنتنا، واسلل سخيمة صدورنا. اللهم وأصلح ذات بيننا، وألِّف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغنِنا بفضلك عمَّن سواك.

اللهم اغفر لنا ذنبنا كله؛ دقَّه وجِلَّه، أوَّله وآخره، علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

ربنا إنَّا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).