المتين
كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أركان الإيمان - التوحيد |
ولاسم الله الشكور معاني عظيمة, فمن معانيه: أنه يزكو عنده القليل من الأعمال، فيضاعف لهم به الجزاء، فجعل ثوابه للشكر وقبوله للطاعة شكرا, فالله يشكر القليل من العمل ويغفر الكثير من الزلل، ويضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب.
كما أن من معانيه: أن هو الشاكر لمن أقبل عليه وأحسن إلى عباده، يشكر لهم، ويرفع قدرهم، ويحسن عاقبتهم ويثني عليهم...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الكبير المتعال، مدبر الأمور من حال إلى حال، ذي النعم والمكارم والإفضال، مجري السحاب، ومنزل الكتاب، مسبب الأسباب، وهازم الأحزاب، إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب، والصلاة والسلام على أغلى الأحباب، وقدوة الشيوخ والشباب، نبينا محمد بن عبد الله، صلوات ربي وتسليماته عليه ما أدبر ريح وأقبل سحاب.
أما بعد:
عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- كما أمر: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102] وبذل المجهود في تحصيلها ورمي العذر في تكميلها: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) [التغابن: 16], فهي خير الوصايا من رب البرايا (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء: 131].
عباد الله: إن الشكر من أعلى المقامات الإيمانية، وأرقى العبادات القلبية، أمر الله -عز وجل- به في مواطن كثيرة في كتابه، وقد قرنه عز وجل بالذكر تارة، وبالدعاء تارة، وبالصيام تارة، وبالنجاة من العدو والبعث بعد الموت، بل إن أنبياء الله -عز وجل- جميعا قد جاءوا بحض أقوامهم على تحقيق الشكر لله على نعمه وآلائه، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جدا يضيق المقام بحصرها وذكرها في هذا المقام.
ولعظم مكانة الشكر وأثره الإيماني والتعبدي على حياة المسلمين، فقد شن إبليس -لعنه الله- الغارة على تلك العبادة العالية، وجعل جل تركيزه صرف الناس عن شكر ربهم والثناء على نعمائه، وذلك لأن إبليس يعلم جيدا عاقبة الشاكرين وأثر الشكر في تغيير حياة الناس، قال تعالى: (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) [الأعراف: 17], وللأسف الشديد صدّق إبليس ظنه على كثير من الناس، فقل شكرهم وغاب ثناؤهم، وقال الله في ذلك: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ: 13] وقال (قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [الأعراف: 10].
ولعل السبب الرئيسي وراء غياب هذه العبادة الكبرى من حياة كثير من الناس أنهم لم تتنور قلوبهم وعقولهم بفهم أسماء الله وصفاته، وغاب عنهم العلم والفقه لمعاني ودلائل اسم الله الشكور هذا الاسم العظيم المبارك المقدس الذي يرقق القلوب القاسية، وينير حنايا النفوس الغليظة التي لا تعرف شكرا وتقديرا لنعمة أو معروف من الخالق أو من المخلوقين كما قال الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" (أبو داود (4811) وصححه الألباني).
عباد الله: إن حقيقة الشكر هو الثناء على المحسن بذكر جميله، وهو عِرْفانُ الإِحسان ونَشْرُه، كرد للجميل من الفعل أو للمعروف حتى ولو كلمة طيبة بإظهار فضله باللسان أو تعريفه حسنه بإظهار المودة له، والشكور في اللغة: كثير الشكر وهو من صيغ المبالغة من اسم الشاكر.
أما الشُّكْر من الله -تَعَالَى- هُوَ إثابته الشاكرين على شكره، وجزاؤه على القليل بالكثير، وثناؤه عليه بذكر إحسانه إليه، وإنعامه على العبد بالتوفيق للشكر له، وشكر العبد لله -تعالى- ثناؤه عليه بذكره وذكر إحسانه إليه، وإحسان العبد يعني طاعته لله -تعالى-.
واسم الله الشكور في القرآن قد ورد مقترنا مع أسماء معينة من أسماء الله الأخرى، لتعطي دلالات وإشارات راقية عن معنى اسم الله الشكور، من هذه الأسماء:
اسم الله الغفور؛ فقد اقترن اسم الشكور باسم الغفور ثلاث مرات, وهذا يفيد أنه غفور لمن عصاه، وشكور لمن أطاعه، أي غفور لذنوبهم وشكور للقليل من أعمالهم، منها قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 29-30]، فهو غفور يغفر الكثير من السيئات، ويضاعف القليل من الحسنات، ويستر ويغفر ويضاعف فيشكر.
اسم الله الحليم؛ حيث اقترن اسم الشكور باسم الحليم مرة واحدة في قوله -تعالى-: (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) [التغابن: 17]، وهو يفيد أنه شكور يثيب من أطاعه بأضعافٍ مضاعفة، حليم لا يعاجل من عصاه بالعقوبة، بل يمهله ولا يهمله، ويصفح ويتجاوز عن الذنوب والسيئات، كما يفيد أنه تعالى شاكر أي يثيب على القليل بالكثير، مع علمه التام المحيط بقدر الجزاء، فلا يبخس أحدا ثوابه، قال الله -تعالى-: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) [النساء: 147].
لقد ذكر العلماء في تفسير اسم الله الشكور أقوالاً كلها تصدق عليه, فقال ابن القيم -رحمة الله-: "الشكور يوصل الشاكر إلى مشكوره, بل يعيد الشاكر مشكورا،كقوله -تعالى-: (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا) [الإنسان: 22]، ورضى الرب عن عبده كقوله:: (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) [الزمر: 7], وقلة أهله في العالمين تدل على أنهم هم خواصه، كقوله: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ: 13]".
وقال السعدي -رحمه الله-: "الشكور لا يضيع أجر من أحسن عملا, بل يضاعفه أضعافاً مضاعفة بغير عدٍ ولا حساب، ومن شكره أنه يجزي بالحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقد يجزئ الله العبد على العمل بأنواع من الثواب العاجل قبل الآجل، وليس عليه حق واجب بمقتضى أعمال العباد, وإنما هو الذي أوجب الحق على نفسه كرماً منه وجوداً، والله لا يضيع أجر العاملين به إذا أحسنوا في أعمالهم وأخلصوها لله -تعالى-".
عباد الله: ولاسم الله الشكور معاني عظيمة, فمن معانيه: أنه يزكو عنده القليل من الأعمال، فيضاعف لهم به الجزاء، فجعل ثوابه للشكر وقبوله للطاعة شكرا, فالله يشكر القليل من العمل ويغفر الكثير من الزلل، ويضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب.
كما أن من معانيه: أن هو الشاكر لمن أقبل عليه وأحسن إلى عباده، يشكر لهم، ويرفع قدرهم، ويحسن عاقبتهم ويثني عليهم، وهذا الثناء من الله -عز وجل- لعباده هو ترغيبهم في الطاعة، ومثله حديث أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِى بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ" (البخاري(256)).
ومن معاني الشكور: أنه الذي يعطي عطاء يليق بعظمته وبملكه, عطاء ليس له حد ولا عد، فالحسنة بعشرة أمثالها, وهذا العرض والعطاء لا يوجد إلا عند مالك الملك -سبحانه-، فهو يرزق وينعم دون منة ولا عوض فلا يطلب عليه مقابلاً؛ ودليل ذلك أنه يرزق البر والفاجر، وينعم على عبده ويتم إنعامه عليه وإن عصاه، وإن لم يكونوا أهلا لذلك الفضل، أو أهلا لتلك النعم، بخلاف البشر يعطون ثم يمنون, وإذا عصيتهم منعوك، أما الشكور فمهما قدمت من قليل لابد أن يشكرك عليه ويضاعف لك الشكر أضعافاً مضاعفة: (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً ) [ الشورى 23].
والعبد المؤمن إذ فقه اسم الله الشكور توجَّب عليه أن يقوم بمقتضى هذه العبادة العظيمة، وإن من أعظم الشكر لله على نعمه؛ تحقيق التوحيد الخالص له -سبحانه-، وصرف جميع العبادة له وحده، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والقيام بتعظيمه والثناء عليه بما هو أهله، واستنفاد كافة نعمته في مرضاته، لأنه مالكها وصاحبها وأوجدها من العدم، ورزق الإنسان وسائر المخلوقات، ولم يشاركه فيها أحد، فلا يستحق العبادة معه أحد.
ونحن -عباد الله- لو قمنا بواجب الشكر لله -عز وجل- فإن الشكور -سبحانه وتعالى- ينوع علينا صنوف الشكر الإلهي، والجزاء من جنس العمل، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والناظر إلى نصوص الشريعة المطهرة من قرآن وسنة يجد أن صور شكر الله لعباده كثيرة ومتنوعة وواسعة وعظيمة منها:
أولا: مضاعفة الحسنات والتجاوز عن السيئات؛ فمن عظيم شكره سبحانه لعباده وفضله عليهم، أنه يضاعف لهم الأعمال الصالحة أضعافاً كثيرة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، قال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) [البقرة: 245]، هذا شكره وفضله في الحسنات، أما السيئات فإنه لا يضاعفها بل السيئة بمثلها، وتمحى بالتوبة والاستغفار، وجميع النعم التي يتنعم بها الخلق من رزق وعافية، وأمن وسرور، وأهل ومال وولد، هي من المنعم، قال سبحانه: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ*ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ) [النحل: 53- 54].
ثانيا: المحافظة على الأعمال؛ ومن شكْرِه -سبحانه- لعباده أنه لا يضيع عمل عامل مهما كان مصدره، بل يجازي حتى عدوه وهو من أبغض خلقه إليه، بما يفعله من المعروف في الدنيا، وربما خفف عنه العذاب يوم القيامة، كما شكر لبعض عباده ليخرج من النار بأدنى مثقال ذرة من إيمان أو خير، ولا يهضم عليه هذا الحق، كما لا يمنعه عصيانه أن يوفيه حقه، ومن شكره أنه لا يضيع أجر محسن، ولا يعذب غير مسيء، ومن شكره -سبحانه- أن العبد من عباده يقوم له مقاماً يرضيه بين الناس فيشكره له، وينوه بذكره، ويخبر به ملائكته وعباده المؤمنين، فينتشر صيته بين العالمين ومحبته بين الخلق أجمعين.
ومن صور شكره لعباده ثالثا: المجازاة على النية الصالحة؛ فالله الشكور يشكر حتى على النية الحسنة ولو لم تترجم إلى عمل فعلي، فلو تمنيت أن تكون غنيا لتتصدق بأموالك على الفقراء فإن الله سيجازيك على هذه النية الحسنة، وحلاوة الشعور بأن الله يشكرك أحلى من كل عطاء تأخذه، فهو يشكر لعباده حسن الأداء، أفلا يشكرون له حسن العطاء: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7]. وعَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، كَمَثَلِ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِي مَالِهِ، يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا، وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ"، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: " فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ " (صحيح الترغيب(16))، فهل يبق بعد هذا الشكر العظيم معتذر لقاعد عن فعل الخيرات أو حتى نية فعلها ؟!.
وليست النيّة الحسنة فحسب, بل إنه -سبحانه وتعالى- يشكر على الشعور الطيب والخلق الحسن والشهامة، وفي ذلك المضمار أمثلة عجيبة منها ما روته أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- يوم الهجرة، ذلك أن قريشا قد فرقت بينها وبين زوجها وابنها، وهاجر أبو سلمة وهي في بيتها وابنها محبوس، وبعد عام تركها أهلها لتذهب لزوجها فقررت الذهاب للمدينة وحدها بدون ناقة، فقابلها عثمان ابن طلحة عند التنعيم، وكان كافرا ومعادياً للمسلمين، ولكن تحركت في قلبه الشهامة، فقال: إلى أين يا أم سلمة ؟ قالت: أفر بديني منكم وألحق بزوجي في المدينة، فقال: وحدك؟!, قالت: نعم، قال: ما معك أحد؟ قالت: لا والله، قال: ما ينبغي لك أن تسافري وحدك، اركبي يا أم سلمة على ناقتي، وأوصلها للمدينة وهو يسير على قدميه.
تقول أم سلمة: فقلت والله ليشكرنه الله على ما فعل، تقول: ما وجدت رجلاً أكرم منه، ما نظر إلي نظرة ولا كلمني كلمة حتى اقتربنا من المدينة، فقال: هنالك زوجك انزلي فاذهبي إليه، ثم أخذ الناقة وعاد.
ظل كافراً بعدها ثمان سنوات، وأسلم يوم فتح مكة، تقول أم سلمة: فو الله يوم أسلم قلت في نفسي مازلت أظن أن الله سيشكره عليها.
ومنها موقف أسماء بنت أبي بكر يوم الهجرة وكانت هي الوحيدة التي تعرف محل إقامة النبي -عليه الصلاة والسلام- في الغار، وكانت تذهب لهم بالطعام، أبو جهل شعر بذلك، فذهب لها وقال: أين أبوك؟ قالت: لا أدري، فلطمها لطمة أسقطت القرط من أذنها وشقت شفتها، فسالت الدماء، فذهب أبو سفيان يسترضيها شهامة وإنسانية منه، وظل يراضيها حتى هدأت.
ولما علم أبو بكر قال: اللهم ادخرها لأبي سفيان. فهداه للإسلام بعد عشر سنوات، فما أعظم شكر الله لعباده وما أروعها!.
رابع صور شكر الله للعباد: الثواب الكبير على العمل اليسير؛ فالله -تعالى- الشكور يشكر اليسير من العمل فيجازي عنه بالكثير، وهذا كثير في نصوص الشرع المطهرة، وقصة المرأة البغي التي سقت كلبا فشكرها الله فغفر لها فدخلت الجنة، خير دليل ويكفي بأن الله شكر لها وجعل لشعورها اعتبارا ناهيكم عن إكرامها بالجنة النعيم المقيم، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ، كَادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ" (البخاري (3467)).
ولا ننسى ما جاء من حديث أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ، فَقَالَ: هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُ مِائَةِ نَاقَةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ" (مسلم(1892))، ومن نوادر الحكم أن الله قد حرم الربا على عباده فيما بينهم، ولكنه -سبحانه- قد أحله بينه وبين عباده في العوض والجزاء، ولن يكون عبد مهما جاد بنفسه وسخا بماله أن يكون أكرم من الله بل لا يقدر أن يؤدي شكر نعمة الشكر لله.
خامسا: أعظم صور الشكر من الله -عز وجل- الجنة بالدنيا؛ فالشكور -سبحانه- يجازي عمل الدنيا بالجنة التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وهذا من الشكور الذي شكر لك عن الدنيا المحدودة بجنة خالدة لا منتهى لها.
سادسا: ومن صور شكره -عز وجل- لعبده، أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن تقرب منه شبراً تقرب منه ذراعاً، ومن تقرب منه ذراعاً تقرب منه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، ومن عامله ربح عليه أضعافاً مضاعفة، فإذا قام عبده بأوامره، وامتثل طاعته أعانه على ذلك، وأثنى عليه، ومدحه، وجازاه في قلبه نوراً وإيماناً وسعة، وفي بدنه قوة ونشاطاً وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء، وفي أعماله زيادة توفيقا، ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملاً موفوراً، لم تنقصه هذه الأمور.
فاللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين الذاكرين الحامدين، اللهم إنا نسألك شكرك وشكر خلقك وشكر كل من أسدى إلينا معروفا، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصبحه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله: فإن من العجيب حقا في لطائف ومعاني اسم الله الشكور أنه مع كل هذا العطاء والرزق والهبات التي وهبها للإنسان يكون شكور، ولأنه شكور فهو يشكر العبد الفقير على طاعته على الرغم من أنه هو الذي أعانه ووفقه، فالله أعانك وألهمك وأمدك بأسباب الخير وعندما تفعل هذا الخير يشكرك عليه ولكن شكر الله للبشر يختلف عن شكر البشر لربهم، قال الإمام الغزالي: "إذا كان الذي أخذ فأثنى شكوراً, فالذي أعطى وأثنى أولى أن يكون شكوراً ".
فشكر الإله ليس شكراً عاديا بل أضعافا مضاعفة: (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 30]، وحيثما تقرأ كلمة شكور في القرآن الكريم فستجد لفظة الزيادة مرتبطة بها، لأنه ليس أحد أكرم من الله ولا أحفظ للمعروف منه، قال تعالى: (وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) [الشورى: 23]، وقوله: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) [يونس: 26]، وقوله: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) [النساء:40]، فقد شكر الله لسعد بن معاذ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: "لَمَّا حُمِلَتْ جَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ المُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جَنَازَتَهُ، وَذَلِكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "إِنَّ المَلَائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ" (الترمذي (3849))، وشكر لجعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد قطع يديه في غزوة مؤتة، قال عليه الصلاة والسلام: "إن الله جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة" (ابن عساكر(27/257)). كما شكر ربنا لإبراهيم -عليه السلام- حين وفى بنفسه وماله وولده؛ أن جعله إمام الحنفية وجعل الإمامة في آله -صلى الله عليه وسلم-.
والناس مع نعم الله -سبحانه- بين شاكر ذاكر وكافر غافل، وأكثر الناس عن شكر هذه النعم غافلون، وهم في نعم الله غارقون: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [غافر:61]؛ وذلك بسبب غياب فقه أسماء الله وصفاته والعلم بمقتضياتها ومعانيها، ولو فقهها العباد لوجب عليهم أن يشكروا الله على كل نعمة، فهو -سبحانه- المحمود على نعمه التي لا محصي لها، المحمود على خلقه وأمره، وقضائه وقدره، ودينه وشرعه، أما الكافر فإنما سمي كافراً، لأنه يغطي نعمة الله التي أسبغها عليه، ويجحدها ولا يقر بها كما قال سبحانه عن الكفار: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) [النحل: 72].
ولو سألت -يا عبد الله- عن كيفية شكر نعم الله والقيام بواجب العبودية للشكور المنعم الشاكر، فإن الشكر لله يكون بالقلب وهو تصور النعمة، واللسان وهو الاعتراف بها إلى المنعم، والجوارح وهو الاستعانة بها على طاعته، فعن صهيب الرومي أن رسول الله قال: "عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ, إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ" (مسلم(1999)).
وشكر اللسان هو الثناء على المنعم بفضله، وشكر سائر الجوارح هو مكافأة النعمة بفعل الجوارح، من خلال خضوعها واستجابتها لأمره ونهيه، قال تعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ: 13]، وقد تجلى هذا الشكر في عبادته وطول قيامه عليه الصلاة والسلام كما في حديث الْمُغِيرَةَ -رضي الله عنه- يَقُولُ: "إِنْ كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لَيَقُومُ لِيُصَلِّىَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَو سَاقَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ, فَيَقُولُ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا" (البخاري(1130)).
والسؤال الذي لابد أن يثور في أذهاننا جميعا، ويسأله كل واحد منا لنفسه إن أراد السعادة في الدارين، وهو: كيف أكون عبدا شكورا؟, وكيف يحيي العبد في ظل اسم الله الشكور؟, وما الذي يتوجب على كل واحد منا للقيام بحق الشكر للشكور المنعم ؟.
اعلم -يا عبد الله, يا من اصطفاه مولاه واجتباه، وإلى طريق العلم والفقه بأسماء الله وصفاته هداه- أن المرء لابد أن يسلك نمطا جديدا في العيش لتحقيق شكر الله -عز وجل-، نمطا تتغير في الأخلاقيات والسلوكيات والعادات والعلاقات، ومن أهم الأسس التي يحقق بها العبد مقام الشكر للشكور الشاكر المنعم ما يلي:
أولا: سخاء النفس واليدّ, فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" (مسلم(2699))، فهذه لذة العطاء في الدنيا فكيف بالآخرة فكيف عند حين ترى الوفاء والجزاء من رب الأرض والسماء.
ثانيا: الإخلاص, فالله الشكور هو من سيشتري منك بأغلى سعر وأفضل ثمن، وليس من غيره من سيعطيك من الأرباح أكثر, فإياك أن تبيع للشكور ثم تبيع لغيره، لا تشرك معه أحدا، أحيانا يتأخر العطاء ليختبر الله إخلاصك، وإياك -عبد الله- أن تذهب لأصحاب المناصب وغيرهم إذا تأخر شكر الله لك، أخلص وستجد ما تقر به عينك وتطمئن إليه نفسك، أحسن التعلق به.
ذات يوم أقبلت قافلة إلى المدينة، فسمع أهل المدينة للأرض رجفاً وهزاً؛ حتى تساءل الناس ما الذي حل بالأرض؟, فقالوا: قافلة لعثمان بن عفان قدمت من الشام بألوان المتاجر والملابس والقماش، فجاء التجار يهرعون إلى عثمان بن عفان، قالوا شرينا شرينا يا عثمان، فقال: إني بعت، فقالوا: شرينا، فقال: كم تعطونني؟, قالوا: نعطيك في الدرهم اثنين، قال: قد أعطيت أكثر، قالوا: نعطيك في الدرهم ثلاثة، قال: قد أعطيت أكثر، فما زالوا به حتى أعطوه في الدرهم سبعة، فقال: لقد أعطيت فيه عشرة، فقالوا: ما صدقت يا عثمان! من الذي يعطيك عشرة ونحن تجار المدينة ولا ينافسنا أحد؟ فقال: إن ربي -عز وجل- قد أعطاني في الدرهم عشرة، إن الحسنة بعشر أمثالها. وتصدق بالقافلة كلها على فقراء المدينة.
ثالثا: شكر الناس, فكثير من الناس لا يحسنون أن يشكروا خلق الله على صنائع المعروف والإحسان، وهذا النسيان أو التناسي يورث الصدور عداوة وبغضاء عميقة، وشكر المعروف والثناء على الناس يملئ النفوس راحة وسرورا، وإن الخطوة الأولى لاعتياد شكر نعمة الله يكون بشكر الناس على معروفهم وإحسانهم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ" (أبو داود(4811) وصححه الألباني).
وعن ثَوْبَانَ قَالَ لَمَّا نَزَلَتِ: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) [التوبة: 34] قَالَ كُنَّا مَعَ النبي -صلى الله عليه وسلم- في بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: أُنْزِلَ في الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ, لَو عَلِمْنَا أي الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ, فَقَالَ: "أَفْضَلُهُ لِسَانٌ ذَاكِرٌ وَقَلْبٌ شَاكِرٌ وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ" (الترمذي (3094)وصححه الألباني). فالقلب الشاكر سيعينه على شكر الخالق وشكر المخلوقين، والقيام بهذا الحق الكبير.
وختاما -أيها الأخوة-: إن الله -عزَّ وجلَّ- قد أكثر من تعداد نعمه على عباده، فلم يترك لجاحد مجالاً أن ينكر نعم الله عليه، بل لو أراد الإنسان أن يحصي ما في جسده من نعم الله وآلائه لعجز، فكيف لو أراد أن يحصي نعمه على جميع خلقه في حياتهم، وآلاءه في السموات والأرض، ونعمه في الدنيا والآخرة، إن ذلك لا يمكن تصوره، فضلاً عن عده: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18]، بل يقف العقل حائرا والفكر مندهشا والقلب مخبتا لما يلمسه من نعم الله السابغة والعجيبة.
فهيا بنا -يا إخوة الإيمان- والإسلام إلى الروضة الغناء لطاعة الله والعلم بأسمائه وصفاته والعمل بمقتضى هذا العلم، فأكثروا من الخير والعبادة، ولا تحقرن من المعروف شيئا ولا من الخير قليلا، ولا تدري أي الأعمال أنفع عند الله وأثقل في الميزان، وأقبل عند الله، فيشكرك عليه فيعتقك، أو يكتبك من أهل الجنة أو يحفظ أولادك أو يميتك ميتة جميلة، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ" (صحيح الترغيب (880)).
علينا أن ندعو الشكور بهذا الاسم ونجتهد في الدعاء به، فقد ورد عن سليمان -عليه السلام- أنه قال: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ) [النمل: 19]، وقوله -تعالى-: (قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الأحقاف: 15].
اللهم ألهمنا شكرك وأعنا عليه، واجعل حياتنا مليئة بالطاعة والعبادة المرضية التي ترضيك عنك، وعاملنا بما أنت أهله، فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة، كما وعدتنا يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين.
اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مُضلين سلما لأوليائك وعدوا لأعدائك نحب بحبك مَن أحبك ونعادي بعداوتك من خالفك.
اللهم اعطنا اٍيمانا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة ننال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة. اللهم اٍنا نسألك الفوز في العطاء والقضاء، ونزل الشهداء وعيش السُعداء والنصر على الأعداء.
اللهم ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد نسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقرّبين الشهود الركّع السجود الموفين بالعهود, اٍنك رحيمٌ ودود وأنت تفعل ما تريد.
اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه محمد -صلى الله عليه وسلم- ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة اٍلا بالله.