البحث

عبارات مقترحة:

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

القابض على الجمر

العربية

المؤلف عبد العزيز بن عبد الله السويدان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات أهل السنة والجماعة
عناصر الخطبة
  1. الحديث المُشبِّه للمتمسك بالدين وقت الفتن بالقابض على الجمر .
  2. تأملات في الحديث ودلالاته .
  3. محاولة المفسدين لعزل المتدينين بإثارة الشبهات والشهوات .
  4. خبيب بن عدي كمثال لاستمساك الصحابة بالدين .
  5. الوقاية من الفتن .
  6. التحذير من الأمن منها .

اقتباس

إنَّ المعتني بأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، مراجعةً لها، وتفكُّراً فيها، واستحضارا لمعانيها، ثم يقرأ هذا الحديث، لا بُدَّ أن يرتعبَ ويشتدَّ حذره؛ لأن هذا الحديث الشريف يبين لنا قُوَّةَ الابتلاء الذي قد يتعرض له المؤمن في فترة من فترات الزمان، يقول -عليه الصلاة والسلام-: "يأتي على الناس زمانٌ"، إذاً؛ هو زمان قادم لا محالة: "الصابرُ فيهم على دينه...

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

صح في السنن من حديث أنس -رضي الله عنه- قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر".

إنَّ المعتني بأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، مراجعةً لها، وتفكُّراً فيها، واستحضارا لمعانيها، ثم يقرأ هذا الحديث، لا بُدَّ أن يرتعبَ ويشتدَّ حذره؛ لأن هذا الحديث الشريف يبين لنا قُوَّةَ الابتلاء الذي قد يتعرض له المؤمن في فترة من فترات الزمان، يقول -عليه الصلاة والسلام-: "يأتي على الناس زمانٌ"، إذاً؛ هو زمان قادم لا محالة: "الصابرُ فيهم على دينه كالقابض على الجمر".

يقول الطيبي في شرحه للحديث: "كما لا يصبر القابض على الجمر لإحراق يده،  يعني لا يكاد يصبر، كذلك المتدين يومئذ، لا يقدر على ثباته على دينه، لغلبة العصاة والمعاصي، وانتشار الفسق، وضعف الإيمان".

ويقول قائل: لا يمكن القبض على الجمر إلا بصبر شديد، وتحمل غلبة المشقة، كذلك في ذلك الزمان لا يتصور حفظ الدين ونور الإيمان إلا بصبر عظيم.

لماذا يخبرنا -صلى الله عليه وسلم- هذا الخبر؟!:

أولا: لأنه -عليه الصلاة والسلام- وهو يخبر الصحابة بهذا الحديث كانوا في بيئة المدينة مع وجوده -صلى الله عليه وسلم- بينهم يعيشون ذروة الإيمان، ومن ثم فإن النفس في ذلك الجو الروحاني الفريد قد تشعر بالأمن من الفتن، فتحتاج إلى التذكير، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أن هذا الزمان الصعب سيحصل جزما، لأنه من الوحي والوحي رسالة وأمانة، فلا بد أن يخبر به -عليه الصلاة والسلام-.

وليس هذا هو الحديث الوحيد في هذا الباب، بل هناك أحاديث تحث على الثبات والاستقامة وأخذ الحيطة في زمن الفتن، كحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عنه -صلى الله عليه وسلم-: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا".

قال: "بادروا بالأعمال"، قدم بيان الحل قبل عرض المشكلة، فأمر بالوقاية مباشرة، لا؛ بل وجاء بلفظ يحمل معنى السرعة لشدة الأمر، قال: "بادروا بالأعمال"، كونوا أهل المبادرة، أسرعوا إليها أنتم أولا ولا تنتظروا غيركم، والمراد بالأعمال: الأعمال الصالحة.

ثم أخبر بالحال المستدعي لتلك المبادرة، وهو أنه ستكون فتن من شهوات وشكوك وشبهات كقطع الليل المظلم، يعني أنها مدلهمة مظلمة لا يرى فيها النور، والعياذ بالله، ولا يدري من لم يتخذ الحيطة أين يذهب؛ فهو حائر ما يدري أين المخرج، إلا هذا الذي بادر بالأعمال الصالحة، والإنسان قد يفتن بفتنة واحدة، أو بشهوة واحدة. أسأل الله أن يعيذنا من الفتن.

ثانيا: يخبرنا هذا الخبر -عليه الصلاة والسلام- لأنه -كما هي صفته- حريص علينا، رؤوف رحيم بنا، يخشى علينا من الزيغ، وبالتالي يهيئنا للصبر على الفتن المقبلة، وينبئنا بأنه قد تتصاعد وتتنوع حتى يصل فيها حال الصابر إلى هذا الحد كالقابض على الجمر.

وهذا الحديث -كما ترون- لا يتضمن حلا ولا إشارة إلى حل، وإنما هو خبر محض، مجرد خبر، أي: إن هذا ما سيكون عليه حال الصابر على دينه في زمان قادم، كالقابض على الجمر.

وهذا هو هديه -صلى الله عليه وسلم-، فإن أحاديثه -وإن تعددت- مترابطة يفسّر بعضها بعضا، ويكمل بعضها بعضا، وإنما يفرد الخبر دون ذكر العلاج أحيانا لإثارة الانتباه، ولإبقاء الصورة معلقة في الذهن كصورة هذا القابض على الجمر، ولذلك نجد الحلول في أحاديث أخرى مشابهة.

ثالثا: كأني به -صلى الله عليه وسلم- يريد منا أن نعي خطورة، الوضع وأن الرخاء لا يستمر، وأن الدين إن كنا نستمتع به اليوم على هيئته الأولى التي بشر بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلن يظل الأمر على ما هو عليه غدا، لن يكون ذلك بالضرورة، فطبيعة الأيام رخاء وشدة، وبسط وقبض، وأمن وخوف.

وهكذا؛ تتقاطر الشبهات من كل مكان رجاء تبديل الدين وتكييفه من خلال الفضائيات والصحف وبعض المواقع، وسيقوم بعض المنتسبين إلى العلم بتشريع أحكام تخالف ما اجتمع عليه العلماء من سلف الأمة، وهو تكسير بطيء؛ لكنه رتيب، تكسير لكثير من ثوابت الدين ومسلماته.

تراهم يناقشون الاختلاط بقصد تشريعه وتكريسه، ويناقشون الموسيقى بهذا القصد ايضاً، وأيضا يناقشون بعض أحكام المرأة المسلمة لتعطيلها، كالسفر بلا محرم، وحدود الحجاب، وخروجها في محافل الرجال بداعي الرياضة؛ وكتشريع رسم ذوات الأرواح، وحذلقة الكلام، وإدخال الفلسفة العقلانية لِلَيِّ أعناق النصوص في هذه المسائل القطعية وأشباهها، وتغيير مفهوم الولاء والبراء وغيرها، هذا في الشبهات.

أما الشهوات، فسوف تفتح أبواب الشهوات المحرمة، و: إنها صغائر، والله غفور رحيم، ونحن نصلي ونصوم والحمد لله، واللهو هذا بريء، والغناء حلال، ودعوا التشدد.

وهكذا، تتسلل الفتن تسلُّلاً من حيث لا يشعر الإنسان، فيجب العمل على تحصين أنفسنا وأهلينا منها.

أيها الإخوة: إن من يقبض بيده على جمرة مشتعلة سيحس بلسع النار في راحته، وهو شعور مؤلم جدا، وسيبادر إلى إلقاء الجمرة بسرعة حتى يسلم من إحراقها، ولن يبقيها في قبضته إلا أن يرى في بقائها منفعة يهون في سبيلها الألم.

القابض على دينه إذا هجمت عليه الأهواء من كل مكان إما أن يفك قبضته عن دينه فيتنازل عن مبادئه شيئا فشيئا، ويتدرج في الشبهات الواحدة تلو الأخرى، إلى أن ينزلق في الحرام.

إما أن يكون كذلك، وإما أن يعز عليه دينه فيصبر عليه كما صبر الأنبياء وأتباع الأنبياء، وها هنا يكون الابتلاء.

فهناك فتنة المال، وما تحويه هذه الفتنة من أفاعيل وألاعيب، ويا لها من فتنة! قلّ مَن يسلم منها، وهناك فتنة النساء، وفتنة الجاه.

وهناك فتن من نوع آخر، وهي فتن الشبهات والشكوك والإلحاد التي منفذها إلى المؤمن الجهل والهوى والاعتداد بالرأي؛ ولذلك يقال للصابر على دينه: إذا أردت أن تسلك سواء الصراط فوطن نفسك على الغربة بين الناس، فقد يأتي زمان تستحكم الغربة على صاحب السنة المتمسك بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيصبح غريبا حتى بين الأخيار؛ لتساهلهم وتنازلهم.

وقد جاء الحديث السالف الذكر عن ابن مسعود بلفظ: "المتمسك بسنتي عند اختلاف أمتي كالقابض على الجمر"، وقال علي بن عبد العزيز: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول: "المتبع للسنة كالقابض على الجمر".

أيها الإخوة: إن قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "القابض على دينه" دليل على قيمة الدين، فأنت لا تقبض على شيء إلا وهو مهم جدا، لم يقل: القابض على ماله ولا منصبه ولا حسَبه؛ لأن الدين أغلى وأسمى وأعلى، فمن أجله يرخص المال والمنصب والحسب والدنيا كلها، فكل كسر يجبر، إلا الدِّينَ، لا يجبر كسره أبدا.

وكلُّ كَسـرٍ فإنَّ الدِّينَ يَجْبُـرُهُ

وما لِكَسْرِ قَنـاةِ الدِّيـن جُبـرانُ

وقد ضرب الصحابة أجمل الأمثال في صبرهم وجهادهم في سبيل الاستقامة على دينهم والقبض عليه، وما زال شعر خبيب بن عدي -رضي الله عنه- يتردد إلى يومنا هذا لمــّا أوثقه الكفار إلى جزع منيع، وساوموه على دينه أو الموت، فقبض على دينه. وكان مما قال -رضي الله عنه-:

إلى الله أشكُو كُـرْبَتِي بعْد غُرْبَتِي

وما جَمَعَ الأحزابُ لي حولَ مَصْرعـي

فذا العرش صبِّرْني على ما يراد بي

فقد بضَّعُوا لحمي وقد ياس مطمـعي

وقد خيّروني الكفرَ، والموتُ دونَهُ

وقد ذرفت عيناي من غير مَجْزَع

وما بي حِذارُ الموت، إني لميِّتٌ

ولكن حِذاري جحْمَ نار مُلفّع

وذلـك في ذات الإله وإن يشـأ

يبـاركْ علـى أوصـال شِلْوٍ مُمَـزَّع

فلستُ بِمُبْدٍ للعَدُوِّ تَخَشُّعَاً

  ولا جَزَعَاً، إني إلي الله مرجعي

ولست أبالي حين أقـتل مُسْلِـمَاً

على أيِّ جَنْبٍ كـان في الله مَصْرَعي

هذه قيمة الدين عند القابض عليه.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم، واسألوه الثبات على الهدى والحق.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجه واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن الوقاية من الفتن التي أشار إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث أخرى هي للاستمساك بهديه -صلى الله عليه وسلم-، وهدْي المقربين من بعده؛ وهي كذلك في الفرار من مواطن الفتن والإعراض عن الشبهات والأقوال المشبوهة.

ففي حديث العرباض بن سَارِيَةَ المشهور الذي صح في السنن قال: صلى بنا -صلى الله عليه وسلم- صلاة الفجر ثم وعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العُيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظةُ مودِّعٍ؛ فأوْصِنا.

فقال: "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي؛ فإنه من يعِشْ منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضّوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثاتِ الأمور! فإنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ ضلالة".

فالاعتصام بالسنة، وآراء العدول من أهل العلم الذين ماتوا على ما مات عليه سلف الأمة الصالح، خيرٌ من الميل إلى الأقوال الشاذة، والآراء المخالفة في زماننا هذا.

ولذلك؛ قال الإمام -الأوزاعي- رحمه الله وهو ينصح تلميذه: " عليك بآثار مَن سلف! وإن رَفَضَكَ الناس، وإيّاك وآراءَ الرجال! وإن زخرفوها لك بالقول؛ فإن الأمر ينجلي -حين ينجلي- وأنت على طريق مستقيم".

ولذلك يقال: كلما اتبعت الأقوال الغريبة استهواءً لها وميلا لها كلما أرخيت قبضتك عن دينك.

هكذا عبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شدة التمسك بلفظ القابض؛ فإن القابض على الدين ليس كالممسك؛ لأنه إنما يقبض عليه قبضا بشدة حرصاً عليه؛ فإن الزمان زمان تسلّح بالدين، فإن لم يقبض عليه فلت من يده. أسأل الله لي ولكم الثبات على الحق.

معاشر الإخوة: لا يظنن أحد أنه في مأمن من الزيغ؛ فإن الراسخين في العلم يخافون الزيغ، كما جاء في القرآن: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ * رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران:7-8].

فلْنُدْمِن الدعاء بالثبات، الثبات على الحق، كما كان -صلى الله عليه وسلم- يفعل؛ فقد صح في ابن خزيمة  وغيره أن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر في دعائه: "اللهم يا مقلِّب القلوب؛ ثبِّتْ قلبي على دينك". فقلت: يا رسول الله، وإن القلوبَ لتتقلَّب؟. قال: "نعم، ما مِن خَلْقٍ لله من بني أدم إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن، فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه".

ثم لا ننسى حق القرآن، تلاوته ليل نهار، وتدبُّره، والوقوف عند عجائبه؛ فإن الله -تعالى- يقول: (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [المائدة:15-16].

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك...