البحث

عبارات مقترحة:

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

كيف تكسب الآخرين؟

العربية

المؤلف يوسف بن محمد الدوس
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - المنجيات
عناصر الخطبة
  1. أهمية كسب الآخرين .
  2. لماذا كسب الآخرين؟ .
  3. وسائل كسب الآخرين ونيل محبتهم .
  4. هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في كسب الآخرين .
  5. فضل إعانة المحتاجين .
  6. حرص النبي –صلى الله عليه وسلم- على الأخلاق .

اقتباس

أيها المبارك: لا تقدم هواك على فطرتك، ولا تغلب عاطفتك على عقلك، ولا ترجح قولك على تجربتك، استمع إلى غيرك، ارشد نفسك، بترجيح تصرفاتك، احكم بعين الحكيم المنصف، لا تهتم بسفاسف الأمور، علق نفسك بكل ما هو جدير بالاهتمام، تجنب الظلم والكبر قدر الاستطاعة، واستعن بالله في إصلاح نفسك وحياتك، فإن الله -سبحانه وتعالى- يحب أن يراك مقبلا إليه في ...

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي أظهر دينه المبين، ومنعه بسياج متين، فحاطه من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، سخر لدينه رجالا قام بهم وبه قاموا، واعتز بدعوتهم وجهادهم وبه اعتزوا.

وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله كان يربي ويعلم، ويدعو ويصوم، ويقوم ويغزو، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

عباد الله: فاتقوا الله حق تقاته.

واعلموا: أن الله -تبارك وتعالى- يحب من الأخلاق أكرمها ومن الصفات أفضلها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].

أيها الأخ الحبيب أيها المبارك: ما أنت إلا مثل حروفك عندما تنظمها وتبعثها: إما أن تكون ملونة براقة جذابة، أو قاتمة منفرة.

والآخرون من حولك عندما يتلقونها تقف المشاعر عندها طويلا: إما أن تكون سماء ليلية كالحة، في وجوه الناس، أو تكون أضواء منيرة في أجواء الباسمين، وثمة أرواح تتلاقى، وأرواح تتنافر.

المودات والصداقات التي تتبادلها النفوس هي في الحقيقة وردة مزهرة، وفاكهة مثمرة، بقدر جمالها نزيد في زرعها، وغرسها في القلوب، لتزيد خضرتها، وتزهو ورودها، فتبتهج النفوس لها، وتأنس القلوب لها.

إذا خلا القلب من غل يقدره

فبشروه بدنيا ما بها كدر

أيها المباركون: طموح المؤمن في حياته يتجاوز النجوم، لا يزال متطلعا لمعالي الأمور، طامعا بالاقتداء بأخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ينشر أشعة الحب والصفاء في القلوب، فتتعطر بروح عذبة، وتنساب كالماء على الأرواح، ويكون كالغيث أينما حل، أو وقع نفع.

ففن كسب الناس، وبناء العلاقات، يشكل أهمية كبيرة في حياة الطامح الذي لديه من علو الهمة ما لديه.

كيف لا وهو يعلم أن تأثيره في الآخرين هو مفتاح لقبوله، وقبول الخير الذي لديه، وما اهتمام الإسلام بالأخلاق، ورقي التعامل، اهتماما عظيما، إلا من أجل هذا الهدف النبيل، فكانت الأجور العظيمة.

ها هو نبينا -عليه الصلاة والسلام- أسر قلوب الكثيرين من حوله، فقال الله عنه يقول: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران: 159].

والفاروق عمر -رضي الله عنه-: "ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك: أن تبدأه بالسلام، وأن توسع له في المجلس، وأن تدعوه بأحب الأسماء إليه".

وأبو ذر -رضي الله عنه- يقول: "أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع" وذكر منها: "حب المساكين، والدنو منهم، والنظر إلى من هم دوني، وصلة الرحم، وعدم سؤال شيئا".

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم

فطالما استعبد الإنسان إحسانا

إخوة الإيمان: لما كانت الحياة تحتاج إلى حسن التعامل، وإلى السياسة مع من يتعامل معه، اعتنى الإسلام بهذا عناية فائقة.

ولا غرابة، الإسلام يحوي الكنوز من الآداب والتعاليم التي جاءت لترقى بالإنسان إلى مراتب التعامل، حتى نكون أمة واحدة، راقية بارزة مختلفة عن غيرها بمبادئها، وأخلاقها المثالية.

المؤمن عند لقائه بالشخص لأول مرة، يستطيع أن يخطف بصره بلونه الفاقع، وبريقه الساحر، وهو يبدأ بالسلام بنغمة وصوت ممزوج بالمرح والابتسامة، والإقبال والانشراح.

كل هذا نابع من قلب صادق صافي، يصافح بحرارة ولهفة، كما شرع لنا ديننا الحنيف، فلنصنع من أنفسنا -يا عباد الله- نجوما براقة من خلال تطبيق نهج ديننا ونبينا -صلى الله عليه وسلم- في طريقة التعامل مع الآخرين، والتواصل معهم.

وها هنا نقاط ينبغي التأكيد عليها في طريق الوصول إلى القلوب، وملامسة الأرواح: استمع للآخرين، وانصت لهم، اترك لهم الفرصة في الحديث والكلام، واستفراغ ما في صدورهم، والتنفيس عما في نفوسهم، دون مقاطعتهم

الاستماع بشغف هو أعلى دروب الثناء الذي يمكن أن تضفيه على المتحدث معك، الناس بطبعهم يحبون من يفتح لهم المجال لتحقيق ذواتهم، أو التعبير عن أفكارهم، وترى بعض الناس يتغافل عن هذا ويجهله، فتجده يستبد بالحديث في المجلس منذ أن يجتمع مع الناس إلى أن يتفرقوا، وهو الذي يتحدث، ويعلو صوته ويخفضه، وكأن ليس من حوله أحد، وهذا ليس من الأدب بمكان، وليس بمراعاة للآخرين.

وينبغي: أن تكون جذابا بعرض أفكارك بطريقة تمثيلية، أو تشبيهية، مليئة بالعبارات المقربة للمستمعين، وبوجه بشوش، وعبارة مختارة، وابتسامة صادقة، لكي تكون متمثلا بما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أوصى، وقال: "تبسمك في وجه أخيك صدقة".

يا صاح لا خطر على شفتيك

أن تتثلما والوجه أن يتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحك

والدجى متلاطم ولذا نحب الأنجما

من الناس من إذا تحدث في مجلس إخوانه وأصدقائه وأبنائه؛ كأنه في مؤتمر، أو في قاعة درس، يتكلم بعبارة حادة، ووجه مكفهر، وكأنه يلقي الأوامر التي لا ينبغي أن يتجاوزها أحد.

ليكن حديثك حديث الحوار، وحديث النقاش، وحديث التودد والتقرب ممن يستمعون إليك.

كن أيضا: متقننا للمهارات المدهشة في كسب الآخرين، عن طريق منح الثقة بالنفس، والتكلم فيما تظن أنه يسر محدثك.

لا بد أن تعد الصفات الخيرة لكل من حولك، وتثني عليهم، وتذكر مآثرهم، وأن تناديهم بأحب أسماءهم، وأن تتعرف على أسمائهم وأنسابهم، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو الناس بأحب أسمائهم، حتى الأطفال الصغار، كان يكنيهم عليه الصلاة والسلام ، كما قال لذلك الطفل: "يا أبا عمير ماذا فعل النغير؟".

وأبو عمير هذا طفل صغير كان يلعب بطير صغير بين يديه اسمه: النغير.

وهذا من الإجلال، وزرع الثقة.

وأيضا عليك بالتشجيع على الأعمال التي ينجزها الآخرون، فهذا يخلق لديهم رغبة جامحة في أن يفعلوا ما تريد منهم، وهذا هو دأب النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يشوق الناس لما يأمرهم به، لما أراد أن يسير جيشا قال: "لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله".

إياك وجرح المشاعر، والنصيحة علنا؛ لأن النفس تكره بطبعها أن يرى الناس عيوبها، وابتعد عن النقد المباشر، طبيعة البشر تأبى ذلك، ولا تقبله، ويؤدي إلى العناد، وإلى الجدل العقيم، فقد لا ينفذ الشخص المنتقد المطلوب منه إذا كان الأسلوب مباشرا، وبنقد حاد.

أما إذا كان الأسلوب بطريقة لطيفة، وغير مباشرة، فيكون ذلك أدعى للقبول، ولتنفيذ ما هو مطلوب، ولنا في رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، فقد ورد في قصة القوم الفقهاء، والذين جاؤوا، وكانوا جميعا من مضر، تأثر عليه الصلاة والسلام لما هم عليه من الفقر، فقام وخطب الناس، ثم قال: "تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره".

ولم يقل عليه الصلاة والسلام: "تصدقوا" ولم يأمرهم أمرا مباشرا، ولم يعاتبهم عليه الصلاة والسلام على عدم الصدقة، أو إهمال هؤلاء، فكانت النتيجة أن جاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفة يديه تعجز عن حملها، بل قد عجزت، وقدمها للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فاستهل وجهه، وقام الناس بعد ذلك وتصدقوا، فأصبح عنده كومة من الصدقات، وفرح عليه الصلاة والسلام.

عامل كل الناس بأسلوب مناسب، وكل على حسب طبيعته، وسنه ومستواه في تعليمه وثقافته، وطبيعة بيئته.

الطفل له طريقته، والشاب له الأسلوب المناسب، وكبير السن كذلك، والمرأة لها ما يناسبها.

والناس منذ خلقهم الله وهم مختلفون في طبائعهم ورغباتهم وميولهم؛ روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا".

"الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ".

كان شأنه عليه الصلاة والسلام في تربية أصحابه وتعليمهم: أن يراعي أحوال من يتعامل معهم، وينزل الناس منازلهم؛ ففي توزيعه عليه الصلاة والسلام بعض أموال الغنائم، والفيء على أناس دون أناس معرفة بطبيعة أحوالهم وخلقتهم، وضعف نفوسهم، أو قوتها.

وكذلك تقسيمه للأعمال والمهام على أصحابه كلاً بحسبه، فما أوكل إلى حسان -رضي الله عنه- غير الذي إلى معاذ -رضي الله عنه-، وما أوكله لخالد بن الوليد -رضي الله عنه- مختلف عما أوكله إلى أبي هريرة -رضي الله عنه-.

وكان هذا ليس إلا معرفة بالطاقات والميول والرغبات، ومعرفة النفسيات لأصحابه، وما يطيقون، وما يحسنون، وما يحبون، وما يستطيعون.

فعرف عليه الصلاة والسلام قلوبهم، فصنع من كل واحد منهما مجدا قائما بذاته، فيما يحسنه ويجيده.

ثم عليك -أخي المبارك-: أن تراعي نوع العلاقة التي أمامك، معاملة الأبناء ليست كمعاملة الآباء استخدم الأسلوب الراقي أثناء التحدث مع الناس، ولا تكن في موطنك الذي ربما يضفي عليك شخصية ما، ملازمة لك في جميع أحوالك، ربما يكون الواحد مسئولا، أو صاحب أمر ونهي، في مجال ما، فتجد هذه الشخصية تنجر عليه في جميع أحواله، مع أصحابه، ومع والديه، ومع أبنائه وأصدقائه وأصحابه، تجده ذلك الرجل الذي لا يتغير بحال.

ونبينا -عليه الصلاة والسلام- لم يكن كذلك، كان في وقت الحرب بشخصية، وعندما يجالس أهله وأهل بيته بشخصية أخرى، وعندما يداعب الأطفال كان رحيما لطيفا رقيقا عليه الصلاة والسلام، ومع العدو كان شديدا ذا بأس، يقاتل ويجاهد، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

لتكن شخصيتك مرنة -أيها المبارك-: لكي تستطيع أن تتكيف مع الناس من حولك، وإياك أن تطالب الناس أن يكونوا مثلك، أو يراعوك دون أن تراعيهم أنت، فبادر لكي تستمتع بحياة منوعة مستقرة في نفسك وفي بيتك.

ثم احرص على كسر الحواجز الثقيلة بطرفة تبديها، بود ومحبة، فبها تكسب الحسنات، وتدخل السرور على القلوب، مع مراعاة التوسط والاعتدال، وأحوال الناس وثقافتهم.

وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن كثر مزاحه استخف به".

ولكن هذا لا يعني نفيها بالكلية، ولكنها كالملح في الطعام، يتخف به، ولا يزيد عن حده.

ثم عليك -أخي المبارك-: أن تهتم بمظهرك اهتماما يعبر عن نعمة الله -سبحانه وتعالى-، تتأسى فيه بنبينا -صلى الله عليه وسلم-، اختر الثياب الجيدة، والرائحة الطيبة، فنبيا -عليه الصلاة والسلام- ذكر أنه قد: حبب إليه من الدنيا النساء والطيب، وجعلت قرة عينه في الصلاة.

الله جميل يحب الجمال، عليك بمراعاة الناس في ذلك، فإن العناية بمظهرك أمامهم، هو تعبير عن احترامك لهم، سواء كنت في بيتك، أو في عملك،  أو مع أصحابك.

ومما يؤسف له: أن بعض الناس يبالغ مبالغة كبيرة في لبسه وهندامه عند الآخرين، ولكن حاله في بيته ومع أهله؛ يرثى له.

أيها المباركون: التواضع رأس كل فضيلة، وطريقة إلى كل محمدة، والمتكبرون هم أولئك المنبوذون، يتكبرون تكبرا تأسيا بمنهج إبليس -عليه من الله ما يستحق-، والمتواضعون هم على نهج محمد بن عبد الله، هم الذين يخترقون القلوب، ويصلون إلى أعماقها،  ويحققون مأربهم، وينالون محبة الناس وقربهم.

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر

على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تك كالدخان يعلو بنفسه

على طبقات الجو وهو وضيع

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله، فاستغفروه...

الخطبة الثانية:

الحمد لله الأول والآخر، والظاهر والباطن، الحكيم العليم، الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على السراج المنبر، النبي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

وبعد:

أيها المباركون: إن الحرص على إعانة الناس، وقضاء حوائجهم، ومحاولة إدخال السرور إلى قلوبهم، بعونهم، وتفريج كرباتهم، وتنفيس ما هم فيه من ضيق، من أجل الأعمال وأعظمها أجرا عند الله، وتأثيرا في قلوب الناس.

وجاء في الحديث: "إن من أحب الأعمال إلى الله: إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرج عنه غما، أو يقضي عنه دينا، أو يطعمه من جوع" .

وسئل الإمام مالك: أي الأعمال تحب؟ قال: "إدخال السرور على المسلمين، وأنا نذرت نفسي أفرج كربات المسلمين".

ولذلك لا ينبغي، ولا يمكن أن يصل الواحد منا إلى هذه المستويات إلا إذا كان متحليا بخلق جم رفيع، يحمله على التجرد، وطلب ما عند الله -سبحانه وتعالى-.

وهذا كله ثمرة من ثمرات الأخلاق الكريمة، والنفوس الذكية؛ جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أحسن الناس خلقا، وقال ربنا -سبحانه وتعالى- مادحا نبيه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].

ولما سئلت عائشة عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- قالت: "كان خلقه القرآن".

فهذه الكلمة العظيمة من عائشة تختصر منهج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتصفه صفة شاملة، فيما كان عليه من تحليه بما جاء في كتاب الله -جل وعلا-.

ولذلك -يا عباد الله-: ما حرص نبينا -صلى الله عليه وسلم- على شيء كحرصه على الأخلاق، في حثه عليها، وتمثله بها، وزرع أهميتها في نفوس أصحابه عليه الصلاة والسلام؛ لأنها بوابة إلى كل خير يراد من المسلم.

أيها المبارك: لا تقدم هواك على فطرتك، ولا تغلب عاطفتك على عقلك، ولا ترجح قولك على تجربتك، استمع إلى غيرك، ارشد نفسك، بترجيح تصرفاتك، احكم بعين الحكيم المنصف، لا تهتم بسفاسف الأمور، علق نفسك بكل ما هو جدير بالاهتمام، تجنب الظلم والكبر قدر الاستطاعة، واستعن بالله في إصلاح نفسك وحياتك، فإن الله -سبحانه وتعالى- يحب أن يراك مقبلا إليه في التغيير والتجديد، إذا ما خلصت النية، كان العون من الله -سبحانه وتعالى- حاضرا.

ثم صلوا وسلموا على رسولنا الذي أوصى سبحانه وتعالى في كتابه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

صلى عليك إله العرش ما نبضت

فينا العروق وما امتدّت أيادينا

صلّوا عليه صلاة الله تبلغكم

وذكّروا تبلغوا أجر المصلينا

اللهم أعز الإسلام والمسلمين...