البحث

عبارات مقترحة:

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

الشائعات وآثارها السيئة على الفرد والمجتمع

العربية

المؤلف سعود بن ابراهيم الشريم
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة
عناصر الخطبة
  1. ضرورة التثبُّت والتأنِّي في تلقي الأخبار .
  2. المجتمع الجاد لا يعطي الفرصة لنشر الشائعات .
  3. المنهج الشرعي في تلقي الأخبار .
  4. خطورة الشائعات على الفرد والمجتمع .

اقتباس

إن المُجتمع الجادَّ لا يُعطِي فُسحةً لفُضولِ الحديث الإعلاميِّ الذي يُفرِّقُ ولا يجمعُ، ويضرُّ ولا ينفعُ، ويُهدِرُ طاقاتٍ وجُهودًا للبناء والنَّماء، حين يشغَلُه تناقُل الأخبار، وترويجُ الشائِعات؛ إذ هذه سِماتُ المُجتمع البَليد الذي يُقطِّعُ أوقاتَ فراغِه بما يزيدُها فراغًا، ويُضاعِفُ هُوَّتها؛ لأن المُجتمع إذا شغلَ نفسَه، وعمرَ وقتَه بـ"قِيل وقال"، فلن يُشيِّد معرفةً، ولن يستطيع حملَ الأثقال في المصاعِب، ففي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله كرِهَ لكم ثلاثًا: قِيل وقال، وإضاعةَ المال، وكثرةَ السُّؤال".

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينُه، ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الوصف: end-icon] [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فيا أيها الناس: للبشر ولعٌ فطريٌّ بتلمُّس الأخبار وقبول الشائِعات، واصطِيادها في الهواء قبل وقوعِها، في حين أنهم قد اعتادُوا الكسلَ المُفرِط عن التثبُّت والأناةِ والتُؤَدَة والتبيُّن. هكذا معظمُ الناس، إلا من رحِم الله، وقليلٌ ما هم، ولقد صدقَ الله: (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) [الأنبياء: 37]، (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا) [الإسراء: 11].

إن من المُقرَّر عقلاً وشرعًا: أن الحوادِث المُستحكِمة والأخبار العامَّة التي تتعلَّقُ بأساسات الأمة ليس لها إلا التثبُّتُ الدقيقُ والتأنِّي، ونبذُ العجَلة من تصديقِها إلى إيقاعِها، حتى يجتمعَ فيها شروطُها، وتنتَفي عنها موانِعُها، من خلال نفسٍ مُتَّئدةٍ نبيلةٍ تُحسِنُ التصرُّفَ في الأزمات، بعيدًا عن الهَزل والاستِخفاف بالحقوق والذِّمَم والأعراض؛ لأن من الناس من يجعلُ من العجَلَة في تلقِّي الأخبار والشائِعات وإيقاعِها على خلافِ حقيقتِها سِتارًا يُوارُون به تفريطَهم المَعيب، وضيقَ عطَنهم الذَّميم، ولا يُعدُّ مثلُ هذا إلا التِواءً يُعلِّقُ القلبَ بالرِّيَب، ويطيشُ بالعقول عند الكُرَب، فلا يجلِبُ إلا معرَّةً وعودًا بالألم فيما طلبُوا منه السلامة.

إن عقلَ الرجل وميزانَه إنما هو فيما يحمِلُه عقلُه وفِكرُه من مُكتسَبات الأناة والتثبُّت في أمورِه، وبالأخصِّ فيما يتعلَّقُ بحقوق الناس وذِمَمهم وأعراضِهم وأموالِهم ودينِهم.

وكفَى بعدم التثبُّت ذمًّا أن جعلَ الله عاقِبَته الندامةَ والتحسُّر، ولاتَ ساعة مندَم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات: 6].

إن مُعظمَ الشائِعات والأخبار دافِعُها الفُضولُ، وحبُّ الاستِطلاع، ومعرفة الخبر وما ينطوِي عليه بأدنَى سبب، ولو أن يبذُل أحدُهم شيئًا من مالِه لتحصيلِه، مع أنه ليس بينه وبين أن يتلقَّاه دون عِوَضٍ إلا لحظاتُ تروٍّ وانتِظارُ تعقُّلٍ بينهما من الفُروق ما اللهُ به عليم. وقديمًا قيل:

ستُبدِي لك الأيامُ ما كنتَ جاهِلاً

ويأتِيكَ بالأخبارِ من لم تُزوِّدِ

ويأتِيـكَ بالأخبـار من لم تبِع له

بتاتًا ولم تضرِب له وقتَ موعِدِ

إنه ليس كلُّ تلقِّي الشائِعات وتداوُل الأخبار كيفما اتّفق يكون مُنطلَقُه الفُضول، فلربما كان مُنطلَقَه الرئيسُ هو التشويشُ وإثارةُ البلبلة؛ لتحقيق مآرِب فِكريَّة أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية، من أجل خلخلة المُحكَم وفرط المنظوم؛ ليتفرَّق الصفُّ، وتُنزعُ الثقة، ولو من بابِ أن يقول الناسُ: كيف وقد قِيل!!

إن المُجتمع الجادَّ لا يُعطِي فُسحةً لفُضولِ الحديث الإعلاميِّ الذي يُفرِّقُ ولا يجمعُ، ويضرُّ ولا ينفعُ، ويُهدِرُ طاقاتٍ وجُهودًا للبناء والنَّماء، حين يشغَلُه تناقُل الأخبار، وترويجُ الشائِعات؛ إذ هذه سِماتُ المُجتمع البَليد الذي يُقطِّعُ أوقاتَ فراغِه بما يزيدُها فراغًا، ويُضاعِفُ هُوَّتها؛ لأن المُجتمع إذا شغلَ نفسَه، وعمرَ وقتَه بـ"قِيل وقال"، فلن يُشيِّد معرفةً، ولن يستطيع حملَ الأثقال في المصاعِب، ففي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله كرِهَ لكم ثلاثًا: قِيل وقال، وإضاعةَ المال، وكثرةَ السُّؤال". رواه البخاري.

فانظُروا -يا رعاكم الله- كيف جمع في الحديث بين قِيل وقال، وكثرة السُّؤال، وإضاعة المال! وكأنَّ في هذا إشارةً إلى أن إضاعةَ المال سببٌ للإفلاس، وكثرة السُّؤال سببٌ للوقوع في العَنَت، فكذلك إضاعةُ الوقت بـ"قِيل وقال" سببٌ لإفلاس الأوقات دون عِمارتها بما يُفيد، فتملأُ أجواءَ الفِكر تشويشًا وتهويشًا.

ورحِم الله ابنَ الجوزيِّ؛ حيث قال: "شاهدتُ خلقًا كثيرًا لا يعرِفون معنى الحياة؛ فمنهم من يُقطِّع الزمان بكثرة الحوادِث من السلاطين، والغلاء والرُّخص، إلى غير ذلك، فعلمتُ أن الله تعالى لم يُطلِع على شرَف العُمر ومعرفة قدر الأوقات العافِيَة إلا من وفَّقه الله وألهَمَه اغتِنامَ ذلك: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 35]".

عباد الله: لقد علَّمَنا ربُّنا -جلَّ شأنُه- التُّؤدَة والأناة، وعدم أخذ الأخبار كيفما اتَّفق، دون تمحيصٍ ولا تثبُّت؛ لما يُحدِثُه ذلكم من تشويشٍ وحُكمٍ بالظنِّ الكاذِب، وقلبٍ للحقائِق، ورجمٍ بالغيبِ على أقوامٍ بُراءٍ، وتقويلِهم ما لم يقولوه أصلاً، أو حملِ مقالِهم على ما لم يُريدُوه أصلاً.

فقد سمِع الفاروقُ -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلَّق نساءَه، فجاءَه من منزلِه حتى دخلَ المسجِد، فوجدَ الناسَ يقولون ذلك، فلم يصبِر حتى استأذنَ على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فاستفهَمَه: أطلَّقتَ نساءَك؟! فقال: "لا"، فقام عُمر على بابِ المسجِد فنادَى بأعلى صوتِه: لم يُطلِّق رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- نساءَه. فنزلَت هذه الآية: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء: 83].

لقد علَّمَنا ربُّنا -جلَّ شأنُه-، وعلَّمَنا رسولُنا -صلى الله عليه وسلم- ألا تكون آذانُنا كالأقماعِ نتلقَّى من خلالِها أيَّ خبرٍ دون تثبُّت، وأن نُرسِلَه جُزافًا بلا زِمامٍ ولا خِطامٍ؛ فإن الخبرَ أول ما يُحتاجُ فيه إلى معرفةِ صِدقهِ من كذِبِه.

ومن ثَمَّ تأمُّل ما يَعنيه هذا الخبرُ، فلا نُنزِلُه في غير ما هو له، أو نتجاوَزُ في فهمِه أكثرَ مما يستحقِّهُ ويَعنيه، فضلاً عن أن تلقِّيَ الأخبار هكذا جُزافًا سبيلٌ إلى التِياثِ المرء بالكذِب الذي يهدِي إلى الفُجور، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كفَى بالمرء كذِبًا أن يُحدِّثَ بكل ما سمِع".

ويشتدُّ الأمرُ تأكيدًا ونكيرًا حينما يكونُ الخبرُ مُتعلِّقًا بأمور دينِنا؛ كالنَّقل عن المُصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وبثِّ أخبار فضائل الأعمال عبرَ مواقِع التواصُل والمجامِع دون تثبُّتٍ؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "من كذبَ عليَّ مُتعمِّدًا فليتبوَّأ مقعدَه من النار".

هكذا علَّمَنا دينُنا -عباد الله-؛ فهل يعِي ذلك من له مُسكةُ عقلٍ سواءٌ في الجانبِ الإعلاميِّ، وهو معنيٌّ بالدرجة الأُولى في زمنِنَا هذا؛ لأنه مصدرٌ رئيسٌ من مصادِر الأخبار والحوادِث والشائِعات، والتي من خلالِها يحكُم ذوُو البصائر والأفهام على مِصداقيَّة تلك المصادِر الإعلاميَّة أو عدمِها.

أو في الجانِبِ الفرديِّ؛ فإن المرءَ مُحاسَبٌ بكل ما ينطِقُ به لسانُه، وما يخطُّه بَنانُه، بصريح عباراته التي لا تحتمِلُ التأويل، مع التأنِّي في المُعرَّض به، حتى تدلَّ القرائنُ على المعنى المُراد، ولقد قال الله: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، وقال -سبحانه-: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار: 10- 12].

باركَ الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، قد قلتُ ما قلتُ، إن كان صوابًا فمن الله، وإن كان خطأً فمن نفسِي والشيطان، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المُسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانه.

وبعد:

فاتقوا الله -عباد الله-.

واعلموا أن الله -جلَّ شأنُه- حينما أمرَ بالتثبُّت في الأنباء قبل نقلِها، أو بناء الحُكم عليها؛ فإنما ذلكم مُراعاةٌ للخُطورة البالِغة، ولما يترتَّبُ عليها من الآثار على الضرورات المعروفة: في دينِ الناس، وعقولِهم، وأعراضِهم، وأموالِهم، ودمائِهم.

ناهِيكم عن قيمة الخبر وتأثيرِه على القضاء والحُكم والفتوى والإعلام بكل وسائلِه؛ فكم من خبرٍ كاذِبٍ قتلَ نفسًا؟! وكم من خبرٍ كاذبٍ أودعَ سِجنًا؟! وكم من خبرٍ كاذِبٍ طلَّق زوجةً، ففرَّقَ أُسرةً برُمَّتها؟! وكم من خبرٍ كاذِبٍ روَّع أقوامًا وأفلسَ آخرين، وسِيئَت به ظُنون، فهُتِك به العِرضُ، واعتُدِيَ به على النفس والمال والدين.

والغالبُ أن سُوءَ التعامُل مع الأخبار إما من جهة صِدقِ المُخبِر به من عدمِه، أو من جهة فهمِ الخبر وإيقاعِه موقِعَه الصحيح. وهذا الأمرُ يجبُ أن يكون فيه لدَى المُتلقِّي للأخبار عُنصران رئيسان:

أحدهما: عنصر العلم.

وثانيهما: عنصر العدل.

ففي عنصر العلم: لأن الحُكم على الشيء فرعٌ عن تصوُّره.

وفي عنصر العدل: في أن يتعاملَ مع الخبر بعين الإنصاف، فلا تطغَى عليه عينُ الرِّضا فيُحابِي، ولا تحجُبُه عينُ العداوة عن أن يعدِل.

ولو أن الناسَ اتَّصَفُوا بخَصلةِ التُّؤدَة والأناة لتلاشَت عنهم كثيرٌ من المُوجِعات والمُفجِعات؛ لأن كثيرًا من الأخبار لا تصِحُّ من أصلِها، ففي التثبُّت عند تلقِّيها كفايةٌ عن مغبَّتها إن كانت كاذِبةً، وحُسن إيقاعٍ لها إن كانت صادِقةً. وكم من صامتٍ نُقِل عنه ما بلغَ الآفاق، وسارَت به الرُّكبان!

وقد أحسنَ من قال:

وهُم نقَلوا عنِّي الذي لم أفُهْ بهِ

وما آفةُ الأخبار إلا رُواتُها

وفي سُنَّة المُصطفى -صلى الله عليه وسلم- واقِعةٌ تُعطِي العِبرةَ والعِظَةَ، وبالأخصِّ في أمور الدين؛ ففي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلَّى بأصحابِه صلاةً رباعيَّةً ركعتين ثم سلَّم، فخرجَ سَرَعانُ الناس -أي: المُتعجِّلون منهم-، فقالوا: قُصِرت الصلاة. فقال رجلٌ يُقال له ذو اليدين: أنسيتَ أم قُصِرت؟! فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لم أنسَ ولم تُقصَر". قال: بلى، قد نسيتَ. فصلَّى ركعتين ثم سلَّم... الحديث.

فانظُروا -يا رعاكم الله- إلى أثر العجَلَة في نقل الخبر؛ إذ قد يُؤدِّي إلى تغييرٍ في أحكام الدين، وانظُروا كذلك إلى أثر التثبُّت كيف حوَّل الفهمَ والظنَّ من كون الصلاة قد قُصِرت إلى كون ذلك سهوًا وليس تشريعًا جديدًا.

ألا فاتقوا الله -عباد الله-، وصلُّوا وسلِّموا على من أمرَكم الله بالصلاة عليه، فقد قال -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى خُلفائِه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين، اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكرُوبِين، واقضِ الدَّيْنَ عن المَدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم كُن لإخواننا المُضطهَدين في دينِهم في سائر الأوطان يا ذا الجلال والإكرام.