الوارث
كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...
العربية
المؤلف | عبد العزيز بن عبد الله السويدان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
ينبغي أن يحترم هذا الشهر كغيره من الأشهر الحرم وتعظم حرمته؛ لأن تعظيم حرمته من تعظيم الله وتوقيره، وقد اختلف العلماء في أي الأشهر الحرم أفضل فقال الحسن وغيره: "أفضلها شهر المحرم"، ورجحه طائفة من المتأخرين. ومما يدل على فضله ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال -عليه الصلاة والسلام-: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
يقول الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [التوبة:36].
من هذه الآية -معاشر المسلمين- نعرف أن عدة الشهور اثنا عشر شهرًا تحقق في أصل الخلقة؛ لأنه قال عقب ذلك: (فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)، وكون أربعة من تلك الأشهر أشهرًا حرمًا تحقق بالحكم الشرعي، فقد أشار عقبه بقوله تعالى: (مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ).
فالله -عزّ وجل- خلق هذا الخلق هكذا اثنا عشر شهرًا وجعل منها -سبحانه وتعالى- حكمًا شرعيًا أربعة حرمًا، وكونه هو الدين القيم أي أن هناك أديانًا غير قيمة حرفت عدد وترتيب ووظائف الشهور، وكل شيء في الدنيا خلق بحكمة ولحكمة؛ لأن الله تعالى من صفاته أنه كامل في علمه وحكمته لا يعتري حكمته أدنى نقص.
ولذلك أعلن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع حقيقة الأمر مبطلاً ما فعله الناس من تحريف؛ فقال -عليه الصلاة والسلام-: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان". أخرجه البخاري ومسلم.
وقال العلماء في معنى الحديث: أنهم في الجاهلية كانوا يتمسكون بملة إبراهيم -عليه السلام- في تحريم الأشهر الحرم، وكان يشق عليهم تأخير القتال ثلاثة أشهر متتالية، فكانوا إذا احتاجوا إلى قتال أخروا تحريم المحرم إلى الشهر الذي بعده وهو صفر، ثم يؤخرونه إلى شهر آخر وهكذا يفعلون في سنة بعد سنة حتى اختلط عليهم الأمر، وتباعًا جاءت الآية التالية: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [التوبة:37]، (إِنَّمَا النَّسِيءُ) التأخير لحرمة الشهر، النسيء زيادة في الكفر.
إن التلاعب في دين الله تعالى في الأصل سمت اليهود، لكنه سمت يمتد إلى غيرهم من الأمم والأفراد ما دام للهوى سلطان ظاهر، فلا تلاعب ظاهر ولا باطل يغيب عن اللطيف الخبير: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ) [النمل:73]، (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ) [النمل:74]، (وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) [النمل:75].
ينبغي أن يحترم هذا الشهر كغيره من الأشهر الحرم وتعظم حرمته؛ لأن تعظيم حرمته من تعظيم الله وتوقيره، وقد اختلف العلماء في أي الأشهر الحرم أفضل فقال الحسن وغيره: "أفضلها شهر المحرم"، ورجحه طائفة من المتأخرين.
ومما يدل على فضله ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال -عليه الصلاة والسلام-: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".
والأشهر الحرم معظمة محترمة ولهذا قال: (فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ)، قال قتادة: "الضمير فيهن عائد على الأربعة الأشهر، ونهى عن الظلم فيها تشريفًا بالتخصيص والذكر وإن كان منهيًا عنه -أي الظلم- في كل زمان".
قال الطبري: "(فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) أي فلا تعصوا الله فيها، ولا تحلُّوا فيهن ما حرَّم الله عليكم، فتكسبوا أنفسكم ما لا قِبَل لها به من سخط الله وعقابه".
ونحن -أيها الإخوة- نستقبل هذا الشهر المحرم في ظلال هذه الآية الشريفة، فنعظمه ونحتسب العمل الصالح فيه أن يكون أعظم أجرًا لعظمة الشهر، ونتفكر في مدى اهتمامنا بالخير في هذا الشهر ومدى حرصنا على التوبة فيه، فقد قيل:
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة | وتبكي عليها حسرة وتندمًا |
وتستقبـل العـام الجديد بتوبة | لعلك أن تمحـو بها ما تقدمَ |
معاشر الإخوة: عاشوراء مصدر معدول عن "عاشر" للمبالغة والتعظيم، ويوم عاشوراء من المحرم له فضل عظيم وحرمة قديمة، فقد كان موسى -عليه السلام- يصومه لفضله، بل كان أهل الكتاب يصومونه، بل حتى قريش كانت تصومه في الجاهلية.
ففي صحيح مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن قريشًا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصيامه حتى فرض رمضان، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من شاء فليصمه ومن شاء فليفطره".
وقد وردت عدة أحاديث في فضل عاشوراء وصيامه؛ منها ما جاء في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صيام يوم عاشوراء فقال: "إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله". رواه مسلم. نسأل الله من فضله.
وهذا بفضل الله علينا أن جعل صيام يوم واحد يكفر ذنوب سنة كاملة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان". رواه البخاري.
والحكمة من صيامه أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجّا الله فيه موسى -عليه السلام- نجاه وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكرًا لله تعالى، وصامه نبينا وأمر بصيامه موالاة لموسى وشكرًا لله بنجاته وانتصار دعوة التوحيد.
فقد جاء في الصحيحين من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَاماً يَوْمَ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللّهِ: "مَا هَـذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟!"، فَقَالُوا: هـذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، نجّا اللّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْراً، فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: "فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ". فَصَامَهُ رَسُولُ اللّهِ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
وكان الأمر بصيامه في أول السنة الثانية من الهجرة، وفي السنة الثانية أيضًا فرض صيام شهر رمضان، وعلى هذا لم يقع الأمر على صيام عاشوراء أمرًا إلا في سنة واحدة، ثم لما فرض صيام رمضان قال -صلى الله عليه وسلم-: "هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم، ومن شاء فليفطر".
فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفة أهل الكتاب، فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله كما ثبت ذلك في الصحيح في قوله: "لئن بقيت إلى قابل لأصومنّ التاسع".
بل كان -صلى الله عليه وسلم- يصوم عاشوراء قبل ذلك في مكة، وكان في ذلك الوقت يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه؛ لكنه الآن بعد أن جاء الأمر بمخالفة اليهود والنصارى في أعيادهم وعاداتهم يشير -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث إلى أن في صيام عاشوراء بيانًا للعرب وللناس أجمع بأن دعوة التوحيد ميراث الأنبياء جميعهم -صلوات الله وسلامه عليهم-، وأنهم جاؤوا بأصل واحد دين وعقيدة، وأن رابطة العقيدة أقوى وأرسخ وأقوى من رابطة العرق والنسب، وأن نبينا -صلى الله عليه وسلم- وأمته وهم عرب أحق بمتابعة موسى ممن خالفوه وحرفوا دينه من أمته من بني إسرائيل.
معاشر الإخوة: احمدوا الله على نعمة الدين واشكروه على الهداية للحق؛ فإن أقوامًا ممن يحسبون على الإسلام يخالفون مئات ملايين المسلمين في الغاية من صيام عاشوراء، ولا يعترفون بأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في تفسير الغاية أو الحكمة من صيامه، بل لهم غاية مخالفة ولهم كتب مخالفة وعقائد مخالفة ومراجع مخالفة وصلاة مختلفة وبغيضة قاتلة وأحقاد على المسلمين تجاوزت كل معاني الحقد، حتى زعموا أننا تابعون لحزب بني أمية، فهم -في نظرهم- إنما استحدثوا الصيام في عاشوراء فرحًا بمقتل الحسين -رضي الله عنه- ورضًا بما وقعه عليه وعلى أهله من ظلم وقتل.
وجعل هؤلاء الناس يوم عاشور مجددًا للأحزان قابضًا للصدور، مثيرًا للكراهية والبغضاء، وجعلوه مسرحًا للأكاذيب على صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن تبعهم، واخترعوا فيه النياحة وغيره من ضرب للصدور وبطح للجباه والظهور، فشوهوا الإسلام وهو منهم براء.
وهم يصومون يوم عاشوراء لا من لأجل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صام فيه، ولا من أجل الفرح بنجاة موسى -عليه السلام-، وإنما صيامهم الوقتي زعموا من أجل مشاركة الشعورية للحسين وأهله -رضي الله عنهم- عندما قطعوا عنهم الماء في وقعة كربلاء في العاشر من محرم حتى منتصف النهار، ولذلك هم في صيامهم المزعوم هذا لا يصومون إلى الليل كحال المسلمين، بل إذا انتصف النهار أبطلوا صيامهم وفرشوا موائد الغداء وأكلوا وشربوا.
ولا شك أن مقتل الحسين -رضي الله عنه- من المصائب العظيمة التي حصلت في تاريخ الأمة، وهو ابن بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو سيد شباب أهل الجنة، فمحبة الحسين ومولاته شيء وإقامة الاحتفالات الدينية شيء آخر، فالحق أحق أن يُتَّبع، المواسم الدينية لا يقيمها الهوى ولا تشرعها العاطفة وإنما هو النص الشرعي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريمًا، بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، أما الروايات التي فيها أنه أهين نساء آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنَّ هناك، فهذا كله كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم، ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها ويطلقها، فهم كانوا يعظمون بني هاشم؛ بل لم تسب هاشمية قط في عهدهم".
الحاصل أن هذا الموضوع يطول ونحن مقبلون على عاشوراء، فأردت أن أعيد التذكير بالفرق بين السنة والبدعة فيما يتعلق بعاشوراء.
أسأل الله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يقبل منا صالح الأعمال، وأستغفر الله فاستغفروه إنه غفور رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجه واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن المسلم الحاذق يتعامل مع الزمان تعاملاً شرعيًا قبل تعامله الحياتي، فالشهور والأيام هبة من هبات الله تعالى لنا، وهبنا هذه الأيام والشهور وفيها من المكاسب الشيء الكثير، وفيها من الفرص ما يجب الحرص عليه وعلى اغتنامه.
وما عاشوراء إلا مغنم زمني كبير وفرصة للكسب عظيمة، فلنحرص على اغتنامه، ولنخلص في ذلك ولنحتسب، أسأل الله تعالى أن يرزقنا من جميل كرمه وفضله.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.